المحرر موضوع: هللويا..... هوذا راعينا بين أبنائه  (زيارة 996 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صباح سليمان

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 3
    • مشاهدة الملف الشخصي
هللويا..... هوذا راعينا بين أبنائه


 استبشرت جميع الأوساط، لاسيّما الكنسية منها، بتعيين غبطة المطران مار جبرائيل كسّاب راعياً (أول) لأبرشبة أستراليا ونيوزلندة العامرة. لكن الهاجس المهم لأبناء هذه الأبرشية المباركة هو:
ماذا سيفعل الراعي ؟ ماذا ستكون انجازاته ؟؟ 
كيف سيكون أداؤه ؟
كيف سيبدأ برنامجه الراعوي ؟
هل سيحقق طموحاتنا في بناء أبرشية مزدهرة ،،، بالأيمان، والمحبة، والعطاء؟؟ بما يعوّض المؤمنين حرمانهم من الجذور والينابيع المعطاء التي تركوها في بلادهم الأصلية!! .
ولست هنا بصدد تقييم نيافته (حاشى)، أو رسم ملامح شخصيته، لأنها معروفة مذ كان كاهنا ورعا" وأمينا" في خدمة رعية كنيسة القلب الأقدس ببغداد، ثم مطرانا" جريئا" لأبرشية البصرة (المهجورة مع الأسف!!). أقول لن أقحم نفسي في أمورحسّاسة! ربما لن ولم يحن وقتها بعد!، لكني كمؤمن بسيط، ومتابع لأحوال ونشاطات كنيستي العراقية منذ أكثر من (30) سنة، ويهمني جدا" أن أرى نفحات وملامح الأيمان والرسالة المسيحية الحقة ، واضحة وجلية في كل أركان كنيستنا المشرقية العريقة، والأصيلة. لاسيّما هنا في كنائس الأبرشية في أستراليا. خاصة" بعد أن وصلت مثل غيري الى هذه المحطة الأخيرة في مسيرة الحياة العائلية، فلم يعد بعد الآن نية للترحال أو الهجرة من جديد!! .
يهمنـي ومعي الآلاف من المؤمنين أن يكون راعينا الجديد أباً حقيقياً، يجمع في أحضانه كل الأبناء، دون تفرقة أو تمييز بين صغير أو كبير! بين غني أو فقير! بين فلان أو فلان مهما كانت الأسماء أو العناوين.
يهمنــا جداً أن يكون لنا أباً روحياً تنتهي معه كل المشاكل، والمصاعب، والعوائق، والعقد (المستوردة والمولودة هنا!) بما يمتلك من الحكمة، والرزانة، وحسن الأداء في ادارة أحوال الكنيسة ومؤمنيها.
يهمنــا جداً أن يكون أبانا؛ مثقفاً، متكلماً، واعظاً، نفتخر به نحن الأبناء، بعلمه، وطروحاته. بمحاضراته، ومؤلفاته، فندافع عنها وعنه حتّى العظم!!
كما يطيب لنـا ويسعدنا أن نراك راعينا الجليل، راكعاً، مصلياً، تقياً، متشفعاً، مستمطراً للبركات السماوية، في محرابك، أمام أيقونتك المقدّسة، تصلّي بحرارة، ورائحة البخور والشموع تعبق في أجوائك... فيتهافت المؤمنون عليك لنيل بركتك.
يهمنــا كذلك أن يُنمّي في أبنائه روح المحبة والتسامح، روح الألفة والمودة، روح الأيمان والتقوى، ويساعد في اكتشاف مواهب الرعية وأبنائها (المدفونة منذ زمان!) لتضاف الى مواهب الروح القدس في الكنيسة، بناءً وانتماءً!
يهمنـــا أن يكون لراعينا الجليل صوتاً مسموعاً، أن يكون راعياً صالحاً لخراف المسيح، فيسمع صوته الآلاف، الآلاف من المؤمنين وان كانوا بعيدين، أو مبعدين!! فيعود الجميع بسلام الى حضن الكنيسة الأم، الدافىء والحنون.
يهمنـــا ان يحرصَ أبانا الجليل على كل ما من شأنه وحدة الناس والعوائل، مع وحدة الكنيسة... وبجرأة أقول؛
يهمنـــا أن نرى ونسمع راعينا الجديد منادياً بالوحدة، حريصاً على تحقيقها، عاملاً مخلصاً في بنائها، فيُشعرنا بانها الهاجس الأكبر في رسالته ومسيرته الأيمانية والراعوية الجديدة! فيحقق بذلك رغبة الآله الآب وأمنا العذراء مريم، وابنها يسوع المسيح، في أن تكون الكنيسة واحدة، موَحَدة، وموَحِّدة.
يهمنـــا أن يكون مطراننا، عاملاً مهماً في بناء علاقات قوية، متينة، متميزة، وحيادية مع الآخرين؛ كنائس، مؤسسات، أفراد، تجمعات، جمعيات، منظمات... الخ، دون احتضان فئة على حساب الأخرى! أو تفضيل جهة دون الأخرى! فتنهض الكنيسة من رُقادِها! وتُعوِّض ما فاتها!
لنبني معاً كنيسة يفتخر بها الأبناء، وأبناء الأبناء.
كنيستنا أم... ونحن بنيها، ولانريد، ولانرضى مطلقاًالاّ أن يكون سيدنا الجليل أباً حقيقياً لنا، بما  تعنيه كلمةالأبوة من معنىً عميق، وشامل، وأصيل.

        الشماس صباح سليمان
                        مالبورن / استراليا