الوفد النمساوي مع نائب المحافظ المدى برس / كركوك
أعلنت محافظة كركوك، اليوم الاثنين، استقبال وفد ديني نمساوي هو الارفع الذي يزور المحافظة بعد العام 2003، وبين أن الغاية من الزيارة هي للتضامن مع الشعب العراقي لا سيما المسيحيون منهم والاطلاع على الحياة العامة في كركوك، فيما اشار إلى أن الوفد سيعمل على تقديم المساعدة لدعم السلم الأهلي وتعزيز الروابط بين الجميع.
وقال عضو مجلس المحافظة عن المكون المسيحي في كركوك، صفاء صباح هندي في حديث إلى (المدى برس)، إن "وفدا دينيا نمساويا رفيعا يجري زيارة إلى كركوك من أجل الاطلاع على الحياة العامة والعيش المشترك بين الاطياف والمكونات المختلفة في المحافظة"، مبينا ان "الوفد يعتبر أرفع وفد ديني يزور كركوك بعد العام 2003".
وأضاف هندي، أن "الغاية من الزيارة هي للتضامن مع الشعب العراقي والمسيحيين في كركوك والمتواجدين في إقليم كردستان والمساعدة الممكن تقديمها لدعم السلم الاهلي وتعزيز الترابط بين الجميع".
واشار عضو المجلس عن المكون المسيحي إلى ان "الوفد النمساوي مكون من مطران النمسا شيور وكاهن النمسا هانس هوليروجر والكاهن في الفاتيكان ماكسيملانيو كابوبيانكا وصحفيون نمساويون والمان بالإضافة إلى عدد من رجال الدين في النمسا".
من جهته اكد نائب محافظ كركوك راكان سعيد عقب لقاءه باعضاء الوفد النمساوي أن "المسيحيين هم أصل العراق وهم بناة حقيقيون وهم يحملون رسالة المحبة والسلام وما ورثناه منهم يعد احد دعائم الوحدة الوطنية".
وأضاف راكان ان "اسوء ما نواجهه هو الافكار المتطرفة وان أي اذى يلحق بالمسيحيين يمثل نقطة سوداء في حياتنا.
من جهته اكد المطران شليمون وردوني معاون البطريرك لويس ساكو رئيس الكنيسة الارمنية في العالم "اننا نعمل من اجل الحوار والسلام بين المسيحيين والمسلمين"، مبينا "تقدمنا بمبادرة للمصالحة الوطنية فنحن لسنا سياسيون بل عراقيون ولكننا نسعى للامن والاستقرار وقد التقينا بسياسيين في بغداد وسنتوجه قريبا للقاء رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني فنحن من اجل العراق مستعدون للتضحيه بحياتنا لاننا نريد التقدم والمصالحة من اجل الوحدة لنضحي جميعنا من اجل الكل وتسير الاوضاع للامام".
وأضاف شليمون "جئنا لنقل تحيات البطريرك ساكو الى محافظ كركوك كما ساتوجه الى السليمانية بدعوه من سيدة العراق الاولى هيروا ابراهيم احمد لنيل تكريم مقدم باسم والدها الى غبطة البطريارك ساكو الذي تعذر حضوره بسبب مشاغله".
وتاتي زيارة الوفد الديني النمساوي إلى كركوك، بعد 18 يوميا من أعلان رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم البطريرك مار لويس ساكو في الـ 22 من اذار الحالي 2013 أن بابا الفاتيكان الجديد أبدى موافقته لزيارة العراق بناء على دعوة وجهها له، وبين أن البابا "متأثر كثيرا" بالمصير "المأساوي" للمسيحيين العراقيين، كاشفا ان عدد من قتل منهم في العراق بلغ 950 شخصا، وتمت مهاجمة 57 كنيسة.
وانخفضت أعداد المسيحيين في العراق بعد حرب العام 2003 بحسب إحصاءات غير رسمية، من 1.5 مليون إلى نصف المليون، بسبب هجرة عدد كبير منهم إلى خارج العراق وتعرض العديد إلى الهجمات في عموم مناطق العراق، خاصة في نينوى وبغداد وكركوك.
يذكر أن المسيحيين في العراق يتعرضون إلى أعمال عنف منذ عام 2003 في بغداد والموصل وكركوك والبصرة، من بينها حادثة خطف وقتل المطران الكلداني الكاثوليكي بولس فرج رحو في شهر آذار من العام 2008.
وكان المسيحيون يشكلون نسبة 3.1 بالمائة من السكان في العراق وفق إحصاء أجري عام 1947، وبلغ عددهم في الثمانينيات بين مليون ومليوني نسمة، وانخفضت هذه النسبة بسبب الهجرة خلال فترة التسعينيات وما أعقبها من حروب وأوضاع اقتصادية وسياسية متردية، كما هاجرت أعداد كبيرة منهم إلى الخارج بعد عام 2003.