المحرر موضوع: الدستور ما له و ما عليه (2)  (زيارة 1079 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اولـيفر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 547
    • مشاهدة الملف الشخصي
الدستور ما له و ما عليه (2)
« في: 22:02 15/10/2012 »
الدستور ما له و ما عليه (2)
Oliver كتبها
( الباب الأول الدولة و المجتمع)
كانت المقالة السابقة عن قراءة في مسودة الدستور باب الحقوق و الواجبات العامة و اليوم نستكمل نصف الباب الأول ( الدولة و المجتمع ) علي أن نستكمل الباقي في مقالات تالية .
المادة الأولي : جمهورية مصر العربية دولة مستقلة ذات سيادة ....و هي موحدة لا تقبل التجزئة .و نظامها ديمقراطي .
تعليق: هل مصر عربية فقط؟ أم مصر قبطية أيضاً .فرعونية أيضاً .لماذا نصر علي نسب مصر للعرب و هم حتي يتبرأون من مصر.لماذا لا نكتفي بأنها جمهورية مصر.
و منذ متي يقولون عنها أنها لا تقبل التجزئة ؟؟؟ هل هناك دولة تكتب في دستورها أنها تقبل التجزئة؟؟؟ أم هم يظنون بهذا أن يقطعوا الطريق علي فكرة أي محاولة للتقسيم و لو الكونفدرالي ....؟ و هل مجرد كتابة أن مصر لا تقبل التجزئة سوف يحمي مصر من التقسيم لو إضطر الأمر ذلك؟ أم هم يضعون هذا البند كأحد العقبات التي يتحججون بها إذا ضغطت القوي الدولية علي مصر لأجل وضع أكثر عدالة للنوبة و لأهالي سيناء و للأقباط.
ألا يعكس هذا شعوراً قوياً و مخاوف حقيقية لدي النظام المصري بقرب تقسيم مصر؟
أما عبارة و (نظامها ديمقراطي) فهي خاطئة في الصياغة.فالنظام في الدستور يعني الأجهزة الإدارية كما أن النظام يتغير لكن الأساسيات لا تتغير فلنقل أن الدستور يضمن الديمقراطية مثلاً أو أن الديمقراطية أساس للحكم  .أو أن  ( جمهورية مصر.... تقوم علي أساس ديمقراطي)
المادة الثانية الدائمة إثارة للمتاعب و التمييز :الإسلام دين الدولة؟ و اللغة العربية لغتها الرسمية .و مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع .
الفخ الأول : أن للدولة دين ... و هو أمر مضحك.تماماً كما نقول النيل الباسم.فهل يتبسم النيل ؟ و هل تدين الدولة بدين؟ أليس الأصح أن نقول أن غالبية الشعب يدينون بالإسلام و ليس دين الدولة الإسلام.أو حتي لا يهم أن نقول شيئاً عن الأديان فليس الدستور هو الذي يصف للناس ديناً رسمياً يفضلونه أو يتبعونه.
الفخ الثاني و لماذا تكون اللغة العربية وحدها لغة مصر الرسمية. و ما مشكلة مصر مع اللغة القبطية  لغة الصلاة لأكثر من خمسة عشر مليوناً من المصريين ؟لماذا لا تسعي لإحياءها و فيها تراث مصر و كنوزها؟ و ما مشكلتها مع اللغة النوبية ؟ أليسوا  خمسة مليون مصري لهم لغتان ( الفاديجي و الماتوكي) أليست لغات يتداولها  5مليون في 232 قرية  في النوبة  فهل نتجاهلهم و في لغتهم عبق التاريخ الفرعوني كله. .
الدول عديمة الحضارة تتمسح في أي بقعة جغرافية تصبغ عليها صبغة الحضارة بينما مصر أم الحضارة تتجاهل أعظم حضارة في التاريخ و تنسب نفسها لعصر واحد فقدت فيه كل حضارتها و لم يضف إليها سوي بعضاً من الشعر الجاهلي مع قليل من الوصفات الجاهلية العربية؟ أهذه مصر ؟ لماذ يصرون علي تجريدها من حضارتها في هذا الدستور و كل دستور يضعه المتأسلمين ؟
ثم ثالثة الأثافي أو المصائب و هو إعتبار الدين الإسلامي المصدر الرئيسي للتشريع .
و هو بند لم يتداركه الأقباط الذين فرحوا بإضافة المادة الثالثة التي تقول: أن مبادئ المصدر الرئيسي للتشريعات للمسيحيين و اليهود التي تنظم و تحكم أحوالهم الشخصية و شئونهم الدينية و قيادتهم الروحية .
لقد جربنا سنوات طوال هذا البند و ثبت فشله .فلا هو جعل مصر إسلامية و لا هو أعطي غير المسلمين حقوقهم.لماذا نعيد التجارب الفاشلة؟
قد يظن البعض أن المادة الثالثة إنتصار للأقباط و أنا أقول أنها تخدير للأقباط و محاولة ماكرة لكسب تاييدهم للدستور المفخخ.فالمادة الثانية سوف تجعل المادة الثالثة مجرد ديكور دستوري.فقط بند تستخدمه الدولة للترويج بأن هناك مساواة للأقباط مع المسلمين. و تتفاخر به في المحافل التي تهاجم مصر لإنحطاط مستوي حقوق الإنسان فيها. و سيبقي التطبيق الواقعي أن المادة الثانية هي المصدر الرئيسي للتشريعات .فيحكمنا دستور إسلامي في الميراث و يحرم التبني  و ينظم الطلاق و الزواج المدني .و النفقة .و حقوق الأطفال . و أسلمة القصر. و التسنين لأجل التبكير بالتزويج.و كل هذا لن تنظمه المادة الثالثة للأقباط بل يخضعون فيه للمادة الثانية الإسلامية.سوف يتم بالمادة الثانية خطف البنات و أسلمتها .خداع الزوجات و أسلمتها .إجبار الأطفال علي الإسلام تطبيقاً للمادة الثانية طالما أن أحد الأبوين أسلم.تطبيق حد الردة علي المسلم الذي يتنصر .
ليست المادة الثالثة حلاً للمادة الثانية إنما محلل للمادة الثانية .
الحل : أن تكون المادة هكذا :  التشريع مصدره القوانين و المواثيق الدولية دون إنحياز لدين أو لفئة  مع إلغاء المادتين الثانية و الثالثة و الرابعة.هذا البند وحده لو طبق سيضمن لمصر نهضة حقيقية و ليس نهضة مرسي.
المادة الرابعة مأساة دستورية جديدة : و أستطيع أن أراهن أن هذه المادة وضعت مقابل الموافقة من الأزهر علي المادة الثااثة.الأزهر يقايض الأقباط علي المادة الثالثة فيؤيدهم فيها ضد السلفيين و الإخوان مقابل أن يؤيد الأقباط المادة الرابعة ضد الإخوان.
مصالح بين الأطراف و ليس وضع دستور ينهض بمصر.لقد ولد هذا الدستور ميتاً و لن يستمر حتي لو تم الإستفتاء عليه.لقد ولد معيباً و سيموت سريعاً إن قدر له الولادة أصلاً و التي أشك جداً أنها ستتم .
نص المادة الكارثية : الأزهر هيئة مستقلة و يختص وحده بالقيام علي كافة شئونه.(هذا حقه طبعاً) تبدأ الكارثة من هنا : مجاله الأمة الإسلامية و العالم كله ؟؟؟؟و يتولي نشر علوم الدين و الدعوة الإسلامية ؟
 و تكفل الدولة الإعتمادات المالية لتحقيق أغراضه و يؤخذ رأي هيئة كبار العلماء في الأمور المتعلقة بالشريعة الإسلامية ؟؟؟؟؟؟؟؟
خمسة فخاخ في هذه المادة الكارثية و التي ستجر مصر إلي نزاعات دولية و إقليمية و تفتت الوحدة الوطنية أكثر مما هي مفتتة الآن.
الفخ الأول :مجال الأزهر الأمة الإسلامية و العالم أجمع : الهيئة التي تكرس لأجلها الطاقات المصرية بدلاً من أن تتكرس هي لخدمة مصر .المهم أن الأزهر سينشغل بالعالم أجمع .و لا أدري ما سر رغبة الأزهر في التوسع و الطموح .هل فعلاً سيمتد إلي العالم كله؟ لو قال أحد أن الغرض الدعوة أعود فأسأل و لماذا يكون الأزهر مسئولاً عن الأمة ( الإسلامية) ..هل سيدعو المسلمين إلي الإسلام؟؟؟ ما دور الأزهر في البلاد الإسلامية بطبيعتها.أم هو توسع لمجرد إثبات المنافسة أسوة بالكرازة المرقسية؟ أنا لم أسمع عن مؤسسة ممتدة في العالم كله سوي الأمم المتحدة.فهل يريد الأزهر أن ينافس الأمم المتحدة كذلك؟ علي أنني أعود فأسأل .إذا كان هذا الطموح لدي الأزهر مشروعاً (ربما) فهل أكون أنا كقبطي مسئولاً عن تسديد نفقات هذا الطموح؟ و تكريس الإعتمادات من الدولة ( أي من المواطنين جميعاً أقباطاً و مسلمين ) لتحقيق طموحات الأزهر ؟
و لماذا لا يتساوي هذا الوضع مع مؤسسات الدين المسيحي ...أليست المساواة  أساس الدستور .
 الفخ الثاني : و تكفل الدولة الإعتمادات المالية.يعني الأزهر يخطط و يتوسع و ينتشر و نحن ندفع .كل الدولة جيوبها مفتوحة حتي تتحقق للأزهر أغراضه ( و الله أعلم بهذه الأغراض)؟ ما ذنبي أنا أن أمول دين غير ديني . و مؤسسة لا تخدمني ؟ و فئة تنبذني و تعتبرني كافراً .ما مسئوليتي عنها؟ لماذا أدفع من جيبي للرجل الذي يسبني في ميكروفوناته خمس مرات في اليوم و أحياناً في التروايح؟هل يدفع مسلم مليماً للكنيسة؟ هل أنا مسئول عن تمويل مدارس يحرمون أبنائي الدخول إليها.ثم يتخرج منها الدارسون نصف جهلة و يأخذون مواقع يعجز المتفوقون عن الوصول إليها ؟ هل أدفع من جيبي لأكرس حالة التمييز ضدي ؟ ما هذا الجبروت يا أزهر .
الفخ الثالث :يتولي الأزهر نشر العلوم الإسلامية و الدعوة الإسلامية.طبعاً نشر العلوم يتم بين المسلمين و نشر الدعوة يتم بين غير المسلمين. يعني الأقباط يدفعوا للأزهر لكي يؤسلم المسيحيين.ثم يحرم الدستور الدعوة إلي المسيحية  و يسميها إزدراء لأن الإسلام الدين الرسمي للدولة و واقعياً هو الدين الوحيد بالدولة.
الفخ الرابع : تخصص الإعتمادات اللازمة لتحقيق ( أغراضه ) أي أغراض الأزهر.
أنا أعرف أن الأزهر و غيره من المؤسسات التي تمولها الدولة تكون لتحقيق أغراض الدولة.لكنني لأول مرة أسمع أن الدولة تسعي لتحقيق أغراض الأزهر ؟ كلنا نعمل و نسترزق لأجل الأزهر ؟أوكازيون دستوري ....ما هذا الهراء.ما شأننا إن يحقق الأزهر أغراضه. ثم أنا لا أعرف أغراضه ؟ فهل غرضه أن يتفوق علي مؤسسات إسلامية بالخليج ؟ و ما شأني أنا بهذه المنافسة . من يدلنا علي أغراض الأزهر له مكافأة كبيرة .لماذا أكون مسئولاً عن أغراض مجموعة من العلماء يكفرونني صباحاً و مساءاً ؟ لماذا أنفق من مالي علي مؤسسة تريد أن تسلبني ديني لأن عملها هو الدعوة الإسلامية ؟ ما هذا الجبروت الدستوري و الطموح الذاتي الذي يشعل قلب الأزهر؟
الفخ الخامس :يؤخذ رأي هيئة كبار  علماء الأزهر في الأمور المتعلقة بالشريعة الإسلامية
و الحقيقة أن أي خلاف في الأحكام القضائية و ما أكثرها  سيكون المرجع فيها هيئة كبار علماء الأزهر.إذاً أصبح الدستور رهينة في يد هيئة كبار علماء الأزهر.أنا هنا أصيح بأعلي صوتي قائلاً أن الدستور تم إختطافه و سجنه بمؤسسة الأزهر .
المادة الخامسة : السيادة للشعب يمارسها ويحميها، ويصون الوحدة الوطنية، وهو مصدر السلطات، وذلك كله على الوجه المبين فى الدستور.
و هي مادة أيضاً مخادعة .فالجزء الأخير منها يشجب الجزء الأول فيها.
إذا كانت السيادة للشعب فالدستور يقول أن السيادة للشريعة الإسلامية .و إذا كان الشعب مصدر السلطات فالشريعة مصدر القوانين التي ستحكم السلطات و بالتالي فالسيادة ليست للشعب بل للشريعة الإسلامية .هي عبارات رنانة تخدع البسطاء لكن الشعب أكثر ذكاءاً من واضعي هذه المواد المفخخة.
المادة السادسة : يقوم النظام الديمقراطى على مبادئ الشورى، والمواطنة التى تسوى بين كل مواطنيها فى الحقوق والواجبات، والتعددية السياسية والحزبية، وسيادة القانون ، واحترام حقوق الإنسان ، وكفالة الحقوق والحريات ، والتداول السلمى للسلطة، والفصل بين السلطات والتوازن بينها ، وذلك كله على الوجه المبين فى الدستور.
لماذا لا يقول المبادئ الديمقراطية فهي كلمة يعرفها العالم كله أما ( الشوري ) فهي لفظ إسلامي له معني ديني بحت و ليس سياسي أو قانوني .إذن الصحيح أن يقول يقوم النظام علي المبادئ الديمقراطية.
أريدك أن تلاحظ الفرق بين كلمة ( تسوي ) و كلمة تساوي .المادة هنا تقول أن المواطنة تسوي ( أي تقوم بالتسوية أي التراضي بين المواطنين و لا تعني ( المساواة ) لأن الفعل من المساواة هو تساوي و ليس تسوي .فهذه اللفظة ليست خطأ مطبعياً بل لفظ مقصود للإيحاء بأن المواطنة مساواة و في الحقيقة أن التسوية أو التفاهمات التي ستتم بين المواطنين ( كالأحكام العرفية) هي التسوية المقصودة هنا .
إنها خديعة و عمل غير أخلاقي .
ثم العبارة التي تفخخ كل النصوص بأنها ستكون علي النحو المبين بالدستور تعني علي النحو المبين في المادة الثانية فقط ففيها ينحصر الدستور.و قد سبق توضيح معناها في المواد السابقة.
و بقية أخري مخادعة: ولا يجوز قيام أحزاب سياسية على أساس التفرقة بين المواطنين بسبب الجنس أو الأصل أو الدين.
من يقرأها بسرعة يظن أنها تقصد لا أحزاب تقوم علي أساس ديني ....الكارثة أن نص المادة يكرس قيام الأحزاب علي أساس ديني .هو فقط يمنع أن ينص ميثاق الحزب علي وجود تفرقة .و من هو الحزب الذي سيكتب في ميثاقه أنه يفرق بين المواطنين ؟ إذاً هذا التحذير المنصوص عليه في المادة تحذيراً شكلياً و الصحيح هنا أن المادة تقنن تأسيس الأحزاب علي أساس ديني و هو خراب مستعجل لمصر .
عيب علي واضعي النصوص أن يراوغوا هكذا في نصوص تشكل مستقبل مصر.
لا أدري هل هو وضع نصوص أم وضع لصوص ؟
و إليك مادة مخادعة جديدة  : يقوم المجتمع المصرى على العدل والمساواة والحرية والتراحم والتكافل الاجتماعى والتضامن بين أفراده فى حماية الأنفس والأعراض والأموال، وتحقيق حد الكفاية لجميع المواطنين .
كنت أود أن يقول الدستور أن الدولة هي المسئولة و ليس المجتمع عن تحقيق العدل و المساواة .أما  بقية الديباجة فمكانها الدين و ليس الدستور.لكن أن يجعل الدستور المجتمع هو المسئول و يخلي مسئولية الدولة و مسئولية الدستور نفسه عن تحقيق هذه المساواة فهذا نوع من التدليس علي المواطنين. يعني ببساطة أنا و أنت المسئولين عن تحقيق العدل بيننا و ليست مؤسسات الدولة و الدستور الذي يحكمنا. فالمبدأ هنا ضمناً هو لا مساواة بالدستور بل المواطنين يتصرفوا مع بعض و الدستور كتر خيره يوصيهم بالمودة و التراحم و التضامن و الذي منه.أهذا دستور ؟؟؟؟؟؟
و المجتمع ( و ليست مؤسسات الدولة) هي المسئولة عن حماية الأنفس و الأعراض و الأموال.طبعاً مؤسسات الدولة مشغولة بأمور أخري لا نعرفها فهي تخلصت من المواطنين بهذه المادة الموبوءة.
المادة 8 : تضمن الدولة الأمن والطمأنينة وتكافؤ الفرص لجميع المواطنين دون تمييز
الدولة هنا تضمن الأمن فقط و ليست حماية الأموال و الأعراض و الأنفس ...فقط أمن الرئيس و مقارات الإخوان.و الطمأنينة ( لا تعريف للطمأنينة علي المستوي القانوني ) .ثم ما دخل الأمن هنا بإضافة عبارة ليس هذا موضعها تتحدث عن تكافؤ الفرص.تكافؤ الفرص في ماذا؟ عبارة ناقصة .يستطيع أي منا أن يتخيل لها بقية لكن المشكلة أننا لا نعرف ماذا في ذهن المشرع.و من ميزات الدساتير القوية أنها واضحة.مكتملة المفاهيم.السؤال هنا لماذا بعد أن جعل الدستور المجتمع مسئولاً عن الحماية جعل الدولة مسئولة عن الأمن؟ لماذا لا تكون الدولة مسئولة عن الحماية أيضاً للأنفس و الأعراض و الأموال؟ ما هذا الإختزال للدولة؟و تحميل المجتمع مسئولية أكبر و أخطر؟ هل ستعود المجالس العرفية و القبلية لتحكم مصر و يسميها الدستور ( المجتمع) ؟ أشك في مقاصد المشرعين هنا...
أما إذا قال أحدهم أن الأمن هو الحماية فنسأله من جديد و لماذا التكرار ؟
المادة 9 : الأسرة أساس المجتمع ، قوامها الدين والأخلاق والوطنية .

وتحرص الدولة والمجتمع على الطابع الأصيل للأسرة المصرية، وعلى تماسكها واستقرارها ، وحماية تقاليدها وقيمها الخلقية .
الصحيح هو : الدولة تحمي الأسرة .أما عبارة ( الطابع الأصيل للأسرة المصرية) فتصلح في موضوع تعبير سنة رابعة إبتدائي و ليس دستور مصر.لأنه لا يوجد طابع أصيل نعرفه عن الأسرة المصرية.و الأسرة وحدة بشرية تتطور و تتغير و تتكيف دائماً.فإذا أراد المشرع أن يشرح فليقل أن الدولة تحمي الأسرة و تشجع علي تماسكها و تدعم المؤسسات التي تقوم بالواجب التربوي و التعليمي و التثقيفي و التوعية اللازمة تجاهها.يجب أن يوضح الدستور فيم تهتم الدولة في المجال الأسري دون عبارات طنانة لا معني لها.و هذه نفس مشكلة المادة التالية .
مادة 10 : تلتزم الدولة والمجتمع برعاية الأخلاق والآداب العامة وحمايتها، والتمكين للتقاليد المصرية الأصيلة، ومراعاة المستوى الرفيع للتربية والقيم الدينية والوطنية والحقائق العلمية، والثقافة العربية والتراث التاريخى والحضارى للشعب، وذلك وفقا لما ينظمه القانون
ما هو المستوي الرفيع للتربية الذي يقصده الدستور ؟و ما معني أن الدستور يراعي الحقائق العلمية ؟؟ ماذا سيفعل بالتحديد؟ ما هذه العبارات غير المتناسقة التي لا يجمعها معاً سوي حرف العطف ( الواو) ؟
كان يمكن أن تختزل المادة 9 و 10 معاً .لكن السؤال هنا .لماذا تلتزم الدولة بالثقافة العربية دون ( القبطية – النوبية – الفرعونية) لماذا تكريس الدولة طاقاتها لخدمة بند دون غيره.و كأنها في كل بند تصر أن تذكرنا أنها دولة إسلامية تشجب كل ما عداها؟أما مسألة موضوع التراث التاريخي و الحضاري ( للشعب) و الحقيقة أنه ( لمصر) و ليس للشعب.فلا يجوز مثلاً أن أقول أن الأهرامات تراث للشعب بل تراث مصر .لا أدري ماذا ينوون من تغيير هذه الأبجديات في وضع الدساتير ؟ثم ما معني أن التراث وفقاً لما ينظمه القانون؟؟ هل سيحدد لنا القانون تراثنا؟ هل سيعيد لنا كشفه؟ أم أن التراث كما هو و مهمة القانون فقط حماية التراث أو الإرث الحضاري لمصر.إذاَ الصحيح أن يقول ( علي أن تسن القوانين  لحماية التراث )
مادة 11: تحمى الدولة الوحدة الثقافية والحضارية واللغوية للمجتمع المصرى، وتعمل على تعريب العلوم والمعارف.
من جديد يذكرنا المشرع أن مصر عربية فقط.إذ ينادي في الدستور بتعريب العلوم؟؟؟ ما هذا الهزل؟ كيف سيعربون الطب و الكيمياء و الفيزياء أو حتي علوم النباتات و البحار؟ هل مهمتنا التعريب أم التقدم لمجاراة العالم في أبحاثه و علومه.أيريد الدستور أن يلهينا في التعريب فيصبح الطبيب و المهندس و الكيميائي منتج محلي غير قابل للتطور أو التصدير؟ يريدون أن يوهمون الناس بأننا نتعلم و الحقيقة أن التعريب يبعد الناس عن مصادر العلوم المتقدمة و جميعها بغير إستثناء باللغات الأجنبية.
بدلاً من أن يشجع علي الترجمة و هي غير التعريب تماماً.التعريب أي دراسة العلوم باللغة العربية أما الترجمة فهي تحويل كتب أجنبية إلي عربية.التعريب يبقي المعرفة عند حدود الفكر العربي  وأما الترجمة فهي إنطلاقة للفكر العالمي و نهضة حقيقية.الترجمة تشجع علي دراسات اللغات الأجنبية و توسع من العارفين لها أما التعريب فهو يقلل من الإطلاع و يقلص من العارفين بلغات العالم .التعريب ضد التطور و الترجمة تشجع علي نقل التطور,بين التعريب و الترجمة يكتب المشرعون نصوص الدستور المخادعة .يدغدغون مشاعر البسطاء بأن كل شيء سيصبح سهلاً بالعربي  لكن الصعب هو أن يجاري الإنسان العربي الثقافة و العلم العالمي. العالم ينفتح و التعريب إنغلاقة بينما الترجمة إنفتاح علي العالم.لا تخدعوا الناس .ثم بعد سنوات قليلة يكتشف الناس أننا نبعد شيئاً فشيئاً عن العالم و ننكمش في ذواتنا .و نحترف الجهل؟

في سكون الليل
في صوت النسيم أسمعك.صوت آتٍ من فوق كل الأبعاد.ضوء لا تعرفه الشمس.أنت في الليل كما في النهار نور ُ.تتراءي للقلوب المشتاقة و النفوس الجائعة إليك.
ها أنا أقف علي أطراف اصابعي.أتسمعك.تأتي قريباً.و في يدك كل الحب.و الفرح.و النعمة.و تكسيني.تستجب لأنني طلبتك و لا تتأخر.في الليل لا يعرفني الفراش.بل تعرفك أشواقي.آتٍ أنت فوق الغيم و فوق السحب .تشق الظلمة و تعبر إلينا.أبصر ذراعين مفتوحتين أكبر من الكون كله.
يهرب النوم عني .فأنت السهر و اليقظة.و أنت الشوق و اللهفة.و أنت كل الأعاجيب مجتمعة.
أنتظرك .و أنت كعادتك تأتي .تشعر بك الأجنة في البطون.و أسماك الأعماق.ظاهر أنت و مستعلن لا تختفي لذلك أراك و تبتهج نفسي.
في سكون الليل يتعلم الليل السكون ليسمع صوتك الحاني.لا أحتاج للإختباء منك كآدم.و لا أهتم بدفع التقصير عن نفسي كحواء.فأنا ما أنا.كل ما في ِ يترقبك معترفاً بالتقصير .لكنه الإشتياق إليك يغلب كل شيء.يا قادماً سريعاً علي السحاب.القلوب التي عاشرتك تدق نبضاتها كالدفوف.تريد أن تترك الصدور و تنطلق لتعانقك.ما أشتقت لأحد مثلما إليك إشتقت.ما أحببت أحداً مثلك.كل ما عندي يعرفك.الروح و النفس و الجسد.الذكريات و الحاضر و الآتي.ما حاجتي إلي الأشياء و أنت معي.في سكون الليل تشبعني تملأني فأفيض بك و لا شبع فيك.ما هذا الحب المتدفق منك كسيول الجنوب.و نعمة روحك أحلي علي القلب من نسمات الربيع.أنت يا يسوع كل فصولي.و مواسمي و أيامي.أنت السنين و العمر.ما أجملك.
لماذا أدور أتلمس أشياء الأرض و أنت تعوضني بالسمائيات.لماذا تنحني النفس لتلتقط الأرضيات و أنت تأتيها لتملأها بالأبديات.عجيب أنت في مقايضتك لنا.
تأخذ الضعف لتعطنا القوة.تأخذ الجهل لتعطنا علم معرفتك.تأخذ الوجع و الهموم لتعطنا راحة.بالإجمال أنت تأخذ الموت و تعطنا حياتك.ما أعجبك.أنت ترضي أن تأخذ خسارتنا لنربحك.تتلذذ ببني آدم.ليتنا بك أيضاً نتلذذ.
في الليل بعيداً عن الناس نراك واضحاً.ترسم الفجر للنهار.و بأصبعك تعط للنور إذناَ بالشروق.تكتب للبشر أعمالاً جديدة ليعملونها.لا تدع واحداً يسقط من مراحمك التي تتجدد كل صباح.فها أنا أقع عند قدميك كمتسول .أنت إلهي الغني الذي يتعطف علي.فإذ بك لا تعطني شيئاً أعظم من أنك تعطني نفسك لنفسي.ذاتك لذاتي.شخصك لشخصي.روحك لروحي.فأسمو بك علي الدنيا.تتضائل الممالك فوق جناج الهيكل.إذ لقياك هي الأعظم.و عطيتك هي الأغني .فأجول كمن أسكره الحب. أقع عند قدميك كميت .و لا أعد أعرف ما الفرق بين الأخذ و العطاء.المدح و الذم.و كأنني لم أكن.
في سكون الليل تصمت الدنيا و يبق صوتك.يستمتع به الحالمون بك.يجلسون في محضرك .أنت القصر و الملك.أنت الهيكل و المأدبة.أنت كل شيء لمن يريدك.أنت أغنيتني بك .ما حاجتي بعد.سوي أن أكون معك إلي الأبد.أتغني بحبك .لأحبك أكثر.أتحرر من سجن الأرض و الجسد و الضعف.و أنطلق .إلي حيث لا نهاية للحرية أو للمجد أو للحب أو للحياة معك.كل اللانهائيات فيك.كل ما هو غير محدود أنت تمتلكه.ما فيك أعظم مما يأتي علي بال بشر.هذا الأعظم حبيبي .ماذا أريد أكثر من هذا الشرف.لا يعوزني شيء.
حقاً في سكون الليل لا يعوزني شيء.