دعــاة الآشــورية بين ســندانة أحــلامهم ومطـرقة يونـادم كنــا ..
أصبـح من الواضح وبعـد مرور ( ١٠ ) سـنوات بأن عـراب الحركـة الآشـورية ( يونادم كنـا )
لايشـذ عن قـاعـدة الزعامات العـربيـة أو ذو صفة الزعامات الشـرقيـة والتي هي معـروفة للصغير
قبـل الكبيـر , على منوال ( يتمسكـن الى أن يتمكـن ) , حيث البراعة بأطـلاق الشعــارات المزيفة
والغير محققـة على أرض الواقـع أو الأستمـاتة لتكوين قضيــة من فراغ وبالتأكيـد بمساعدات
أجنبيـة خارجيــة والأهـداف بالنهايــة هي الوصول الى السلطـة والتشبـذ بهـا وما تجنيـه من فوائد
مادية ..
قـد تكـون الآشـورية كفكرة أجتذبت مؤيـدين لها من الناس البسطــاء والذين لامصلحــة لهم سوى
أن يعيشـون بكرامة تحت أسـم يرمـز لهـم وبالتأكيد هناك من عمـل لأجلهــا بدافع الأيمان بها ولكـن هذه الفكـرة وللأســف تم طبخهـا داخل دوائر الأمنية الأجنبيــة ككـل الحركـات السياسيـة والثورية
والتي تزاحمـت بها مناطقنا الشـرق أوسطيــة وتم أستغـلالهـا بشكـل بشــع كما هو معـروف حيث
راح ضحيتهــا الآلاف من المسيحييـن وليس فقط أصحـاب هذه الفكــرة , فالنسبـة العظمـى من
هؤلاء الضحايـا كانوا من الكـلدان والسـريان والأرمـن ..
اليوم وبعـد أن زال القمع والأضطهــاد عن أصحـاب هـذه الفكـرة وأصبحـوا يمتلكون من القدرات
السياسيــة والمـادية وأصبحـوا متواجدين على سـاحـة الواقع , لمـاذا لانجـد لحـد هـذه اللحظـة
ولو شبـه أنجـاز لما يدعــون به فكل العوامل المسـاعدة متوفرة لهــم ( أن صح التعبيــر ) ..!؟
فكل الذي تم تحقيقـه هو السلطويـة الفرديــة والديكتاتوريـة بأتخــاذ القرارات وبدأوا يسيرون على
نفس المنهاج المعهــود وهو أزاحـة كل مايعارض أفكارهم ومشاريعهـم السياسيـة والماديـــة ...
فالسيد ( كنـا ) والحقيقـة تقـال هو ســياسي بارع , والذين أوصلوا ( كنـا ) لما هو عليـه الآن يعلمون
ذلك تماماً , فالسـيد ( كنـا ) يحترف اللعـب علـى كل الحبــال .. فهو يقود حركة الزوعـا وينادي
بمبادئهــا ..! ولكـنـه بعيــد كل البعـد عن التطبيــق , فهو يعي تماماً بأن ماينــادي به وتابعيـه تبقى
مجـرد أحــلام وبل كوابيــس للذين يعينوه ماديــاً ويوفرون الظروف لبقائه .
فالسيد ( كنـا ) لم يعد يرضى باللبـاس الآشــوري القديم والذي لم يعد يسعــه حيث الهدف هو ليــس
قضيتـه وأتباعـه , بل يتعـدى ذلك بكثيــر وبما الأتجاهات الســياسيـة للمنطقــة غير مستقــرة
فالســيد ( كنــا ) يحاول تأميــن نفســه ( ضمــان ) ببقــائه على رأس حــركتــه ( زوعــا ) بكل
السبل الممكنـة والغيــر ممكنــة وأزاحـة كل من يخالفـه وتقـريب كل من يحــالفـه .
فدعات الآشورية أصبحـوا بعهـدة ( كنــا ) فهو الوحيــد القادر على رفعهــم الى أعالي الفضــاء
أو أنزالهــم باطـن الأرض .
