المحرر موضوع: تحية للاستاذ عابد ملاخا ... ارجو ان لا تكون دعوتك للوحدة خياليــــة !  (زيارة 1317 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اوراها دنخا سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 687
    • مشاهدة الملف الشخصي
تحية للاستاذ عابد ملاخا ... ارجو ان لا تكون دعوتك للوحدة خياليــــة !
الحرية والعبودية كلاهما يصنعان الخيال، فالحر يبدع في حريته عندما يتالق في افكاره الخيالية كما فعل الاميريكي، راي برادبري، كاتب قصص الخيال العلمي حيث استغل مساحة الحرية في بلده للابداع في قصصه ورواياته التي حملها الفن السابع على شاشاته البيضاء. كذلك العبد فانه من كثرة توقه للحرية فانه يبدأ بنسج افكار وتخيلات تطلقه الى عالم الحرية الخيالي بالنسبة له.
إسوة بمسلسل ستارتريك الخيالي، من حقنا نحن ايضاً ان نخوض الخيال بفكرنا محلقين في اجواء تختلف بعض الشيئ عن اجواء سفينة الفضاء انتربرايز الستارتريكية. فهموم قائد رحلة الانتربرايز كانت اكتشاف الفضاء، طبعاً بعد ان صارورا (بطرانين) لا يوجد ما يفعلوه على هذه الارض التي رضخت تحت سيطرتهم، لذا فكروا الذهاب الى ابعد من كوكبنا الاخضر للبحث والتقصي او قد يكون للسيطرة على عوالم اخرى بعيدة عن عالمنا. هذه العوالم التي اصبحت محظوظة لتوقف انتاج المسلسل والا لاقحموهم في مشاكل عالمنا المليئ بها! ومع ذلك فان الخيال العلمي له دور في التطور العلمي والتكنولوجي الذي شهده العالم. فكل اختراع يبدأ بفكرة علمية قد تكون خيالية ولكنها قد تصبح حقيقة عند تطبيقها علمياً على ارض الواقع، حتى ان المرحوم كامل الدّباغ كان قد خصص في برنامجه العلم للجميع فقرة بعنوان، افكار علمية، يسلط فيها الضوء على افكار وخيال المشاهد ومقترحاته. ان ابسط مثال على ما كان يعتقد انه من الخيال العلمي هو التقدم التكنولوجي الهائل والسريع في مجال الاتصالات والمرئيات، والذي اصبح بين ايدينا هذا اليوم.
وكشعب كلداني سرياني آشوري رضخ للعبودية عقود كثيرة، ابتداءً من تاريخ اختياره للمسيحية دين له، كان خياله تواق دائماً للحرية الدينية والدنيوية، والتخلص من ( ذمّة!) ضيوفه العرب والكرد (بضمنهم الشبك الذين نفشوا ريشهم مؤخراً!) المسلمين الذين اصروا على تكفيره دينياً، لغايات دنيوية، وليحللوا القتل والسلب والتهجير بحقه ولطرده من ارضه والاستيلاء عليها، تحت آيات (دكتاتورية!) ناسخة لآيات (ديمقراطية!) يؤمنون بها ويطبقونها وحسب الحاجة وفي كل زمان او مكان. ان حب هذا الشعب لارضه جعلته يعاني ويتحمل كل الاهانات على امل ان ينتهي هذا الاضطهاد يوماً ما، متأملين ان يغدو هؤلاء الضيوف اكثر تطوراً، فكرياً وعقائدياً، في المستقبل القريب بعيدين عن كتابهم العزيز المملوء (تسامحاً!). ولكن وبعد مضي أكثر من 1400 عام من هذا الخيال وهذه الآمال ادركنا ان ضيوفنا هؤلاء وان عاملونا اليوم بالحسن والطيبة فانهم سينقلبون غدا وبلمح البصر كالوحوش الكاسرة، بكلمة او بفتوى صغيرة من ابسط رجل دين. لذا علينا كشعب ان اردنا الاستمرار في العيش على ارض الآباء والاجداد ان نضع امام اعيننا ان الحقيقة يجب ان لا تمزج بالخيال وان علينا العمل وباسرع ما يكون على استحداث محافظة لشعبنا ان لم يكن اقليم خاص بامتنا للخلاص من الفكر الذمّي الذي لا توجد بارقة امل لانهائه الى الابد. ان حق منحنا محافظة لا يعطينا اياها الدستور فقط ، بل العمق التاريخي لجذورنا في هذه الارض يعطينا هذا الحق في هكذا محافظة، على الاقل للحفاظ على شعب يعتبر من اقدم الشعوب، وليكون نموذج لشعب تاريخي ضارب في القِدَمْ آثاره لا زالت شاخصة على ارضه وفي كل متاحف العالم.
ان ما حصل بحق ابناء شعبنا من قتل وترويع وتهجير في مدن العراق الرئيسية بغداد والموصل والبصرة، وما حصل في زاخو ودهوك واربيل، وما يحصل الآن من محاولات التغيير الديموغرافي في سهل نينوى، ما هو الا تكريس للنهج الذي اتبعه آباء وأجداد ضيوفنا، ولكن هذه المرة تحت جُنحْ ديمقراطية أميريكا ذو الـ24 قيراط !
ان الذي يحز في النفس قيام بعض المحسوبين على ابناء شعبنا، ومن الرابضين على التلِّ، والذين آثروا ان يطلقوا على انفسهم "عالميين" والاخرين بالـ"مستقليين" من اصحاب القيل والقال، وبمساعدة بعض الكهنة، بالاستمرار في غيهم وفي زيادة معاناة شعبنا لما يروجون له من افكار تخريبية وانقسامية. فلا يألونَ جهدا في طلب المعونة والاستجداء لضرب وحدتنا، ومِنْ مَنْ؟ من الذين يتحملون المسؤولية في غزوتي زاخو واربيل!! حتى صار الاستجداء علامة مميزة لهم واصبحت مقرونة بهم. فمع كل اطلالة لمقال باسم هؤلاء (العالميين) اصبح الاستجداء يتبادر الى ذهننا وبدون سابق انذر! هذا ما عدا كثرة الاباطيل التي راحوا ينسجونها على طائراتهم الورقية الانتربرايزية! متغنين بها كاغنية طيري يا طيارة طيري .. للمطربة فيروز. فلا تخلو اغنيتهم المملة من تكرار مقطع: التهميش والاقصاء ..والتهميش والاقصاء .. والتهميش والاقصاء.. والتهميش والاقصاء،!!!
إخوتنا في الدم الاعداء في الفكر! : ادعوكم كما دعاكم الاستاذ عابد ملاخا وارجو ان لا تكون دعوة خيالية الى الكف عن دق طبول الفرقة والتقسيم والانفصال. لنتوحد ولنوجه طبولنا مع مزاميرنا الى أذان مضطهدينا وسالبي ارضنا، الذين هم بازدياد، علّهم يحلّون عنّا ويبعدون مِنّا، فكما يعلم الجميع ان الشبك قد دخلوا على الخط ايضاً ! ولنعمل معاً للمطالبة باستحداث محافظة لنا في سهل نينوى، التي لا امانع انا شخصياً من تسميتها سهل بابل! (من طرف الخيال!). ولكي لا نثير القلاقل والقيل والقال بين قبائل قــلّي وقــلّو وقُتّــلّو التي لا ترغب بالاسم الآشوري، وحتى لا نُأشور نينوى، سنُبَـلْبِـلُها وحسب رغبة قلّــــــو! لكن بعد مسح ومحي مصطلح البهلية من قاموس شعبنا واتلاف الرابط الذي ذكر هذا المصطلح من اليو تيوب في الانترنت، والتغاضي عنه فكرياً، ومن طرفنا سنحاول حذفه من ذاكرتنا (هم من طرف الخيال!)، وسنتعاون مع مهندسينا (المستقلين!) في تهيئة الاجواء لمثل هذا التغيير الجغرافي (الخرافي!) كي يستطيع ابناء شعبنا من تقبله وبمساعدة اساتذتنا في علم الاجتماع والفلسفة! لمنع اي صدمة جديدة بحق شعبنا، بالرغم من انه متعلم على الصدمات وبطل في تقبلها!!
ختاماً تحياتي الى الاستاذ عابد ملاخا والى دعوته للوحدة آملاً لا تكون دعوته من الصعوبة الى درجة الخيال، ومن جانبا نشد على يده وعلى محاولاته هذه، وبارك الله فيه وفي كل من يحذو حذوه..على الاقل حتى نخلص من الانفصاليين !!
اوراها دنخا سياوش