المحرر موضوع: سيادة البطريرك: لتكن تسميتك بطريركاً على كنيستنا طريقاً لحل تسميتنا !  (زيارة 2902 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حكمت كاكوز

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 371
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
سيادة البطريرك: لتكن تسميتك بطريركاً على كنيستنا طريقاً لحل تسميتنا !
كان لنا الفخر وكل الفخر في اختيار سيادتكم بطريركاً على كنيستنا الكلدانية، فلقد سررنا جميعاً على حسن الاختيار الذي قام به مطارنتنا الاجلاء، والذي يعبر بحق عن الحكمة وبعد النظر التي يتميزون بها مما يؤكد غيرتهم على كنيستهم وبقية الكنائس وابناء الرعية بكافة طوائفهم واتجاهاتهم الفكرية الدينية. وما زادنا فخراً شعارك في الاصالة، اصالة شعب وكنيسة، والوحدة، وحدة شعبنا وايمانكم باننا شعب واحد لا يمكن تقسيمهم وفصل مكوناته، ومن ثم التجدد، تجدد الفكر والعمل من اجل شعبنا للوصول به الى بر الامان. والذي يهمنا في هذا المقال، سيادة البطريرك، هو التجدد الذي نعتقد سيحافظ على اصالتنا وعلى وحدتنا.
فبالرغم من قدمنا على هذه الارض، ارض الرافدين، وبالرغم من عمق حضارتنا وعطائها الى البشرية جمعاء لكننا نلاحظ عدم مقدرتنا على حل مشكلة لم تظهر على السطح الا بعد ان جاءنا الامريكي بالديمقراطية، لنجتهد ونتفلسف ونتخاصم ولنتضاضد ونتعاند ونتشاتم، ألا وهي مشكلة التسمية. مشكلة اراد ولا يزال البعض يرغب في استثمارها لفصل الاخوة عن بعضهم وتشتيت شملهم. استثماراً قد يكون معنوياً على هيئة منصب او مكرمة تُمنح من قبل المحرك لهذا النزاع، لكعكةٍ في نفس يعقوب!
ولقطع الطريق امام الشعوبية والشوفينية والتعصب والعناد امام بعض أبناء شعبنا من الذين آثروا الاصطفاف مع اصدقائنا اللدودين من العرب والكرد، علينا التغاضي عن الحقيقة التي يراها المختلفون ايضاً مختلفة ونأخذ بالواقع الذي عشناه ولا نزال نعيشه. واقع نستثمره ونبني عليه مسيرة قومية مناسبة لجميع اطراف النزاع التسموي!
فهذا النزاع قد اخذ منا مأخذاً كبيراً في الجهد والوقت وعرقل خططنا وحجّم افكارنا. انه نزاع بات يشكل خطراً كبيراً على كياننا الموحد. انه في الطريق لتمزيقنا وتشتيتنا.
لذا فلتكن تسمية البطريرك مار لويس روفائيل بطريركاً جديداً بابل على الكلدان طريقاً جديداً للتفكير في الواقع الذي نعيشه وحجم التحديات التي باتت تؤدي بنا الى الهاوية ان لم نكبح جماحها. واحدى هذه التحديات وكما قلنا هو التسمية.
فمن منطق الاستفادة من الشعوب المحيطة بنا والتي نتعايش معها منذ عشرات السنين نلاحظ ان الاكراد يطلقون على من سكنوا مندلي وخانقين بالفيلية والذين سكنوا دهوك بالبهدنان والذين سكنوا السليمانية سوران وبالتالي فانهم جميعاً ينتمون للقومية الكردية.
فلماذا لا نقول نحن ايضاً، سورايي فينا الآشوري والكلداني والسرياني ؟ اي بمعنى آخر نضيف الى كلمة السورايا كلمة كلدنايا. فعندما نسأل عن أحد ابناء شعبنا المؤمن بالكلدانية يقول: إنني سورايا كلدنايا والمؤمن بالآشورية يقول : سورايا آشورايا والمؤمن بالسريانية سورايا سريانايا وبذلك يكون العامل المشترك هو كلمة سورايا، والتي هي الكلمة الوحيدة المستخدمة عند الجميع على ارض الواقع، والمشتركة التي تحافظ على وحدتنا.
ففي مقالة سابقة وتحت عنوان هلمّوا نتحد تحت راية السورث والسورايي كُنّا قد اقترحنا كلمة السورايي كقومية، وكمنظار جديد ومفهوم آخر لتوحيد أسم شعبنا، يعتمد على واقع الحال الذي عشناه منذ سقوط الامبراطورية الآشورية والدولة البابلية.
إن المطبات التي ادخلنا البعض فيها اصبحت تشكل عوائق وتحديات حقيقية امام شعبنا وامام تطلعاته للعيش على ارضه والحفاظ عليها من الطامعين بها. لذا ومع مجيئ بطريرك جديد يحمل روى جديدة، علينا ردم هذه المطبات، ومساعدة سيادته على البدء ببناء روحية ملؤها المحبة بين جميع مكونات شعبنا، محبة صادقة تجعلنا نشعر اننا فعلا امة واحدة محبين بعضنا لبعض، نحترم كنائسنا بكافة طوائفهم ومذاهبهم واحزابهم ومؤسساتهم المدنية. والاهم من ذلك هو قطع دابر الفتنة والسير في طريق الوحدة، ومن ثم التخلص من المصطلحات المقرفة والتي اخترعها اصحاب الفكر الانقسامي والانفصالي، كالمتكلدن والمتأشور والمتسرين والى ما ذلك من الكلمات التي تساعد على زرع بذور الفرقة!
انه مجرد اقتراح، وكفانا الله شرّ الانقسام….
حكمت كاكوس منصور