رجال الأكليروس والفقرة 8 من البيان الختامي لسينهودس الكنيسة الكلدانية
- اذا كان العمل السياسي محظور فالعمل القومي فرض وواجب
بقلم : جلال برنوjbarno56@hotmail.com
أعتقد أن ما جاء في البيان الختامي لسينهودس الكنيسة الكلدانية الذي انعقد بين 5-11 جزيران 2013 في قلب بيث نهرين ، بصورة عامة أثلج صدر كل منتمي حقيقي الى أمة السورث بمختلف تسمياتها ، لأنه لأول مرة تخرج الكنيسة الكلدانية من شرنقتها فتقول كلمتها بحرية وجرأة وشفافية وموضوعية بشكل ملفت للنظر .
على سبيل المثال ، لأول مرة تنأى كنيستنا عن سياسة الخضوع والخنوع والتزلف لرجال السلطة التي اعتادت عليها منذ مئات السنين .
لأول مرة تتحدث عن علاقة ندية بين المسيحيين والمسلمين وضرورة العيش المشترك والأحترام المتبادل دون أن ننحني ونُقبّل كتاباً ليس من مقدساتنا ، بهدف كسب العطف كمحاولة لأبعاد الأساءة الينا ... جميل ما ورد في الفقرة الثالثة :
3- كما لم ينس آباء السينودس العلاقات المسيحية-الإسلامية في شرقنا، وقد دعوا أبناءهم المسيحيين كي يصيروا جسورًا بين كلّ الجماعات، لوضع أسس حوارٍ صادق لتقوية العيش المشترك ورفع صوت الحق تجاه المتغيّرات والأحداث والتطوراتولكي لا نبتعد عن موضوعنا والذي يتعلق بالفقرة 8 من مقررات السنهودس والتي تنص على ما يلي :
8- يؤكد الآباء أن ما جاء في رسالة غبطة البطريرك بخصوص العمل القوميّ والسياسي هو للعلمانيين المقتدرين. ونحنُ نشجعهم على بناء مدارس لتعليم لغتنا وإنشاء مراكز ثقافيّة واجتماعية تعنى بالتراث والفن والثقافة، وتشكيل أحزاب سياسيّة تدافع عن كرامة الناس وحقوقهم، لكن لا يمكن لأفراد الاكليروس بجميع درجاتهم الانخراط فيها أو التحول الى دعاة لها. على اعضاء الاكليروس الالتزام الكامل بدعوتهم الكهنوتية وخدمة كلِّ الناس من دون تفريقوهنا تكمن نقطة الخلاف ، لأنني أعتقد أنه من حق كل انسان أن يعمل في السياسة بغض النظر عن وظيفتهِ ، وان كان رجل دين وأني ارى السياسة في شتى مجلات الحياة : في الأسرة ، في النقابة ، وحتى في الكنيسة ، والمشاركة في السياسة قد تكون في اتخاذ موقف أو مواقف ازاء مسألة ما وليس بالضرورة أن يكون من يعمل في السياسة منتمي الى حزب سياسي معين أو منظم في تيار أو حركة ما .
لا أعلم كيف يستطيع رجال الأكليروس عزل أنفسهم عن السياسة في الوقت الذي لعلم السياسة صلة بعلوم أخرى كثيرة كصلة علم السياسة بعلم الأجتماع وعلم الأنثروبولوجيا وعلم الأقتصاد وعلم التاريخ وعلم النفس وعلم القانون وعلم الأحياء وعلم الجغرافيا وعلم الأحصاء وغيرها .
و اذا ما أخذنا رأي قداسة البابا فرنسيس خلال لقائهِ بآلاف من تلامذة المدارس اليسوعية على قاعة مار بولس السادس ، يوم الجمعة 7 حزيران 2013 بالأعتبار فنجد أنه يلزم المسيحي أن ينخرط بالسياسة وهذا نص ما ورد على لسانهِ
ADDRESS OF POPE FRANCIS
TO THE STUDENTS OF THE JESUIT SCHOOLS
OF ITALY AND ALBANIA
Paul VI Audience Hall
Friday, 7 June 2013
Pope Francis: Very well. Involvement in politics is an obligation for a Christian. We Christians cannot “play the role of Pilate”, washing our hands of it; we cannot. We must be involved in politics because politics is one of the highest forms of charity for it seeks the common good. And Christian lay people must work in politics. You will say to me: “But it isn’t easy!”. Nor is it easy to become a priest. Nothing is easy in life. It is not easy, politics has become too dirty: but I ask myself: Why has it become dirty? Why aren’t Christians involved in politics with an evangelical spirit? I leave you with a question. It is easy to say: “It is so and so’s fault”. But me, what do I do? It is a duty! Working for the common good is a Christian’s duty! And often the way to work for that is politics. There are other ways: being a teacher, for example, teaching is another route. However, political life for the common good is one of the ways. This is clear.
( واليكم الترجمة التي أرجو أن أكون موفقاً فيها ،وأرجو التصحيح اذا وجدت أخطاء)
خطاب البابا فرانسيس
لطلاب المدارس اليسوعية
إيطاليا وألبانيا
قاعة بولس السادس
الجمعة يونيو 7، 2013
البابا فرانسيس: حسنا جدا. المشاركة في العمل السياسي هو التزام بالنسبة للمسيحيي. نحن المسيحيين لا يمكن أن "تلعب دور بيلاطس"، نغسل أيدينا من الأمر، هذا لا يمكن. يجب ان ننخرط في السياسة لأن السياسة هي واحدة من أعلى أشكال الصدقة حيث تسعى للصالح العام. و المسيحيين يجب أن يعملوا في السياسة. سوف تقول لي: "ولكن هذا ليس من السهل!". كما ليس سهل أن تصبح كاهناً. ليس هناك ما هو سهل في الحياة. لا ليس من السهل . لقد أصبحت السياسة قذرة جدا: ولكن أنا أسأل نفسي: لماذا أصبحت قذرة ؟ لماذا لا ينخرط المسيحيون ويشاركوا في العملية السياسية وبروح انجيلية؟ أترككم مع السؤال. فمن السهل أن نقول: "أنه خطأ كذا وكذا ". ولكن أنا، ما الذي علي أن أفعلهُ ؟ أنهُ واجب! فالعمل من أجل الصالح العام هو واجب المسيحي! وغالبا ما تكون الوسيلة للعمل بذلك هو السياسة. وهناك طرق أخرى: كونك مدرسا، على سبيل المثال، والتعليم هو طريق آخر. على أية حال ، ان الحياة السياسية من أجل الصالح العام هو أحد الطرق. وهذا واضح. ( انتهى جواب البابا لأحد الأسئلة الموجهة اليهِ)
أذاً كما قلت فيما سبق فأن من يتفق مع البابا ، فلا بد أن يلتزم ويشارك في السياسة ، وأعتقد أن رجل الدين غير مستثني ، كونهُ مسيحي قبل أن يحمل درجة كهنوتية ، فأنه بالتالي موظف يمارس ارشاده الديني ويقوم بخدمة المذبح ويمارس الطقوس الدينية ، وهو مثلنا نحن العلمانيين نخطأ ونُصيب ، وكلنا أحوجنا مجد الرب ... بعضنا يشارك في السياسة ، الا أن المفروض أن نشترك ونلعب جميعاً دورنا السياسي بهدف التغيير نحو الأفضل .
ورغم كل ما تقدم فاذا كان للأساقفة رأي آخر وأنا أحترم رأيهم ، لربما يكون لهم تفسير من آخر أو وجهة نظر أخرى تستند الى العلوم اللاهوتية كقول الرب يسوع " اعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله " وتوصية مار بولس الرسول أن تخضع كل نفس للسلطات كما أوصى بطاعة السلطان ، وربما يستند البعض الى كون المسيحية ديانة روحانية تماماً وهي تعنى بأمور السماء وليس هذا العالم وطن المسيحي ...
بقي أن أقول ، اذا كانت السلطة الكنسية تُفرض على رجال الأكليروس أو كان ذلك نتيجة عدم رغبتهم بالعمل السياسي ، فلا أعتقد أنه يصح أن ينأوا بأنفسهم عن العمل القومي ، لآنهُ لا يستطيع رجل الدين الا أن يكون أحد أفراد المجموعة ... لا بد أنه ينتمي الى أمة ما ، ومطلوب منه ، لا بل أنهٌ من صلب واجبه الحفاظ على اللغة والتراث والثقافة ، كما هو واجب العلماني ، وكلي أمل أن تعود الكنيسة الكلدانية الى الطقس الكلداني العذب وبتلك اللغة السلسة ولنجعل جميعاً أفواهنا قيثارات تتغنى وتنشد الحاننا الطقسية العريقة ، لأنهُ يفترض أن نكون نحن العلمانيون حنباً الى جنب مع الأكليروس الحماة الغيورون على مستقبلها وديمومتها .