نصوص مختارة من كتاب " الهاجرية *" حول آشور والآشورية
الكتاب: الهاجرية
المؤلفان: باتريشيا كرونه، مايكل كوك
من منشورات جامعة كامبريج، لندن – بريطانيا 1977
ترجمة: الكاتب السوري نبيل فياض
العرض :
كان هنالك بالتالي نسختان متمايزتان عن المسيحية في الكنيسة النسطورية: فمن ناحية كنيسة آشوريا المحلية، وهي تأكيد شوفيني على هوية ريفية؛ ومن ناحية أخرى كنيسة فارس الحضرية والتي كان مركزها في بابل، وهي تأكيد كوزموبوليتاني على حقيقة أممية. لكن إذا أُمْكِن مقارنة كنيسة آشوريا في هذا الصدد بالكنيسة المصرية، فشوفينيتها أخذت شكلاً مختلفاً إلى حد ما. فقد احتفظت مصر بإثنية ولغة مميزتين لها ضمن طبقتها الفلاحية، في حين كانت طبقتها الأرستقراطية تنتمي إلى العالم الهليني الأكثر اتساعاً؛ آشوريا بالمقابل امتلكت طبقة أرستقراطرية مميزة لها، في حين شاركت العالم الآرامي الأكثر اتساعاً في إثنيتها ولغتها. وهكذا ففي حين كانت الشوفينية القبطية إثنية ولغوية، استدارت شوفينية آشوريا إلى ذكريات ماض مجيد. في هذا السياق فإن اهتدائين جاءا في الوقت المناسب أفادا في تنقية الملوك الآشوريين من سوء سمعتهم حيال الكتاب المقدّس. الأول هو سردانا، ابن سنحريب، الملك الثاني والثلاثون لآشوريا بعد بيلوس وحاكم ثلث العالم المأهول، والذي أذعن لرسالة يونان التوحيدية وشرّع صوم نينوى الذي أنقذ نينوى من الدمار(86) ؛ وبما أن الصوم أنقذ الآشوريين من غضب الرب في الماضي، فقد أعاد تشريعه سابريشو من كرخا دي بيت سلوخ لإنقاذهم من الوباء بعد ألف سنة(87).و الثاني هو إعادة تحرير نسخة اعتناق إيزاتيس الثاني** الذي من أديابين اليهودية في نسخة اعتناق نارساي الآشوري المسيحية(88). كان هذا يعني أن الآشوريين كانوا موحدين قبل المسيح ومسيحيين بعده، والماضي بالتالي قاد نحو الحاضر دون أي شرخ. وهكذا فتاريخ كارخا دي بيت سلوخ يبدأ بالملوك الآشوريين وينتهي بالشهداء الآشوريين: سركون أسسه(89) والشهداء جعلوه «حقلاً مباركاً للمسيحية»(90). يشبه ذلك أنه في القرن السابع قبل المسيح وقف العالم كله مرعوباً من ساردانا(91)، وفي القرن السابع بعد المسيح احتل القديسون مكانه باعتباره «شمس آثور» و «مجد نينوى»(92).
………………
• Hagarism by Patricia Crone & Michael Cook, Cambridge University Press 1977
** إن آشوريا/ ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ قبل الدخول في المسيحية اعتنقت الديانة اليهودية، وهذا معناه بان الآشوريين دخل بعضهم هذه الديانة ولكن المملكة لم تكن من العنصر العبراني ، بل من العنصر الآشوري. لقد قمت بهذا التوضيح لان البعض وفي نفس يعقوب يريدون جعل مملكة أديابين والتي هي امتداد للإقليم الآشوري الذي حدده الأمبراطور الروماني تراجان في عام 117 ميلادية، حيث كانت تشكل جزءا من الأقاليم الرومانية الشرقية والتي منها بيث نهرين/ ميزوبوتاميا وأرمينيا.
آشور بيث شليمون
__________________