المحرر موضوع: رأي في ما كُتب في موقع "كتابات" للسيدين: ((يوشيا يوسف وشموئيل نوئيل سركيس))  (زيارة 1518 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل غسان يونان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 388
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رأي في ما كُتب في موقع "كتابات" للسيدين: ((يوشيا يوسف وشموئيل نوئيل سركيس)) والمتعلق بزيارة البطريرك مار دنخا الرابع لأرض الوطن.
بقلم: غسان يونان (6/10/2006)
gyounan@gmx.de

أن يكتب الإنسان أو ينتقد في كتاباته هذا الطرف أو ذاك، هذه المؤسسة أو تلك، واضعاً نصب أعينه المصلحة الوطنية والقومية لشـعبه فوق كل الاعتبارات، فذلك عملٌ وعطاء يسـتحق التقدير والثناء من قبل الجميع وقد يدخل الكاتب التاريخ من بابه الواسع تاركاً لنفسه الصورة المُثلى لأبنائه ولقومه ولشعبه وبنفس الوقت تاركاً أثراً عميقاً في نفوس الكل، فارضاً احترامه على الجميع وذلك من خلال احترامه لقلمه ولكلماته وكتاباته....

فانطلاقاً مما قرأته في المقالين المذكورين والمتعلقين بزيارة بطريرك كنيسة المشرق الآشورية لأرض الوطن، أسمح لنفسي بإبداء رأيي المتواضع، علماً أني لا أعرف الكاتبين ولكني أفتخر بهما كونهما من أبناء شعبي وقوميتي وحاملي نفس الأهداف والمبادىء التي ننادي بها جميعاً، ألا وهي "تحقيق طموحات وتطلعات أبناء شعبنا الآشوري على أرض الآباء والأجداد ـ العراق ـ".

أنا شخصياً، كنتُ أتمنى أن تكون هذه الزيارة دائمة وليست مؤقتة، كما وكنتُ أتمنى أن تأتي قبل اليوم.. لكـــن، أن تأتي متأخرة، فأفضل من أن لا تأتي، وأن تكون مؤقتة أيضاً أفضل من أن لا تكون. وعليه، بزيارة قصيرة كهذه لا يستطيع المرء أن يحكم على نتائجها وهي لا زالت قائمة إلا إذا كان هنالك نيـّة في فتح ملفات وملفات تحت شعارات وعناوين باتت معروفة وبمجرد تداولها تثير الإشمئزاز والقرف لدى أبناء شعبنا. فكيف نقول علناً، "لا نريد أن تتدخل الكنيسة في السياسة" ونحن نتدخل في شؤونها الداخلية وحتى في أمور وقضايا لا زالت قائمة؟!..

وبالتالي ما جاء في إحدى المقالتين عن أن أبناء شعبنا لا يملكون المشاريع ولا القصور في شمال الوطن وتحديداً في "دهوك" وأن الأكراد هم الأسياد ونحن الأتباع!!..     

نسأل الكاتب عن هذا الأمر الواقع الذي فرض على شعبنا ومن هو السبب في كل ذلك وفي أمور أكثر أهمية مما يذكره نسي أن يذكرها.. أجل، أين هي حقوق شعبنا أسوة بباقي مكونات الشعب العراقي الشقيق؟.. وهل رمي التهم جزافاً يحل هذه الإشكاليات، أم السكوت عنها وانتظار "كبش الفداء" أو الضحية وإلباسها كل هذه الإخفاقات والإنكسارات إن كان على الصعيد الوطني أم القومي أم حتى داخل كل مؤسسة على حِدة، يعيد لنا حقوقنا التي نتغنى بها منذ عشرات السنين؟!..

والكلام عن {"البصَر والبَصيرة" والذي لا أسمح لنفس بإعادة ذكره هنا} وبهذا الشكل يدل على مدى البغض والحقد الذي يعشعش في قلوب البعض، فهذا الكلام لا يقال حتى لأبسط البسطاء، فكيف بالحري أن يأتي وموجهاً لرأس الكنيسة الآشورية، الكنيسة التي قدمت آلاف الشهداء من أجل استمرارية بقائها الحر؟!..

إن "أمر الواقع المفروض" في العراق عموماً وشماله بشكل خاص، لا يضع اللوم على الكنيسـة (أية كنيسة تابعة لشعبنا) بقدر ما يقع على من ادّعى ولا زال يدّعي التمثيل وقيادة المسيرة الآشورية في الوطن.. هؤلاء الذين استفاقوا اليوم على تلك الإنكسارات والشعارات التي لم تأتي إلا بالمزيد من الدماء والدموع والتضحيات لأجل الغير وليس للقضية التي ناضلنا من أجلها جميعاً.
فكل من لديه مآخذ على هذه الزيارة أو أي موضوع داخلي (ضمن البيت الآشوري الواحد)، عليه بحث هذه الأمور مع الجهات المعنية وليس بهذه الطريقة حفاظاً على كل تلك التضحيات والشهادات التي لولاها لما كنا اليوم نستطيع كتابة أو قول رأينا بكل حرية وديمقراطية.

وكأن يقول كاتب آخر وفي نفس الموقع والتوقيت، "إنه بانتظار الرد على كل ما كتبه عن هذه الزيارة وذلك على عنوانه الإلكتروني شريطة أن يكون الرد مختوماً بختم البطريركية!!" وهل هكذا تحل المسائل يا أيها الأحبة، أم هكذا نعرقل ونؤخر كل محاولات الترميم والإصلاح التي أوصلت بشعبنا إلى هذا المأزق الذي يتخبط فيه.

فمهلاً أيها الاخوة في كتاباتكم وتحليلاتكم، فلا هكذا تحل الأمور ولا هكذا تبنى الأوطان.. وإذا كان الأكـراد في مستوى أعلى مما نحن عليه اليوم من الوعي الوطني والقومي والقدرة على التضحية في سبيل مصلحتهم وقضيتهم، فهذا لا يعني أن نرمي التهم جزافاً، بمعنى أن نتهم القيادات الكردية (البرزاني والطالباني)  حيناً ومقاماتنا الروحية حيناً آخـر..

مطلوب من كل القيّمين على الشأن الوطني والقومي لأبناء شعبنا، سواء في المواطن أم المهجر، أن يترفعوا عن كل هذه الصغائر ويتعالوا عن الجراح ويقتنعوا بواقع الحال الذي يعيشونه، وبدل التفكير في تغيير هذا الواقع الذي بات من الركائز الثابتة، العمل من أجل التعايش والتأقلم معه والعمل على خطٍ متوازٍ وفي آنٍ معاً من أجل تغيير البرامج والرؤى المستقبلية لدى أغلبية تنظيماتنا السياسية بشكل عام والمتواجدة في أرض الوطن بشكل خاص علنا نتمكن من التوصل إلى قواسم مشتركة ورؤى مستقبلية أكثر تطوراً وواقعية ومنطقاً وقبولاً، إن كان على الصعيد الآشوري أم على الصعيد الإقليمي. [/b][/size] [/font]