المحرر موضوع: حركة تمرد العراقية  (زيارة 3039 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حيدر عبد الجبار حسن

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 10
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حركة تمرد العراقية
« في: 02:06 22/07/2013 »
حركة تمرد العراقية
نجحت حركة تمرد المصرية في حشد تأييد منقطع النظير وكان لتلك السيول البشرية أثر حاسم في تقرير مصير مصر والاطاحة بحكم فئة آثرت ان تستعمل الدين للوصول الى الحكم والبقاء فيه.
المهم في الامر ما مدى امكانية تكرار هذا الحدث ونجاحه في اماكن اخرى تشهد ظروفا مشابهة.
فالفئة الحاكمة في العراق(اعني مركز الثقل الاقوى في الحكم) هي مجموعة من الاحزاب الدينية التي اعتمدت على الدين للوصول الى الحكم وفي بقائها فيه ايضا باختلافات ليست كبيرة عن مصر . فلما استنفذت هذه الاحزاب حجة البقاء في الحكم على اساس ديني تحولت الى طريقة اخرى وهي طريقة الاستنفار الطائفي فبقاء هذه الاحزاب (من كلا لمذهبين) صار ضرورة دينية ففي خضم انعدام الامن وما صاحبها من اغتيالات وتفجيرات اصبحت طريقة الاستنفار الطائفي هي الاجدى في البقاء في السلطة اذ ان كل طرف يحاول ان التصوير انه الجهة التي ستقف في وجه المذهب الآخر واذن فلا بد من اختيار هؤلاء لانهم سيكونون حامي الحمى عن المذهب والدين وحتى استمرار الحياة والبقاء اذ بدونهم سيتمكن طرف من الانتصار على الاخر ومحوه من الوجود. تلك هي الفكرة التي يحاول ان يسوقها هؤلاء خصوصا الاحزاب الشيعية وطبعا لا تصرح تلك الاحزاب بذلك ولكنها تهيء الجو للاقتناع بهذا الامر , فجو عدم الامان والاقتتال الطائفي هو الافضل في هذه الحالة لتحقيق هذا الهدف ( وهذا يلقي ظلالا عظيمة من الشك عن دور تلك الاحزاب في مجمل حالة الانفلات الامني في العراق).
كل هذا والشعب مغيب او هو في حالة غيبوبة , هي غيبوبة عن الوعي لان كل تلك الاحزابب اثبتت ان لاهم لها الا السلطة. والحق ان الشعب يشعر بذلك ولكن ماذا يفعل اذ لا يوجد بديل له عن هؤلاء.
ولكن هل حقا لا يوجد بديل وسنرضى عندئذ بما هو موجود على سيئاته.
الا يمكن ان تتشكل حركة شعبية عراقية تتخذ اسم تمرد او اي اسم آخر تجمع التواقيع لادانة الوضع السياسي الراهن وتطالب بازالة كل هذه الاحزاب ( سنيها وشيعيها وكرديها) اذ اثبت الجميع فشلهم وان تنبثق من هذه الحركة قيادات وطنية لا حزبية لا طائفية لا دينية لا قومية همها الحقيقي خدمة الناس واحقاق الحق واقامة دولة الحرية والديمقراطية.
ان العراق بامس الحاجة الى مثل هذه الحركة وهذه الصحوة لكتابة دستور جديد خال من الالغام والمشاكل التي لا تحل والتعقيدات العويصة.
دستور يعطي لكل ذي حق حقه ويحاسب اللصوص والقتلة.
ان هذا الامر ممكن التحقيق وليس مستحيلا.
كل ما نحتاجه ان يقف الشعب الى جانب هؤلاء ولا يصدق اتهامات التخوين التي ستطلقها احزاب السوء تلك وان يخرج الجميع من صمتهم وخوفهم وطائفيتهم وان تقف معه المرجعيات الدينية ( بدلا من الحلول السلبية كالاعتكاف) جميعها.
عند ذاك لن يقف شيء امام سلطان الشعب الهادر وارادة الحياة وستكون هناك فرصة لاستعادة الكرامة وحق العراقيين في الحياة الحرة المرفهة بلا فساد ولا قتل ولا ارهاب.
هذه دعوة لكل من له ضمير : مستقبلنا يضيع وحقوقنا تهدر فمتى نحسم الامر ونرمي جميع هؤلاء الى مزبلة التاريخ واستبدالهم بآخرين يخافون على الوطن واهله.
 
haiderhasan@outlook.com