إلى كنيسة المشرق الأشورية بشقيها الحديث والقديم – سوركاذا حدّثا وسوركاذا عتيقا
ليون برخو
جامعة يونشوبنك
السويديكرر البعض في تعليقاتهم عبارة لي وردت في مقال نشرته في هذا الموقع قبل أكثر من أربع سنوات تحت عنوان: "أبرشية كلدانية تكمم افواه معارضيها من الكلدان" (رابط 1).
والمقال كان ضمن باكورة كتاباتي في مواقع شعبنا والتي بدأتها بإنتقاد المؤسسة الكنسية وعدم جواز ربط الأمور الأرضية من مالية وتنظيمية وإدارية أي المؤسساتية – برسالتها السماوية – أي ما يطلبه منا الإنجيل.
وأظن ان هذه الكتابات كان لها أثر بالغ في صفوف شعبنا وأتت الأيام والأحداث كي تبرهن على صحة وجهة نظري القائلة ان المؤسساتية عدوة للكنيسة كرسالة سماء لأن الكثير من النصوص في الإنجيل ذاته ما هي إلا حرب على المؤسساتية الدينية وإن وضعناها جانبا لربما شكلت من حيث عدد كلماتها أكبر نسبة من النصوص المقدسة عند مقارنتها لما يتطرق إليه الكتاب من مفاهيم وممارسات أخرى.
والعبارة التي أنا بصددها وردت ضمن جملة واحدة من مقال مطول والتي يتم إقتباسها من قبل البعض لغاية في نفس يعقوب خارج سياقها وكذلك خارج الجملة والفقرة التي وردت فيها والمغزى العام للمقال برمته الذي هو ضمن سياق إنتقاد لتكميم الأفواه وتكفير الأخرمن قبل هذه الأبرشية وموقعها الإعلامي الرسمي.
الجملة وردت كالأتي:
"هل تريدنا هذه الأبرشية ان نتغنّى في كنائسنا بنركال، الصنم الأصم الذي كان الكلدانيون القدامى يسجدون له كما يتغنّى إخوتنا الأشوريون في كنائسهم بأشور، الصنم الأصم الذي كان الأشوريون القدامى يسجدون له. ماذا حلّ بنا يا ترى."
الإشارة في العبارة اعلاه كانت إلى نشيد حديث يرد فيه ذكر كلمة اشور أي ليس ابدا إلى رسالة السماء التي تحملها هذه الكنيسة المقدسة الرسولية الجامعة وليس إلى ليتورجيتها التي هي ليتورجيتي وليتورجيتنا كلنا ولا إلى ممارساتها الطقسية وعباداتها التي هي ممارساتي وممارساتنا كلنا كأبناء وبنات لكنيسة المشرق المجيدة.
وكوني وحدوي الهوى كنت ولا زلت أتمنى من كل قلبي ان تتخلص كنائسنا من الإضافات التي ألحقت بها وتعيد إسمها التاريخي التليد والمجيد الا وهو "كنيسة المشرق." وكلنا أمل أننا مقبلون على هذا بعون الله.
وهأنذا اقدم أعتذاري وأسفي من أعماق القلب إن ظن بعض الأخوة من ابناء شعبنا الواحد لا سيما من أشقائنا الأشوريين انها مسيئة إلى معتقدهم ومذهبهم الذي هو بمثابة معتقدي ومذهبي أيضا لأنني كما معروف عني وحدوي الهوى ولا أميز بين تسميات ومذاهب شعبنا وأرى كنائسه كلها مقدسة رسولية جامعة.
كيف لي ان أسيء إلى أي كنيسة كرسالة سماء وكيف لي ان أسيء إلى كنيستي المشرقية المجيدة المقدسة الرسولية الجامعة وانا لا فخر لي بعد الصليب غير هذه الكنيسة بأدابها وتراثها وفنونها وموسيقاها ولاهوتها وأعلامها وقديسيها وملافنتها ولغتها لأن دونهم لا وجود لي كهوية وكمسيحي مشرقي.
يتصيد البعض في المياه العكرة وانا شفاف في علاقاتي مع شعبنا وكنائسه. يحاول البعض رمي حجر في كل بركة وبحيرة صافية متمثلة بكتّاب ومثقفي شعبنا من الوحدويين الذين يتسامون في خطابهم على مهاترات التسمية والمذهبية ظنا منهم أنه بإستطاعتهم تعكيرها.
وكي أؤكد أنني لم أقصد الإساءة إلى إخوة وأشقاء لنا بقيوا على مذهب الأجداد السليم والقويم والمقدس والرسولي فإنني أرتاد كنيسة المشرق بفرعيها أحيانا كثيرة وأصلي مع إخوتي وأشارك في الليتورجيا والأداب الكنسية المشرقية التي لا يزالون يمارسونها يوميا ويدرّسونها ولغتها بكثافة وبنوا المدارس والكليات في المهجر لمنع موتها وإندثارها ويحافظون على نقاوتها وأصالتها ويرفضون إقحام الأجنبي والدخيل فيها – ونِعْمَ ما يفعلون لأنهم بذلك يدافعون عن هويتنا الكنسية المشرقية وهويتنا القومية من خلال الحفاظ على لغتنا الجميلة.
انا لا أمس اي كنيسة كرسالة سماء. ولهذا كنيسة المشرق الأشورية مقدسة رسولية جامعة ليس في نظري بل في نظر كل مثقف وقارىء ولاهوتي ومفكر نزيه للتاريخ والإيمان والعقيدة المسيحية شأنها شأن أي كنيسة اخرى، وكرسيها هو سليل كرسي اجدادي في قطيسفون كما هو شأن كرسي كنيستي المشرقية الكلدانية المقدسة الرسولية الجامعة.
وأنا اقدم هذا التوضيح وهذا الإعتذار اؤكد أنني لا أرجو منه ومن ورائه أي كلمة ثناء من أحد ولا غاية لي منه غير توضيح موقف لي من عبارة أسيء إستخدامها من قبل البعض لغايات غير نزيهة وغير شريفة ولا علاقة لها بالكنيسة كرسالة سماء. وهذا البعض غايته لا تنطلق من روح إنجيلية عند ترديده الفاظ محددة بصورة متكررة ومملة.
ولا يظن البعض هذا ان تعليقا هنا او تعليقا هناك مهما كان كنهه سيثنيني عن المسار الذي أنا عليه والذي، حسب ظني، بدأ الكثير من أبناء شعبنا التفاعل معه وبقوة. ولا يظن أحد أنني سأغير بوصلة كتاباتي ومواقفي الفكرية من خلال تعليق مسيء هنا او هناك. لو فعل كل كاتب ذو فكر مستقل هذا لخلت الدنيا من المفكرين والعلماء والفلاسفة. أغير قناعاتي فقط من خلال الحوار الهادىء المعمق والحجة المستندة إلى التجربة العملية والمنطق الإنساني السليم والمقاربة والمقارنة الصحيحة.
كتبت التوضيح كي القي مزيدا من الضوء على موقفي الوحدوي المستند إلى إرث وتراث وفنون وأداب وليتورجيا وطقس ولغة وفكر وفلسفة ولاهوت كنيستنا المشرقية المجيدة بأضلاعها الثلاثة والتي تشكل ثالوثا مقدسا بأضلاع ثلاثة متساوية القداسة في الأرض وفي السماء لا يجوز ولا يمكن فصله او إنفصامه وهي: كنيسة المشرق الكلدانية وكنيسة المشرق الأشورية والكنيسة الشرقية القديمة.
وتحياتي إلى كل ابناء شعبنا الواحد بأسمائهم ومذاهبهم المختلفة الذين لم ولن تنطلي عليهم ألاعيب البعض ولم يعد أغلبهم يؤيد اي إنفصالي او إنقسامي او مذهبي او طائفي من أية تسمية او مذهب كان بل يرون اننا بوتقة إنصهرت فيها تسمياتتا ومذاهبنا – إنصهرت في لغتنا الجملية بما تحمله من إرث وتراث وأداب وليتورجيا وفنون وطقوس وثقافة نشترك فيها جميعنا بالتساوي – وأي كنيسة اليوم هي أقرب إلى المقومات الأساسية لهويتنا الكنسية المشرقية لغة وطقسا وليتورجيا وأدبا وفنونا من كنيسة المشرق الاشورية بشقيها الحديث والقديم (سوركاذا حدّثا وسوركاذا عتيقا)؟
رابط 1
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=368114.0