المحرر موضوع: عرس ثقافي كبير في عنكاوا افتتاح الحلقة الدراسية الثالثة حول دور السريان في الثقافة العراقية  (زيارة 5748 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مديرية الثقافة السريانية

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 663
    • مشاهدة الملف الشخصي
عرس ثقافي كبير في عنكاوا
افتتاح الحلقة الدراسية الثالثة حول دور السريان في الثقافة العراقية





برعاية وحضور الأستاذ كاوه محمود وزير الثقافة والشباب في حكومة إقليم كوردستان العراق، افتتحت المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية في الساعة العاشرة من صباح الثلاثاء 20 تشرين الثاني 2012 على قاعة جمعية الثقافة الكلدانية بعنكاوا، حلقتها الدراسية الثالثة حول دور السريان في الثقافة العراقية تحت اسم الأديب والروائي والمؤرخ العراقي المطران (سليمان صائغ)، بحضور سيادة المطران بشار متي وردة رئيس أساقفة اربيل للكلدان وبمشاركة عدد كبير من الأدباء والأكاديميين والباحثين والمفكرين السريان وغيرهم من مختلف أنحاء العراق، والأستاذ ألفريد سمعان الأمين العام لاتحاد الادباء والكتاب في العراق، وكاكه مه م بوتاني رئيس اتحاد الأدباء الكورد، وعدد من الآباء الكهنة و المسؤولين الحكوميين ورؤساء الدوائر الحكومية في عنكاوا وممثلي الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني ومجموعة من وسائل الأعلام والقنوات الفضائية.
استهل الحفل بكلمة الدكتور كاوه محمود وزير الثقافة والشباب أعرب فيها عن سعادته أن يكون متواجداً في الدورة الثالثة لهذا الملتقى الذي يمتاز بالديمومة والانعقاد السنوي وما يتضمنه من محاضرات تتجاوز السبعين، والجانب الآخر الذي يتميز به هذا الملتقى هو قدرته على جمع نخبة من خيرة مثقفي شعبنا من الكلدان والسريان والآشوريين والعرب والكورد، وأضاف: " إن مشاركة المثقفين  بهذا التنوع في هذه الحلقة لهو دليل على قدرة المثقفين ودورهم خاصة في هذه المرحلة الحساسة" وقال: "لنؤكد جميعا رهاننا على السلم ورهاننا على الفدرالية والديمقراطية وحل المشاكل بالطرق السلمية وتجنب افتعال الازمات ونبرهن للجميع ان رهانهم على افتعال الازمات هو رهان خاسر، اما رهاننا فهو على التنمي وتوظيف قدرات البلد من اجل البناء، رهان المواطنة والتمدن وترسيخ القيم المدنية في المجتمع رهان التنمية المستدامة." ألقى بعدها  الدكتور سعدي المالح كلمة المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية اكد فيها: "أنه لعرس ثقافي كبير أن يجتمع اليوم كبار مبدعي الثقافة العراقية من أكاديميين ونقاد وباحثين وأدباء وشعراء وصحفيين وإعلاميين في هذه القاعة، وفي هذه البلدة الوادعة الآمنة عنكاوا، المتفتحة على جميع الثقافات، ليتتبعوا تلك الآثار الواضحة التي تركها السريان، والمسيحيون العراقيون عموما، في الحضارة العراقية، القديمة والمعاصرة، وبالتالي ليبرزوا دورهم الفعال والمؤثر في هذا الإرث الذي نسميه اليوم الثقافة العراقية إنه عرس العراق الديمقراطي الذي ننشد، ونعمل جميعا من أجله، بعيدا عن الانغلاق الثقافي والقمع الفكري وتضييق الحريات، بعيدا عن هدر حقوقنا والالتفاف عليها، بعيدا عن تشويه دورنا الثقافي والعلمي والإبداعي في بناء هذا الوطن.
إنه عرس كوردستان التعدد القومي والديني، كوردستان التي تفتح لنا هذه الآفاق الرحبة والأجواء المناسبة للتلاقح الثقافي والتبادل المعرفي والاعتراف بالأخر، ورفع الغبن عن ثقافتنا السريانية التي عانت سنوات طويلة من الاهمال والتهميش، لا بل وفي كثير من الأحيان، المحاربة والملاحقة حتى في تدريس اللغة الأم التي ارتشف آباؤنا منها لآلاف السنين. 
إنه عرسنا نحن السريان الكلدان الآشوريين، إذ كنا دائما النبع الصافي الذي ارتوت منه جميع الثقافات العراقية منذ العصور القديمة وحتى اليوم، عرسنا إذ نواصل التدفق على نحو أكثر صفاء وإبداعا وتجدداً، ننفض عنا غبار الدكتاتوريات التي مرت بالعراق، نعيد لدورنا الحضاري الذي اعتدنا عليه ألقَهُ ومكانته".
وأضاف:" إن هذا النهوض الثقافي السرياني الذي تعيشه كوردستان لا يكتمل إلا إذا رفدت مسيرته بإنشاء مبنى لمديرتنا يكون مجمعا ثقافيا كبيرا لجميع نشاطاتنا وفتح قسم للغة السريانية في إحدى جامعات الإقليم وإنشاء الاكاديمية السريانية وتطوير التعليم السرياني وإعادة إصدار مجلة بانيبال المتوقفة منذ سنتين. وفي الوقت نفسه ندعو الحكومة الاتحادية بتقديم المزيد من الدعم للثقافة السريانية ولا سيما فتح مديرية عامة لها أسوة بما هو في الاقليم".
تلتها كلمة اتحاد الأدباء والكتاب في العراق ألقاها الاستاذ الفريد سمعان ممثل الاتحاد، الذي حيا في مستهلها باسمه وباسم الاتحاد هذه التظاهرة الثقافية حول دور السريان في الثقافة العراقية، وأضاف:" لقد كان السريان في العراق حريصين على الثقافة عموما، وقد كان مجلس الاب انستاس ماري الكرملي مدرسة تخرج منها أعلام الثقافة كمصطفى جواد والآلوسي ومسكوني وغيرهم، وقد اشار الاب يوسف حبي الى ان كافة التراجم من اليونانية كانت بأقلام عراقية معروفة سريانية بالاساس. وأضاف:" ان وحدة المثقفين العراقيين هي نموذج طيب ليتعلموا منا اننا كلنا نعمل من اجل الوطن ونتمنى له الخير". فيما ألقى الأستاذ كاكه مه م بوتاني رئيس اتحاد الأدباء الكورد كلمة الاتحاد أكد فيها :"أننا بكل فخر واعتزاز وباسم اتحاد الادباء الكورد نبارك لكم هذا الاحتفال الذي تحاولون فيه ابراز دور الادباء والمثقفين والعلماء السريان الذين اسهموا في الثقافة العراقية. والذين كان لهم دور كبير في كوردستان ايضا في مختلف المجالات"، وختم بالقول:" نطلب منكم توحيد صف اقلامكم وأن تؤسسوا منظمة ادبية رصينة، وان تكتيوا نتاجاتكم الادبية والثقافية بلغتكم وان تحتضنوا كل اديب وفنان شاب".
 وآخر الكلمات كانت لعائلة المحتفى به ألقتها نيابة عن العائلة الدكتورة مي رسام  التي قالت:" يشرفني ويسعدني أن أكون اليوم بينكم حاملة شرف المسؤولية الغالية، بأن أمثل عائلة الأديب والمؤرخ الراحل المطران سليمان صائغ، الذي بادرت المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية مشكورة إلى تكريمه وإستذكاره ليكون عنوان حلقتها الدراسية لهذه الدورة".
وأضافت:" يشرفنا أن تنبري نخبة من الأكاديميين والأساتذة من أهل الثقافة والأدب لإعداد هذه الإضمامة القيمة من البحوث التي نتمنى أن تكون منصفة لتاريخه وخدماته فتكون خير تعريف للجيل الجديد بنتاجه الأدبي الثر الذي أغنى به الحياة الثقافية في العراق لعقود".
جرى بعد ذلك تكريم الفنانة الرائدة وسيدة المسرح العراقي(آزادوهي صموئيل) تقديراً لمسيرتها الفنية الحافلة بالإبداع والأعمال المتميزة سلمها التكريم سيادة المطران بشار متي وردة والاستاذ كاوة محمود وزير الثقافة والشباب بحكومة اقليم كوردستان والدكتور سعدي المالح، وهي قلادة ذهبية تحمل شعار الحلقة الدراسية.
يشار إلى أن الفنانة آزادوهي صموئيل تعد من الرواد الأوائل في مسيرة الفن العراقي عامة والمسرح بنوع خاص، قدمت العديد من الأعمال المتميزة في التلفزيون والمسرح مازالت وشما في ذاكرة المتلقي عبر الأيام.
حضر حفل الافتتاح الأستاذ بطرس نباتي مدير الثقافة والفنون السريانية/اربيل والأستاذ فاروق حنا مدير التراث والفنون الشعبية السريانية فضلا عن جمع من الأدباء والمفكرين والباحثين والأكاديميين السريان والكورد والعرب.
بدأت بعدئذٍ الجلسة الاولى لليوم الأول بإدارة الدكتور سعدي المالح بمجموعة من البحوث محورها (سليمان صائغ) الذي تحمل الدورة اسمه، استهلت بمحاضرة الأستاذ (بهنام حبابه) الموسومة (سليمان صائغ والنجم) قدم فيها عرضا وافيا لحياة الأديب والمؤرخ المطران سليمان صائغ، مستعرضا سيرته الدينية والتربوية والأدبية، بدءاً من تدرجه في سلك الكهنوت حتى صار مطرانا معاونا بطريركيا. معرجا على دوره التربوي حيث أدار المدارس بكفاءة واقتدار مشهودين. فضلا عن كونه صحفيا لامعا يسجل له إصداره (مجلة النجم) عام 1928. التي أفسحت المجال أمام الأقلام الشابة في حينه ممهدة الطريق أمام أصحابها ليصبحوا أعلام الثقافة وروادها فيما بعد. وعن نتاجاته الأدبية و كتابه المعروف (تاريخ الموصل)، الذي يعد كنزا تاريخيا ثمينا يقول حبابه:"بدأ القس سليمان صائغ نشاطه الأدبي بكتابة بضع مقالات تاريخية في مجلة (المشرق) البيروتية لصاحبها الأب لويس شيخو الكلداني اليسوعي. وأصدر سنة 1923 الجزء الأول من كتابه المعروف (تاريخ الموصل) عن المطبعة السلفية بمصر، تكلم فيه عن مدينة الموصل منذ نشأتها وما مرَّ عليها من أحداث تاريخية. ثم أعقبه بالجزء الثاني سنة1928 الصادر عن المطبعة الكاثوليكية ببيروت تناول فيه الحالة الثقافية لمدينة الموصل ذاكراً أسماء العديد من الأدباء والشعراء مع بعض كتاباتهم الشعرية. فضلا عن إصدار مجلة النجم  1928، وروايته التاريخية التي تعد أول رواية تاريخية في الأدب العراقي(يزداندوخت الشريفة الاربيلية) بجزئين 1938، والعديد من المسرحيات منها الأمير الحمداني 1928، يوسف الصدّيق أو مشاهد الفضيلة1931، ثم قدَّم كتابه (الجزء الثالث من تاريخ الموصل) وعنوانه (نفائس الآثار) الصادر عن مطبعة (الكريم) بلبنان في (211ص) تكلم فيه، بعد مقدمة ضافية، عن الآثار في الموصل، مسيحية وإسلامية".
تلاه الناقد (ياسين النصير) عارضا في بحثه الموسوم (مسرحية يزداندوخت) رؤياه النقدية لرواية هي الأولى من نوعها في العراق، إذ تعد رواية يزداندوخت للصائغ أولى الروايات التاريخية في الأدب العراقي الحديث، وأشار:"ان العهد الذي كتبت فيه هذه الرواية في ثلاثينيات القرن الماضي تميز بظهور حركة تنوير عند الكثيرين من المثقفين ومنهم سليمان صائغ الذي تعد روايته (يزداندوخت) نتاجا فكريا لتلك المرحلة، وتتمحور حول ثلاث افكار رئيسة: المرحلة العراقية في الثلاثينيات والدعوات التنويرية التي ظهرت فيها ليس عند الصائغ وحسب عمادها الشباب ودور المرأة، والثانية تاريخ المسيحية في وادي الرافدين والكيفية التي اثبتت بها الكنيسة الشرقية وجودها في وادي الرافدين باعتبارها كنيسة اصيلة، والثالثة شخصية امرأة عراقية شابة جميلة من اربيل وكيف تطور وعيها من الوثنية حتى اعتنقت المسيحية". فيما تناول (د.عماد عبدالسلام رؤوف/جامعة صلاح الدين) النهج التاريخي للصائغ في بحث عنونه (منهج سليمان صائغ في كتابة التاريخ-تاريخ الموصل أنموذجاً) مؤكدا على:"أن أهمية الكتاب تتجلي في ريادته، وهي ريادة لم تكن ميسرة بكل حال، فحيث لا منهج تاريخي مستقر، ولا مصطلحات ثابتة، ولا مصادر متوفرة، يصبح كل تأليف في هذا المجال محض مغامرة، وتقتضي من مؤلفه أن يشق طريقه العلمي بنفسه، فيضع منهجه، ويختار، أو ينحت، مصطلحاته، وأن يسعى بكل سبيل للحصول على مواده العلمية من مختلف المصادر، ومنها ما هو نادر لم يصل إلى مكتبات العراق، أو مخطوط يحتفظ به أصحابه في خزائنهم الشخصية". وأضاف:"على الرغم من أن الصائغ كان كاهناً، إلا أن ثقافته الدينية لم تترك بصماتها على كتاباته التاريخية، حتى أن قارئه يكاد لا يشعر بهوية من يقرأ له إن كان مسيحياً أو مسلماً، وباستثناء استطراداته في تاريخ بعض الأديرة وإشاراته إلى بعض الكتبة المسيحيين، فإنه كتب تاريخاً سياسياً حضارياً لمدينته التي أحبها لا أقل من ذلك ولا أكثر. وقد أفصح هو في مقدمته عن مقصده من تأليفه كتابه فقال أنها لم تزد عن أن تكون رغبته في خدمة أبناء وطنه (من العامة الذين لا يستطيعون مطالعة مجلدات ضخمة للوقوف على بعض أحوال الموصل)".
أعقبه الباحث (شمدين الباراني) ببحثه المعنون (الجرامقة  وكتاب ـ تاريخ الموصل ــ لمؤلفه سليمان الصائغ) حيث عدَّ كتاب تاريخ الموصل للمطران  سليمان الصائغ، من الكتب المهمة  التي تتحدث عن تاريخ مدينة الموصل بشكل عام، ومرجعا لمعرفة من هم الجرامقة موضوع البحث بشكل خاص، وعن أصولهم قال:"سكنت الموصل أقوام متعددة، وعبر فترات تاريخية بعيدة، ومن بين تلك الأقوام، وكما تذكر المصادر التاريخية (الطبري، أبو فرج الاصفهاني، المسعودي، ابن خلدون، ابن الأثير ، ابن العبري) الجرامقة، الذين يؤكد ابن العبري وجودهم في الموصل منذ أواخر القرن الثالث الميلادي، أما سليمان الصائغ فيكتب فصلا عن الجرامقة تحت عنوان ملحق في أصل الجرامقة يستعرض فيه آراء متعددة عن أصولهم منها: أنهم من الفرس، وهو ما قاله عنهم ابن العبري، والاصبهاني". أما عن ديانتهم فيذكر الباحث: "بأن اغلب المؤرخين يؤكدون، بأن الجرامقة هم مسيحيون، يخالفهم بهذا الأب انستاس الكرملي فهو يرى بأن اغلب الجرميين او الجرامقة كانوا نصارى في ديار الجزيرة، غير أنهم لم يكونوا جميعهم مسيحيين، إذ كان بينهم مجوس ولاسيما في الحضر".
وعن (تسع رسائل نادرة من سليمان صائغ  الى انستاس الكرملي) قدم الباحث (حسين عجيل) قراءة معاصرة للمراسلات المتداولة بين المطران صائغ والاب الكرملي وأكد ان هذه الرسائل هي رسائل ادبية كتبت بين سنتي 1922و 1931 بمعدل رسالة واحدة سنويا، مرجحا ان لقاءات عدة كانت قد جمعت بين العلامتين خلال هذه المدة عبر زيارات الصائغ لبغداد، واضاف:" تمثل هذه الرسائل محطات ذات قيمة في العلاقة المعرفية التي ربطت بين الشخصيتين مقدمة نموذجا لعلاقة علمية بين شخصيتين دينيتين مسيحيتين تميزتا بعطاء ثقافي رائد، وبرغم ان الصائغ والكرملي كلاهما رجلا دين مسيحيين ويتبادلان الرسائل الشخصية فيما بينهما، وماكانا يظنان انها ستنشر بعد عقود، فلم تظهر في رسائل الصائغ هذه اية عبارة تشم منها رائحة التعصب او التقليل من شأن الآخرين". وبعد استراحة الغداء تواصلت في الساعة الثالثة والنصف أعمال الحلقة الدراسية حول دور السريان في الثقافة العراقية في فندق باليميرا باربيل/عنكاوا، وفي تقليد جديد اتبعته المديرية العامة اعتبارا من الجلسة الثانية، إمعانا في الفائدة،  توزعت البحوث على قاعتين لتتناول محورين مختلفين. وكان محور البحوث في القاعة الأولى (يوسف الصائغ) بإدارة (هيثم بردى) استهله الباحث (بلال خاشع عبد الفتاح/جامعة بغداد) في بحثه (الأدب السرياني وتطوره/القاص يوسف الصائغ أنموذجا) مؤكداً على أن: "الأدب السرياني  نشأ مع ظهور وانتشار المسيحية إلا إن جذوره ترجع إلى اللغة الآرامية التي ترقى إلى القرن التاسع عشر قبل الميلاد، حيث ظهرت الكتابات الأولى في بلاد النهرين وأولى معالم هذا الأدب هي قصة احيقار كاتب الملك الآشوري سنحاريب التي كتبت على أوراق البردي، وتعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد، مما يدل على مدى انتشار اللغة الآرامية وآدابها في الإمبراطورية الآشورية ثم في البلاد الفارسية". ثم تناول السيرة الذاتية للشاعر يوسف الصائغ ملقيا شيئا من الضوء على آخر ما نشر له وهو كتابه الاعتراف الأخير لمالك بن الريب الذي نشر بعد وفاته.
ويرى الباحثان) د.سمير الخليل (و) د. يونس عباس حسين (من الجامعة المستنصرية في بحثهما الموسوم (البنية التوليفية والسينمية في شعر يوسف الصائغ) أن: "للغة الشعرية نظامها الخاص داخل النظام اللغوي العام يعرفه الشاعر ويعرفه المتلقون، ومن هذا جاءت المقولة الشائعة بأن الشعر هو (لغة داخل اللغة) أو هو (لغة ما وراء اللغة)، اما التوليف فهو مصطلح يثير إشكالية في مجال قراءة الشعر، وإذا عدنا إلــى معاجم اللغة وجدنا (التوليف) من الائتلاف وهو الجمع بين عدد من الأشياء في صياغة واحدة. يوظف يوسف الصائغ التوليف في إحدى قصائده الطوال (أين الشعر وأين الشعراء) إذ تقوم القصيدة على مشاهد عدة تتنامى درامياً على المستوى التركيبي الدلالي، ويخضع الشاعر نصه الشعري إلى عملية المونتاج السينمي التي تقوم أساساً على التفاعلات الأساسية في المادة السينمية والإيجاز الذي يعد ضرورة مهمة من ضرورات تكثيف قوة الإيحاء التي تقوم عليها السينما بشكل عام، لذلك تبادل الشاعر والمخرج المهام، فأصبح الشاعر مخرجاً لنصه موظفاً تقنية الإخراج السيمي في بناء قصائده ولاسيما الطوال منها".
تناول الباحث (د.صفاء الدين احمد فاضل/ جامعة ديالى) ببحثه الذي حمل عنوان (الحداثة الشعرية وأصالتها عند الشاعر يوسف الصائغ) مساهمة يوسف الصائغ برسم خارطة الشعر العراقي الحديث من خلال مفاهيمه وتقنياته للقصيدة الحديثة والذي أصبحت تجربته لا تقل أهمية عن تجربة الرواد (السياب والجواهري) وغيرهم من شعراء الحداثة حيث حلق في أجواء الشعرية ليخترق الأشياء ويقرب في المباعدة  الفنية ليحقق ضربا من التبادل والحضور المزدوج للفن.
فيما ذهب الباحث (محمد صابر عبيد/جامعة الموصل) في بحثه المعنون )يوسف الصائغ ناقدا( الذي رأى فيه أن يوسف الصائغ:" يمثّل شخصية أدبيّة متكاملة بامتياز من الصعب أن تتكرر كثيراً، فهو أحد أبرز شعراء الحداثة العربية من جيل الخمسينيات الذي أعقب جيل الروّاد، وهو كاتب مسرحيّ من طراز رفيع، وروائي متمكّن، وكاتب مقالي متميّز، وفوق ذلك كلّه يتمتع بمقدرة نقدية بارعة تجلت عميقاً في كتابه النقدي (الأكاديمي) المبكر نسبياً الموسوم بـ(الشعر الحرّ في العراق منذ نشأته إلى عام 1958م)، وأضاف:" يتكشّف مضمار المنهج النقديّ في الطريقة التي اعتمدها الصائغ لتوفير مناخ إجرائي نقديّ سليم، تعبيراً عن طبيعة هذا المنهج وهو يزاوج بين التاريخية والثقافية والاجتماعية انطلاقاً من النصيّة وعَوداً عليها، لذا فهو يعرض سياسته النقدية في العناية بانتقاء النماذج الشعرية المعبّرة أكثر من سواها عن مشكلة البحث، وهو ما يؤكد رؤية منهجية ثابتة وأصيلة استطاع الصائغ الوفاء لمتطلباتها في مراحل البحث كافة".
وبالانتقال الى القاعة الثانية، تناول عدد من الباحثين (محور التوثيق التاريخي) في جلسة أدارها (عامر بدر حسون)، قدم في مستهلها الباحث (د.باقر محمد جعفر  الكرباسي/ جامعة الكوفة) بحثا بعنوان (الأخَوان عواد ودورهما في خدمة التراث العربي الإسلامي) مشيدا بالخدمات الجليلة التي قدمها الاخوان كوركيس وميخائيل عواد مؤكدا أن الأستاذ كوركيس:" قدم خدمات جليلة للغة العربية وأهلها وتراثها، وترك آثاراً حميدة في كل ما كتب وكان باراً بأهله وأصدقائه ووطنه" مشيرا إلى ما ذهب اليه الدكتور صالح احمد العلي أن كوركيس عواد:"أعاد في كتاباته إلى الأذهان ذكرى المفهرس العربي الكبير (ابن النديم)، وتنتمي مؤلفاته التي وضعها إلى ثلاثة أبواب رئيسة : التأليف  والترجمة والتحقيق، مراعياً في ذلك الدقة العلمية إذ انه لم يهدف منها الا خدمة العلم ورفع راية الحقيقة"، اما ميخائيل فكان:"محباً للكتاب كثير القراءة والدراسة، وقد حوى مكتبة ضخمة عامرة بالنفائس من كل لون، وبخاصة كتب الحضارة والتاريخ والأدب، وكانت كتاباته في أكثرها فيها طرائف وعجائب وإبداع، ويميل إلى التأليف أكثر من التحقيق وقد شارك أخاه كوركيس في بعض أعماله في الفهرسة والتأليف والتحقيق".
فيما اشار الباحث (د.عامر عبد الله الجميلي/جامعة الموصل) في بحثه (جهود الباحثين السريان المعاصرين في تحقيق أصول أسماء الأمكنة العراقية ذات الأصل السرياني) الى أهمية الجهود الحثيثة التي قام بها الباحثون في العصور الوسطى الإسلامية من بلدانيين وجغرافيين ولغويين عرب ومسلمين في تفسير أصول أسماء المواضع الجغرافية وإرجاع بعضها إلى أصوله السريانية، ويأتي في مقدمتهم (ياقوت الحموي) الذي يبدو انه كان له الماما يسيرا بالسريانية، أما في العصر الحديث فقد اشتهر بهذا الفن من التحقيق في الجغرافية اللغوية والتاريخية خمسة من المع العلماء الذين أنجبهم العراق، وهم كل من: (يعقوب سركيس وكوركيس عواد وبشير فرنسيس وبنيامين حداد ود. يوسف جرجيس ألطوني وغيرهم)، الذين اغنونا بمباحثهم وكتبهم.
وتناول الباحث (نوري بطرس) التاريخ السرياني في بحثه الذي حمل عنوان (الدراسات السريانية التاريخية) مؤكدا بأن الدراسات التاريخية التي اهتمت بتدوين الأحداث والوقائع بدأت منذ القرن الرابع الميلادي وحتى القرن الرابع عشر، منهم توما المرجي، ايليا برشينايا، عمرو بن متى، الطيرهاني، يوحنا الافسسي وغيرهم. بدأت بعدها دراسات العصر الحديث ثم التاريخ المعاصر الذي دوّن من قبل المؤرخين السريان، ومنهم: توما اودو، اسحق ساكا، كوركيس عواد، البير ابونا واخرون.
أما الباحث (ابراهيم فاضل الناصري) فقد شارك ببحث عنوانه (مواطن آثار المدينة السريانية في خارطة تكريت التاريخية) حيث يقول: لعل من بين المدائن العراقية التي نالت شيء من بصمتهم الحضارية المميزة(أي السريان) هي مدينة تكريت التاريخية التي كانت قد دشنت معرفتها بهم مع بواكير النصف الثاني للألف الثاني قبل الميلاد،عندما غدت معقل تمركز وقاعدة انتشار لإحدى موجاتهم التي حلت في رحابها ثم مافتئت أن تعرفت على باقي موجاتهم الارومية المتعاقبة والتي ظهرت بتسميات محلية مختلفة كالتيمو والجرامقة والشهارجة والنبيط. ولقد شاد السريان في رحاب تكريت العديد من المظاهر الحضرية من قرى وأديرة وكنائس ومدارس وعمد وبيع ومتاجر وصنائع إذ برع أبناءهم من مهندسين وبناءين وصناع في قيامها بكل دقة وتفان وكيف لا وهم الذين حذقوا كثيرا ومهروا وطويلا في فن العمران وعلم الصناعة. ولكن مع كل الأسف قد زال كل ذلك واندثر مع تمكن التتار من مدن بلاد الرافدين ومنها تكريت ولم يتبق من تلك المظاهر الحضارية والمدنية التي شادها السريان في رحاب تكريت إلا آكام وأطلال.
وقدم اتحاد الادباء والكتاب العراقيين درع الجواهري للمديرية العامة للثقافة والفنون السريانية، سلمه الاستاذ الفريد سمعان، تسلمته عن المديرية السيدة جورجينا بهنام. كما قدم الاتحاد ساعة الجواهري للدكتور سعدي المالح تقديرا لجهوده في نشر الثقافة وتوسيع افاقها، قدمها الاستاذ علي الفواز. وبعد استراحة قصيرة عقدت الجلسة الثالثة من أعمال اليوم الاول في ذات القاعتين، حيث تناول الباحثون في القاعة الاولى محور (شعراء سريان/شاكر سيفو والفريد سمعان) في جلسة أدارتها (د.سوسن البياتي)، بدأها الباحث (ناجح المعموري) ببحثه (شرفة الرماد) بالقول بأن: "الحوار الحضاري/ الثقافي منذ بداية الاستهلال لنص (اليوم الثامن من أيّام آدم) هو مفاجأة القراءة لملحمة معاصرة ساد فيها السرد الشعري. ملحمة عن مأساة لا نستطيع غير اختصارها بهذه الصفة، على الرغم من أن هذا النص (الملحمة) لا يوفر كل ذلك، بسبب التراجيديا التي انتظمت هذا النص، تراجيديا التاريخ الطويل والتي كانت تراجيديا " سيدة النجاة " أكثرها إثارة للحزن مع تسريب لخطاب ثقافي مسيحي مزحوم بالشعرية العالية".
وأما الباحث (جاسم عاصي) فيتتبع في بحثه المعنون (تداخل الواقعي والأسطوري في النص الشعري لشاكر سيفو) مميزات الشاعر (شاكر مجيد سيفو) الكثيرة التي: "يمكن أن تضعه في حقل التفرد في التعامل مع الموروث الأسطوري والديني من خلال التعامل مع الرموز والوقائع التي من شأنها تصعيد المعنى وتفعيل حراك القصيدة الداخلي، بما يتوفر من ثراء لغوي أولاً، وتماثل حر ومبتكر ثانياً، كذلك  نهجه لأسلوب التداخل بين الأسطوري والواقعي الملفت للنظر ثالثاً. فهو يتداول الأسطوري داخل إطار الواقعة أو حركة الذهن الشعري ـ  إن جاز التعبير ـ ، فليس ثمة  ثغرات في بناء النسق الشعري في التعامل والتمثل، فالجزء في الكل، والكل يستقبل الجزء بحيوية شعرية واضحة".
فيما أشار (د. رشيد هارون/)  في مستهل بحثه (اللغة الشعرية في: اليوم الثامن من أيام آدم) إلى أن قضية الشاعر واللغة" مازالت، تحتل المكانة الأولى في تنظيرات النقد الحديث وتطبيقاته، مضيفا: "وبما ان الشعر هو فن اللغة اراني اليوم أقدم دراسة للغة الشعر في ( اليوم الثامن من أيام آدم )، مجموعة الشاعر العراقي السرياني شاكر مجيد سيفو". اما عن الخصوصية التي يتميز بها سيفو قال: "إن من أهم خصوصيات شاكر مجيد سيفو، الترفع على القراءة المتآلفة، فهو يجنح للاختلاف، ليضع العقبات، والفخاخ في طريق تلك القراءة ومريديها، وتلك هي الكتابة القابلة للحياة الدائمة، لأنها من ناحية تأبى على الانكشاف، والاتضاح، فتبقى موضع ريبة من الخاملين، في الوقت الذي تقترب فيه من القراءة النشطة، وتتصالح معها لأنهما جواهر اهتمام المستقبل".
وتحت عنوان )الفاعليات البنيوية في القصيدة الأحادية إشتغال اجرائي على (القطار) لـ الفريد سمعان)  سعى الباحث (بشير حاجم) للذهاب ابعد من دراساته الماضية، مؤكدا:"أحاول هنا، الذهاب أبعد، بكثير، مما ذهبت إليه، هناك، في الدراسة الماضية. أسعى للإجهاز على سوءِ فهم شائعٍ عند بعض البنيويين العرب، بين "رؤيا الجوهر"، النصية/ الداخلية، وبين "رؤية العالم"، السياقية/ الخارجية، في نقد الشعر. سأكتفي، في هذا السعي، بقصيدة أحادية، فقط واحدة، (القطار)، لـ الفريد سمعان، أبحث فيها خمس فاعليات، لبنيتها، هي، تراتبيا، الإيقاعية/ الاسلوبية/ الدلالية/ اللسانية/ الشعرية".
ثم يطرح الباحث (توفيق التميمي/ مدير تحرير جريدة الصباح) في بحثه الذي يحمل عنوان (التكامل الإبداعي والوطني في سيرة قارع النواقيس الصامتة: قراءة في ملامح التسامح والتعايش الوطني من خلال شهادة الرياضي والشاعر والفنان والسياسي العراقي السرياني الفريد سمعان) سؤاله: "لماذا هذا العناء والبحث؟". فيجيب: "لأنه سرياني وعراقي أصيل، ولأنه تخطى الثمانية عقود من عمره المديد وهو يشهد التحولات الفكرية والسياسية والأدبية والرياضية العراقية فاعلا ومؤثرا في هذه التحولات، ولأنه عاش جوالا عبر صفحات هذه السيرة وعلى أرضه الرافدينية ذات العمق الحضاري، ولأنه نموذج إبداعي فريد  تعددت مواهبه  فظهرت في أشكال إبداعية ونشاطات سياسية واجتماعية متعددة، في الرياضة والشعر والقصة والقيادة السياسية، لهذا ولأسباب أخرى يكون الفريد سمعان نموذجا فريدا واستثنائيا للسرياني العراقي الذي لعب دور مهما وخطيرا في إثراء ليس الثقافة العراقية وحدها بل في مناحي ومسارات ونشاطات اجتماعية أخرى".
فيما كان محور أبحاث القاعة الثانية (لغة ولغويون سريان) بادارة (كمال غمبار) تناوب فيها عدد من الباحثين على إلقاء بحوثهم، وجاء اولها البحث المعنون (الأب أنستاس ماري الكِرمليّ ناقداً لغويا) للباحثة (أ.د. ساجدة مزبان حسن/ جامعة بغداد (حيث اشارت إلى كون: "الأبُ أنستاس الكرمليّ أحد المفتونين باللغة العربية والشغوفين بإدامة النظر في محاسنها والكشف عن أسرارها، وقد بلغ به ذلك مبلغاً جعله يعدّها أحسن اللغات إطلاقاً، وأشرفها، وأوسعَها وأنها أُمَ اللغات وأنّ كُلَّ اللغات عيال عليها تأخذ منها بطرف وتمت إليها بسبب". وأضافت:"ولم تكن تأخذه في اللغة لومة لائم ولا صحبة صاحب ولا شهرة عالم فقد كان يصحح لكبار العلماء والأدباء، كما كان يصحح لمن دونهم، وكان أعلام عصره يستجيبون لتصحيحه إذ صَحّحَ لجرجي زيدان، وأحمد تيمور، وأحمد زكي باشا والدكتور أمين المعلوف والأمير مصطف الشهابيّ".
ووصف الباحث (م. ليث حسن محمد / جامعة بغداد) في بحثه الموسوم (الدور الريادي للأب أنستاس ماري الكرملي للنهوض بالحركة الفكرية في العراق) ان: "العلامة الأب أنستاس ماري الكرملي، ومؤلفاته ومكانته العلمية مهمة ليست باليسيرة ومرد هذا إلى سببين أولهما شهرته التي ملأت الأفاق، فهو علم كبير من أعلام العراق والبلاد العربية، تعرفه المجاميع اللغوية، والمنتديات الفكرية، أما بالنسبة إلى المجلات الكثيرة التي عاصرها فلا يخلو عدد من مقال له  فيها، أو تعليق على مقال سابق، أو رد علمي على رأي متقدم، يضاف إلى هذا كتبه، التي طبعت في حياته أو بعد وفاته، ومن المجلات التي أصدرها هو بنفسه مثل دار السلام، والعرب، ولغة العرب، حيث صارت هذه المجلات مرجعا علميا مهما لا يستغنى عنه أي دارس لغزارة مادتها، وتنوع موضوعاتها، بالإضافة إلى مقالاته الشخصية التي يكاد لا يخلو عدد واحد منها".
وكان (المفكــــــر ابــروهـــــــــوم نـــــــــــورو( العنوان الذي اختاره الباحث (مؤيد حسين منشد/ كلية اللغات/ جامعة بغداد) وتطرق فيه الى ان:" ابروهوم نورو عاش أيام العمر كلها متيما هيمانا بكل حرف نطق به الآباء، عاشقا لكل ما خلفوه له من ارث حضاري معتبرا إياها اعز ما ورثه، حيث عشق اللغة السريانية وتعلمها وأبدع فيها واعتبارها أمانه مقدسة في عنقه. و ظل يتألم وهو يرى لغته لفتها العتمة، وأضحت لغة كنائس محدودة قليلة التعامل، فأخذ على عاتقه مسؤولية رفع شأن هذه اللغة بكل ما يستطيع وحاول إزاحة تلك العتمة اللعينة و أن يرتقي باللغة الى المصاف التي كانت عليها أيام الآباء الأقدمين".
فيما كان البحث الأخير تحت عنوان (اقليمس يوسف ودوره في نحو وصرف اللغة السريانية للباحث (محمد راضي زوير/جامعة بغداد)، اكد فيه ان: " الحديث يطول عن سيرة العالم الجليل المطران إقليمس يوسف داود وإنجازاته الأدبية والعلمية والثقافية والدينية والاجتماعية إذا أردنا تتبعها خلال الواحدة والستين سنة التي عاشها مطرانا فالمتتبع لحياة المطران يصاب بالحيرة عندما يقايس مقدار سني حياته بما أنجز وألف وشارك وعمل وعدد اللغات التي أتقنها وتعلمها وفك خطها وعدد الكتب التي ألفها وترجمها وحققها. إذ كان المطران إقليمس يوسف يتقن السريانية بفرعيها والعبرية والعربية والتركية واليونانية واللاتينية والايطالية والفرنسية والانكليآزية والألمانية ،كما كان ملما بالفارسية والكردية والسنسكريتية والحبشية والارمنية .ويقرأ الخط الكوفي والحميري والسبأي والبابلي (المسماري) والهيروغليفي (المصري القديم)". وقد أغنى المشاركون الجلسة بمداخلاتهم القيمة. وفي ختام جلسات اليوم الأول عرض في التاسعة مساءً، فلم وثائقي من انتاج مؤسسة مسارات للتنمية الثقافية والاعلامية حمل عنوان (أقلية في خطر) سلط الضوء على هجرة الاقليات من العراق وبشكل خاص هجرة المسيحيين التي بدأت تزداد بعد الحادث الارهابي الذي طال كنيسة سيدة النجاة، هذا ومن الجدير بالذكر ان مخرجة الفلم الدكتورة آمنة الذهبي قد حازت على شهادة تقديرية في مهرجان النجف عاصمة الثقافة الاسلامية وجدير بالذكر ان فعاليات اليوم الثاني من الحلقة الدراسية الثانية حول دور السريان في الثقافة العراقية تتواصل في الساعة التاسعة من صباح يوم الاربعاء 21/11/2012.
 



























غير متصل انطوان الصنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4286
    • مشاهدة الملف الشخصي
اولا شكرا للاخوة العاملين بكل مستوياتهم الادارية والثقافية في المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية في اقليم كوردستان على تنظيم الحلقة الدراسية الثالثة حول دور السريان في الثقافة العراقية في عنكاوا للمساهمة في النهوض وتطوير الثقافة والفن والادب والتميز والابداع السرياني بدعم حكومة الاقليم انه نهج رائع اخطته المديرية المذكورة لنفسها حيث اصبحت مثل هذه الحلقات تقليدا سنويا وعرس ثقافي كبير كما وصفها الدكتور سعدي المالح المدير العام لمديرية الثقافة والفنون السريانية في الاقليم 

وما يميز هذه الحلقة هو المشاركة الواسعة والفعالة للنخب الثقافية العراقية وفي مقدمتهم الأستاذ كاوه محمود وزير الثقافة والشباب في حكومة إلاقليم الذي يحرص دائما على المشاركة في مثل هذه الحلقات الثقافية لشعبنا ودعمه المتواصل لجهود المديرية لاحياء الثقافة السريانية اضافة لمشاركة عدد من اساتذة الجامعات والاكاديميين والمختصين من الباحثين المرموقين والادباء والفنانين والمثقفين من الكورد والعرب والسريان والتركمان والإيزيدية القادمون من مختلف مدن العراق ان هذا الحضور الثقافي مرأة يعكس حقيقة التنوع في مجتمعنا العراقي ويجسد العيش المشترك

شكرا مرة اخرى للعاملين في المديرية والقائمين على الحلقة الدراسية والمشاركين فيها ونأمل التواصل سنويا



غير متصل NabeelDamman

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 228
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
فعلا انه عرس ثقافي كبير وحضور لافت لكل ذو بصيرة ومشاركات نوعية في البحث والتقصي عن اصالة وتراث العراقيين الخالد ومنبع حضارتهم التي يبارون بها الامم. كانت البحوث المقدمة هادفة وعميقة لا يسعني الا ان اوجه شكري وامتناني للتحضير الجيد والمشاركة والحضور وفي المقدمة وزير الثقافة في كردستان الاستاذ كاوا محمود، والى شخص الدكتور الصديق سعدي المالح الذي لا يركن ولا يستكين لتنظيم كل ما هو جيد ومتنوع ومبدع لنا نحن الناطقين بالسريانية.
نبيل يونس دمان
كالفورنيا


غير متصل kaldanaia

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 871
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أقصاء اللغة الكلدانية

 

لم تكن المحاولات التي جرت منذ ما بعد عام 2003 لتقزيم دور الكلدان وتهميشهم من قِبل أخوة لهم في الدين (مع الأسف) وما تلاها من مشاريع جميعها تهدف الى ألغاء الأسم القومي للكلدان السكان الأصليين لهذا الوطن (العراق) والذين وُجِدوا فيه منذ ما بعد طوفان نوح كما هو مثبت في الكتاب المقدس، وأسسوا فيه أعظم الأمبراطوريات وكان ملوكهم وقادتهم من أشهر الملوك والقادة على الكرة الأرضية، وشرّعوا دساتير وقوانين لا تزال معظم القوانين في العصر الحديث تستند على بنودها وفقراتها، ونبغوا في نظريات رياضية وعلوم الفلك أبهرت علماء العصر الحديث، تلك النظريات والعلوم والقوانين التي لم تستطِع الأمم والشعوب التي عاصرتها من فهمها وأستيعابها لذلك أطلقوا عليهم صفة السَحَرة وعابدي النجوم في الوقت الذي أشاد بهم وبملوكهم الوحي في الكتاب المقدس كما جاء في سفر دانيال4: 34- 37. ويقول نصّها:

" 34. وَعِنْدَ انْتِهَاءِ الأَيَّامِ: أَنَا نَبُوخَذْنَصَّرُ رَفَعْتُ عَيْنَيَّ إِلَى السَّمَاءِ فَرَجَعَ إِلَيَّ عَقْلِي وَبَارَكْتُ الْعَلِيَّ وَسَبَّحْتُ وَحَمَدْتُ الْحَيَّ إِلَى الأَبَدِ الَّذِي سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ وَمَلَكُوتُهُ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ.35. وَحُسِبَتْ جَمِيعُ سُكَّانِ الأَرْضِ كَلاَ شَيْءَ وَهُوَ يَفْعَلُ كَمَا يَشَاءُ فِي جُنْدِ السَّمَاءِ وَسُكَّانِ الأَرْضِ وَلاَ يُوجَدُ مَنْ يَمْنَعُ يَدَهُ أَوْ يَقُولُ لَهُ: مَاذَا تَفْعَلُ؟36. فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ رَجَعَ إِلَيَّ عَقْلِي وَعَادَ إِلَيَّ جَلاَلُ مَمْلَكَتِي وَمَجْدِي وَبَهَائِي وَطَلَبَنِي مُشِيرِيَّ وَعُظَمَائِي وَتَثَبَّتُّ عَلَى مَمْلَكَتِي وَازْدَادَتْ لِي عَظَمَةٌ كَثِيرَةٌ. 37. فَالآنَ أَنَا نَبُوخَذْنَصَّرُ أُسَبِّحُ وَأُعَظِّمُ وَأَحْمَدُ مَلِكَ السَّمَاءِ الَّذِي كُلُّ أَعْمَالِهِ حَقٌّ وَطُرُقِهِ عَدْلٌ وَمَنْ يَسْلُكُ بِالْكِبْرِيَاءِ فَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُذِلَّهُ ".

صحيحٌ، هناك آيات في الكتاب المقدس تعتبر الكلدان كغيرها من الأمم والشعوب الأخرى التي لم تكن تعرف الله ومتمرّدة على الله الخالق، وهددهم وعاقبهم كما ذُكِرَ في مواضع عديدة من الكتاب المقدس، ولكن ذلك كان أيضاً حال جميع الأمم التي كانت عابدة للأوثان وتحيد عن مبادىء الخالق في بعض الأحيان، ومن ضمنهم حتى الشعب اليهودي الذي كان يعرف الله وحافظَ عليه وخَلَّصه من مِحَنٍ كثيرة لأنه كان شعباً مُختاراً من الله.

محاولات أقصاء اللغة الكلدانية بدأت منذ بداية السبعينات من القرن الماضي عندما رفعت الدولة آنذاك عن الأخوة الآثوريين الحظر لا الذي كان مفروضاً عليهم منذ أحداث سمّيل التي أعتبرتها الحكومة آنذاك كتمرّد، وسحبت منهم الجنسية العراقية، وصدور قرار مجلس قيادة الثورة المرقم (251) في 16نيسان1972 الذي كان ينصّ "يُعفى عفواً عاما من كافة الجرائم المرتكبة من قِبَل الآثوريين المرتبطين بالحركة الآثورية سنة 1933، وتعاد الجنسيّة العراقية لِمَن أٌسقِطَت عنه من الآثوريين المشاركين في تلك الحركة"

كان هذا القرار الذي يصفه الأخ يوحنا بيداويد في أحدى تعليقاته بأنه "كان تكتيك بعثي صدامي لفتح صفحة جديدة مع الكنيسة النسطورية الآشورية بعد ان افتعلوا فيها عامل الانقسام قبل بضع سنوات بعد مذبحة سميل سنة 1933" وكان ذلك بمثابة منح الضوء الأخضر لتأسيس منظمات سياسية من بينها كما يذكر السيد (أنطوان دنحا صنا) في أحدى تعليقاته فيقول "ومن التنظيمات القومية الأخرى التي تأسست خلال تلك الفترة، حزب بيت النهرين الديمقراطي 1976 والحركة الديمقراطية الآشورية 1979 ولعبت هذه التنظيمات جميعاً دوراً مهماً في نشر الفكر والوعي القومي بين أبناء شعبنا!!! وأستطاعت بلورة أهدافها وتطلعات أمتنا المشروعة، علماً أن طلائع التنظيمات القومية الرائدة كانت قد تأسست في سوريا عام1957 وهي المنظمة الآثورية الديمقراطية، وفي المهجر، الأتحاد الآشوري العالمي عام 1968، وجميع هذه التنظيمات القومية آنفة الذكر اليوم تعمل في تجمع التنظيمات (الكلدانية السريانية الآشورية) في الوطن من أجل حقوق شعبنا المشروعة!!!"

وتأسست تنظيمات مدنية أخرى تحت واجهة الجمعيات والنوادي الثقافية، كان من أبرزها "جمعية آشور بانيبال، الثقافية، الفنية، الأجتماعية " بعد دمج كل من جمعية الفنانين الناطقين بالسريانية مع جمعية الأمهات للكنيسة الآشورية الأنجيلية " (1) والذي كان لها الدور الأساسي والفاعل في نشر بدعة اللغة السريانية "اللهجة الغربية للغة الآرامية" كتسمية بديلة للغة الكلدانية، اللهجة الشرقية للغة الآرامية، وكخطوة أولية نحو الهدف النهائي لتسميتها باللغة الآشورية التي لا يوجد أختلاف كبير بينها والسريانية حين لفظها باللغة الأنكليزية (Assyrian -Syrian) وأستطاعت أن تجذب العديد من المثقفين الكلدان، الذين أصبحوا فيما بعد من العناصر الفاعلة وبقوّة في الأحزاب الآثورية، ومدافعين أشداء عن سياسة هذه الأحزاب في ألغاء أو تهميش الأسم القومي الكلداني تحت مختلف التسميات رغم أنني أكنّ لهم كلّ الأحترام والتقديرلأن العديد منهم من أصدقائي أو معارفي، تعرّفت عليهم في التسعينات من القرن الماضي بحكم كوني كنت أملك مكتباً للطبع والترجمة، وكانوا يستنسخون نشاطاتهم ومجلتهم في مكتبنا).

ورغم ذلك فلم تنجح هذه الأحزاب والتنظيمات الآثورية في مسعاها في بغداد، ويذكر السيد صنا أن "سبب ذلك كان الخلاف بين الطوائف!!! المسيحية الثلاثة الكلدانية والسريانية والآثورية، مما أدى الى أنسحاب الأستاذَين المرحومان نعمان شيت وجرجس كتو، وأكيد أن مثل هذه النتيجة كانت من الأهداف الخبيثة للبعث لأفشال وعرقلة تعليم لغتنا القومية لطلاب أبناء شعبنا" غير أني أعتقد بأن السبب الأساسي كان كشف الأستاذَين المرحومّين لعبة الأحزاب الآثورية وهدفهم الأساسي من المشروع، أضافة الى عدم أهتمام وتحرك الكنيسة، مما حدا بهذه الأحزاب الى نقل نشاطها الأقصائي هذا الى المنطقة الشمالية التي كانت خاضعة للحماية الدولية آنئذ، وأستطاعت تنفيذ مشروعها هناك لخلو الساحة أمامها وتقاعس رجال الكنيسة الكلدانية في الدفاع عن لغتهم فضلاً للمساعدات المالية التي كانت تتلقاها تلك الأحزاب والتنظيمات، سواء من حكومة الأقليم أو التنظيمات الآشورية العالمية، ولعل ما ورد في مقال السيدة أيفلين عوديشو، على الرابط أدناه يدعم هذا الرأي . (2)

لم يقف الكلدان تجاه كل ذلك مكتوفي الأيدي حاولوا أظهار الحقيقة مستندين على الكتاب المقدس وآراء آباء الكنيسة وأثبتوا أن اللغة الكلدانية هي اللغة التاريخية التي كانت منتشرة في بلاد الرافدين وهي الفرع الشرقي من اللغة الآرامية، لغة كنيسة المشرق في كتبها وطقوسها، وهي تختلف جذرياً عن اللهجة السريانية، الفرع الغربي للغة الآرامية وهي محدودة الأستخدام في غرب الفرات فقط لما يُعرف اليوم ببلاد سوريا.
وأخيراً فأن سؤالاً مهماً يدور في أذهان الشعب الكلداني في العراق والعالم، وهو موجّه لجميع السادة الأساقفة الأجلاء، والكهنة الأفاضل في كنيسة المشرق الكلدانية والآثورية، ويتمَنَّون وبألحاح أجابةً عليه، وهو:

1 - هل أن اللغة التي نستخدمها في كنائسنا الكلدانية والآثورية هي اللغة السريانية كما يجري اليوم ترويج ذلك من قبل البعض من الأدباء ورجال دين مسيحيين في الأعلام والندوات والحوارات التي تنشر في وسائل الأعلام المختلفة؟؟ أم أن اللغة التي نتكلّم بها ونستعملها في كنائسنا الكلدانية والآثورية هي، اللهجة الشرقية من اللغة الآرامية (الكلدانية) كما ورد في مصادرنا وهي الكتاب المقدس، وما تركه لنا آباء كنيستنا الكلدانية؟؟؟

2 - وأذا كانت لغتنا المستخدمة في بيوتنا نحن الكلدان والآثوريين وفي كنيستنا الكلدانية والآثورية، أذا كانت سريانية، لماذا نُلام نحن الكلدان ونُتَّهَم بالتقاعُس في أننا لم نُحافِظ على لغتنا القومية، في الوقت الذي فيه أننا كلدان ولسنا سريان، وليس من مسؤوليتنا نحن الكلدان والآثوريين المحافظة ونشر لغة وتعليمها لأولادنا وهي لغة ليست لغتنا القومية؟؟؟

(1)
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=569781.0;wap2

(2)
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,629614.0.html

 

بطرس آدم
11 ك1 2012