بيكر ــ هاملتون: التقسيم الثلاثي للعراق يمهد للحرب الأهلية

[Sabah Yalda]

بيكر ــ هاملتون: التقسيم الثلاثي للعراق يمهد للحرب الأهلية
اللجنة توصي بوقف الدعم الأمريكي إذا فشلت الحكومة العراقية في الأمن والإعمار والمصالحة



واشنطن ـــ مرسي ابوطوق

خرج أمس الي النور بشكل رسمي التقرير الكامل للجنة بيكر هاملتون حول العراق. وتسلم الرئيس الأمريكي جورج بوش أول نسخة منه واصفاً إياه بالتقرير القاسي وواعداً بالتعامل الجدي معه.
وشدد التقرير الذي يتضمن 97 توصية علي تنفيذ توصية أساسيه لقت دعماً خاصاً من الديمقراطيين وهي ضرورة الاشتراط علي الحكومة العراقية بالمضي قدماً لتحسين الوضع الأمني وتأمين الخدمات والاتفاق علي مشروع سياسي للمصالحة الوطنية.
وان اخلال الحكومة العراقية بتنفيذ هذه البنود يوجب علي واشنطن قطع الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري والأمني عنها فيما استبعد الناطق باسم البيت الأبيض اي حوار مع ايران ما لم تتخل عن تخصيب اليورانيوم.
وأكد التقرير ان تقسيم العراق الي ثلاثة اقاليم سيؤدي الي حرب اهلية. وشدد علي ان انسحاباً سريعاً للقوات الأمريكية من هذا البلد سيسفر عن حرب اقليمية.
من جانبه اقر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس قبل مباحثات يجريها اليوم في البيت الأبيض مع بوش أن قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة لا تحقق نصراً في العراق. واضاف ان الوضع في بغداد والقتل الطائفي وسفك الدماء مريع'. ولفت التقرير الي ان جميع الخيارات لم تستبعد حتي الان في العراق وانه بات مؤكدا عدم رضي الامريكيين عما يجري هناك وانه يجب علي واشنطن ان تجد طريقاً جديدا الي الامام وان تغير من المهمة الرئيسة لقواتها لتقوم بدور المساندة للقوات العراقية التي يجب ان تنفذ المهمات القتالية بدلاً عنها. واوصي التقرير بأن تزيد واشنطن خمس مرات نسبة تدريب العراقيين. تمهيداً لامكانية خروج الجيش الامريكي من العراق في الربع الاول من عام 8002 كانسحاب الألوية غير المهمة مع ضرورة الابقاء علي الألوية الفاعلة في التدريب والعمليات الخاصة والانتشار السريع لتأمين استهداف تنظيم القاعدة في العراق. لكن التقرير لم يوص بأي انسحاب مجدول للقوات الامريكية. واكد ان الحل العسكري لن ينهي العنف في العراق. مشيرا الي انه ليس هناك صيغة سحرية للنجاح مطالباً الحصول علي التزامات من جيران العراق علي التعاون محملاً الحكومة العراقية مسؤولية ايجاد مجموعة دعم دولي لها من ايران وسوريا ومصر والخليج ومجلس الأمن والاتحاد الأوربي والامم المتحدة.
واوصي التقرير بعدم تقسيم العراق الي ثلاث مناطق حيث يضعف ذلك الحكومة المركزية.
وافاد انه لا يمكن ادامة ثلاث مناطق في العراق وفقا للتقسيم المذكور لان المدن العراقية تضم اطيافا واديانا واثنيات.. وان التقسيم علي هذا النحو يؤدي الي حرب اهلية مثلما قد يقود الانسحاب السريع الي حرب اقليمية. وحذر من مغبة استمرار "تدهور الأوضاع في العراق مما يزيد من مخاطر الانزلاق نحو فوضي قد تؤدي الي اطاحة الحكومة العراقية وخلق كارثة إنسانية ".
وجاء في التقرير "المهمة الرئيسة للقوات الأمريكية في العراق يجب أن تتطوّر الي مهمة دعم الجيش العراقي ".
وأضاف "من الواضح أن الحكومة العراقية ستحتاج الي الدعم لبعض الوقت، خاصة في تحمل مسؤوليات أمنية جديدة. لكن في الوقت ذاته يجب ألا تقوم الولايات المتحدة بالتزامات بابقاء أعداد كبيرة من قواتها منتشرة في العراق ". ويخلص التقرير الي أن واشنطن "لا يمكن أن تحقق أهدافها في الشرق الأوسط" ما لم تباشر "تجديد التزامها الشامل بخطة سلام كاملة علي كافة الجبهات".
وكجزء من هذه المبادرة، فإن لجنة دراسة العراق تطالب بإقامة مفاوضات مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بالإضافة الي سوريا، وهي خطوة طالما عارضتها إدارة بوش.
وجاء في التقرير "ما نوصي به يتطلب إرادة سياسية جبارة وتعاونا بين أفرع السلطة التنفيذية والتشريعية في الحكومة". وأضاف أن "السياسة الخارجية مقدّر لها الفشل.. كما أي عمل في العراق، ما لم تدعم بإجماع مساند واسع


Azzaman International Newspaper - Issue 2564 - Date 7/12/2006

جريدة (الزمان) الدولية - العدد 4625 - التاريخ7/12/2006


http://www.azzaman.com/index.asp?fname=2006\12\12-06\999.htm&storytitle=[/font]