المحرر موضوع: بيت شنّون والعملية السياسية  (زيارة 516 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رشيد الفهد

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 28
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
بيت شنّون والعملية السياسية

رشيد الفهد
بيت شنّون عشيرة صغيرة تقيم في حافة الهور على اليابسة ،يسكن أبناءها في عشر بيوت طينية أو يزيد قليلا ،عرفت على مدى تاريخها بكثرة نزاعاتها مع مربي الجواميس سكان الهور من الأمام والمزارعين من خلفهم.
الملفت أن نساء بني شنون يسارعن فورا في مجابهة الخصوم، يهرعن  دون الرجال  عند حصول أي نزاع كخطوة استباقية فيما يظل الرجال بعيدا في حالة ترقب وحذر شديدين.
 هذه امرأة تستخدم لسانها السليط  وتلك تلوح بعصا غليظة والأخرى بمنجل وهكذا في سياق اشتهر به آل شنون ،مستغلين بذلك الأعراف السائدة التي تفرض احترام المرأة و عدم مجابهتها أو لمسها و حتى شتمها عند نشوب الأزمات أو المجابهات المسلحة... لكون الأمر معيبا على الرجال وعلى عشائرهم ايضا ،والانكى من ذلك يحاولن في النزاعات التقرب من الخصوم الرجال عند اقرب مسافة ممكنة و محاولة إثارتهم بالشتائم على أمل الحصول على ردود أفعال  عساها أن تكون في النهاية لصالح شنون.
اليوم كياناتنا السياسية على مختلف اشكالها صار حالها مثل حال  بني شنون ، صار لكل كيان امرأة تتصدر الفضائيات تدافع عن سياسة ومواقف كيانها، وتهاجم بعنف وانفعال ....!
 اليوم خلف كل كيان امرأة حادة اللسان تتحامل في حديثها ولكل واحدة منهن مهارة اشتهرت بها ،لكنها المهارات التي تدور في أطار فرضية الغالب والمغلوب في شكل الحديث فقط  ،بعيدا عن الحجج الدامغة والموضوعية،و بعيدا عن الهدوء والاتزان ،وبعيدا كل البعد عن المنفعة والفائدة.
 احد صحابتي يقدم برنامجا سياسيا على إحدى الفضائيات اقترحت عليه أن يدعو هؤلاء النسوة جميعا في حلقة واحدة من حلقات برنامجه السياسي،أراهن  أن الحلقة ستكون ممتعة للغاية وربما تاريخية ، وذلك لاعتقادي أن معركة نسائية حامية الوطيس سوف تنشب لا محالة ، ربما تشبه معركة الديكة ومن الجائز أن يصل  الصراع إلى حد (المكافش من الروس)  أمام تشجيع وتصفيق صغارنا.