المحرر موضوع: حرامية بغداد  (زيارة 1166 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Faleh Al Saadi

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 12
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حرامية بغداد
« في: 23:58 13/11/2006 »
حرامية بغداد
فالح الساعدي
13.11.2006

سنتين و نصف بعد تسليم السلطة الى حكومة عراقية يرى أكثر العراقيون أن أوضاع حياتهم تزداد سوءً يوماً بعد يوم ، رغم المبالغ الهائلة التي صرفت لإعمار العراق. لكن المسؤول الأمريكي - ديفيد ناش - الذي كلف بالإشراف على البرنامج الأمريكي الرئيسي لإعادة بناء العراق يقول غير معتذراً لما جرى، أنه سيتصرف بنفس الطريقة إذا سنحة له الفرصة مرة أخرى.

وصل السيد ديفيد ناش الى بغداد في نهاية عام 2003 وقام بوضع الخطط و إدارة صرف مبلغ قدره 18400 مليون دولار أمريكي منحة من الكونكرس الأمريكي.

و في محاولة لتبرير فشله يقول:

"هذا المبلغ غير كافي أبداً للقيام بالمهمة. لم يعتقد أي شخص عمل معي بأننا سنقوم فعلاً بمهمة بناء البنية التحتية للعراق. إنها في حالة سيئة جداً لأنها أهملت لثلاثين عاماً".

"لقد تأثرت البنية التحتية بشدة بسبب الحرق و النهب الذي حصل حتى صرنا نبني تحت الأنقاض."

(أود أن أذكر القارئة الكريمة و القاريء الكريم بأن صدام ، الذي لا شك بأنه مجرم فاشي، قد بنى بنية تحتية جيدة لأسباب ليست موضوع مقالنا هذا. الإهمال بدء منذ حوالي خمسة عشر عاماً وبالتدريج. الشوارع على سبيل المثال بنيت بشكل جيد جداً و لم تكن بحاجة للإدامة لأن بيئة العراق جافة ، أي ليست هنالك عوامل مناخية ممكن أن تتلفها بسرعة.)

عندما بدء العمل بإعادة البناء أخذ الوضع الأمني يزداد سوءً. لقد صرف نصف المبلغ المخصص لإعادة الإعمار بشكل مباشر أو غير مباشر للحفاظ على الأمن.

مقاولات بمبالغ هائلة جداً منحت لعدد قليل من الشركات الأمريكية الجبارة أمثال بكتل ، هاليبرن ، بارسونس وواشنطون أنترنشنال. وهذه الشركات بدورها قامت بمنح مقولات ثانوية لشركات أصغر. لم يجري إشراك العراقيون في هذه المشاريع و حتى لم يتم تعيين المهندسيين العراقيين في هذه الشركات.

لقد أعتمدت الشركات الغربية الكبيرة في عملها على مستخدمين أجانب دفعت لهم رواتب خيالية ، مما زاد من تكاليف المشاريع.

لم تنجز الشركات الأمريكية المشاريع بنفسها بل أعطتها كما ذكرنا لشركات أصغر و هذه بدورها لشركات أصغر و هكذا. وفي كل مرحلة تسليم لمشروع من شركة الى شركة أصغر تقبض الشركة الأكبر جزء من المبالغ المخصص بالمشروع دون أن تقوم بأي مساهمة عملية فيه.

هنالك قصص غير مؤكدة تقول بأن بعض المشاريع أنجزت بمبلغ أقل من خمسة بالمائة من المبلغ الذي خصص لها من قبل إدارة السيد ديفيد ناش. أي أن أكثر من خمسة و تسعين بالمائة دفعت دون مقابل.

شركة بالسون من كلفورنيا إستلمت على سبيل المثال مشروع بملبغ 800 مليون دولار لبناء محاكم و سجون لكن المشروع كان كارثة كما جاء على لسان السيد هنري وكسمان عضو الكونكرس الأمريكي.

"مجاري المراحيض غير صالحة (مسدودة) و رائحة المكان كريهة, أهذا هو المكان الذي نريد أن ندرب فيه الشرطة العرقية؟"

" لقد أصبح هذه هو المنضار الذي ينضر به العراقيين الى أمريكا : غير مؤهلة ، شرهة و متغطرسة"

قال ذلك السيد هنري وكسمان بعد تفقده لبعض البنايات التي أنجزت من هذا المشروع.

إذا أردت أن تحصل على مشروع حكومي فينبغي بك أن تدفع مالايقل عن خمسين بالمائة من قيمته كرشوة لموظفي الدولة. هذا ما جاء على لسان رجال الأعمال العراقيين ، الذين قاموا بمثل هذه المشاريع.

الفساد الإداري أصبح جزء من مكونات الحكومات العراقية الثلاث التي سلمت لها أمور إدارة الدولة من قبل بريمر.

واردات النفط التي كان ينبغي أن تستخدم لإعادة تعمير العراق صارت تسرق من الحرامية بكميات خيالية لا يمكن أبداً تحديدها.

و السبب يعود الى أن التقنيون الأمريكيون الذي كلفوا بإعادة بناء و تصليح أنابيب و آبار النفط نسوا أن ينصبوا العداد الذي يقيس الكميات التي تظخ من هذه الآبار.(نعم عزيزي القاريء ، يقولون أنهم نسوا ذلك !!!).

حتى في محطات الظخ في الميناء لم يتم تنصيب عداد لمعرفة كميات النفط التي تحملها ناقلات النفط المصدر. (المصدر ؟؟ كلا أقصد المسروق، لأن التصدير كان شيء ثانوي جداً و الكميات التي صدرت أعتقد أنها كانت لا تقاس بالكميات التي سرقت).

عندما سئل السيد ديفيد ناش لماذا لم يتم تنصيب عددات لقياس كميات النفط المصدرة أجاب : „ نعم ربما كان يجب نصبها ، ثم إن هنالك أشياء عديدة أخرى كان المفترض أن تعمل و لم يتم عملها. ثم أن العدادات لا ضرورة لنصبها عندما تكون الآبار لا تعمل. و الظخ متوقف."

لا أحد يعلم كم هي الكميات التي سرقت وكم هي الكميات التي بيعت.

" أنا أسميها الحملة الإرهابية الثانية.إن النقود التي تم سرقتها لم تكن فقط لإغناء المجريمين بل غالباً ما إستخدمت لتمويل ميليشيات إجرامية أو مقاتلين إجراميين (قواى إرهابية) - وهذا يعني فقدان لأرواح الجنود الأمريكييين".

هذا ما جاء على لسان المفتش العام لإعادة إعمار العراق السيد ستيورت بوون ، الذي قضى السنتان الأخيرتان في العراق لمراقبة كيفية صرف الأموال الأمريكية و تقديم التقارير حولها للكونكرس الأمريكي.

"والآن ينبغي بنا الإهتمام بموضوع الفساد الإداري للحكومة العراقية".

وفي تعليق للسيد ديفيد ناش حول التبذير الذي حصل لمبلغ 18400 مليون دولار ، التي كان هو المكلف بإدارتها قال:

" لو أننا وضعنا مبلغ 18400 مليون دولار لإعادة إعمار بلدك و أنجزنا 2200 مشروع كبير ، فأنا أعتقد بأننا سنكون أبطال "

قال ذلك في مقابلة له الأسبوع الماضي أجراها السيد مارك كريكوري، أحد محرري البي بي سي - هيئة الإذاعة البريطانية.

( ماذا يقصد هذا البطل ؟ لا أعلم!).

" وأنا أقول للناس الذين ينتقدونا: حسناً أين كنتم عندما كنا بحاجة للساعدة؟".

اللهم صبرج ياروح

كيف لي والموضوعية عندما أسمع مثل هذا الكلام.

هسة بربكم هذا مو حجي مال زعاطيط ؟

زعاطيط يقررون مصيرنا ؟ يقررون مصير العرق؟

 فالح الساعدي
faleh@iraq-info.com
www.iraq-info.com[/b][/size][/font]