المحرر موضوع: بارزاني في برلمان بغداد  (زيارة 754 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عدنان حســـين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 669
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
بارزاني في برلمان بغداد
« في: 16:36 31/07/2012 »
شناشيل
بارزاني في برلمان بغداد
عدنان حسين

بخلاف بعض ممثلي التحالف الكردستاني في مجلس النواب الاتحادي الذين استنكروا فكرة تضييف رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني أو استجوابه أمام البرلمان الاتحادي، بحجة عدم وجود نص دستوري بذلك، أرى انها يمكن أن تكون فرصة ثمينة للسيد بارزاني كيما يعرض موقفه أمام الشعب العراقي كله.
مما تحدث به رئيس اقليم كردستان في بيانات عامة له ومؤتمرات صحفية ومقابلات اعلامية ولقاءات مباشرة معه، بدا لي ان بارزاني في موقف قوي، فهو يسرد وقائع ويقدم حيثيات تتعلق بنكوص العملية السياسية عن غاياتها واهدافها الديمقراطية، وهذا أمر تتفق عليه الغالبية العظمى من الشعب العراقي، بما فيها قوى سياسية متنفذة في السلطة غير بعيدة عن الحكومة ورئيسها وتحالفها الرئيس (الوطني).
بوسع بارزاني أن يقدّم مطالعة مفصلة عما يعوّق خروج البلاد من عنق الزجاجة المحشورة فيه منذ سنوات عدة، بما في ذلك ما يتعلق بالاقليم والمشاكل القائمة مع الحكومة الاتحادية. الأمر برمته سيعتمد على ما لدى بارزاني من ملفات يمكن له ان يقدمها الى الشعب بمختلف قومياته.
 في العام الماضي اتصلتُ باحد مستشاري رئيس الوزراء مبدياً رغبتي في إجراء مقابلة مطولة مع السيد نوري المالكي لصحيفة "المدى". المستشار التزم مبدأ التقية وقال: انشاء الله. بعد فترة اتصلت ثانية بالمستشار لأرى ان كان الله  قد شاء، فكان جوابه: الوقت غير مناسب. لماذا يا سعادة المستشار؟ قال: انتم عندكم موقف معين. وما عناه المستشار ان "المدى" لا تتردد في انتقاد سياسات ومواقف للحكومة ورئيسها يجتهد كتاب "المدى" وكثيرون غيرهم في انها ليست صحيحة ولا سليمة، كالتهاون في مكافحة الفساد المالي والاداري(إن كانت هناك مكافحة من الأساس)، وقمع التظاهرات المطالبة باصلاح العملية السياسية وتقديم الخدمات للناس ومعالجة مشاكل الكهرباء والحصة التموينية والبطالة والفقر... وما الى ذلك.
قلت لمستشار المالكي: لنفترض ان هذا صحيح وان "المدى" معادية، ما الضير في ان تستغلوا عرضي لكي يعرض رئيس الوزراء آراءه ومواقفه في صحيفة "معادية"؟. وعدني المستشار  بأن يحاول، ولا أظن انه فعل ذلك، فوراء موقف كهذا عقلية ضيقة.
 على أية حال، أتمنى الا تنتقل هذه العقلية بعيداً فيتعامل النواب الكرد مع  سعي بعض زملائهم في دولة القانون والكتل السائرة في فلكها لاستضافة بارزاني أو مساءلته بعقلية مستشار رئيس الوزراء.
بارزاني شخصية عامة وله في الدولة العراقية منصب رفيع، وهو أحد صناع القرار والنجوم في هذه البلاد ، ودوره في العملية السياسية بارز للغاية، ومن حقه أن يظهر على منصة البرلمان الاتحادي ليقول كلمته في شؤون البلاد، ولا أرى مبرراً لتخوف بعض النواب الكرد من هذا وإن كان في صيغة استضافة أو مساءلة.
أدرك ان تحرك نواب دولة القانون وحلفائهم يدخل في اطار المناورات السياسية. ولو كنت مستشاراً لبارزاني لأشرت عليه بقبول التحدي والحضور الى قبة البرلمان الاتحادي في بغداد ليعرض أيضاً ملف الانجازات الكبيرة التي حققها الأقليم في الميادين المختلفة ويطلب أن يعرض ممثلو الحكومة الاتحادية في المقابل "إنجازات" حكومتهم.