المحرر موضوع: بيتنا من زجاج  (زيارة 463 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عدنان حســـين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 669
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
بيتنا من زجاج
« في: 22:39 04/03/2013 »
شناشيل
بيتنا من زجاج
عدنان حسين
من جديد نلتهب بالنار القادمة من جارتنا الغربية.. في السنوات الماضية كان الارهابيون العابرون من سوريا والمتدربون في معسكراتها يخترقون الحدود ويفجرون المفخخات والاحزمة الناسفة في شوارع مدننا وساحاتها ومستشفياتها ومدارسها وأسواقها ومساجدها وكنائسها ودوائرها الحكومية.
والآن يدخل لهيب النار السورية الى بيوتنا من النوافذ .. انها تكوي أطرافنا، والخوف أن تنهار النوافذ والأبواب وتلتهمنا كما كان يحصل في السنوات غير البعيدة. ففي مناطق الحدود تتساقط القذائف ويسقط لنا جرحى، فيما تتهم المعارضة السورية قواتنا بالتدخل في شؤون بلادها الداخلية بقصف مواقع للجيش السوري الحر عبر الحدود لحساب نظام الأسد.
لا دليل مادياً قاطعاً يؤيد الاتهام، لكن هذا غير مستبعد، فبين سطور الكلام الذي قاله رئيس الوزراء نوري المالكي أخيراً نقرأ ملامح تدخلنا، بل تورطنا، العسكري في النزاع السوري الدموي.
المالكي رأى في تصريح له الاربعاء الماضي ان "أخطر شيء (في النزاع السوري) هو انه لو خرجت المعارضة منتصرة، فستكون هناك حرب أهلية في لبنان، وانقسام في الأردن، وحرب طائفية في العراق". وبين السطور هنا أن يتجه المالكي لإسناد نظام الأسد حتى لا يسقط وتنتصر المعارضة فتندلع حرب اهلية في بلادنا. وبذا يصبح اسناد الأسد ضرورة وطنية.
خلال العامين 2006 و2007 كانت لدينا حرب طائفية حقيقية ( شيعية – سنية) أزهقت فيها الأرواح بعشرات الآلاف ذبحاً ورمياً بالرصاص والقذائف على الهوية الطائفية فحسب.
يومذاك لم يكن ثمة نزاع داخلي مسلح في أي من الجيران المحيطين بنا من الجهات الاربع .. أي ان حربنا الأهلية تلك لم تكن من فعل فاعل خارجي أو بتأثير عامل خارجي.. كانت فعلاً داخلياً بامتياز.
إذا حصل وانتصرت المعارضة السورية وتحققت نبوءة المالكي (حرب أهلية في لبنان، وانقسام في الأردن، وحرب طائفية في العراق) فنحن الملومون، لأننا لم نتعامل مع الحدث السوري (الانتفاضة) على النحو الذي يجنبنا ما يخشاه المالكي من انتقام. فلقد كان يمكننا أن نُحدث توازنا داخل المعارضة السورية في غير صالح القوى السلفية الطائفية، وكان يمكننا أن نقصر في أمد المحنة السورية.
ليس الوقت الآن وقت ملامة، بل هو أوان التفكير في انقاذ ما يمكن انقاذه، فمن الواضح ان هناك قراراً دوليا يتبلور باتجاه المساعدة على الحسم العسكري وانهاء حكم بشار الأسد. وبدلا من الدخول في رهان، الخسارة فيه محتملة أكثر من الفوز، يمكن أن يكون لنا دخول مختلف على المشهد السوري.. وهو دخول لا ينطوي ابداً على أي شكل من أشكال دعم الاسد أو تسهيل هذا الدعم، فنتائج هذا ستكون وخيمة علينا ..
لا ينبغي أن ننسى ان بيتنا الذي تدخل النار السورية من نوافذه الان، هو من زجاج.