علم العراق كما هو الآن - إستمرار لخراب العراق!
زيد ميشوZaidmisho@gmail.com
رغم اللوحة الجميلة التي يرسمها مشجعي الكرة العراقية عند تواجدهم في الملاعب لمساندة أسود الرافدين، إلا أن هناك تشويه كبير للرمز الذي من المفروض أن يكون واحداً لكل العراقيين وهو علم الدولة!!
لعبة العراق والإمارات التي لم يتجاوز حضور مشجعي الأسود بضع مئات ، إلا أننا رأينا كيف كان هناك ثلاثة إلى أربعة أعلام عراقية للأسف الشديد.
1 ـــ علم مع ثلاثة نجمات.
2 ــ علم مع ثلاثة نجمات وكلمة الله واكبر بخط يد صدام.
3 ــ علم مع ثلاثة نجمات وطبع عليها عبارة الله وأكبر وليس بخط يده.
4 ــ علم مع عبارة الله وأكبر فقط!
العلم الأول وهو نفسهُ علمُ الثورة العربية والذي يتألف من أربع ألوان: الأبيض والأسود والأخضر والأحمر وذلك تأثرًا ببيت
صفي الدين الحلي:
بِيضٌ صَنَائِعُنا سُودٌ وَقائِعُنا خُضرُ مَرابِعُنا حُمرُ مَوَاضِينا
سود وقائعنا والسواد هو سواد مواقع الحرب، خضر مرابعنا - حمر مواضينا إشارة الى سفك دماء الاعداء. وهذا يعني بأن الكآبة والتاريخ المظلم وألوان الدماء هما عنواناً لحاضر ومستقبل الدولة التي أخذت في رمزها تلك الأوان ومنها: الأردن – فلسطين – السودان – الإمارات – الكويت – العراق – سوريا – ليبيا – مصر – أما اليمن فقط أخذت كل الألوان إلا الأخضر، وكأنهم يقولوا لا أمل في دولتنا ولا خضار لنا!
في تموز 1963 بعد توقيع إتفاقية الوحدة الثلاثية التي ولدت ميتة، تم الإتفاق على شكل العلم بين مصر وسوريا والعراق بتقسيمه إلى ثلاثة مقاطع عرضية أحمر فوق والأسود تحت يتوسطهما الأبيض وأخضر للنجمات: فأصبح للعراق علماً يتوسطه ثلاثة نجمات خماسية ترمز إلى أهداف حزب البعث البائد (وحدة حرية أشتراكية) وقد أعطي تفسير جديد للنجمة الخماسية على أساس أنها أركان الدين (الإسلامي) الخمسة وكأنه علمٌ لمرجعية إسلامية! ،كما وقد أعطي تفسير قومي عروبي لألوان ثورة الحجاز، ليصبح علم إسلامي قومي عربي، ولا أرى تفسيراً لكلمة إقصاء أكثر من شرح معاني ورموز العلم العراقي!.
والطامة الكبرى تكمن عندما أكمل القائد الضرورة! (ضرورة لخراب العراق) بكتابة لفظة التكبير (الله وأكبر) واهماً العرب والمسلمين بأنه يناضل ضد أعداء الدين، ونسى بأنه فتك بدولة صغيرة وهتك أعراض شعبها وسلب خيراتها مما دعى مجلس الأمن بنصرة الدولة المظلومة وهي الكويت، ولا أبالي هنا بمن يقول إنها تستحق أم لا، لأني أرى فيها أحرار كاد أن يستعبدهم ونساء أوشكوا أن يصبحوا جواري وفتيانه غلماناً لمن هبّ ودب من مجرمين البعث وحثالاتهم، كما وليس من الإنصاف أن ينازل مايك تايسن (مثلاً) الملاكم العالمي المعروف، شخصاً نحيلاً لا علاقة له بالرياضة، هكذا فعل صدام تايسول بالنحيلة الكويت التي لا تضاهيه بالقوة وهذا ليس عيباً أن يكون هناك دولاً قوية ودولاً تكتفي بجهاز شرطة وجيش يهتم بالأمن الداخلي للبلاد.
أما في إختيار صدام حسين لعبارة الله وأكبر في وقت الحصار والتهديد، فالغاية لتهييج العالم العربي والأسلامي على أن الغرب الكافر قادماً لمحاربة الإسلام وصدقه بعض المتخلفين وقاموا بتظاهرات مؤيدة له، وهم لا يعلمون بأنه قد إستخدم عبارة الله وأكبر بمعنى الجهاد ضد كل من يعارضه، لذا فإن أول من جاهد ضدهم جهاد المجرمين هم الشعب العراقي وأرض العراق، هذا هو صدام المجاهد البطل والقائد الرمز بنظر البعض، كونه سحق العراق ودمره هو ومن أتى من بعده، وهذا ليس تجنياً على الحكومات التي تلت السقوط ودليلي من العلم.
بعد سقوط المجرم، لم يتغير الحال إلا لما هو أسوأ منه.
حيث نرى إهمالاً متعمداً لرمز العرق المشوه بالأساس، وإلا كان الأجدر بمن أسقط تماثيل صدام أن يمزّق معه علمه، لأن العلم العراقي علم الحقبات السياسية والدينية، وليس علم نقول عنه حقيقةً بأنه على العراق وللعراق، وأرى من الأوليات لمن وضع يده على الحكم تغيير العلم كي يشعر المواطنين بأن العراق بدأ في مرحلة التغيير فعلاً ونحو الأفضل، إنما بقي كما هو حتى أتى يوم الأربعاء 23 يناير 2008 والذي به أعلن عن تبنى البرلمان العراقي تغييراً (جديدا قديماً) للعلم العراقي، كحل مؤقت حسب مزاعم أعضاء البرلمان! والحقيقة بأن هذا الإجراء يعتبر (عقدة مؤقتة) أو (عقدة شائكة طويلة الأمد) وليس لسنة واحدة فقط كما قالوا! والحل (العبقري) كان: بعد أن رفضت الحكومة الكردية في شمال العراق رفع العلم القديم في مناطق سيادتهم، بالرغم من طلب رئيس الوزراء نوري المالكي بأن يرفع العلم في كل شبر من أرض العراق، إذ قد تصوّر بأن كلمته ستكون مرحب بها عند الجميع!، جاء
رفض الأكراد بحجة أن العلم (أبو النجمات) تذكرهم بوحشية حكم صدام حسين ويرتبط في أذهانهم بحملة الأنفال ضدهم والتي شهدت قتل وتشريد واختفاء عشرات الآلاف منهم.
فما كان من برلماننا المبارك إلا الرضوخ لمطالب الإقليم (وهذا إجراء صحيح ومحترم ولا غبار عليه وحسنة تسجل بتاريخهم) فقاموا بفبركة صغيرة وغيروا شكل العلم، وذلك برفع النجوم الخضراء في الوسط التي تمثل الوحدة والحرية والاشتراكية، شعار حزب البعث المحظور الذي كان يتزعمه صدام، إلا إنهم أبقوا (وهذه بقعة سوداء بتاريخهم) على عبارة "الله أكبر" التي اضيفت إلى العلم خلال حرب الخليج عام 1991 وغيرت بشكل غير رسمي عام 2004 باستخدام الخط الكوفي بدلا من خط يد صدام ، فبقي صدام فيما بين الحروف بارزاً أكثر حتى لفظ الجلالة نفسه! (ألم أقل بأنه حل عبقري؟).
فصدام لم يمت، وسيبقى خالداً بوجود التغيير الذي أضافه على العلم إن كان بخط يده أم بالكوفي!.
وبما أن خراب العراق لم تنتهي مسلسلته، بعد حيث بدأت الحلقة الأولى منه في ثورة 17 تموز 1968 عندما أستولى البعثيين على الحكم، وبما أن العراق أصبح من كبار دول العالم في الفساد بكل أنواعه، هذا يعني بأن النوايا قد عزمت على خرابه ما برح رمز الخراب (علم الحكومات العراقية) ثابتاً بهندسته وألوانه.
ويذكر أنه عندما أعترض الإخوة الأكراد أيضاً وطالبوه بتغيير لون الله وأكبر إلى اللون الأصفر الذي يمثلهم ، فعلّق طلبهم إلى إشعارٍ آخر ، بحجة إن اللون الأصفر لا يمكن قراءته (حجة برلمانية ذكية) إنما يبقى الغباء بعدم تغييره كلياً.
هذا وسيبقى العراقيين يحملون أعلام عراقية مختلفة، طالما لا يوجد برلماناً عراقياً يحترم العراق وشعبه ويفكر بتوحيدهم بعلم يرمز لهم جميعاً، علم ناصع يبشّر ببداية جديدة وليس تتمة لحلقات الدمار العراقي.
مواضيع ذات صلة
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=205848http://www.iraqflag.parliament.iq/http://ar.aswataliraq.info/Default1.aspx?page=article_page&id=283145 www.amerfatuhiart.com http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=163912.0