المحرر موضوع: ابرشية الكلدان في البصرة .. رعية يائسة بدون راعي  (زيارة 1485 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Noel Riskallah

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 81
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ابرشية الكلدان في البصرة .. رعية يائسة بدون راعي
[/color]
 

"والراعي الصالح يبذل نفسه في سبيل الخراف" ( يوحنا 10 /11 ). بهذه القيم عرّف الرب يسوع الراعي الصالح، ويبدو ان ما نطق به المسيح اصبح محالا في ايامنا هذه، او ربما يعتبره البعض من رعاة الكنيسة كلاما نظريا وليس للتطبيق ، هذا ما نلاحظه هذه الايام ، فكلما كانت الرعية تعيش بيسر ورخاء وطمأنينة ، نرى هذا الراعي او ذاك ملتصقا بها ، ينعم بنعيمها ، متلذذا بخيراتها . وما ان تتبدل الظروف ، وتمحل الارض ، وتهب رياح الشقاء ، وتحاط الرعية بالذئاب ، ويأتي يوم البذل والعطاء والتضحية للذود عنها حتى تراه قد شد الرحال تاركا رعيته في مهب الريح .

الراعي الذي تُعهَدُ إليه مسؤولية قسم مِن خِراف كنيسة المسيح له المجد ، عليه واجبُ الإهتمام بها ورعايتها في زَمَن السِّلم وحمايتها والدفاع عنها في زمن الضيق ، لقد كان مطرانُ أبرشية البصرة للكلدان يتفاخر ويقول بأنه ليس مطراناً للكلدان فحسب وإنما هو مطران لعموم أبناء البصرة ، فما الذي تغير يا ترى ليسعى للهروب مِن البصرة في  مثل هذه الظروف الصعبة ؟ ولمن ترك اهلنا في البصرة ؟  كان على الدوام يعظ ابناء ابرشيته ويطلب منهم بعدم ترك البصرة او هجر العراق ،  وها هو يغادرها بدون رجعة والى أبعد بقعةٍ مِن المعمورة تنعم بالأمان والإستقرار وعدم التفرقة بين البشر ليُصبح راعياً لمؤمنيها مِن الكلدان هناك ! ويترك رعيته في البصرة بدون راعي ! تُرى ،  هل كان مواطنو اوستراليا مِن الكلدان أحوجَ الى  مطران اليه  مِن كلدان البصرة بصورة خاصة ومسيحيوها بصورة عامة ؟ وهل كان تأسيس ابرشية استراليا على بهذه الحراجة وليس بالامكان تأجيله؟  يا رب هل كانت رئاسة الكنيسة الكلدانية عاجزة عن رسم اسقفٍ جديد ليكون راعيا لقطيع اوستراليا مِن الكلدان ؟ بدلا من رسم مطراناً جديداً لكنيسة للبصرة ، وكم من الوقت سيحتاج الراعي الجديد الى ان يلم بمجريات الامور هناك ويتأقلم مع تلك الاجواء؟ انها الخبرة التي يكتسبها الانسان من جراء معايشة اوضاع معينة ، والمفروض ان مار جبرائيل كساب كان يحمل هذه الخبرة من خلال المدة التي خدم فيها ابرشية البصرة، وحسب علمنا مما كان ينقل عنه بانه كان قد استطاعَ بناءَ علاقاتٍ متينة مع كبار مسؤولي المحافظة عن طريق الحوار واللقاء المتواصل حيث أثمرت جهودُه  عن إثباتٍ وجودٍ لذاته ولأبناء رَعيَّتِه  الذين شعروا بالأمان والإطمئنان بأن لهم راعياً يسهر ويَهُبُّ لحمايتهم مِن الذئاب الكاسرة التي تتحَيَّن الفرصَ لإفتراسهم ! ونقول جازمين بان المطران الجديد، في حالة وجود من يقبل هذا المنصب، سوف يحتاج الى وقت ليس بالقصير ليتمكن من الوصول الى تلك الخبرة والعلاقات التي كانت لدى المطران السابق !

 

إن للقرارات الكنيسية  حُرمةً خاصة ويَكُنُّ لها أبناءُ الكنيسة احتراماً وتقديراً كبيرَين ، ولكن هذا لا يعني بانها دائما تكون هذه القرارات صائبة ، وعندما تكون ذاتَ أثر سلبي عليهم فمِن حَقِّهم أن يسألوا : لماذا تُتَّخَذ ؟  هل يَحُقُّ للراعي أن تخورَ عزيمتُه ويلوذ بالفرار تاركاً خرافَه  مأكلاً  للذئاب ؟ لماذا تسلَّمَ المسؤولية اذا ؟  ماذا تعني الأشرطة الحمراء التي يرتديها فوق ردائه الاسقفي ؟  أليست  رمزاً للإستشهاد وهو يذود عن رعيته ؟  كيف يعتبر نفسه راعياً  صالحاً  وهو يسعى للنجاة بنفسه تاركاً قطيعه مُعرَّضاً للهلاك ؟  ألم يكن من السهل على المطرانَين الشهيدَين مار توما اودو ومار أدي شير الهروبَ والنجاةَ  بنفسَيهما ؟ فلماذا قررا البقاء في تلك الظروف العصيبة ؟  أليس لكونهما راعيَين صالحَين ؟ ففضلا الموت في سبيل ابنائهم بدلا من الهرب .

 

أليسَ سعيُ مطران البصرة  لنقله مِن أبرشيته، وامتثال الرئاسة الكنسية لطلبه، وقرار ارساله الى استراليا مِثالاً سيئاً سيُحتذى مِن قبل المطارنة الآخرين حالَ تَعرُّضهم لأي نوع مِن الظروف الصعبة ؟ ألا يُشيرُ مثل هذا العمل الى ضعف الرئاسة الكنسية ؟  أو على الأقل الى مُحاباتِها ؟ هل أخذت الرئاسة  بعين الإعتبار مدى الإحباط الذي أصابَ أبناءَ البصرة بنقل مطرانهم وتعيينه في موقع آخر لم يكن بحاجةٍ إليه  إطلاقاً، قياساً بحاجتهم هم ! إذا كانت مُصيبتُهم وهو بينهم قد أنهكَت قواهم ، فكيف بهم وقد غابَ مِن بينهم ؟ ألم تخشى الرئاسة الكنسية أن تضعفَ إرادة أبنائها في البصرة أمام المِحَن فينزلقوا ويقعوا في فِخاخ البِدَع والإغراءات ويُقبِلوا الى قبول ما كانوا يتهرَّبون مِنه ويُحاربونه !

 

هل تستطيع الرئاسة الكنسية  أن تُعطيَ  تبريراً  لعملها هذا تُقنعُ به المؤمنين مِن أبنائها ؟  لا سيما وأن أبناء الكلدان في البصرة يؤكدون عدم وجود أي تهديد بالقتل أو الإختطاف أو غير ذلك بحيث يُبَرِّر إتخاذَ مثل هذا القرار !   إن اليأس قد أخذ مِن كلدان البصرة مأخذه ،   لقد كانوا مسرورين وفخورين بمطرانهم ،   ولكن مطرانهم خذلهم وملأَ  قلوبهم بالالم،  وانتابهم الشكُ في حكمة وعدالة تَصَرُّف رئاسة كنيستهم.

 

نوئيل رزق الله[/b][/font][/size]