المحرر موضوع: برسم قيادة التحالف الوطني  (زيارة 568 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عدنان حســـين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 669
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

شناشيل
برسم قيادة التحالف الوطني

عدنان حسين

تبدو قيادة التحالف الوطني، كما تعكس التقارير الإعلامية، منشغلة منذ أسابيع في قضية الإصلاحلات التي يتعيّن عليها تقديمها الى الكتل والإئتلافات الأخرى المشاركة في الحكومة والبرلمان في خطوة يُفترض أن تكون غايتها إعداد ورقة تقترح حلاً  للأزمة السياسية المتفاقمة في البلاد، شبه المستعصية حتى على التنفيس.
وإذا ما مضت هذه العملية بايقاعها الحالي البطيء فان علينا الإنتظار شهوراً حتى تُعدّ مسودة الورقة وتُناقش في اللجان الفرعية ثم في القيادة العليا التي لا أحد يعرف ما اذا كانت ستمنح ما تتفق عليه اللجان الفرعية بركاتها أم تعترض أو تتحفظ على بنود فيها قبل التوصل الى الصيغة المقبولة من أطراف التحالف المختلفة.
تبريراً للبطء في تجهيز ورقة الاصلاحات العتيدة، ستتحجج قيادات التحالف باختلاف وجهات النظر بين مكونات التحالف وبضرورة الوضع في الاعتبار مطالب الاطراف الأخرى (أطراف إتفاق أربيل – النجف).
شخصياً أريد ان أُيسّر الأمر على قيادة التحالف وأختصر الوقت وأخفف عليهم مشقة جمع الأراء والمطالب ثم تصنيفها في خانات وحقول بحسب ميادين العمل والأولويات ثم تحليلها، وما الى ذلك مما يُدخلهم ويُدخلنا جميعاً في نفق لا ضوء في نهايته.
لن اقترح عليهم أن يستنسخوا الأوراق التي بحثت سابقاً واتفق عليها في ضوء مبادرة رئيس اقليم كردستان. ولن اقترح ايضاً المشروع الذي قدمه رئيس الجمهورية. ولن أقترح تبني الأوراق  التي اتفقت عليها اطراف أربيل – النجف، فهذه كلها قد ينظر اليها البعض داخل التحالف على ان الزمن قد تجاوزها.
التحالف الوطني مكون بغالبيته من الأحزاب والجماعات والشخصيات التي تتبنى في المقام الأول قضية الشيعة. وأفترض ان أحزاب التحالف وجماعات وشخصياته هذه تقدّر مرجعية السيد السيستاني حق قدرها، وتستمع الى كلامها. اقتراحي هو بكل بساطة أن تُعفي قيادة التحالف الوطني واللجان الفرعية المكلفة تحضير ورقة الاصلاحات نفسها من البحث والإعداد والتدوين، وأن ترجع الى آخر عشرة من خطبة الجمعة التي القاها معتمد السيد السيستاني في كربلاء السيد أحمد الصافي لتعتمد ما طرحه في هذه الخطب، ورقة للاصلاحات المنتظرة.
لم يترك السيد الصافي خطأ أو خطيئة أو فشلاً في عمل أجهزة الدولة لم يتناوله في خطبه ... من مشاكل الكهرباء والحصة التموينية والصحة والتعليم الى قضية الفقر وبطالة الخريجين، ومن التلكؤ في انجاز المشاريع الى قضية الفساد المالي والاداري، ومن المناهج المدرسية المتردية الى تسريب الاسئلة الامتحانية، ومن اللغة المتدنية في الحوار بين أطراف الحكومة والبرلمان المتصارعة على السلطة والنفوذ والمال الى الأداء الفاشل للبرلمان والحكومة، ومن امتيازات أعضاء البرلمان الى الرشى التي يتقاضاها الضباط والموظفون في الحدود والمطارات، ومن تواكل أجهزة الأمن في مكافحة الإرهاب الى عدم الاعتماد على الكفاءات الوطنية في هذه الأجهزة ما سمح باختراقها من قبل الإرهابيين وزعماء منظمات الجريمة المنظمة ............. الى آخر هذه القائمة الطويلة.
اذا تبنت قيادة التحالف الوطني مطالب السيد الصافي وحدها وعملت على تنفيذها، سنقف جميعاً صفوفاً طويلة على أرصفة الشوارع (برغم خرابها) لتحيتها.
"المدى" – 7/7/2012