المحرر موضوع: حديث مع شعبي الكلداني السرياني الاشوري  (زيارة 1312 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جبرايل ماركو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 213
    • مشاهدة الملف الشخصي
حديث مع شعبي الكلداني السرياني الاشوري
[/color]

بقلم جبرائيل مركو

يحذرونك دوما يا شعبي  من الخوض في غمار السياسة. انطلاقا من الحكمة القائلة بان السياسة ما دخلت في قضية الا وافسدتها. ومع ذلك فهم لا يتوانون في نفس الوقت على توجيه اللوم اليك محملينك المسؤولية شبه الكاملة عما الت اليه الامور من تأزم في المواقف على ساحتنا القومية والوطنية وما الت اليه الامور ايضا من النتائج السيئة التي حصدتها احزابنا ومنظماتنا على الصعيد القومي والوطني من العملية السياسية في العراق. منطلقين من المبدأ القانوني القائل. ان الشعب مصدر السلطات والقرارات المصيرية. وبالتالي مثلما تكونوا يولى عليكم

كم وددت اليوم ياشعبي ان تاخذ المبادرة بيدك وتقود مسيرتك النضالية بافقك الواسع ورؤيتك المستقبلية الواضحة وارادتك الصلبة ونظرتك الثاقبة ومصداقيتك التي لا توصف. وتلتف بقوتك الجبارة حول مبادرة   وحدة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري والحكم الذاتي  التي اطلقها رابي سركيس اغا جان وتتبناها كمشروع سياسي لابنائك في مناطقك التاريخية .كون المبادرة تعبر عن اراء وطموح ابنائك. وان تعمل على تثبيتها في دستور اقليم كوردستان والدستور العراقي لتحقق شراكتك السياسية الفعلية ولتشارك  جميع المكونات العراقية في صياغة ووضع السياسة والاسترتيجية المستقبلية للوطن

ثق تماما يا شعبي الابي اذا تسلمت زمام المبادرة بيدك فان الجميع سيتبعونك وسيقفون صفا واحدا بانتظار رهن اشارتك.  لانك يا شعبي تمثل صوت الامة وضميرها الحي. عندها فقط  ستضع حدا لجميع خلافاتنا الداخلية  وستغلق ابواب الصراعات بين مؤسساتنا السياسية والقومية والكنسية التي احرقت طاقاتنا في سبيل تحقيق المصالح الخاصة والمصالح الحزبية الضيقة على حساب حقوقك القومية المشروعة. لقد اثبت حقا مصداقيتك وجدارتك في كل مناسبة  عندما يدعوك الواجب القومي والوطني. او عندما يعبر ويطالب رمز من رموز ابنائك البررة عن حقوقك القومية المشروعة. فتنهض وتقف وقفتك الشجاعة وتلتف وتحتضن مشروعك وتقدم ابنائك البررة قربانا على مذبح القضية والوطن. شعبي لقد علمتنا دوما ان الشهداء يستشهدون في سبيل الشعب والوطن ولا يستشهد الشعب والوطن في سبيل الاحزاب ومصالحها الضيقة. فدم الشهادة يوحدنا ولا يفرقنا. وهكذا تكون الشهادة هي اللحمة والوقود السرمدي لمسيرة نضالك الازلي

ستبقى شعبي ملجئنا وفيصلنا الوحيد وخاصة عندما تتأزم وتتعقد امورنا. نحن اليوم نفتقد الى خطابك العقلاني الموجه لخدمة المصلحة العامة هدفا.  في زمن باتت المصلحة الخاصة والمراكز والمناصب والمصالح الحزبية الضيقة هي الدافع والموجه. نفتقد الى ممارستك المؤمنة والى مصداقيتك التي تمتاز كيد بيضاء ممدودة للعطاء النظيف لا تغريها المصالح الذاتية ولايحجب خيرها حاجز ولا يوجه عطاؤها لمارب وغايات متخومة بالشك والريبة. فانت يا شعبي الحاضر الاكبر على ألسنة الحريصين على وحدتك وكرامة ابنائك ووحدة وسيادة وطنك. ساحتنا القومية والوطنية بامس الحاجة الى قرارك الحاسم لانها خبرتك ولمست فيك الارادة الوطنية الفاعلة عند ازماتنا الصعبة لتكون فيصلها. كما خبرت كل  الذين اسقطوا ارائهم على ساحتك النضالية في ليلة ظلماء فاتخموها بالشعارات الفارغة والوعود التي لاتتعدى حدود القول. نعم يا شعبي ان ساحتك القومية والوطنية اشبه اليوم بصحراء عطشى تبحث عن رمز من رموز ابنائها الحريصين على مصالحها. انها عطشى ليد قوية نظيفة تاخذ بيد ابنائها لتنتشلهم من واقعهم المرير وتنعش فيهم الامل من جديد  وتزرع في قلوب ابنائك الحقيقة الناطقة بالخير وبمشروع حكمك الذاتي مكان السراب الخادع. نعم يا شعبي ان ابنائك تواقين الى رمز وقائد وطني مقدام يفعل الارادات القومية والوطنية بين ابنائك ليصبح الولاء كل الولاء لك وللوطن فقط لا غير


كم وددت يا شعبي ان تعتبر الشهيد يشوع مجيد هدايا اول شهيد سياسي لمشروع حكمك الذاتي في مناطقك التاريخية. وكم وددت يا شعبي ان تقوم جميع احزابك ومنظماتك السياسية و مؤسساتك القومية والكنسية للعمل على انتاج خطاب سياسي عقلاني تصالحي يعطي لدم الشهيد مغزاه ومعناه وكل ما يستحق من تكريم قومي ووطني حقيقي . فكل خطاب سياسي يجافي هذه الحقيقة يقتل الشهيد مرة ثانية ويقتل القضية والوطن معا

كم وددت يا شعبي ان تبرهن احزابك عمليا اخلاصها لقضيتك وتثبت مصداقيتها قولا وفعلا وممارسة للعمل على وحدتك الكلدانية السريانية الاشورية وان تعمل جاهدة على لملمت شملك ومعالجة جراحك بدلا من تقسيمك الى طوائف وملل وعشائر ومذاهب وتيارات ورايات من الوان مختلفة. واذ لايشككن احد في  مدى حب كل من هذه التيارات لك. الا ان من شدة الحب ما قتل. فحذار من المزاودة على حبك ياشعبي اكثر مما تتحمل والا تحولت قضيتك المقدسة الى صراع يدفع بمعجبييك وهم كثر على التنافس للفوز باسمك وقلبك والعمل على الغاء كل منافس يزاحمهم على كسب ودك وثقتك. ولكن من قال  ان صدر شعبي وقلبه الكبيرين لايتسعان الا لحبيب واحد. ومن قال ان شعبي عاجز عن مبادلة ابنائه الحب بالحب والاخلاص بالاخلاص والعطاء بالعطاء. ثم من قال ان شعبي لا يؤمن بالتعددية الفكرية والسياسية والراي والراي الاخر. الا ترون كيف تتسابق اليوم جموع شعبي الكلداني السرياني الاشوري في مناطقه التاريخية والمهجر لتعبر بعفويتها الصادقة عن وحدتها الحقيقة وعن نضالها المشترك لتحقيق حكمها الذاتي ولدمج شعبي مع جميع المكونات القومية في الوطن في نسيج فريد متناسق اسمه العراق. فيأخذ من الكنيسة جرسها ومن الجامع المئذنة ليعزز وحدته الوطنية ويكرس العدالة والمساواة بين ابنائه من الجنوب الى الشمال. ومن قال ان شعبي لايجمعه سقف واحد مع جميع المكونات القومية في الوطن يتعدى التعريف الدستوري القائل بان الوطن مزيج من عناصر مادية ثلاثة الارض والشعب والسلطات وعنصر معنوي هو السيادة الحرة المستقلة

شعبي علمتنا دوما ان نعشق الحرية والديمقراطية وان حقوق الشعوب تأخذ ولا تعطى. وانها تتطلب منا النضال والفداء من اجلهما . وان الشعوب التواقة الى تقرير مصيرها عليها ان تستمر في كفاحها السرمدي من اجل تجسيد احلام واهداف ابنائها وحقوقها القومية المشروعة حقائق وواقائع على الارض . اعلم يا شعبي كم تتعذب اليوم بسبب الصراعات القائمة بين ابنائك. وكم انت حزين اليوم لعدم اتفاق ابنائك على مشروعك وعلى وحدتك القومية.  وكم دعيت وطالبت ومازلت تطالب ابنائك للعمل على وضع حد لهذه الخلافات التي انهكت قوانا وامكانياتنا وابعدتنا عن قضيتك المركزية. وكم تمنيت من تياراتنا السياسية ومؤسساتنا القومية والكنسية ان يقروا بمفهوم الراي والراي والاخر والتعددية السياسية. وان يتم حل خلافاتهم من خلال الحوار الموضوعي والجلوس حول الطاولة المستديرة ليدفنوا كل احقادهم وخلافاتهم والى الابد.  وان يتنافسوا معا قولا وفعلا وممارسة على تقديم افضل النتائج لابنائك. والعمل على تعزيز وحدتك. وليعلم الجميع ان تجاوزها هو خط احمر لايمكن القبول به

واخيرا يا شعبي اعرف انك تعشق السلام لابنائك ولكل ابناء البشرية. وانك لا تحب الحرب ابدا ولكن لا تخشاها من اجل الدفاع عن وجودك. شعبي انت اكثر الشعوب خبرة في سبر اغوار الحروب على مدى الاف السنيين من عمرك المديد وكنت الضحية في اغلب معاركها. ولكن اذا دعاك الواجب القومي للدفاع عن قضيتك ووطنك. فان ابنائك على اهبة الاستعداد للتضحية بارواحهم قربانا على مذبحك القومي لاستمرار وجودك الازلي في الوطن[/b][/font][/size]