مساكم الله بالخير
عسى الله يسقي أيام البساطه
http://www.youtube.com/watch?v=5nUidlUOqXc&feature=youtube_gdata_player
في بداية التسعينات واواخر الثمانينيات كانت في ظاهرة حلوة منتشرة بين الناس
الجار للجــــار
على سبيل المثال اعيد واؤكد انه مثال بسيط
حين يطرق باب بيتكم... ليقول لكم ولد الجيران
امي تسلم عليكم وتقول عندكم (ملح او زيت ....الخ)
وحين نعطى الصغير طلبه ...نتنتظر
عودته بطبق من عشاءهم
ياريت تعود تلك الايام
جيراننا الله يذكرهم بالخير لم يكونوا فقط جيران بل كانووا اهل
السؤال اللي يفرض نفسه
أما تفقدون طعم الجار؟؟
أما زالت الجيره بهذا الحال؟؟
ماذا حدث لعلاقتنا بجيراننا؟ لماذا تصبحُ فاترِة يوماً بعد يوم؟ ولماذا سادَتْ بين الناس الفكرة التي تتضمَّنها هذه العبارة: "صباح الخير يا جاري.. أنت في حالك وأنا في حالي". بل هناك مَن اعترف بأنّ التحية باتت معدومة بينه وبين جيرانه. أهي هموم الحياة التي تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم هي التي تُلهي الجيران عن جيرانهم؟ أم هي وسائل الإتصال الحديثة التي قضت على القرابة الجغرافية وأقامت صلة بين الناس المتباعدين في الأمكنة على حساب علاقة الجيرة القديمة.
في البداية فإنّ السؤال الذي يطرح نفسه هو التالي: هل الظروف الإقتصادية هي سبب التباعد بين الجيران أم أن هناك أسباباً أخرى؟ يجيب عن ذلك أستاذ علم النفس الإجتماعي في جامعة عين شمس الدكتور محمد خليل بقوله: "الأسباب ليست مادية فقط، فالتباعد بين الجيران ملحوظ في المدن أكثر من الريف والأحياء الشعبية، والسبب أن كل أسرة تشعر بأنّها مؤسسة إجتماعية مستقلة ليست في حاجة إلى الآخر. وهذا جعل الناس يعتقدون أنّهم لن يحتاجوا إلى جيرانهم، وبالتالي هم ليسوا في حاجة إلى معرفتهم ومد جسور التواصل معهم. والخطير في الأمر أن خلل العلاقة بين الجيران توسع وانعكس على أفراد الأسرة داخل الأسرة نفسها، إلى درجة أن هناك بعض الآباء علاقتهم بأولادهم لا تتعدى حدود التمويل المادي. فإذا كان هذا بين أهل المنزل الواحد فما بالنا بالعلاقة بين الجيران". ويضيف خليل أنّ "الحل يكمن في وقفة مع النفس، فعلى كل إنسان أن يقف مع نفسه ويحاسبها ويختار ما أن يحيا حياة بشر ويتفاعل مع الآخرين أو يختار حياة الآلات من دون مشاعر".
ليس شرطاً أن يكون الجار هو القاطن معنا بنفس البناية بل من الممكن أن يكون في سابع بناية أو الشارع الخلفي. ليت الناس يفهمون معنى التواصل الإجتماعي وأصول الجيرة كما كان يفهمها آباؤنا وأجدادنا".
هناك جيران لا يردون السلام!
رولا وملكة جارتان تجمعهما صداقة طيبة، لكنهما تعترفان بإصابة علاقة الجيران هذه الأيام بالفتور.
تقول ملكة: "كنا نعمل أنا وزوجي في الخليج وأنجبت أولادي الأربعة هناك. وبعد غربة 20 عاماً عُدت لأجد الناس وقد تبدلت طباعهم، فلم تعد علاقة الجيران بالقوة التي تربينا عليها، ولم يعد الجار يراعي مشاعر جاره ولا ظروفه، ولا حتى الأولاد يختلطون بأبناء الجيران مثلما نشأنا". وأضافت: "كنت أتمنى أن تكون علاقتي بجيراني أكثر وداً، غير أن هناك جيراناً لا يردون حتى السلام، أمّا السر في علاقتي برولا فإننا صديقتان أكثر من كوننا جارتين". أما رولا فتؤكد حسن علاقتها بجيرانها وحبها الشديد لهم، خاصة أنّها لبنانية متزوجة من مصري ومقيمة في مصر، وتقول: "أحب جيراني جدّاً وأرى فيهم أهلي، ورغم ذلك لا يجمعنا أكثر من السلام على بعضنا والإبتسام، لكنني لست متداخلة مع أحد إلا ملكة والسبب أن بعض النساء لا يثقن بالجارة، ويعتقدون أنّ الجارة التي تدخل منزل الأخرى يمكن أن تخطف زوجها، ناهيك بخوف الكثيرات من الحسد إذا كانت حياتهنّ المادية جيِّدة، فأصبح السائد الإختفاء وراء جدران المنزل وغلق الأبواب حتى لا يرى أحد حياة الآخر. هذا بالطبع عكس ما نشأنا عليه حين كانت الدنيا أكثر أماناً".
وتضيف: "أتذكر أن علاقتنا بجيراننا كانت أشد ترابطاً وكنا بمثابة الأهل، فواحدة فقط تذهب إلى السوق وتأتي بطلبات الأخريات. كنا دائماً نتبادل أطباق الطعام، وغالباً ما نجلس جميعاً (جميع سكان البناية) إلى مائدة طعام واحدة. أمّا الآن فقد ساء الوضع كثيراً بين الجيران".
-
منى :علاقتي بجيراني لا تزيد عن القاء التحية:
خروج المرأة إلى العمل وانشغالها الدائم أصابا علاقة الجيران بالفتور، بالإضافة إلى صعوبة الحياة والأزمة الإقتصادية التي يعيشها الناس لا تعطيهم الفرصة لإقامة علاقات طيبة بجيرانهم، هذه أسباب تباعد الجيران التي تلمسها منى عامر مقدمة برامج الطهو الشهيرة. وتضيف: "المرأة الآن ليس لديها وقت تمضيه مع جيرانها، وإذا كانت عروساً أو منتقلة إلى سكن جديد لا تهتم أن تعرف أحدا فيه. قديماً كانت المرأة تدق الباب على جارتها تستنجد بها، وهي على يقين أنها لن تخذلها. لا أنسى مطلقاً أنني عندما ذهبت لإنجاب طفلي الثاني تركت ابنتي وأُمّي مع جارتي التي اعتنت بهما جيِّداً طوال فترة مكوثي في المستشفى". وتتابع: "أما الآن فعلاقتي مع جيراني لا تتعدى أكثر من إلقاء التحية، والسبب إنشغال الجميع. فقد كان لي جارة سكنّا في العمارة في الوقت نفسه تقريباً. وكنا نتقابل أثناء قيام العمال بطلاء الشقة ونتجاذب أطراف الحديث لتشابه الظروف وبعدها انتقلنا إلى كندا وكنا جارتين بالصدفة واستمرت العلاقة الطيبة. ولكن مع ضغوط الحياة أصبحنا لا نرى بعضنا بعد عودتنا إلا نادراً ومصادفة، في المقابل نرى الأوروبيين والغرب حريصين جدّاً على الجيرة وإصلاح العلاقات بينهم بالإجتماع ولو مرة في الأسبوع لتناول كوب من الشاي، وهم بهذه الطريقة يمنحون أنفسهم فرصة للتخلص من أعباء العمل وهمومه وفرصة للتصالح مع أنفسهم بالتواصل الإجتماعي".
"هل رأيت بيتاً بلا سكّين؟ إذاً بماذا يطبخون؟ يسأل ويضيف: "هذا قبلناه. نعطيهم السكين مرة واثنتين وثلاثاً ولكن كل يوم؟!! حتى اشتريت من السوق سكيناً وأرسلتها إلى بيت الجيران هدية. بالطبع المسألة لا تقف عند هذا الحد، بل هناك قائمة طلبات لا تنقطع وفي أوقات مفتوحة في النهار والليل. فمرة بهارات، وأخرى إذا أمكن بعض الملح، ويمكن أن تعطونا كم رغيف خبز ومعها رأس بصل. وفي يوم آخر معجون، وممكن قنينة غاز حتى نشتري واحدة، وفي الطريق إذا أمكن المكنسة، ولا تنس بين هذا وذاك ملاعق وصينية لأن ثمة ضيوفاً سيأتون، وبالطبع الصحون لا تنكسر إلا عندهم أما إذا نسينا بعض الأغراض فعلى الدنيا السلام وعلى الغرض الضياع. والشيء الأهم والأغرب: هل سمعت جيراناً يستعيرون غسالة؟ نعم طلبت جارتنا مراراً الغسالة بحجة أن غسالتهم معطلة، يا ترى ماذا يعمل رب البيت ولماذا يفتح بيتاً؟! وهو كما نعلم في وضع مالي جيِّد. أليست هذه عائلة لا تقيم وزناً للأحوال ولا تعرف حدود الجيرة ومعنى الزاد والملح؟ إنها تعد ذلك نوعاً من الإستغفال، فنحن لسنا مسؤولين عن إعالة جارنا خاصة أنّه ليس مقعداً ولا عاطلاً عن العمل... يا ليت كومة أحجار ولا هذا الجار".
-
السيدة أنعام:جارتي حاولت التفريق بيني وبين زوجي:
الجار للجار وواحد يحتاج الآخر في بعض الأمور ولكن أن يتحول هذا الإحتياج إلى طلبات يومية دون مراعاة وواجبة التنفيذ فهذا غير معقول ولا مقبول في السلوك فلماذا يرتضيه البعض ويمارسه عن دراية أحياناً وعن جهالة وسوء تقدير أحياناً أخرى؟
هذا ما قالته السيدة أنعام التي أضافت: "صدق المثل الذي يقول: "الجار قبل الدار". صدقوني إذا قلت أنني أفكر جدياً في بيع بيتي والإنتقال إلى مكان آخر!
نعم، إلى هذه الحد أعاني. وكيف لا أعاني من جارة حاولت التفريق بيني وبين زوجي وكاد أولادي وبيتي أن يضيعوا مني؟ اعترف بأنني قد أكون أنا المسؤولة الأولى عن كل ما حصل في بيتي، فقد سمحت لجارتي بأن تتدخل في شؤوني الخاصة وأصبحت تعرف كل شيء عن البيت والزوج والأولاد بل وتحشر نفسها حتى في الخلافات البسيطة التي تحدث في كل بيت. وهنا أود أن أوجه رسالة من خلالكم إلى كل زوجة تسعى للحفاظ على بيتها وأطفالها وزوجها أن تحفظ أسرار بيتها ولا تجعلها مشاعاً أو تعطي جارتها فرصة أن تتدخل في شؤون بيتها".
- لطيفة:
اليوم لم نعد نعرف جيراننا ولا حتى أبنائهم.
تقول لطيفة: "لم نحضر ذلك الزمان الذي كان فيه الجار بمثابة ولي الأمر. لا نرى الآن هذا الجار الذي يخاف على أبناء حيّه بالمقدار الذي يخاف فيه على أبنائه، ينصحهم، يرشدهم، يوبخهم ويحذرهم.
الآن
الجار لا نستطيع رؤيته إلا مرة كل عشرة أيام أو أكثر وقد لا نراه مطلقاً، وبالتالي لا يستطيع أن يتعرف على أبناء جيرانه".
- محمد ":بعض جيراننا يشترون المشاكل بفلوس.
ويروي أبو أشرف: "حالي يرثى له. أعاني الأمرين من جيراني، ولكم أن تشاهدوا داري فلقد جعلوا من سطح بيتنا بل وسطوح المنطقة مسرحاً لطيورهم وحجارتهم، وحصتنا مجموعة من النوافذ المهشمة. وهؤلاء الجيران "مشرانيين" كما يقال يشترون المشاكل بفلوس. ويا ويل من يدوس على طرفهم. ولنا جارة تدوس الجميع مثل البلدوزر حين تزعق وتشمر على عضلاتها ولا أحد يرد، عليها خوفاً، وأعتقد أن لها شوارب قصاب وهي تصلح للعمل في مسلخ ولا تصلح أن تكون جارة لنا، ولكن أين نذهب؟".
-
الحاجة "أم كمال":جيراني حاضرون في أفراحنا وأحزاننا.
أمّا الحاجة أُم كمال فتقول: "ما زلت أذكر جيران الأمس وكيف كانوا يتقاسمون كل شيء وكأنّهم عائلة واحدة، وحتى الأكلات التي كانت تعدها ربة البيت ترسلها إلى جارتها قبل أن تتذوقها تعبيراً عن أواصر الأخوة. ومازلت أذكر سطح بيتنا وكيف نتبادل مع جيراننا مواعين الطعام وغيرها، على عكس ما نراه اليوم من حواجز عالية. إضافة إلى أنّ الجار كان حاضراً في كل المناسبات والأحداث اليومية التي تمر بها العائلات في الأفراح والأتراح".
· نظرة إجتماعية إلى علاقة الجار بالجار:
من سورية، يقول إختصاصي علم النفس الإجتماعي علي مصطفى: "إن منظومة القيم الإجتماعية تأثرت بفعل الخوف من المجهول. وعلم الإجتماع يقول إنّ الأزمات النفسية والإجتماعية والظروف المعيشية تلعب دوراً في إضعاف العلاقات الإجتماعية".
وبيّن عوامل التغيير في المجتمعات البشرية من "عوامل تلقائية، وهو أمر طبيعي ويكون مساره بطيئاً، وأخرى مقصودة تحصل جراء عمليات التنمية فتخلق أنماطاً جديدة لدى الناس والمجتمع".
وتابع: "ما يؤثر على حسن الجوار مجموعة عوامل تتمحور حول ما يتعلق بالذات الإنسانية المعبر عنها بعلم النفس بالأنا. والإنسان تسرقه همومه ومشاكله الشخصية مما يجعله منعزلاً ومنفرداً. ولو أخذنا الخط العام لمستوى علاقات الجيرة خلال السنوات الخمسين الأخيرة لإكتشفنا تضاؤلاً وتباعداً في الإرتباطات الإجتماعية، والسبب هو الحياة المادية والظروف المحيطة بالأسرة".
-
القيم المتغيِّرة:ومن مصر يتفق أستاذ علم الإجتماع الدكتور رفعت عبدالباسط مع الأستاذ علي مصطفى في الرأي، ويؤكد أن سبب ضمور العلاقات بين الجيران هو تغيُّر قيم المجتمع التي أصبحت تقوم على القيم النفعية والمادية فقط، على عكس ما كان يحدث في الماضي ويقول: "في الماضي كان المجتمع المصري يتمتع بمجموعة كبيرة من القيم سواء في الريف أو الحضر، وهي المحبة والتعاون والتسامح والإيمان بأهمية الجار. وأنا كأستاذ علم إجتماع يستوقفني ويحزنني أن أرى جاراً لا يرد تحية جاره، وهذا يحدث كثيراً، والسبب في ذلك كما قلت تغير القيم الإجتماعية إلى قيم نفعية انتشرت كالوباء بين الشباب. هكذا تفتت المجتمع ولم يعد قائماً على الوحدة الإجتماعية. وللأسف انتشرت مقولة "صباح الخير يا جاري أنت في حالك وأنا في حالي"، والحل يستلزم إبدال القيم النفعية بقيمنا الإجتماعية القائمة على الحب والتعاون حتى تعود علاقات الجيران قوية كما كانت