المحرر موضوع: طالبات يشكين "الحرشة" و"يتخوفن" من العقول المتخلفة  (زيارة 2134 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Sabah Yalda

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 32867
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
طالبات يشكين "الحرشة" و"يتخوفن" من العقول المتخلفة


بغداد/ المدى

تحول بدء العام الدراسي الجامعي، إلى نكتة يتداولها الطلبة، أبطالها المزاج، والمحسوبية لدى موظفي الحرس الجامعي.. وابرز ملامح هذه النكتة هو عدم السماح للطالبات اللواتي لم يمتثلن إلى توجيهات بالية المضامين بدخول مبنى الجامعة، والتي تطبق على (س) من الطالبات ولا تطبق على (ص)!




 لاحظنا أن احد حراس الجامعة، رفض إدخال إحدى الطالبات من بوابة الجامعة متذرعا بأنها مخالفة لشروط الزي الموحد، إلا انه بالمقابل سمح بدخول أخريات دون أن يعلق على ألوان الملابس التي أطاحت بالزي الموحد جانبا!

شيماء الطالبة في كلية التربية بجامعة بغداد تؤكد أن هناك تعمداً من قبل بعض افراد الحرس الجامعي بعدم إدخال الطالبات اللاتي يرتدين (البنطلون الجينز) أو (التنورة) القصيرة ، لأسباب تعزوها الى  النظرة المتخلفة التي تقودها بعض الجهات ضد اي مظهر من مظاهر المدنية وتضييق الحريات على النساء.

بالمقابل يؤكد بعض المسؤولين في الجامعة أن هناك توجيهاً واضحاً بالالتزام بالزي الموحد ولا توجد أوامر بمنع إدخال الطالبات اللاتي يرتدين ملابس ضيقة أو السراويل.

غير أن عدداً من الطالبات في الجامعة  يؤشرن ان هناك مزاجية في السماح لهن بالمرور من البوابة الرئيسية للجامعة من قبل الحرس المتواجد فيها، حيث تشدد عبير، الطالبة في كلية الآداب، على ان بعض الطالبات يضطررن للابتسام بوجه الحارس الجامعي وإلقاء التحية الصباحية بشكل أكثر خصوصية حتى يسمح لها بالمرور، ومن تمتنع عن تقديم الابتسامة قد تواجه رفض الحارس القاطع في إدخالها.

بينما تؤكد حنان الطالبة في كلية الإعلام أن هناك اجتهادات من قبل بعض أفراد الحرس الجامعي في وضع الشروط والقيود على ملابس الطالبات، و تشير الى  أن بعضهم يمنع الطالبات من الدخول لأنه يعتقد بأنها تخرق القيم والعادات والدين حين ترتدي ملابس ضيقة أو قصيرة.

وتشدد على أنها تخرج بملابسها نفسها التي ترتديها في الكلية أمام أهلها وأحيانا والدها او أخيها الذي يوصلها الى الجامعة ولا يحق لأي شخص أن يعلق على ملابسها وتعده أمراً شخصيا.

آفة التحرّش تنتعش عند أبواب الجامعة

في حين توضح سارة طالبة اللغة الانكليزية أن الحرس الجامعي يتعمد التحرش بالطالبات أثناء مرورهن من بوابة الجامعة ، وتؤكد "أنا وزميلاتي نسمع كل يوم تقريبا كلمات غير لائقة من قبل بعض أفراد الحرس أثناء دخولنا محاولين استغلال السلطة التي بيدهم بشكل سيئ في مراقبة ملابس الطالبات بذريعة تطبيق الزي الموحد بينما يقومون بالتحرش".

بالمقابل هناك من يدعو الى فصل الجنسين في الجامعات تجنبا للمشاكل ، ورفض الطلاب وبشكل قاطع الدعوة من بعض الجهات فكرة الفصل بين الذكور والإناث.

حيث يؤكد ليث سعيد الطالب في المرحلة الثالثة بكلية اللغات "كان الأجدر بهم إقرار قوانين مهمة، مثل تزويد الطلبة والطالبات برواتب أو منح لتعيينهم على  سنين الدراسة  أو توفير وسائط نقل أو تطوير المختبرات وإنشاء مراكز بحثية، وغيرها من الأمور التي تحتاج اليها جامعاتنا".

 فيما أشار حيدر محمد طالب المرحلة الرابعة في كلية الآداب الى انه "لا أؤيد فصل الجنسين في الجامعة لأننا في الجامعة مختلفون عن طلاب  الإعدادية والمتوسطة والسبب أن الجنسين خلال مرحلة الإعدادية يكونان بفترة مراهقة حساسة خاصة في ظل الثقافة السائدة التي توحي بان وجود شاب وشابة معا هو كوجود البنزين قرب النار،  لذا فقد ينتج عن ذلك الكثير من أعمال  الطيش والتسرع والاندفاع،  فهناك ثقافة سلبية في هذا الجانب، أما المرحلة الجامعية فهي  فرصة ومرحلة متقدمة تتيح للشاب أو الشابة فرصاً أوسع لمعرفة الآخر بدون خوف او عقد كما أنهما يكونان في هذه المرحلة أكثر وعيا وتفهما لكل شيء.

في حين أوضحت مريم خالد من كلية الإعلام ان الجامعات العراقية عريقة وحظيت منذ تأسيسها بمكانة علمية رصينة، ويشهد لعلاقة الطلاب والطالبات فيها كونهم من أحسن الطلاب في المنطقة، ونحن  في الكلية لدينا زملاء وإخوان بمعنى الكلمة، فماذا يريدون؟

وتعتقد مريم انه في ضوء الطروحات الغريبة فقد نسمع في المستقبل عن مقترح من احد أعضاء مجلس النواب يدعو فيه إلى أن تكون هناك دوائر كوادرها من النساء ومتخصصة بهن فقط وأخرى متخصصة بالرجال وعلى أساس أن الاختلاط حرام ويتوجب منعه!

وأشار أستاذ جامعي فضل عدم الكشف عن اسمه إلى أن الدعوة التي تنطلق من قبل بعض الجهات الدينية في فصل الطلاب عن بعضهم قائلاً: هذه  القضايا تتعلق بوجهات نظر دينية متباينة لذا فان الأسلم أن يتحدد الأمر بفلسفة الدولة وهي من تحدد وتفصل في هذا الموضوع، في ضوء الدستور الذي ينص على حرية الفرد.

أما في ما يتعلق بتعرض بعض الطالبات للتحرش من قبل الطلاب، فقد قلل الأستاذ الجامعي من هذا الأمر وأكد عدم وجود مثل هذه الحالة كظاهرة في الجامعات العراقية، ولا يوجد أي مبرر لفصل الطلاب عن بعضهم.

ورفضت أكاديميات فكرة فصل الطلبة عن بعضهم بسبب وجود بعض الكليات الخاصة للبنات مثل كليات العلوم، والتربية، والتربية الرياضية، وكذلك توجد كليات مثلها في المحافظات بل حتى أن هنالك  كليات للبنات في الدول العربية والغربية أيضا، فلا حاجة إلى فصل الجنسين عن بعضهم. وأكد أن الدراسات العليا هي في الأساس مختلطة ولا يمكن فصل الطلاب فمن يريد أن يذهب للكليات التي تكون الدراسة فيها مختلطة فليذهب ومن  تريد من الفتيات أن تذهب لكليات البنات فموجودة أيضا.

وتشدد على أن الطلاب بالأساس يميلون غالباً الى الفصل بشكل فعلي لتأثرهم  بثقافاتهم الدينية والاجتماعية والخجل الذي جعل الطلاب الذكور يجلسون ويجتمعون معا في الكلية والطالبات في جهة أخرى. وتؤكد أنها تحتاج الى عرض المواد الدراسية في المحاضرة للجنسين وليس لجنس واحد فقط.

بالمقابل أشارت بعض التدريسيات في جامعة بغداد إلى ان فكرة فصل الذكور عن الإناث في الجامعة غير ممكنة لأننا سنحتاج الى بنايات والى أساتذة والى أثاث جديد، بالمقابل ان الكليات والجامعات ضيقة وبناياتها قديمة وان الطلاب يحتاجون إلى وسائل إيضاح والى مستلزمات دراسة أكثر من حاجتهم الى الفصل . ويؤكدن  أن العلاقة بينهما طبيعية وجميلة ولا نريد ان ندنسها بالكلام عن الفصل والتحدث عن قضايا مخجلة كالقول بان وجودهم بالقرب من بعضهم يحمل بعض الخطورة، أنهم يعيشون مع بعض لسنوات طويلة وتجمعهم علاقات صداقة وإخوة.

وتشدد على أنها مع  أي قرار آخر لو كان يصب في مصلحة الجامعة والطلاب ولكن فصل الإناث عن الذكور ليس فيه أي مصلحة وغير مبرر، لذا فلا تجد مبرراً لإثارة هذا الموضوع خاصة في هذا الوقت الذي نحن أحوج ما نكون فيه إلى ترسيخ مفاهيم الحرية بشكلها الصحيح.
 
مرحبآ بكم في منتديات عنكاوا كوم