المحرر موضوع: كيف بنت الكنيسة الكاثوليكية الحضارة الغربية (جزء 3 - الكنيسة والعلم)  (زيارة 3664 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Catholic

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 200
  • St. Peter's Church, the mother of All churches
    • مشاهدة الملف الشخصي
كيف ساهمت الكنيسة الكاثوليكية في بناء الحضارة الغربية (جزء 3 - الكنيسة والعلم)*

الكل تعلم في المدارس بأن الكنيسة هي ضد العلم وعدوها اللدود، هل تعرفون من لا يؤمن بهذه المقوله الآن؟ الجواب هو المؤرخون المحترفون والمختصون بتاريخ العلوم... ابقوا معي لتقرأوا الحقيقة حول هذا الموضوع.

ماذا يقول المؤرخون المعاصرون
أليس هذا غريباً أن نسمع ان الكنيسة هي الداعمة الكبيرة للعلم، هذا ان لم تكن فعلاً قد أرست الاسس الصحيحة للطرق العلمية والبحثية المعاصرة؟!. لأننا كلنا نسمع العكس في المدارس والكليات والمعاهد بالاضافة على الاعلام الموجه وكذلك أحاديثنا اليومية الذي تظهر بان الكنيسة "المتخلفة" كانت دائما عائقاً بوجه الاكتشافات العلمية وتطور العلوم بشكل عام. قد نكون محقين في آرائنا تجاه الكنيسة لو كنا نعيش قبل حوالي مئة سنة عندما كتب أندرو ديكسون وايت كتابه الذي زعم بوجود صراع بين اللاهوت المسيحي والتطور العلمي، بدون وجود أي دليل علمي على ذلك. فقد أصبح هذا الكتاب في تلك الفترة المصدر الرئيسي للعالم فيما يتعلق بتاريخ الكنيسة في هذا المجال.
لا بد أن نذكر بأنه يتبين في الكتاب الكثير من الهراء والآراء الغير الصحيحة بتاتاً فقد كتب وايت بأن الكنيسة كانت تعلم ان الأرض مسطحة ولكننا قد فنّدنا هذه الفكرة الخرافية في المقالين السابقين حيث أعاد وايت وببساطة كتابة ما كتبه الآخرين بدون الرجوع للأدلة هذا ان وجدت أية ادلة على هذه المزاعم المغلوطة.
ولكن منذ ذلك الحين والمؤرخون المحترفون المختصون بتاريخ العلم قد دحضوا فكرة وايت. ولكننا بالمقابل لا نسمع نفس الخطاب الحماسي الذي سمعناه ونسمعه عندما تم اتهام الكنيسة بالوقوف عدوّة للعلم ولم يقم أحد من هؤلاء المطبلين لنظرية وايت بالترحيب بالأبحاث الجديدة ونشر الحقيقة التي تقول بأن الكنيسة كان لها على الأقل دور ولو صغير في نشوء العلوم. حتى ان بعض المؤرخين يذهبون أبعد من ذلك لاعتقادهم الثابت بأن الكنيسة كان لها فلسفة فريدة ودور أساسي بما لا يمكن الاستغناء عنها في ترسيخ جذور الاساليب العلمية لكي هي بدورها تتطور وتصل الى ما هي عليه بشكلها الحالي. من هؤلاء العلماء المعاصرون نذكر توماس كولدستين، توبي هاف، أي. سي. كرومبي، ادوارد كرانت، ديفد ليندبيرك، وآخرون كثيرون... أليس هذا غريبا علينا نحن الذين تعلمنا أو تلقينا العكس بالضبط؟ وكيف يجرأ هؤلاء ويتفوهون بهذه "التفاهات" الا يعرفوا بان الكنيسة كانت وما تزال تضطهد العلم والعلماء؟!!

سفر الحكمة اصحاح 11 آية 20
والآن لنتفحص الشواهد التي يستشهد بها هؤلاء المؤرخون الجدد والمعاصرون ولنرَ كيف توصلوا لهذه الحقيقة علماً انهم ليسوا كلهم كاثوليك، بعضهم غير كاثوليكي والبعض الآخر حتى معادي للكاثوليكية ولكن ما توصلوا اليه هي حقائق علمية لا يمكن نكرانها وبسواه يتم تجريدهم من درجتهم العلمية اذا جانبوا الحقيقة في البحث العلمي الذي يستندون عليه في نتائجهم... لذلك فما سنقوله الآن ليس لتبييض وجه الكنيسة ولكن هذه هي الحقائق الواضحة المعالم بين المختصين اليوم.
المبدأ الأول والأهم التي شاركت به الكنيسة الكاثوليكية لتطور العلم يأتي من الآية الانجيلية في سفر الحكمة اصحاح 11 آية 20 وكانت هذه الآية من أكثر الآيات ترديدا في العصور الوسطى.
وتقول هذه الآية بأن الله قد رتب كل شي بمقدار وعدد ووزن... حسنا لا يبدو هذا كقنبلة ستنفجر لتكشف كل شي، ولكن في الحقيقة أقول لكم انها كذلك... لأن الكنيسة أخذت هذه الآية واستنتجت بأن الكون الذي نعيش فيه هو كون منتظم، يمكن أن نفهمه ونقوم بدراسته فهو مستند على الرياضيات. القديس اوغسطينوس قال على سبيل المثال بان الله هو أعظم مهندس ويستعمل لغة الهندسة لترتيب الكون. في القرن السادس قبل الميلاد قال العالم الأغريقي فيثاغورس ان العالم ليس عبارة عن هواء وماء ويابسة ووو... ولكنه عبارة عن أعداد!.
بدأ المسيحيون في القرون الوسطى بناءاً على الآية في سفر الحكمة 11 : 20 وآخذين من فكرة فيثاغورس الغامضة نوعاً ما ليبنوا على هذه الآية حضارة عظيمة في تلك العصور التي توصف بهتاناً بـ "المظلمة". لذلك كل العلماء الذين أتوا بعد ذلك حتى وان لم يفكروا للحظة واحدة فانهم يتقبلون فكرة ان الكون مرتب بشكل دقيق حسب مقاييس ونظم دقيقة للغاية، ويأخذونها كقاعدة مُسَلَّم بها وبدون نقاش.

الجدول الدوري للعناصر والكون المنتظم
على سبيل المثال لنأخذ (ديميتري مندلييف) ذو الشهرة الكبيرة والواسعة لأنه كان أول من فكر في النسخة الأولى من الجدول الدوري للعناصر بالاشتراك مع عالم آخر. على عكس الذين ساهموا في فكرة الجدول الدوري، استطاع مندلييف توقع الخواص الكيميائية للعناصر التي لم تكتشف في وقتها. وفى حالات عديدة غامر بالسؤال عن دقة الأوزان الذرية المقبولة وقتها، وكان يجادل بأنها لا تتطابق مع المتوقع لها بواسطة القانون الدوري، وقد أثبتت الأبحاث لاحقاً صحة كلامه!. فمثلاً عندما تفحص الجدول ووصل الى المربع 21 فوجد فراغاً لأنه لا يوجد – بحسب القانون المنظم والمرتب الذي على اساسه تنظم العناصر – عنصر يمكن أن يشغل هذا الفراغ ولكنه أصر على تركه فارغاً لاعتقاده الراسخ بأن العالم سيكتشف يوماً ما عنصراً يشغل هذا المربع لأنه كان يؤمن بأن الكون الذي نعيش فيه لا يمكن أن يترك فراغاً كهذا في تكوينه. بعد عشرة أعوام فقط تم اكتشاف عنصر السكانديوم، أين يقع هذا العنصر في الجدول الدوري؟ انه في المربع 21.
فالعلم الحديث لا يمكنه مواصلة الأبحاث والنجاح اذا لم نُسَلّم بالحقيقة القائلة ان الكون الذي نعيشه منظم ومرتب بشكل يفوق الوصف. فالطرق العلمية تُحَتّم وجود كون منتظم لأنك أساساً ما الذي تقوم به في البحث العلمي؟ انك تجمع معلومات وبيانات من المحيط الذي حولك لدراستها ثم تحاول أن تستنبط الأنماط المختلفة وتحاول فهمها ومن ثم تكوين فرضيات معينة بعدها يتم اختبار صحة هذه الفرضيات من عدمه باستعمال مختلف التجارب عليها. كل هذا لا يمكن القيام به بدون وجود كون ذو نظام ثابت ودقيق لأنني يجب أن أكون متأكدا بأنني اذا قمت بالتجربة بنفس الطريقة بنفس الظروف فانني سأحصل على نفس النتيجة. اما اذا كنت أعيش في كون غير منتظم فليس لي الحق أن أتوقع حدوث ذلك فربما أقوم باسقاط شي ما من يدي على الأرض وفي ست محاولات قمت بها ارتطم الشي بالأرض ولكن ربما في المرة السابعة فالشي سيطير الى الأعلى، لو لا وجود قانون يحكم وينظم سقوط الشي على الأرض فلا يمكن توقع ماذا سيحدث لذلك الشي اذا اوقعناه من يدنا؟
لذلك لا يمكنني البدء بأي علم اذا لم يكن لدي كون منتظم ولا يحق لي التوقع بكيفية تكوين الأنماط بين المعلومات والبيانات المجمَّعة لدي اذا لم يكن هناك أي نمط أصلا. فهذا أساسي لأي علم لكي يتطور.

المعجزات وامكانية حدوثها في هذا الكون المنتظم
ولكن هل معنى ذلك انه لا وجود للمعجزات؟!... هل الله قادر على خلق معجزات في هذا الكون المنتظم الى درجة كبيرة؟ بالطبع فنحن المسيحيين نؤمن بوجود المعجزات... أساساً المعجزة يمكن أن تخلق فقط في الكون المنتظم، كيف ذلك؟
اذا كنا موجودين داخل كون فوضوي وغير منتظم فكل شيء سيحسب كأنه معجزة لأن كل شي سيغني على ليلاه فحدوث المعجزة يتطلب قوانين محددة وصارمة للتحقق منها في ظل كون متماسك ومنتظم الى أبعد الحدود فالله لديه القوة المطلقة Absolute Power والقوة التنظيمية Ordered Power فهو قادر على كل شي ولكن في نفس الوقت خلق كل شي بمقدار وعدد ووزن أي بانتظام وهناك قوانين تتحكم بهذا النظام. لذلك نرى في دعاوى القديسين دراسات معمقة لأطباء من مختلف الاختصاصات للتحقق من ان حالة الشفاء الذي حدثت للمريض الفلاني لم يكن لها أي تفسير علمي طبي حقيقي أي ان تعريف المعجزة يتطلب أن تكون مدروسة بدقة عالية من الاحترافية ضمن كون منتظم ومرتب واللا لكان كل شي عبارة عن معجزة.
الآن السئوال الأهم/ هل كل الحضارات تعتقد بهذا المبدأ؟ بأن الله قد خلق الكون ولا يمكنه المساس بهذه القوانين اللا في حالة المعجزات والتي كما ذكرنا يتطلب حدوثها كونا منتظما؟
الجواب/ كلا ومثال على ذلك، الحضارة الاسلامية... قد يكون هناك الكثير مما نستطيع الحديث عنه فيما يتعلق باسهام الأسلام في الحضارة والعلوم وخاصة ما تسمى بالعلوم التطبيقية كالطب والبصريات – وان كانت هذه الاسهامات وحسب رأيي المتواضع نتيجة الدور الايجابي الكبير الذي لعبه المسيحيين المشرقيين في هذه البلدان التي تقطنها أكثرية اسلامية (المترجم) – ولكن فيما يتعلق بالعلوم النظرية فالحضارة الاسلامية عانت ما يسميه الأب ستانلي ياكي بولادة جنين ميت!.
واليوم فان الحضارة الاسلامية في تخلف مستمر. لماذا؟ سبب واحد وهو عدم القابلية على النظر للكون بأنه كون منتظم. لماذا؟ لأن الحضارة الاسلامية لا تعترف بوجود هكذا شي. فاذا قلت بأن الكون يسير وفق نُظُم وقوانين معينة يجب مراعاتها فهذا يعتبر اهانة لله حسب وجهة نظرهم فالله يتصرف كما يشاء وكيفنا يحلو له، فالقوانين التي تستنبطها الحضارة الغربية يمكن ان يقال عنها في الحضارة الاسلامية بأنها احد تصرفات الله المعتادة ويمكن لهذا الاله أن يغيرها متى ما شاء وكيف ما شاء، فنرجع الى فكرة ان الكون فوضوي ولا يتبع قوانين محددة.
الحقيقة ان كتباً عديدة يتم كتابتها اليوم في أوساط المؤرخين وخاصة المختصين بتاريخ العلوم تثبت بما لا يقبل الشك بان الكنيسة كان لها ولو دور بسيط في اغناء العلوم على عكس النظرة الخاطئة عن الكنيسة بكونها معرقلة ومضطهدة للعلوم. ومع ذلك فانه من الصعب جداً ان تجد هذه الكتب طريقها للقارئ العادي وعامة الشعب.
واليوم لو قررت بأن تأخذ كورس في تاريخ العلوم في احدى الجامعات المختصة بذلك وقلت بأن الدين والعلم متناقضان فسيتم اعتبارك طالب في مرحلة رابع ابتدائي لأن لا أحد الآن يمكن اعتباره أكاديمي في حقل تاريخ العلوم ويقبل بهذه الخرافة.

مدرسة شارتر العظيمة في القرون الوسطى
في مدرسة كاتدرائية شارتر في فرنسا كان هناك الكثير من الاسهاب والتوسيع في الأية النجيلية في سفر الحكمة 11 : 20. ولكن لنوضح أولا ما معنى مدرسة كاتدرائية.
الامبراطور شارل العظيم الامبراطور الروماني على الغرب (768 – 814) قرر بأن يكون هناك مدرسة ملحقة لكل كاتدرائية، وفي كاتدرائية شارتر فصّلوا في هذه الآية ليتوصلوا الى نتيجة واحدة وهي ان الكون يجب ان يتم دراسته وفق قوانين الرياضيات وكان ذلك في قمة عطائها خلال القرن الثاني عشر.
بالاظافة الى هذه الحقيقة – حقيقة ان الاساتذة والدارسين  في مدرسة شارتر قد كوّنوا هذه الفكرة القائلة بالكون المنتظم وان الله خلق القوانين الطبيعية لتحكم سريانه بشكل دقيق ومرتب – فانهم أيضا ساهموا بشكل أساسي في استعمال المنطق البشري الطبيعي لتفسير الظواهر المحيطة، فاذا ما استنفذت كل التفسيرات المنطقية الطبيعية لأي ظاهرة أو حدث، حينئذ فقط يمكننا القول باننا أمام معجزة أو ظاهرة خارقة للطبيعة أو فوق الأدراك فالعلماء في شارتر كانوا مقتنعين بأن الله قد أعطانا المنطق والعقل لسبب وجيه، ونحن لسنا حيوانات لأننا نستطيع استنتاج الفعل وأسبابه واللا لماذا يعطينا الله هبة العقل اذا لم تكن للاستعمال.
فعلى سبيل المثال هذه أقوال أحد العلماء في شارتر يقول: نحن نحسب كبشر فقط من خلال المنطق، واذا ادرنا ظهرنا للجمال الخلاب العقلاني الذي يتمتع به كوننا فاننا نستحق أن نطرد منه كما يطرد الضيف الذي لا يقدر البيت الذي استقبله."
هذا عكس ما تعلمناه نحن كعامة الشعب حيث قيل لنا بان الكنيسة لا تعترف بالمنطق لأنه شي زائف ويجب احتقاره، والتاريخ يثبت لنا العكس فهذه المدرسة الكاثوليكية التي كانت من أرقى المدارس العلمية في القرون الوسطى تعلمنا باننا اذا أردنا أن نفهم الكون الذي نعيش فيه فيجب أن نستعمل منطقنا الطبيعي البشري بطرق علمية بحتة.
اذن فمدرسة شارتر ركزت على فهم الكون من خلال قوانين الرياضيات الفيزياء وكانت هذه الفكرة متشعبة في أذهان العلماء في كل الفترات التي تلتها. حتى عندما جاء الفيزيائي والرياضياتي العظيم اسحق نيوتن بمعادلته البسيطة الرائعة لتفسير حركة الأجرام السماوية فالكل قد أدرك عظمة تأثير هذه المعادلة على العلم. هؤلاء العلماء الذين لطالما أيقنوا بان الكون يجب ان يدرس من خلال قوانين الرياضيات، اذن فـ (السير اسحق نيوتن) قد أوصل مهمة علماء شارتر الى ثمارها المرجوة فقد استطاع أن يختزل كل حركة الأجرام باختلافاتها وتنوعها الى معادلة بسيطة واحدة أنيقة وممتازة.
المعضلة الثانية التي قامت بحلها مدرسة شارتر الكاتدرائية في فرنسا هي ان العالم القديم الأغريقي أو الروماني كان يعتقد بان القوانين التي تتحكم الأرض هي غيرها التي تتحكم بالأجرام السماوية لأن الاعتقاد السائد كان حينها بان الجسم الجماد يجب أن يكون في حالة السكون اللا اذا كان هناك عامل خارجي يدفعها للحركة حتى وصل الاعتقاد بأن هذه الكواكب التي تتحرك لابد من ان لها أرواحا او ربما هي من طبيعة الهية بحيث يمكنها ان تتحرك من تلقاء نفسها بدون اي قوة خارجية منظورة أو انها مكونة من مواد غير التي موجودة على الأرض، الى أن جاء العالم تيري من شارتر وقال بأن القوانين التي تتحكم بالأرض وباقي الأجرام السماوية هي نفسها ولكنه لم يستطع ادراجها في معادلة واحدة لتفسير حركتها كما فعل نيوتن من بعده ولكن مجرد استنتاجه بوجوب تطبيق نفس القوانين الطبيعية على الأرض والباقي الكواكب وبأن باقي الأجرام السماوية في الفضاء هي مكونة من نفس المواد الجامدة التي موجودة على أرضنا فهذه مساهمة ليست بصغيرة في ذلك الوقت. بل مهدت الطريق للعلم الحديث من خلال هذه الفكرة الجوهرية.

العالم تيري من مدرسة شارتر
توماس كولدستين هو مؤرخ معاصر يقول في احدى كتبه بأن مجموعة من العلماء في مدرسة شارتر الكاتدرائية قاموا خلال 15 الى 20 سنة في أواسط القرن الثاني عشر الميلادي بأخذ كل الخطوات الأساسية لنشوء العلم الحديث. واضاف بأن يوما ما سيأتي ليعترف العالَم بدور العالم تيري من شارتر كونه أحد أعظم مؤسسي العلم الحديث. هل تصدق بأن مؤرخا معاصرا يكتب ذلك؟ بأن يتوغل في العصور الوسطى ليأتي على ذكر شخص غير معروف لعامة الناس ويقول بأنه أحد مؤسسي العلم الحديث؟ مع ذلك فان هذا التوجه وهذا النمط من الدراسات أصبح شيئاً طبيعياً ومقبولاً في أوساط ذوي الاختصاص.
نعم هناك من يكتب من العلماء الملحدين ضد الكنيسة ويصفها بالمعادية للتطور والعلم وغير ذلك من الاتهامات الباطلة، ولكن فيما يتعلق بالمختصين بتاريخ العلوم والعلماء فهناك المزيد والمزيد من الكتب بالمقابل تنشر، وكلها تصب في مصلحة الكنيسة ودورها الرائد في نشوء وتطور العلم الحديث.
ولكن السر هو كيف يمكننا ان نجعل هذه المنشورات والدراسات والكتب في متناول عامة الشعب؟ انها مسئوليتنا نحن المسيحيين وبالأخص الكاثوليك لكي نقوم بنشر هذه الحقائق لأن وكما قلت في السابق فلا أحد سيفعل ذلك بدلا عنا.

كل هذا ونحن لم نرَ بعد اللا قمة جبل الجليد الذي سنكشف حجمه الهائل في المقالة القادمة، كل ما تحدثنا به اليوم هو عبارة عن أشياء نظرية عن تنظيم الكون واستخدام المنطق والرياضيات في فهم الكون وغير ذلك... في المقالة القادمة سنغوص في الأعماق وسنعرف كم كاهنا كان في مصاف العلماء البارزين؟ بالتاكيد هناك الكثير من المسيحيين وخاصة الكاثوليك الذين صادف أن يكونوا علماء أيضا ولكن اذا عرفنا بان كهنة مرسومين بالرسم المقدس ويمارسون العلم من أعلى مراتبه ويتم شكرهم من قبل البابا نفسه على عملهم وبحوثاتهم عندئذ نستطيع ان نقول بان الكنيسة لم تكن يوما من الأيام معادية للعلم والعلماء.



*هذه السلسلة من المقالات مأخوذة ومترجمة – بتصرف من كاتب هذه الأسطر – من كتاب للبروفيسور والمؤرخ المعاصر توماس وودز وعنوانه:
كيف بنت الكنيسة الكاثوليكية الحضارة الغربية
How The Catholic Church built Western Civilization
وكذلك مأخوذة من برنامج كان قد عرض على شبكة EWTN الكاثوليكية العالمية للبروفيسور نفسه قبل عدة سنوات عن نفس الموضوع، حيث قمت بتسجيلها في ارشيفي الخاص وأرتأيت بأن أترجمها وأنشرها للمصلحة العامة... فقد آن أوانها.


غير متصل فريد وردة

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 515
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
 
 المحترم  كاثوليك

 شكرا  .  لجهودك المتميزة في أغناء مواقع شعبنا بالحقائق المغيبة عمدا عن دور الكنيسة الواضح في مسيرة التطور وألابداع الذي شهدتها  العصور والحضارات المتعاقبة .

 وأسمح لي بهذه ألاضافة البسيطة والمهمة عن موضوع  ومصطلح الحضارات  الذي ورد  في مقالك الموسوم  .
 
 من المعروف والبديهي عندما نتكلم عن أي حضارة قديمة وعند دراستها والتعمق بها نلاحظ أنها كانت مركز ومصدر أشعاع وتأثير  للمناطق المجاورة لها ومنها مثلا الحضارة الفرعونية والتي هي شاخصة الى يومنا هذا وكذلك السومرية والبابلية ودور بابل وتأثيرها وكذلك الحضارة ألاغريقية والحضارة الرومانية عندما كانت كل الطرق تؤدي الى روما . وكذلك الصين والمكسيك قديما  في كل هذه الحضارات القديمة هنالك أثار وبراهين تثبت على أنها مركز أشعاع أثرت وأغنت البشرية على مر القرون .

لذلك من غير المعقول والمنطقي أن يطلق ويعمم مصطلح [ الحضارة ] خطأ أو تعمدا  على أحدى الفترات والحقب التاريخية ؟ و الدليل هو لو رجعت الى جذور ومركز هذه  الحضارة المزعومة ؟ لا تجد أي أثر أو موقع أو برهان يعطيك أنطباع أنه كان هنا حضارة  وحسب نظرية [ فاقد الشئ لا يعطيه ] تستطيع وببساطة أن تعرف مدى التزوير والكذب الذي حصل . وبنفس الوقت يستطيع القارئ العزيز أن يتفهم ويستوعب سلسلة المقالات التي حضرتك باشر بكتابتها من أجل كشف الحقائق وبالحجج والبراهين . مع خالص شكري وتقديري 





غير متصل عبدالاحـد قلو

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1595
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ الكاثوليكي.. بعد التحية
نعم ان كل شيء في الكون فهو منظم ومرتب وذلك من حركة النجوم والكواكب وبموجب توقيتات زمنية تدور في محورها وعلى نفسها ولكل منها ايضا، والتي اصبحت معروفة للعلماء والتي كان للكنيسة دور توافقي في ذلك ومن خلال بعض الايات من الانجيل ومنها الآية التي أشرت اليها من سفر الحكمة والتي تقول بأن الله قد رتب كل شي بمقدار وعدد ووزن. (11/20) سفر الحكمة.
وبمعنى فهنالك ثوابت في الكون، وان الله تعالى يتصرف وفق هذا التنظيم وليس بفوضى وعبثية تخالف نظمه وكما يعتقد البعض، لأنه بمعنى ذلك سيكون هذا الكون موجودا بالصدفة التي اوجدته فهي يمكن ان تهدمه ايضا ان كان الامر عبثي. صحيح  فان الله قادر على كل شيء وحسب ايماننا، ولكن ما لا يخالف ما هو مرتب في هذا الكون وهو الحكيم العليم.
ولذلك فالطريقة التي وضعتها الكنيسة من ايام الأمبراطور الروماني شارتر بوضعه المدارس بأن تكون مرافقة لكل كاتدرائية والمستمرة الى ايامنا هذه في دول العالم المتقدمة، فقد كانت بالاساسيات لنهضة الثورة الصناعية التي حدثت في اوربا في القرون الثلاثة الاخيرة، ولم تأتي تلك التطورات والاكتشافات الحاصلة فيها اعجازا او اعتباطا.
ولذلك فنحن مستمرين معك في متابعة هذه الحلقات وكنت اتمنى ان تعممها للمواقع الألكترونية الاخرى لكي تعم الفائدة بصورة اكثر والرب يوفقك وشكرا

عبدالاحد قلو

غير متصل ATHEER SHAMAON

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 101
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ catholic
شكرا على جهودك القيمة في ترجمة هذا الموضوع المفيد.
ارغب ان اضيف الى مسئلة الوحي الذي يحتويه الكتاب المقدس للعلماء اية اخرى من سفر الحكمة والتي برئيي المتواضع هي اثبات لنظرية  Higgs particle او God partical والتي اثبت وجود هذا الجسيم مؤخرا , والاية التي تخص هذه النظرية هي الاية 1:7 (( إن روح الرب يملأ العالم،والذي به يتمسك كل شيء،له علم بكل كلمة.)).
فان سفر الحكمة قد كشف لنا  ان روح الرب يملاء العالم وبواسطة روح الرب يتماسك كل شئ, وحديثا كشف العلماء عن اثبات لنظرية كانت قد تنبات عن وجود جسيم محدد ذو خاصية مميزة , من خلاله تتماسك بقية الجسيمات والتي هي من دون ذلك الجسيم تكون في حالة فوضى واصطدام ازلي.
ان صح التعبير فان في الجانب الروحي هناك ما يوازيه في الجانب المادي.

غير متصل Catholic

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 200
  • St. Peter's Church, the mother of All churches
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأخ العزيز والمحترم فريد وردة، تحية طيبة...

انه لمن الممتع أن يستمر التواصل بيننا لأغناء المقالة والمواضيع المطروحة بما فيه خير الجميع.

أشكرك مرة اخرى على تعليقك عن موضوع مصطلح (الحضارة) والتزوير الذي حصل في فترة من الفترات من قبل جماعات معروفة لأغراض سياسية ودنيوية وكسب مصالح على حساب الغير الأصلاء الذين كانوا هم أساس كل ما بني من بعدهم ولكن استعمل من أجل زوالهم واضعافهم وتحجيم دورهم الفعال ولا يزال.

هنا لا بد لي أن أسبق الأحداث وآتي بمقولة للمؤرخ الكبير والمعروف وول ديورانت، حيث كنت أريد أن انزلها في المقالات القادمة لكن حان وقتها الآن... ماذا كتب وول ديورانت عن فترة العصور الوسطى؟ علماً بأنه بالاضافة الى شهرته الواسعة وقدرته العظيمة على الكتابة وسعة علمه، فهو كان غنوصياً (يؤمن بالفلسفة الغنوصية) أي ان آخر ما يهمه في هذا الأمر هو الدفاع عن الكنيسة الكاثوليكية، حتى انه كان قاسياً معادياُ للكنيسة في بعض المرات، ولكنه مع ذلك فقد علم انه من غير العدل والانصاف أن نلقي باللوم على الكنيسة الكاثوليكية في كل الأخطاء والجهل الذي كان موجوداً في تلك الفترة، فقد قال ان السبب الأساسي في التقهقر لم يكن له علاقة بالكنيسة ولكن بالبربرية المنتشرة آنذاك، ليس الدين ولكن الحروب، ثم أضاف بأن الدمار كان من الممكن أن يكون أسوأ ما لم تحافظ الكنيسة على بعض النظام في حضارة متفتتة وقد فعلت الكنيسة كل ما تستطيع القيام به.

سنأتي على تفاصيل هذه المقالة في وقت لاحق بمشيئة الرب.

تقبل خالص تحياتي وشكري


الأخ العزيز والمحترم عبد الأحد قلو، تحية طيبة...

بالنسبة لاقتراحك بأن أنشر هذه المقالات في مواقع شعبنا الأخرى، فان هذا هو ما أتمناه فعلاً أن يكون باستطاعتي نشر هذه الحقائق والمقالات في كل مواقع شعبنا من أجل أن نبني أنفسنا أولا ونتسلح بالعلم والمعرفة ومن ثم نعكس ذلك في حياتنا اليومية كل حسب وزناته، فالتبشير أو الأنجلة الجديدة التي دعا اليها قداسة البابا المستقيل بندكتوس السادس عشر قبل استقالته تقتضي منا العمل على أنفسنا أولا أي تبشير أنفسنا ومحاولة تقويم مسيرتنا الشخصية مع الخالق ومن ثم مع اخوتنا البشر وكما قلت كل حسب اختصاصه.

المشكلة التي تواجهني حالياً هي كوني لا أعرف عن مواقع شعبنا غير موقع عنكاوا كوم المحترم الذي اسمع تقارير اعلامية عنه كونه أحد أكثر المواقع العربية تصفحاً وقراءة من قبل الناس ان لم أكن مخطئاً، ومع ذلك فأرجو منك ومن القراء الأعزاء أن ترفدوني بعناوين هذه المواقع لكي يتسنى لي نشر هذه المقالات فيها بالمستقبل القريب بمشيئة الرب.

ولكنني أيضاً ادعوك وأدعو كل القراء الى أن ينشروا روابط هذه المقالات وعناوينها في أي موقع يرونه مناسباً وأنا بدوري سأكون شاكراً لهم فضلهم هذا كوني وكما أوضحت في السابق لا أملك الوقت الكافي لعمل ذلك فوقتي بالكاد يكفيني لتكملة مشواري العلمي والخدمي. كما وأشجعكم حتى على عدم الاشارة الي أنا شخصياً، والحقيقة فان أحد أهم أسباب عدم كتابة أسمي الصريح في الموقع الى جانب أسباب أخرى لا أريد الأطالة في ذكرها، هو لأنني لا أريد الشهرة من خلال كتابة مقالات ولكن الهدف الوحيد من كل ذلك كما أسلفت القول هو لمجد الرب يسوع واعلاء أسمه المجيد في كنيسته الجامعة التي أسسها بنفسه وأعطى مفاتيحها لبطرس ومن خلاله لباقي الرسل ليرعوا شعب الله بكل ما عطاهم الله من نعمة وايمان. ولهذا فأنني أرجو من كل القراء المضي بأخذ كل المقالات ونشرها حتى بأسمائهم الصريحة لأننا (مجاناً أخذنا فمجاناً نعطي) فما نحن اللا وعاء وهيكل يستخدمه الله لخلاص النفوس بالعلم والمعرفة الحقة وليس المزيفة، والهدف واحد وهو تبيان حقيقة تاريخ كنيسة يسوع المسيح من 2000 سنة ولحد الآن... والمقالات الآتية ستكشف جبل الجليد كله الذي لم نكشف اللا قمته الصغيرة بعد.

مع شكري وامتناني الكبيرين لك


الأخ المحترم ATHEER SHAMAON، تحية طيبة...

اشكرك على هذه المداخلة وأتمنى أن يحذو باقي القراء حذوك ويرفدوننا بمعلوماتهم القيمة حول هذه المواضيع لاغناء المقالة ولتعم الفائدة للجميع... فهذا مبتغانا جميعاً.

تقبل خالص تحياتي

غير متصل عبدالاحـد قلو

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1595
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ان المواقع الاخرى لاتقبل بان تقتبس او تستنسخ من مواقع اخرى لنشرها لديهم لوجود تقييم كوكلي بالموضوع وبالتالي فهي مطلوبة ان ترسل من صاحب المقال وهي من السهولة فقط يتطلب ذلك اضافة اسماء مواقعهم في مكان الارسال وكما نفعل نحن ايضا بارسال مقالاتنا الى اكثر من موقع.
 ومن تلك المواقع المطلوب نشر مقالاتك هذه ومنها:

    
kaldaya.net  mangish.com  batnayatv.net      alqosh.net

غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net
الأخ المحترم catholic
قرأت مقالك الذي يحتوي على الكثير من الحقائق التي توضح للأخوة القراء دور الكنيسة الكاثوليكية في دعم العلم ونشر الثقافة في العالم الغربي . وعلاقة الله وحكمته في قيادة العالم . ليست الآية 20:11 من سفر الحكمة فقط توضح لنا دور الله وحكمته على العالم بل الكتاب ملىء بتفاصيل واضحة لحكم الله على العالم فنقرأ من الآية الأولى في الكتاب المقدس والتي تقول : (في البدء خلق الله السموات والأرض ، وأذ كانت الأرض مشوشة ومقفرة وتكتنف الظلمة وجه الأرض ، وأذ كان روح الله يرفرف على سطح المياه ) فالمقطع الأخير روح الله يرفرف يشبهه علماء الكتاب المقدس بأن الله كان يحتضن الأرض . وتفسير كلمة يرفرف جاء من اللغة اليونانية الأصلية للنص والتي تعني يحتضن ، أي أن روح الله كان يحتضن كل الأرض المقفرة ويسيطر عليها كما تحتضن الدجاجة البيض الى حين أن تخرج منها الحياة . ولكي نعرف بأن الكون المخلوق والذي نحن جزء منه  يدور حول نفسه بسرعة هائلة تقدر 784الف كم في الساعة الواحدة . ورغم هذه السرعة فأن مجموعة كواكب مجرتنا يلزمها 200 مليون سنة حسب تقديرات العلماء لتدور حول نفسها دورة واحدة .وهناك اكثر من مليون مجرة شبيهة بمجرتنا . وهناك ملايين النجوم الدوارة تسير بنظام ودقة متناهية حول بعضها دون ان تصطدم . قال عالم ورائد روسي عندما مكث شهور في الفضاء يراقب حركة ملايين النجوم بأنه لا بد من وجود يد خفية تسيطر على مدار هذا الكون لكي يسير بهذا النظام ، وكان المقصود هو الله . كل شىء في العالم موزون نعم وتحت سيطرة الله ، كما قال يسوع المسيح ( .. بل أن شعر رؤوسكم كله معدود .. ) "لو 7:12" هكذا الكون كله معدود وموزون عند الله
أما عن موضوع الحكمة فالكلام عنها كثير جداً ، أختصره
أن حكمة الله هي فوق حكمة العالم التي ستبيد ( 1كو 19:1) . قال الرسول بولس ( أن حكمة العالم هي جهالة عند الله ) ( 1كو 19:3) وسماها حكمة الناس أو حكمة هذا الدهر ( 1كو 6:2)
لأجل معرفة حكمة الله على حكمة البشر ، فأن الله تحدى حكمة العالم بأختياره جهال العالم ( رسل المسيح الغير متعلمين ) ليخزي بهم فلاسفة وحكماء هذا العالم ( طالع 1كو 27:1) . أما الرسول يعقوب فشرح لنا تفاصيل حكمة الله ( طالع 17:3) كما أن حكمة العالم تحتوي على مكر وخداع وقد يتدخل الشيطان فيها ، كخداعه لأمنا حواء وتجاربه الفاشلة بحكمة مع المسيح
نعم الكنيسة الكاثوليكية هي التي نورت الغرب وما تزال أفضل المدارس التعليمية في أوربا وأميركا وأستراليا هي المدارس الكاثوليكية . قال أحد أثرياء نيويورك الملحد عند زيارته لأحدى مجمعات الكاثوليكية ، أن المدارس الكاثوليكية هي التي زرعت الثقافة في الغرب وتبرع بملايين الدولارات لدعمها .

أما عن شهادة القديسين في عناية الله الصارخة في الكون ، فنذكر شهادة القديس يوحنا ذهبي الفم ، فقال :
أن كنت تشك في عناية الله ، سل الأرض والسماء والشمس . سل الكائنات غير العاقلة والزروع ... سل الصخور والجبال والكثبان الرملية والتلال . سل الليل والنهار ؛  فأن عناية الله أوضح من الشمس وأشعتها ، في كل مكان : في البراري والمدن والمسكونة ، على الأرض وفي البحار ... أينما ذهبت تسمع شهادة بهناطقة ذه العناية الصارخة .
أكتفي بهذا القدر ، ونحن بأنتظار المزيد من المقالات المهمة يا أخ كاثوليك .والرب يباركك .

غير متصل Catholic

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 200
  • St. Peter's Church, the mother of All churches
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأخ وردااسحاق المحترم

أعتذر عن هذا الرد المتأخر، فأنا منشغل قليلاً هذه الفترة ولا أملك الوقت الكافي للكتابة بشكل عام وخاصة في المنتديات ولكن أرغب كثيراً في مشاركة القراء بكل ما هو خير الجميع ولتوسيع آفاق أفكارهم ومعتقداتهم للاطلاع على أحد أكبر الأجزاء المغيبة عن عامة الناس من تاريخ الكنيسة ودورها الأساسي في بناء الحضارة الغربية، ليتمكنوا بعد ذلك من اعادة التفكير في المعلومات التي تلقوها من المدارس والكليات والأعلام الموجه وتصحيح النظرة المغلوطة عن الكنيسة.

ان كل ما تفضلت به صحيح ولا يشوبه شائبة من حيث كمية الآيات الموجودة في الكتاب المقدس والتي يمكن اعتبارها حقائق علمية تاريخية وجغرافية يستند عليها الباحثون في بحوثهم، فالكتاب المقدس ليس كتب أساطير كما قلتُ سابقاً أو كتاب من نسج الخيال، ولكنه كتاب حقيقي ويحتوي على قصص واقعية وحقيقية مثبتة حدثت في مكان وزمان محددين.

لا شك ان آباء الكنيسة القديسين الذين صاغوا قانون الايمان The Creed، المعروف حالياً عند جميع الكنائس الكاثوليكية والارثوذكسية وحتى البروتستانتية، قد أدخلوا عبارة "... وصلب عوضنا في عهد بيلاطس البنطي..." لم يكن بدون سبب وجيه الا وهو تبيان الزمان الحقيقي لأحداث الصلب وهو زمن معروف ومدوَّن في التاريخ البشري.
ولكن بعد كل ذلك وكما ذكرت سابقا فاننا لسنا كاثوليك أو مسيحيين بشكل عام لأن الكنيسة هي من أرست قواعد العلم وساهمت في تطور الحضارة ولكننا مسيحيين لأننا نؤمن بقانون الايمان المسيحي، ولكن معرفة هذه الحقائق يجعلنا مسلحين بالمعرفة لتوضيح الحقائق التاريخية المغيبة عمداً أو جهلاً للكثير من الناس الذين يعتقدون وبشكل راسخ ببعض الخرافات عن الكنيسة كونها معادية للعلم، وأيضا هي فرصة لنا نحن المعمذين الملتزمين لكي نراجع معلوماتنا عن دور الكنيسة الكاثوليكية في بناء الحضارة فهذا يقوي ايماننا بالكنيسة التي هي عروس المسيح والمؤسسة الالهية التي تخدم البشرية جمعاء روحياً من خلال النعمة والأسرار ولكن أيضاً نتوقع منها ثماراً دنيوية من خلال بناء الحضارة الغربية المنتشرة في كل مكان.

شكرا لمرورك ولاضافتك الجميلة.
تقبل خالص تحياتي.