تحية لغبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو
يوما بعد أخر تتوالى تصريحات وقرارات غبطة أبينا البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكو منذ تنصيبه بطريركا على الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، وبدأت خطواته تتجلى يوما بعد أخر في توضيح الكثير من الامور التي كانت غامضة لكنيستنا منذ حقبة مضت، وها هو اليوم يأتي المرسل الحقيقي للكنيسة الكلدانية ليعلن للجميع بأن المسيحية ليست لشعب و قوم معين بل هي لجميع الأمم وللبشرية جمعاء، جاء ليبشر برسالة المسيح من أجل الخلاص ومن أجل السلام ليعم أرجاء المعمورة وليس لعواطف وأحاسيس أنانية قائمة تكمن في نفس الانسان، لكن مع الأسف الشديد لم تفهم رسالة غبطة البطريرك، ومنذ الوهلة الأولى سمعنا الكثير وقرأنا الكثير من أراء وأفكار لمختلف الكتاب والنخب المثقفة حول أفكار ورسالة غبطته، وكانت هناك اجتهادات بعيدة عن ماطرحه من أفكار لأستعادة دور الكنيسة في الحياة الجديدة ليس فقط في العراق بل في العالم أجمع، كما أن هذه الافكار أعطت زخما أكبر لدور الكنيسة في الدفاع عن حقوق المظلومين والمحرومين في البلاد والمنطقة ، كي يكون لها أساهمات جديدة في الشرق الأوسط كي يستوعب القيم والمفاهيم المسيحية السمحاء البعيدة عن التطرف والتعصب الديني والمذهبي والقومي، الذي أصبح يهيمن على المنطقة بما يسمى بالربيع العربي ، وانتهاك حقوق الانسان للمكونات الصغيرة وخاصة نحن المسيحيين في الشرق الاوسط، وما يعانيه شعبنا الكلداني السرياني الاشوري من اشكالية التسمية القومية ، و ما يتعرض له من مظالم وسلب للحقوق بعد سقوط النظام البائد الذي كنا ننتظره فرجا ولكنه أصبح نقمة للمكونات الصغيرة ، وفي هذه الظروف الصعبة يجب علينا أن نتوحد من أجل تثبيت حقوقنا في العراق الجديد هذه الوحدة التي أعلن عنها غبطة البطريرك مار لويس منذ أول يوم ولحد أعلانه أخيرا عن موقفه تجاه هويتنا نحن المسيحيين بالدعوة الى الوحدة والتوحد وهذه هي احدى أركان رسالته التي تدعوا الى الاصالة والوحدة والتجدد.
ندائي الى كافة الاخوة من الزملاء والمثقفين والكتاب من أبناء شعبنا أن نتكاتف مع غبطة البطريرك ونساند أفكاره التي تقوي وتصون القيم المسيحية السمحاء في المنطقة ولتكن رسالتنا كما قالها المسيح " أحبوا بعضكم بعضا كما أنا أحببتكم" ولنعمل جميعا من أجل ترسيخ قيم المحبة والسلام والوئام ، ولنجعل من كتاباتنا جسرا للتعريف بوحدتنا وأصالتنا وقيمنا التي تدعوا الى بناء مجتمع تسوده العدالة الاجتماعية والقانون والمواطنة وترسيخ القيم الانسانية الجميلة لبناء مجتمع مزدهر متطور يعيش بأمان واستقرار بعيدا عن القتل والتهجير والارهاب ونمد يدنا ليد غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكو في تعزيز الحوار والتعايش السلمي بين مختلف مكونات الشعب العراقي ، وتجربته الرائدة في محافظة كركوك الذي كان أسقفا فيها، أحبه الجميع من العرب والكورد والتركمان وليكن لنا نحن المسيحيين رمزا وأبا نسترشد بأفكاره النيرة من أجل بناء مجتمع مزدهر ، وليكن قدوتنا في التعامل مع الاخرين لبناء جسور المحبة مع بعضنا شعبا موحدا بعيدا عن كل التسميات، ففي وحدتنا قوتنا لأننا نتعرض الى أشرس هجمة شهدها شعبنا في تاريخه العريق من بابل و أكد و أور ونينوى و أشور، فوحدتنا تعني حقوقنا وقوتنا لرسم مستقبل أفضل لأطفالنا وأجيالنا القادمة.
الاعلامي والصحفي
نوزاد بولص الحكيم