المحرر موضوع: قتل المحبه  (زيارة 1684 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Aprem

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 270
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
قتل المحبه
« في: 15:15 05/09/2012 »
                                                بسم الأب والابن والروح القدس ـ الإله الواحد آميـن.

نعترف جميعنا ونؤمن بأن القتل هي جريمه بشعه بحق الإنسان أنهانا الرب امنها في وصيته السابعه التي خطها على لوح الحجر وسلمها إلى موسى النبي: وكلنا نشمئز من هذه الخطيه ونتقزز منها كونها تنهي حياة إنسان على هذه الأرض. وعندما جاء المسيح لم يقل لا تقتل: بل قال: ـ من غضب على أخيه إستوجب حكم القضاء: ومن قال لأخيه يا أحمق إستوجب حكم المجلس. ومن قال لأخيه: يا جاهل إستوجب نار جهنم.  متي: 5 : 22 ـ 23
 
لقد حاول الرب يسوع المسيح أن يجتث جذور الشر من أعماق القلب لئلا تنبت فيه شجرة الحقد والضغينه وتعطي ثمارها الرديئه. فكما أن الشجره الرديئه إن لم تقطع جذورها وهي فسيله: ستنبت وتكبر رويدآ رويدآ وتعطي ثمارها الرديئه: هكذا فإن الشر إن لم تقطع جذوره من البدايه سينمو في قلب الإنسان يومآ بعد يوم إلى أن يصل ذروته ويفعل أفعاله الشنيعه  المتمثله في القتل أو السرقه أو الزنا والخطايا الأخرى.

وعندما نتكلم عن إنسان قاتل أو عن فعل القتل نشمئز ونتقزز كما قلت: ولكن هل فكرنا في لحضة ما بأننا قتله حقيقيون!
 
كلنا نعلم بأن الله محبه: وقد جسد الله ذلك في أبنه الحبيب يسوع المسيح عندما تجسد ليضرب لنا مثلأ في التواضع والمحبه: وتحمل الهزء والسخريه والكلمات الغير اللائقه والعذاب والموت المرير على خشبة الصليب من أجلنا: وقد أوصانا كثيرآ أن نحب بعضنا بعضآ كما أحبنا هو عندما قال: ـ وصية جديده أعطيها لكم:  أحبوا بعضكم بعضآ كما أنا أحببتكم: يوحنا: 13: 34 . ليس هناك حبآ أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه من أجل الآخر. يوحنا: 15: 13.  ولكن لنعد إلى أنفسنا ونقول: ـ هل أن محبة المسيح عامرة في قلوبنا؟ أم إننا أجهضناها في رحمها وقتلناها في مهدها: وإقتلعنا جذورها من قلوبنا. فإذن نحن قتله حقيقيون لأننا قتلنا وصية الله الأولى التي يشدد عليهما ويقول: أحبب الرب إلهك بكل قلبك وكل نفسك وكل ذهنك وكل قوتك: ووصيته الثانيه: التي يقول فيها: ـ أحبب قريبك كما تحب نفسك: مرقس: 12: 30 ـ 32 فهل نحن نحب الله ونحب قريبنا.

 لو لم نكن قتله لمحبة الله ومحبة القريب لكنا موحدين في كنائسنا ومجامعنا نحن الذين لا يتعدى تعدادنا الميليون أو مليونان أو قل عشرة ملايين. ولأن المحبه لا تعتمر في قلوبنا ـ وأقولها أولآ لنفسي ثم لأسيادنا الروحانيين ـ فإن الكبرياء قد أخذ منا مأخذه وأخذ كل منا يتبارى في زرع الخلاف والشقاق بين أبناء الكنيسه الواحده والشعب الواحد: والمحبه والوحده لا وجود لها في فلوبنا وإنما  في شفاهنا فقط.  نتبارى في إقامة الكنائس الحجريه لتكون هذه الكنيسه أحسن بناء وأحدث طرازآ من الكنيسه الفلانيه ولا نفكر ببناء الكنائس الروحيه في قلوب المؤمنين. لأننا لا نفكر بالروح بل بالجسد: فبدلآ من أن نزرع بذور المحبه في قلوب الناس لتنبت الشجره الصالحه نزرع بذور الشقاق لتنبت الشجره الرديئه: وبدلآ من أن ننشر روح الأيمان في قلوب الناس لنبني الكنيسه الروحيه الحيه في نفوسهم: نتسارع في بناء هياكل حجريه جامده: خاليه من المحبه وخاويه من الأيمان.
 
كلنا نعلم بأن الكنيسه هي مجموعة من المؤمنين يربطهم حب الله وحبهم لبعضهم . ولكن ما الفائده من أننا نعلم الحقيقه ولكننا لا نعمل بها ولا نطبقها؟ إن الحقد والكراهيه هما حدين لسيف بتار يبتر محبة الله في نفوسنا: والضغينه هي السهم القاتل التي يقتل محبة القريب في قلوبنا.

نتكلم عن المحبه والأخوه  والوحده في الكنيسه فقط : ولكن  ما أن نخرج منها حتى نقوم برمي السهام القاتله ببعضنا.

الويل لنا: ماذا سيكون جوابنا أمام الرب الذي سلم خرافه لنا لنحرسها من الذئاب المفترسه: ولكننا أصبحنا رعاة مأجورون تركنا خرافنا وركضنا وراء المال والكبرياء والفخفخه: وإنقلبنا ذئاب خاطفه على قطيعنا: فرقناه وبددناه وافترسناه فسيطلب الرب دمه منا.

نلبس الحلل الكهنوتيه الفاخره ونتقلد الصلبان الذهبيه والفضيه المتلألئه بفصوصها ولكننا من الداخل ذئاب مفترسه وصالبي المسيح على صلباننا. الذين صلبوا المسيح هم أقل خطيئة منا: لأنهم أعلنوا رفضهم للمسيح علانية وصلبوه:  وأما نحن فندعي محبة المسيح أمام الناس زورآ ولكن من الداخل نصلب المسيح يوميآ.

لقد سلم لنا المسيح كنيسه واحده: ونعترف بذلك في قانون الأيمان عندما نقول: نؤمن بكنيسه واحده رسوليه قاثوليقيه أو جامعه مقدسه ولكن  هل نعمل بإعترافنا ونطبق ايماننا: فبدلآ من كنيسه واحده أصبحت كنائس عديده: وبدلآ من رسوليه جعلناها شخصيه : وبدلآ من جامعه جعلناها طائفيه : وبدلآ من مقدسه جعلناها عاديـه [ شخيمتا] ؟

علينا أن نطلب شفاعة خرافنا وصلواتهم من أجلنا لعلنا نعود من غينا ويتحنن الرب علينا ويرحمنا  آميــن.


        قشيشا  بلحيته ولا بأعماله
الخوري الغير اللائق لهذه الرتبه المقدسه
            أبريم أوراها بثيو  
          ولنكتون ـ نيوزيلنده