مظاهر الزينة تعم كرملش والأهالي يتحدثون عن تقاليد العيد بين الوطن والغربة
عنكاوا كوم - كرمليس - سام صبحي ميخائيل تتهيأ بلدة كرملش ، كما كافة المناطق المسيحية في العراق ، لإستقبال أعياد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية الجديدة بحلة بهية تزيد من جمالية البلدة في هذه الأيام من السنة والتي تعد مباركة للمسيحيين في عموم العراق والعالم قاطبةً.
وأنشغل الأهالي في البلدة منذ أيام في التحضير للأعياد من خلال تزيين البيوت والمحال التجارية وشراء حاجيات العيد من الملابس وعمل المعجنات والكليجة ، بحيث أستعد الجميع للعيد ولكن كلٌ على طريقته وأسلوبه الخاص.
تقول "ن ، أ" وهي موظفة في إحدى الدوائر الرسمية "إن عيد ميلاد ربنا يسوع المسيح هو من الأعياد المقدسة عندنا والتي نحرص دائماً على الإحتفال بها ، كما أن لتقاليد العيد في بلدتنا طعم خاص بها".
وأضافت "أنشغلت في الأيام التي تسبق العيد بالتحضيرات حيث عملت الكليجة التي هي من تقاليدنا في عيد الميلاد إضافة إلى عمل معجنات أخرى والتي تضيف نكهة خاصة إلى العيد".
أصحاب المحال والأسواق التجارية في البلدة قاموا بتزيين واجهات محالهم بزينة العيد ، كما أن حراسات البلدة قامت بتزيين مداخل البلدة بالزينة والنشرات الضوئية كعلامة لمشاركة الجميع في هذا العيد المبارك.
يقول الطالب الجامعي رامي شمعون "العادات الإجتماعية من زيارة الأقارب والأصدقاء هي نفسها في كل عيد ، فلا توجد هناك ظروف تجعلني أستغني عن الأمور التي أود فعلها وعلى العكس كافة الظروف متلائمة مع الواقع".
ويضيف شمعون "ولكن في كل سنة ومع قرب موعد الأعياد نرى تزايداً ملحوظاً في أسعار السلع والألبسة والتي ربما تكون غير متناسبة مع دخل الفرد في المنطقة".
غالبية أهالي البلدة وخصوصاً خلال مواسم الأعياد يشترون حاجيات العيد والألبسة وغير ذلك من أسواق بلدة بغديدا القريبة منهم والتي تعد من أكبر الأسواق في المنطقة وغالباً ما تجذب أهالي المناطق المجاورة إليها.
أما الشاب سالار نوح وهو خريج كلية التربية ويعمل في إحدى الشركات المحلية فله رأي آخر إذ يقول "بسبب إنشغالي بالعمل خلال أيام الأسبوع فليس هناك رغبة بالإحتفال ، فـالعيد في هذه الأيام كثرت مصاريفه ، كما أننا مللنا من الروتين ذاته في كل العيد ونرغب بشيء مغاير يخرجنا من هذا الروتين".
تلاميذ وطلبة المدارس في البلدة قاموا خلال الأيام التي تسبق العيد بتزيين مدارسهم وصفوفهم ، والعديد منهم قاموا بنصب شجرة الميلاد والمغارة في الصفوف إيذاناً منهم ببدء إحتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة في البلدة.
يقول الشاب رافي فارس الذي غادر العراق في العام الماضي "هذه هي المرة الثانية التي يأتي العيد وأنا خارج العراق وبعيد عن عائلتي فالعيد بالنسبة لي من غير الأهل لا معنى له ، وكنت أتمنى أن أكون حالياً في بلدتي كرمليس ولكن للأسف فالظروف لا تسمح بذلك".
ويضيف فارس قائلاً "إن المنطقة التي أعيش فيها بعيدة عن الجالية الكرمليسية ولا يوجد فيها غير الأتراك والأكراد ، لذا فإنني سأعيد وأحضر قداس العيد في المنطقة التي تعيش فيها أختي والتي يتواجد فيها الكثير من المسيحيين ومن كافة مناطق سهل نينوى".
خورنة مار أدي الرسول في البلدة قامت بالعديد من النشاطات تحضيراً للعيد ، حيث أقامت نصب مغارة الميلاد بشكل كرة أرضية كبيرة وقامت بنصب شجرة ميلاد كبيرة أمام مدخل الكنيسة وشجرة أخرى داخل باحة الكنيسة إضافة إلى تزيين ناقوس وواجهة الكنيسة بالنشرات الضوئية والتصاميم الخاصة بالميلاد.
أما الشاب رامي عبوش وهو من الشباب الذين هاجروا إلى الخارج قبيل سنتين فله رأي آخر بالعيد في الغربة ، حيث يقول "إذا كان الإنسان مرتاح البال حتى وإن كان في الغربة فأنه سيشعر بطعم العيد".
ويضيف عبوش "الكرمليسي هنا في المنطقة التي أعيش فيها لا يشعر بالغربة كون الجالية الكرمليسية غالبيتها متمركزة هنا ، حتى أن النشاطات والفعاليات الخاصة بالعيد كثيرة فيشعر الفرد كأنه في بلدتنا كرمليس".
خورنة البلدة قامت مؤخراً بتوزيع فولدرات للعوائل في البلدة ، خاصة بمنهاج ومواعيد الإحتفالات الكنسية والقداديس الخاصة بعيد الميلاد ورأس السنة الميلادية الجديدة وعيد الدنح.
تقول الطالبة كارمن فارس وهي كرمليسية تعيش في بغداد "الإحتفال بالعيد يكون بنفس التقاليد والمراسيم التي أعتدنا عليها وخصوصاً الكنسية والإجتماعية ، حيث تقتصر إحتفالاتنا على حضور قداس العيد وزيارة الأقارب والأصحاب فقط خصوصاً أنه ليس هناك حفلات في العاصمة بغداد كتلك التي تقام في مناطق سهل نينوى وإقليم كردستان".
وتضيف فارس قائلةً "في كثير من الأحيان يكون العامل الإقتصادي عاملاً يجعل الفرد يستغني عن أمور كثيرة ولكن العامل الذي له أكبر الأثر علينا هنا في بغداد هو عامل الأمن ، فعندما كان الوضع الأمني جيداً كنا بعد خروجنا من الكنيسة نخرج في سفرات ترفيهية ولكن بعد تغير الوضع لم نعد نخرج في مثل تلك السفرات ، فأصبحت إحتفالاتنا بالأعياد ليست كما كانت في الماضي القريب".
قد تختلف طرق الإحتفال بالعيد من منطقة إلى أخرى وحسب الظروف والإمكانات ولكن تبقى المراسيم الكنسية والتقاليد الإجتماعية العامل الموحد للعيد في مختلف مناطق المعمورة.