المحرر موضوع: التربوي والمؤرخ بهنام حبابه... "ذاكرة تتقد بأسماء وأحداث عن مسيحيي الموصل"  (زيارة 3782 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سامر ألياس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 380
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
التربوي والمؤرخ بهنام حبابه... "ذاكرة تتقد بأسماء وأحداث عن مسيحيي الموصل"

 
عنكاوا كوم – الموصل - سامر الياس سعيد
 
ربما هي زيارتي الرابعة لمنزل الشماس بهنام سليم حبابه ولقائي بهذه الشخصية المميزة التي تتقد ذاكرتها بمئات الاسماء وتستعرض الاحداث والذكريات عن الموصل أيام زمان وما قدمه مسيحيو المدينة لها من عطاءات.
 
وفي كل زيارة اكتشف أشياء جديدة تلون سلسلة معارفي بمعلومات مهمة ومميزة ولعل ما يميزها انها تنطق بشهادة شاهد عيان عليها فتتكلل كل المعلومات بتاريخيتها المعطرة بالصدق والحيادية  التي هي راس مال المؤرخ الصادق. ومن ضمن تلك الزيارات الشخصية كانت مناطق الموصل الموضوع الأكثر تطرقا ولعل المناطق المهمة التي شهدت تواجد مسيحيي الموصل بالكثافة الأكبر ولعل من تلك المناطق منطقة الدواسة التي بدأت إعداد تقرير عن تاريخيتها والتواجد المسيحي فيها خلال السنوات السابقة، لكن الزيارة الأخيرة كانت محددة بالحديث عن الرجل المعروف بشهاداته عن مسيحيي الموصل ولعل من أهمها إعداده لكتاب يتحدث عن الأسر المسيحية في الموصل والذي صدر، مؤخرا، عن المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية، حيث يشير حبابه بأن كل عائلة وردت في الكتاب المذكور تحتاج الى مؤلف يتحدث عنها باسهاب ويستعرض كل افرادها وعطاءاتهم في المجتمع الموصلي.
 
استهل حواري مع الشخصية الموصلية البارزة بهنام حبابه بالتطرق للتاريخ فاسأله أولا :
 
*مابين عملك الزاخر في مجال التربية والتعليم وولعك بمتابعة الاحداث والشخصيات عبر تقليب سجلات التاريخ أيهما الأقرب اليك؟

 
- انا شخصيا أحب التاريخ ، وأحببت التاريخ من خلال عملي كتربوي  حيث تعينت في منطقة مانكيش فمنحتني هذه المنطقة العابقة بنكهة التاريخ والتراث  الكثير لتدفعني لاستعين بمداد الكتابة في الحديث عن تاريخها  ونشرت مقالا عنها في مجلة النجم الموصلية  التي كان يرأس تحريرها الخوري سليمان الصائغ وكان هذا في عام 1954 ومازلت تواقا لأكتب عنها سلسلة من البحوث والدراسات لانها منطقة تستحق الحديث عنها كونها انجبت الكثير من رجالات الدين ..


*هذا فيما يختص في المناطق فماذا عن الشخصيات التي لم ينصفها التاريخ فيتحدث عنها باسهاب وتفصيل ؟
 
-أود الإشارة الى إنني أود الكتابة عن شخصية اعتقد ان التاريخ لم يتحدث عنها بالشكل الذي يليق بشخصية  البطريرك مار عمانوئيل الثاني  وهو الرجل الذي دامت مدة خدمته اكثر  من 47 عاما كما انه قام بخدمة أبناء الموصل دون تفرقة وعلى سبيل المثال اود الحديث عن جهوده في استحصال أمر من الباب العالي في اسطنبول باستثناء الشمامسة من قرار سفر برلك الجائر  الذي كان يقضي بمشاركة الجميع في الحرب الدائرة حينذاك  فسعى لان يكون فيس كل بيت شماس مستثنى من اللحاق بركب الحرب  كما أود الإشارة الى حياة رجل أخر كانت له بصمته البارزة في التاريخ الا وهو البطريرك  افرام برصوم  الذي شهدت زيارته لمدينة الموصل عام 1945 وكان بمعيته مطرانين هما المطران  يوحنا عبايجي والمطران قرياقوس ..
 
*ماهي السنوات التي عدت سوداء على واقع مسيحيي مدينة الموصل ؟

 
-عبر التاريخ عاش مسيحيو الموصل سنوات صعبة وقاسية حتى عدت سنوات سوداء  فبالإضافة الى ان نذكر السنوات التي مرت على مسيحيي الموصل خصوصا عبر السبع سنوات الماضية فلابد ان نذكر بحقبة أخرى كانت مرة الا وهي أيام الشواف في الموصل فقد شهدت نوع من اضطهاد المسيحيين مما دعا الى هجرة الكثير منهم  وكانت دعوة البعض لاضطهاد المسيحيين بسبب اعتقادهم ان اغلبية هذا المكون قد تحول للشيوعية  وبعد توالي الأعوام خفتت حدة الاضطهادات بسبب التأكد من عدم صحة الأفكار التي كانت تتوارد في تلك الاونة لكنها انعكست سلبيا على واقع التواجد المسيحي في مدينة الموصل لهجرة المئات منهم ..
 
*مالذي تحفل به ذاكرتك عن واقع التعليم في مدينة الموصل خصوصا وانك عملت مديرا لمدرسة شمعون الصفا ولمدة سبع سنوات؟
 
-رغم إنني كنت مديرا في تلك الحقبة من هجرة مئات المسيحيين وما نعكس ذلك على غياب الكثير من التلاميذ لكن المدرسة أيضا حوت العديد من المواهب والإمكانيات المتميزة والمعروفة عن أبناء شعبنا فخرج الكثير  لساحة الحياة متسلحا بالعلم والمعرفة ليعملوا في ميادين الطب والهندسة والكثير من مجالات المجتمع ..
 
*ومالذي تفصح عنه الذاكرة في المناطق النائية التي شهدتها معلما واليوم تتابعها وهي تتحول الى مناطق عصرية وحديثة ؟

 
-لعلك تقصد منطقة مانكيش والتي شهدتها وهي عبارة عن ناحية مغلقة  لكنها اليوم أصبحت  ناحية عصرية تفتخر بالكثير من أبنائها  وقد انتشروا في مناطق العالم ينشرون فيها علمهم وخبرتهم  واعتز بهذه المنطقة ..
 
*والموصل ،مالذي تستطيع ان تختصره من كلمات بحق هذه المدينة ؟
 
- انا ابن الموصل  واعتز بهذه المدينة كثيرا  وعندي شخصيا وعائليا  أصدقاء كثيرين سواء من المسيحيين أو المسلمين  وأتمنى من كل قلبي  ان يسود عهد الألفة والمحبة بين الجميع ..


*ربما هذا سؤال شخصي لكنه يدخل في باب الاستفسار عما يقودك لزيارة المدينة في كل عام بالرغم من ان كثير من أبنائها يفكر في مغادرتها بغير رجعة ؟
 
-ذكرت لك بأنني ابن هذه المدينة  واعتز كثيرا بتاريخها  وتعلقي بالموصل كتعلق الولد بأمه وهذا التعلق يدفعني للعودة من اجل استعادة الذكريات والتواصل مع شخصياتها  من أصدقائي  ولذلك فانا أدعو لمدينتي  بعودتها لوضعها الطبيعي  فهي  المدينة العريقة والمعروفة في التاريخ وقد قيل فيها الكثير ..
 
*لقاءاتك مع نخب الموصل والتي يتمخض عنها حديث عن المدينة فما هو المحور الأساسي في تلك الأحاديث ؟

 
-هذه النخب تتمنى من كل قلبها  ان تعود الموصل الى بريقها  الاجتماعي  والتاريخي  ومازلت الى هذا اليوم على تواصل مع الكثير من الأصدقاء رغم تقدمي في العمر ..
 
*شهدت سيرتك الإبداعية تدوينك الكثير من النبذ لشخصيات دينية فضلا عن تأليفك للكثير من المؤلفات الهامة التي يدور محورها الأساسي في متون التاريخ ،فما هو الأقرب اليك من هذه المؤلفات ؟
 
-هو كتاب  الاباء الدومنكان  في الموصل وما تعلق بأخبارهم وخدماتهم  حيث قمت بتأليفه على أساس غير التعصب لابل أردته ان يحكي حقبة من تاريخ مدينة الموصل  مدينتنا  وفضل الرهبان الذين خدموا المدينة باسم المسيح في مجالات منوعة  كالمجالات الثقافية والاجتماعية  والصحية ..
 
تسعى اليوم من خلال مقالات للحديث عن شخصيات عاشت في الموصل ومدت  أياديها البيضاء خدمة للمدينةفمن أي باب تسعى لاستذكار تلك الشخصيات ؟
 
من باب الترسيخ واثبات أحقية تلك الشخصيات في باب علمهم الذين قدموه وأفضالهم على الواقع الحياتي لمدينة الموصل ..



غير متصل حنا شمعون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 761
    • مشاهدة الملف الشخصي
أخي العزيز سامر الياس المحترم

اولاً اشكرك على تحقيقاتك الرائعة التي تتحفنا بها في غاليتنا عنكاواكوم .
اننا حقاً بأمس الحاجة الى هذه التحقيقات، خاصة وان النسيان بظلامه الدامس كاد ان يطوي تراثنا النفيس او كاد هذا ا لتراث في طريقه الى الضياع.
وهذا اللقاء الذي كنت انتظره وأشتاق اليه مع الأستاذ المؤرخ بهنام سليم حبابة جاء هدية خاصة  لي لأني كنت دوماً انتظر ان  اعرف المزيد عن المؤرخ بهنام وقد تعرفتُ عليه غيابياً ولكن في اعماق القلب قبل أكثر من عشرين سنه من خلال مقالته المذكوره اعلاه والتي نشرت في مجلة النجم الموصلية، والتي كانت عن تاريخ قريتي الحبيبة " منكَيش ". لقد كانت قد وصلتني نسخة من هذه المقالة عن طريق أحد الأصدقاء.
لا زلت احتفظ بالمقالة هذه وهي بلا شك أكثر الكتابات قاطبة التي منحتني اللذه التي لاتقاس، بالأضافة الى كونها معلومات ثمينة كانت ستضيع في مطاوي التاريخ لو لا  الجهد المشكور الذي بذله الاستاذ بهنام حبابة.

تحياتي العبقة  من نشم وجمال شجرة اللوز في ربيع منكيش الى الجهبذ النشيط، والمؤرخ-- بكل معنى الكلمة-- الأستاذ الكريم  بهنام سليم حبابة الجزيل الاحترام متمنياً له دوام الصحة والعافية والعمر المديد. 

                                                حنا  شمعون / شيكاغو