المحرر موضوع: )رسالة مفتوحة من نينوس آحو إلى أبرم شبيرا)  (زيارة 9668 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل آدم دانيال هومه

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 122
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
)رسالة مفتوحة من نينوس آحو إلى أبرم شبيرا)

                                                                                                             بقلم: آدم دانيال هومه.

   مساء البارحة، وفي الهزيع الأخير من الليل، وأنا بين اليقظة والحلم رأيت نينوس آحو مقبلا على جواده السماوي المطهّم. وهو يرتدي حلّة الملائكة، وفي يده صولجان الملوكية، وعلى جبينه وشم الإله آشور المتلألئ. ناولني الرسالة التالية وأوصاني أن أضع عليها اللمسات الأخيرة وأسلمها للمرسل إليه. ثم مضى من حيث أتى كلمح البصر.   
   الأخ أبرم شبيرا الموقر
   تحية آشورية صادقة.
   بداية لابد أن ألفت انتباهك إلى أن الكتابة رسالة مقدسة، ومسؤولية أخلاقية، وخاصة إذا كانت تمس حوادث ووقائع تاريخية أسدل الزمن عليها سدوله، ولم تدوّن من قبل أولئك الذين عايشوا تلك الوقائع والأحداث بحذافيرها، أو كانوا شهودا عيانا عليها.
   يبدو لي، من خلال تناولك للأحداث والتنظيمات السياسة الآشورية، بأنك لاتني تدلي بدلوك في كل بئر سحيقة ليس لها قرار. ولكن، للأسف الشديد، تستقي معلوماتك من مصادر مشكوك بأمرها أو مضللة تجعلك تحرث في الرمال المتحركة، ويشتط بك الخيال في متاهات الأوهام في كل موضوع تتناوله، وتوحي للقارئ البسيط بأن لك مساهمات فعالة في تأسيس جميع التنظيمات السياسية الآشورية في جميع أصقاع الأرض بما لك من ارتباطات صداقات وطيدة مع أغلب الكوادر القيادية لتلك التنظيمات على الرغم من أنك أعلنت، مرارا وتكرارا، بأنك لم تنتمِ إلى أي تنظيم سياسي، وغفلت أو تغافلت عن ذكر الأسباب والمسببات التي حالت دون ذلك رغم ما تبديه، في كتاباتك، من مشاعر قومية ووطنية عارمة وجياشة لحد الإفراط.
    يقول ريتشارد فينمان: (المهم هو أن تعطي كل المعلومات لتساعد الآخرين ليحكموا على القيمة التي قدمتها لهم وليس أن تقدم المعلومات التي تجعلهم يحكمون في اتجاه محدد).
   ففي جميع مقالاتك حول المنظمة الآشورية الديمقراطية، على سبيل المثال، تؤكد بيقين، وبشكل جازم بأنها قامت على أكتاف أبناء الكنيسة السريانية الأرثوذكسية كأنك كنت واحدا منهم وأنت الخبير النحرير الذي يكشف عوالم الغيب. وتضيف في مقالتك تحت عنوان: (الذكرى ألـ (56) لتأسيسها: القومية والطائفية في فكر المنظمة الأثورية الديموقراطية (مطكستا) قائلا:
   (فمطكستا ليست من بنات أفكار مؤسسيها ولا نتاج قرار أتخذ من قبلهم، بل تأسست فكريا قبل أن تتأسس تنظيمياً في الخامسة عشر من تموز عام 1957، فهي المحصلة الفكرية التاريخية لعقود طويلة من نضال الآشوريين وأفكار رواد الفكر القومي الآشوري وعبر سلسلة طويلة من النشاطات القومية تمتد من نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين مبتدئة بأسماء عظماء أمثال يوسف بيت هربوت (هو آشور يوسف دخربوت وليس بيت هربوت) وبرصوم بيرلي ونعوم فائق وفريد نزها وسنحاريب بالي وتنتهي عند حنا عبدلكي وشكري جرموكلي وغيرهم الذين أسسوا رسمياً هذه المنظمة).

   أقول لك بكل صدق وصراحة: هذه مجرد فذلكة إنشائية لاترتقي إلى مستوى التحليل السياسي الرصين، ومجرد هراء لاأساس له من الصحة على أرض الواقع. فأفيدك علما، ولعلك تُصاب إزاءها بإهباط فكري، بأن جميع مؤسسي المنظمة الآشورية الديمقراطية كانوا جميعا من أتباع الكنيسة الشرقية الآشورية باستثناء واحد منهم هو (سعيد رزق الله المعروف حاليا باسم سعيد قرياقس) كان من أتباع الكنيسة الكلدانية، وقد تتلمذ على يد الأب الآشوري المناضل (بولص بيداري) الذي كان، يومذاك، راعيا للكنيسة الكلدانية في القامشلي. وأؤكد لك بأن جميع اولئك المؤسسين الأوائل لم يعرفوا أو يتعرفوا على شكري جرموكلي أو حنا عبدلكي يومذاك، ولم يسمعوا باسم نعوم فائق أو غيره من أصحاب الأسماء المذكورة آنفا على الإطلاق مع تقديري واحترامي واعتزازي بجميعهم وتقديسي لعطاءاتهم القومية. ولكن الاسماء التي كانت تتردد على مسامعهم، حينذاك، كانت (الشهيد مار بنيامين، آغا بطرس، مار إيشاي شمعون، مالك ياقو، مالك لوكو، ومالك خوشابا ناهيك عن تغلات فلاسر، سركون، سنحاريب، أسرحدون، آشور بانيبال، ونبوخذنصّر). هؤلاء كانوا روادهم القوميين وقدوتهم في العمل القومي، إضافة إلى آبائهم الأبطال الميامين الذين دحروا الجيش العراقي على مشارف ديره بون ومرّغوا جباه وزراء الملك فيصل الأول وقادة جيشه في الوحل، وبعثوا الرعب في قلوبهم وأوصالهم. وكذلك كانت حافزهم القومي أمهاتهم اللبوءات اللواتي خرجن من جرن معمودية الدم إثر مذبحة سيميل الرهيبة وهن مفعمات بالمشاعر القومية الفطرية التي أرضعوها لأبنائهن ممزوجة بحليب الأمومة. وإليك اسماء مؤسسي المنظمة الحقيقيين، ولازال جميعهم أحياء يرزقون باستثناء المرحوم (جورج يونان) المسؤول والعقل المفكر الذي توفي إثر حادث مرور في لبنان عام 1967م. ويُشاع بأنه كان حادثا مدبّرا.
1.   جورج يونان. (كان موظفا في البنك العقاري)
2.   شليمون بريخا. (كان في الصف التاسع. حاليا في شيكاغو- الولايات المتحدة الأمريكية).
3.   سعيد رزق الله. (كان في الصف الثامن. حاليا في شيكاغو- الولايات المتحدة الأمريكية).
4.   لوكو شموئيل. (كان في الصف الثامن. حاليا في شيكاغو- الولايات المتحدة الأمريكية).
5.   دافيد زوزو. (كان في الصف الثامن. حاليا في الحسكة- سوريا).
6.   زكريا يونان. (كان في الصف الثامن. حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية).
7.   وليم قمبر. (كان في الصف السابع. حاليا في مدينة القامشلي- سوريا).
8.   آدم دانيال هومه. (كان في الصف السادس. حاليا في سدني- استراليا).
    وتتساءل وتجيب في الوقت ذاته:
    لماذا تسمت مطكستا بالتسمية الآثورية وليس بالآشورية أو السريانية أو الكلدانية أو الأرامية أو بالتسميات الحضارية المتعددة لأمتنا؟؟ سؤال وجيه ومنطقي للذين ليس لهم إلمام بتاريخ تأسيس مطكستا وفهمهم للتسميات المتعدد لأمتنا ولكن في نفس الوقت الجواب بسيط لمن يلم بتاريخ هذه المنظمة والخلفية الفكرية والتاريخية لها. أن مؤسسي مطكستا ومعظم أعضاءها هم أبناء وأحفاد آشور بيت هربوت ونعوم فائق وفريد نزها وغيرهم من رواد الفكر القومي في مجتمعنا. كان هؤلاء جميعاً يستعملون التسمية الأثورية في عملهم القومي منطلقين من كونها تسمية تاريخية حضارية لأمتنا وقد ورثوا الأبناء والأحفاء هذه التسمية من أجدادهم وأستعملوها كهوية قومية لهم. ولكن أستعمالها لم يكن في نطاق ضيق ومشدد وبأصرار على التمسك المطلق بها دون غيرها من التسميات الأخرى لأمتنا. فمنذ الرواد الأوائل وخاصة نعوم فائق وفريد نزها نرى بأنهم كانوا وعلى الدوام يستخدمون تسميات مركبة لأمتنا كقولهم "الأمة الكلدانية السريانية الآشورية" وأحياناً الأمة السريانية الأرامية الآشورية
   أقول لك بكل صدق: هذا مجرد تحليل حبصوني (نسبة إلى حبصونو) لايمت إلى الحقيقة بصلة. فالمنظمة تأسست بالحقيقة في الرابع عشر من تشرين الأول عام 1958. ولكن في الاجتماع الأول اقترح المرحوم جورج يونان بأن يكون الخامس عشر من تموز عام  1957م هو يوم التأسيس، لالشيء وإنما لإعطائها قدما زمنيا لاغير. كما اقترح، أيضا، بأن يكون اسم التنظيم الجديد (الفجر المنبثق) ولكن بعد نقاشات بين المؤسسين استقر الرأي على اسم (المنظمة الآشورية) وأضيفت عليها في السنوات التالية كلمة (الديمقراطية). ولكن بعد انتساب الإخوة جورج سولومون، المرحوم صليبا ايليو، وشوكت أفرام، وحنا موسى، والثلاثة الأخيرين من أتباع الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. ارتأوا بأنهم عن طريق (التسمية الآثورية) يستطيعون أن يتوغلوا بين أبناء الكنيسة السريانية لأنها أكثر قبولا من (التسمية الآشورية) لأن الآشورية مقرونة لدى الغالبية منهم بالنسطورية. لذلك وافق الجميع على هذا الطرح علما بانهم كانوا يدركون جيدا بأنه لدى استعمالنا لغتنا الأم فلا فرق، إطلاقا، بين التسميتين. أما كلمتي السريانية والكلدانية فلم ترد إطلاقا في قاموس المنظمة إلا في السنوات الأخيرة، لأنهما كانتا في مفهوم جميع قيادات وقواعد المنظمة ومؤازريها مجرد تسميتين مذهبيتين، ولم تردا في جميع أدبيات وفعاليات المنظمة إلا ضمن قوسين كأي تسمية مذهبية أو عشائرية. ولكن في السبعينات تفاقم الخلاف حول تسمية (المنظمة الآثورية) و (اللغة السريانية). وفي المؤتمر الثالث للمنظمة المنعقد عام 1976 قرر المؤتمرون بالإجماع اعتماد التسمية الآشورية للشعب وللمنظمة وللغة، ولكن لم يطبق القرار، لأسباب لسنا بصددها في هذا المجال، ما أدى ذلك إلى الشرخ العظيم في هيكلية المنظمة الذي تمخض عنه ولادة الحزب الآشوري الديمقراطي.
   وتضيف: وهكذا حيث كانوا يعرفون بأن هذا التعدد في التسميات التاريخية والحضارية هو إغناء لحضارة وتاريخ وواقع أمتنا. وجرياً على أفكار هؤلاء الرواد لم يكن لمطكستا تعصباً مشدداً للتسمية الأثورية بل كانوا يجدون في كل التسميات إضافات حضارية وفكرية لنشاطاتهم القومية ولا يتعصبون لهذه التسمية أو تلك. وما مشاركتهم الفعالة في مؤتمر بغداد عام 2003 وتبنيه التسمية المركبة لأمتنا إلا دليل على ذلك.
  هذا هو تحليلك وتفكيرك الشخصي ليس إلا. فهناك عدد من المفكرين الأوائل استعملوا في جميع كتاباتهم وطروحاتهم التسمية الآشورية فقط لأنهمم كانوا يستوعبون التاريخ والواقع جيدا، وهم شهيد الصحافة الآشورية البروفيسور آشور يوسف دخربوت، الدكتور فريدون آتورايا، الأديب الألمعي بنيامين أرسانيس، والبطريرك مار إيشاي شمعون. أما الآخرون فلم يستقروا على قرار، وأظهروا جميع هذه التسميات على السطح وفي مقدمتهم نعوم فائق وأدّي شير لذلك اختلط الحابل بالنابل وتشظت انتماءات الأجيال ما بعدهما. أما مشاركة المنظمة في مؤتمر بغداد عام 2003 فهي القشة التي قصمت ظهر البعير، وظهر الانحراف جليا على جميع المستويات أمام منتسبي ومؤازري المنظمة بشكل خاص وأمام المجتمع الآشوري بشكل عام. والدليل أنه بعد مؤتمر بغداد المشؤوم بدأت تنبثق من الغيب الأحزاب الطائفية كالحزب الكلداني الديمقراطي الذي ولد بعملية قيصرية من مؤخرة الحزب الكردستاني الديمقراطي، والاتحاد العالمي للكتاب الكلدان ذوي الخلفيات البعثية والشيوعية، المنبر الديمقراطي الكلداني، المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري، المجلس القومي الكلداني، حركة تجمع السريان المستقل، الاتحاد السرياني، والتنظيم الأرامي. والحبل على الجرار، ناهيك عن المؤسسات الطائفية والعشائرية والمناطقية. وهكذا ضاع الخيط والعصفور. وهذا ماكان يتمناه ويبتغيه أعداء هذه الأمة، وسعوا إلى تطبيقه بشتى الوسائل والسبل، وحققناه لهم مجانا، هذا ما ظهر للعيان أما في الخفاء فالله أعلم. أفيدك علما بأنه في أوائل عام 1977 كنا في زيارة إلى المطران (البطريرك فيما بعد) مار روفائيل بيداويد في لبنان، (البروفيسور الأب باسيل عاكولة حاليا محاضر في جامعة السوربون، الدكتور المحامي جوزيف أحمر رئيس الرابطة السريانية يومذاك، وكاتب هذه السطور). وبعد حديث مستفيض عن الأمور القومية تحدث المطران بيداويد قائلا: بصراحة، أنا فاقد الأمل كليا بعد اغتيال مار إيشاي شمعون لأنه كان القائد الوحيد الذي اجتمعت حوله الأمة بجميع طوائفها، ومن المحال أن تجد قائدا آخر يسد الفراغ الذي تركه، وحتى إن وجد ذلك القائد فمن المستحيل أن تؤيده وتقف وراءه كل طوائف شعبنا. ثم أضاف قائلا: فأنا، شخصيا، لم أجد أذكى وأشجع منه في حياتي كلها. تصوروا أنه حين أراد لقاء صدام حسين، وكان يومها نائبا للرئيس، ومار شمعون يعرف جيدا بأنه هو رئيس العراق الفعلي. اصطحبنا أنا، مطران الكنيسة الكلدانية، والمطران مار زكا عيواص مطران الكنيسة السريانية الأرثوذكسية (البطريرك الحالي)، ولم يصطحب معه أي مطران من الكنيسة الشرقية وذلك ليوحي ويبيّن للقيادة العراقية بأننا شعب واحد يتبع عدة مذاهب كنسية. لذك اعترفت به الحكومة العراقية كقائد للأمة الآشورية بجميع طوائفها. هذا من ناحية الذكاء. أما من ناحية الشجاعة فتصورا أن صدام حسين ناوله ورقة مكتوبة فبعد أن قرأها البطريرك، رماها في وجه صدام وقال له بالحرف الواحد: لوكنت أقبل بهذه الشروط لكنت قبلت بها عام 1933. وكنا أنا ومار زكا نختلس النظرات ونغوص في كرسيينا هلعا لأننا كنا على يقين بأن صدام، وبما عرف عنه من إجرام، من المستحيل أن يغض الطرف عن هذه الإهانة. أفهل عرفت الآن أيها الأخ الكريم ماذا ينتج عن إطلاق عدة تسميات على شعب واحد. أنا سأقول لك: باستخدامك التسمية الكلدانية تمنح عدوك الحق المطلق، وعن سابق تصميم وإصرار، بأن يقول لك: احمل أغراضك وانقلع من هنا فهذه ليست أرضك، وإنما أرضك هنالك على ساحل الخليج الفارسي. وباستخدامك التسمية السريانية تقطع جميع جذورك وأوصالك من عمق أعماق الأرض والتاريخ، وتصبح كالشجرة التي ليس لها جذور في الأرض فيسهل اقتلاعها بأيسر السبل، ويحق لأحد الملالي وما أكثرهم أن يقول لك: بما أنك سرياني أي مسيحي فانقلع من هنا واذهب إلى إخوانك المسيحيين في الغرب لأنه غير مرغوب بك بين المسلمين. أما اذا استخدمت التسمية الآشورية فقط لاغير فهذا يعني أنك تملك سند التمليك بالأرض والسماء والتاريخ والحضارة مختوما وموقعا ومشهودا عليه من العالم كله، ومن الأعداء قبل الأصدقاء. آنذاك تكون أنت صاحب البيت والآخرون ضيوف طفيليون غير مرغوب بهم. وعدوك يعرف هذا جيدا، وأنت غافل عنه، لذلك تراه يقبل بالتسميتين الكلدانية والسريانية عن طيب خاطر. لا، بل يعمل المستحيل على ترسيخهما. وفي الوقت ذاته يعمل المستحيل لمحو الآشورية من القاموس ليتسنى له سحب الأرض من تحت قدميك، ومعاملتك كلاجئ تعيش تحت رحمته متى ما أراد سيرميك في مزبلة التاريخ وينفض يديه منك.
   وفي مقال تحت عنوان: (الخامس عشر من تموز... ولادة مطكستا وموت شاعرها الكبير نينوس آحو). العنوان أقل مايقال عنه أنه خالٍ من أية ذرّة احترام لشاعر ومناضل بمستوى نينوس آحو، وبالأصح تافه إلى حد السخافة. فنينوس لم يمت فهو خالد خلود اسم آشور، والأموت هم المنافقون والانتهازيون والبهلوانيون القوميون الذين لهم في كل عرس قرص، يقولون عكس مايفعلون، ويسيرون خبط عشواء، أبصارهم مفتوحة وبصائرهم عمياء لايشعرون بما يحدث من حولهم وتحت أقدامهم. ثم تضيف، بناء على أقوال من هنا ومن هناك، وبدون دراسة وتمحيص: منذ البداية أرتبط وتحديداً في عام 1960 بالمنظمة الآثورية الديموقراطية (مكستا) وهو لم يتجاوز الخامسة عشر (والصحيح الخامسة عشرة) من عمره.
   فلنكن منصفين بحق نينوس، وبحق التاريخ، وبحق أجيالنا الآشورية القادمة. فقد انتسب نينوس إلى المنظمة الآشورية الديمقراطية أواخر عام 1962م. وإذا كنت في شك من ذلك فما عليك إلا الاستفسار من الأخ (موشي ميرزا المقيم حاليا في شيكاغو) فهو الذي قام بتنظيمه وعنده الخبر اليقين.
   ثم تقول: فكان من أقرب الأصدقاء والناشطين للإتحاد الآشوري العالمي وللحركة الديموقراطية الآشورية إضافة إلى علاقته الرفاقيه مع مطكستا ومع جميع القوميين والمثقفين.
   أقول لك بصدق: لم يكن نينوس صديقا للاتحاد الآشوري العالمي فحسب وإنما كان عضوا فعالا في لجنته التنفيذية في السبعينات، وظل عضوا في الاتحاد حتى عام 1988. وبقي صديقا ومقربا جدا من قيادة الاتحاد حتى رحيله، وخير دليل على ذلك دعوته بصفة رسمية بمناسبة إزاحة الستار عن نصب تمثال المذابح الجماعية الاشورية في سدني 2010. ثم دعوته، ثانية، وبصفة رسمية، أيضا، إلى مؤتمر الاتحاد الآشوري العالمي المنعقد في ايران في شهر تشرين الأول عام 2011. أما أنه كان من أقرب الأصدقاء إلى الحركة الديمقراطية الآشورية فنعم، ولكن في بداياتها الأولى وإسوة بكل المثقفين القوميين الشرفاء. ولكن بعد مؤتمر بغداد المشؤوم الذي تمخض عن مؤامرة التسمية المركبة والهجينة فقد تغير كل شيء، وكان نينوس على رأس مناهضي نهج الحركة والمنظمة معا. وقد قال لي مرارا وتكرارا، وهو ينهال بالسباب من النوع الثقيل كعادته في ساعة غضبه: (علينا أن نعيد تقييمنا لكل الذين عملنا معهم طوال السنين الماضية لأن معظمهم قد انحرف عن المسار الصحيح).
   لقد تعرفت على شهيد الأمة الآشورية نينوس آحو (عبد المسح آحو سابقا) في بدايات عام 1959 في مدينة القامشلي حيث كنا نقطن في حارة واحد هي (الحارة الغربية) وفي صف واحد (السادس الابتدائي) وفي مدرستين مختلفتين هو في ثانوية العروبة التابعة لوزارة التربية، وأنا في اعدادية النهضة التابعة لكنيسة مار يعقوب للسريان الأرثوذكس. وقد توطدت صداقتنا بعد انضمامه إلى المنظمة. وبعد حصولنا على شهادة الكفاءة معا، انتقلت للدراسة في مدينة الحسكة وبقي نينوس في القامشلي، ولكن الاتصال لم ينقطع بيننا. ففي مدينة الحسكة، وفي بداية السنة الدراسية، وفي الاجتماع الأول الذي ضم أكثر من أربعين عضوا تم انتخاب قيادة لمنطقة الحسكة من الإخوة يعقوب جلو(حاليا دكتور في مدينة القامشلي- سوريا)، يونان شليمون (حاليا في المانيا)، آدم هومه (حاليا في استراليا) والثلاثة كانوا في الصف العاشر في ثانوية نور الدين الشهيد. إضافة إلى المرحوم يوسف القس(كان في الصف الثاني – دار المعلمين، وتوفي السويد)، ونعيم زيتون (انتسب إلى حزب البعث وصار نقيبا للمعلمين في محافظة الجزيرة). وكان المنظمون خليطا من كل طوائف شعبنا بدون استثناء، وغالبيتهم من قرى الخابور، ومن القامشلي وديرك وتوابعهما وخاصة اولئك الذين كانوا يدرسون في دار المعلمين في الحسكة كونه المعهد الوحيد في كل المحافظة يومذاك.
   لقد فرق الدهر بيننا حين سافر نينوس بصحبة كل من جورج سولومون، وجان كردوسلي، والمرحوم صليبا ايليو لحضور مؤتمر الاتحاد الآشوري العالمي في المانيا، ومن هناك تابعوا رحلتهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية واستقروا فيها. والتقينا ثانية عام 1974 في لبنان حيث كنا، رياض نصرالله ويعقوب ماروكي وأنا في مهمة إلى لبنان وكان هو قادما من أمريكا.
   في المؤتمر الثالث للمنظمة الآشورية الديمقراطية المنعقد في آب 1976 قرر المؤتمرون بالاجماع تكليفنا نينوس وأنا لتمثيل المنظمة في لبنان ولكنه، للأسف الشديد، لم يحضر لأسباب شرحها لي، فيما بعد، بالتفصيل ولامجال للخوض فيها في هذه العجالة. وبعد قدومي إلى استراليا، وعودته من سوريا إلى أمريكا، إثر إصابته بمرض عضال ، لم يمر شهر على الأكثر من دون أن أخابره أو يخابرني لنعاود شريط الذكريات وما آل إليه رفاق الدرب الطويل، وما آلت إليه تنظيماتنا السياسية. وآخر مخابرة جرت بيننا بعد استيقاظه من السبات الطويل قبل رحيله بأسبوع. وتحدثنا قرابة الساعتين. وكان كعادته مفعما بالأمل ويخطط لأكثر من خمسين عاما مقبلة. فقلت له مازحا: نينوس!... أتظننا في العشرينات من العمر. فقال بإصرار: علينا أن لانقطع الأمل. أنسيت وعد أمي؟. قلت لك مرارا بأنها كانت، رحمها الله، تؤكد لي دائما بأن (آتور) ستقوم عام 2050م. فقلت له: وكيف لي أن أنسى. كيف لاتستطيع أن تقوم وهي نائمة؟ فالمسيح قد قام من بين الأموات؟ فجلجلت ضحكته عبر الهاتف وقال بعد مسبّة من العيار الخفيف: حتى في أحلك الظروف لاتكف عن المزاح. ولم أدرِ بأن أحلك الظروف التي كان يقصدها هو فراقنا الأبدي.
   في اليوم التالي اتصلت به، وسمعت صوتا يقول: هالو. فقلت مازحا: نينوس! أظن أنك اليوم أحسن بكثير. فأجاب الصوت: (ملفونو، أونو أنليل. والدي فد دخل اليوم، ثانية، في السبات. كفاه عذابا. فلندعه يستريح). فتجمدت الكلمات على لساني، ولم أنبس ببنت شفة. ورأيت، من خلال الدموع، طيف نينوس وهو يحلق في الآفاق فوق أجنحة الثور المجنح إلى السموات العلى حيث يتربع آشور على عرش مجده فاتحا ذراعية لاحتضانه.
   عزيزي الأخ أبرم!
   أقولها بالمقشّر وبدون مواربة: لقد ساهمتم، إلى جانب العديد من المثقين الآشوريين سابقا، و(السركلدوشيين حاليا) بتشويه معالم هذه الأمة المنكوبة بما فيه الكفاية. فبالله عليكم دعوا المناضلين الشرفاء الأتقياء يرقدون في قبورهم بسلام. وأنصح كل مناضل دونكيشوتي، وكل متذبذب يحاول ستر عوراته الفكرية بادعاء صداقة نينوس الابتعاد عن شمس نينوس المقدسة لأن أشعتها الساطعة ستحرق كل الفراشات المتلونة، ولأن أكره ماكان يكرهه نينوس هم ذوو الأفكار الحلزونية والمواقف الزئبقية. فنينوس لم يكن، في يوم من الأيام، سوريا أو سريانيا أو سركلدوشيا على الاطلاق. وإنما شاعرا وقوميا آشوريا بامتياز، ولكل الآشوريين في أصقاع الأرض من أتباع كل المذاهب الكنسية والمناطقية بدون تمييز. وسيظل قدوة ومثالا للأجيال الآشورية القادمة على مر العصور. لم يرضخ، يوما، للظروف وللواقع متذرعا بأن يده تحت الحجر. بقي كما كان شامخا مثل قمم جبال آشور، ورحل واقفا ولم يطأطئ هامته للموت، فهو كطائر الفينيق حيث يذهب كل ألف عام إلى أعلى شجرة تصل السماء وهناك يحترق ويولد من جديد. فوداعا نينوس، أيها الملك الآشوري غير المتوّج، وإلى اللقاء.
آدم دانيال هومه
سدني- استراليا
2013/07/23
adamhomeh@hotmail.com




غير متصل Eissara

  • الحُرُّ الحقيقي هو الذي يحمل أثقال العبد المقيّد بصبر وشكر
  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 591
    • مشاهدة الملف الشخصي
عاش ضميرك وقلمك أستاذ آدم ... 

غير متصل alreikany

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 100
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأستاذ آدم هومه الموقر
تحية آشورية
كلما شاهدت قصيدة أو مقالة باسمك أيها الاشوري الأصيل أحاول أن أقراها عدة مرات ومرات لان كلماتك ساحرة وجذابة جداً . فشكرا لك لهذا التوضيح الجميل عن المنظمة الاثورية الديمقراطية ( مطكستا ) وعن الأخوة المناضلين المؤسسين الاوائل. وعن المعلومات القيمة عن  الفقيد الشاعر الكبير نينوس آحو شاعر الأمة الاشورية ، فعلا كان ملك أشور بدون تتويج رسمي لكن يبقى ملكا في ضمير كل آشوري مخلص . وحادثة المرحوم البطريرك مار شمعون مع المقبور صدام . فعلا كان المرحوم البطريرك شجاعا ومحبوبا ، كان في استقباله عند زيارته العراق في بداية السبعينيات الآلاف من الجماهير والساسة العراقية ومن مختلف القوميات ، وقد أفزعت الحكومة حينها بهذا الاستقبال الكبير وحسبت له ألف حساب وقتها .
شكرًا لك على هذا الموضوع الشيق وبارك الله فيك .


الشاعر
دشتو ادم الريكاني
 كـنـدا

غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4988
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي  ادم دانيال هومه
شلاما دمارن
معلومات تاريخية  مهمة. عن الحزب وعن حياة المرحوم الشاعر الاشوري الخالد نينوس احو 
كنت شخصيا اجهلها
اتمنى ان تكتب مقال خاص عن تاسيس الحزب  ومسيرته
ومقال عن المرحوم نينوس احو

وشكرا

غير متصل Dawed Dankha

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 10
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شلاما رابي ادم ،

وماذا تقول يا رابي ادم لهؤلاء الحبسونيون الذين يغيرون ارائهم مثلما يغيرون لباسهم الداخلية ويدعون بانهم رفاق الدرب للمناضل الشجاع الأشوري رابي نينوس احو .....

نقولها بكل فخر واعتزاز بوركا قلمك الذي وضع النقاط على الحروف. بهذه الحقائق بمقالكم هذا وضعتم حدودا لدونكيشوتيون المتصيدين في الماء العكره والحالمين لتاسيس قومية جديدة (السركلدوشيين ) في بلاد الواق واق وعلى انغام الموسيقية الحبسونية.....

وكما يقال اعط الخبز للخباز ولوا اكلا نصفه ...لكن والان خبازينا اليوم لم يحرقوا الخبز فقط وانما يتامرون الآن على حرق الفرن بكامله وهم لا يدرون واله يعلم او انهم يدرون ويعبثون ولا من قاصي ولا من محاسب مثل حارة كل من ايدو الو...

فواجب الحقيقة ان تقال لنرتقي لسوية الانسان العاقل الغير مسير حسب اتجاهات الرياح الآتية التي تهب وتدب من كل درب  على ساحتنا السياسية الاشورية, وفي الزمن الذي كاد يقترب من عدم المصداقية ويقال عنه فقد التمسك بالمباذئ والقيم النبيلة التي تزيد من الوحده والترابط بين ابناء امتنا... مرة اخرى شكرا جزيلا وتقبل تحياتي استاذي

بارخ آشور د إيله شورايا

غير متصل سامي هاويل

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 365
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تحية من القلب للكاتب والأديب الكبير الأُستاذ آدم دانيال هومه

صدقكم ونقائكم وخبرتكم وأيمانكم المطلق بالقضية الآشورية هو الحافز الذي يرفد الأجيال بالقوة والأيمان للمضي قدما على خطى المناضلين الحقيقيين من أمثالكم ، والى المزيد من المقالات القيمة التي تكتنز بالحقائق الغائبة على الكثير من أبناء أمتنا الآشورية.


سامي هاويل
سدني - أستراليا

غير متصل Ashur Giwargis

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 880
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أستاذ آدم تحية طيبة ونشكرك على هذا المقال الرائع، أنا شخصيا لم أقرأها كرسالة رمزية إلى شخص معيــّـن، بل كرسالة قومية إلى كتابنا، كما إلى حزيباتنا المفلسة التي تحاول أن تلصق بها كل جبــّـار كان يلعنها على الملأ قبل رحيله.

ننتظر منك المزيد في زمن رديء قلّ فيه الكتــّـاب "الآشوريون"

آشور كيواركيس - بيروت

غير متصل MUNIR BIRO

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 112
    • مشاهدة الملف الشخصي
أستاذ اّدم

شكرا للمعلومات القيمة التي لم يكن لنا علما بها , أحزابنا السياسية غيبت الحقوق القومية للاشوريين لا بل زادت الطينة بلة عندما حاول جهابذة هذا الزمان بأختصار حقوقها  المسلوبة بكرسي هنا و كرسي هناك !! إنها حقا كارثة حلت علي الامة الاشورية بكل ظوائفها . اللوم الاكبر يقع على المثقفين الشرفاء الذين أصابهم داء اليأس لتصبج الساحة مفتوحة أمام الأخرين الذين يسعون الى قتل الروح القومية عن طريق بث الفرقة و التجزئة و المذهبية بين أبناء الامة الواحدة التي باتت تحتضر تحت مشارط التسميات المذهبية و سكاكين الساسة و عزوف المثقفين .


غير متصل كوركيس أوراها منصور

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1091
  • الجنس: ذكر
  • الوحدة عنوان القوة
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأخ الكريم كاتب الحلم (المقال)
الأخوة الحالمون( المتحاورون) الكرام

ليس من المنطق أن يتم إستخدام إسم ومقام  وذكرى الشاعر الكبير الراحل نينوس أحو (رحمه الله)، في نقد أوالإنتقاص من المفكر الآشوري الكبير أبرم شبيرا ، هل تعتقدون ان الراحل الكبير كان سيرضى أن تستخدموا إسمه ونضاله وشهرته وغيرته القومية في نقد شخصية ومفكر قومي كبير كالأستاذ شبيرا عملا سوية نحو نفس الهدف ومن أجل نفس الأمة؟؟

أن المفكر شبيرا هو على علم ودراية فيما يجول في الساحة السياسية لأبناء أمتنا الكلدانية السريانية الآشورية للعقود الأربعة الأخيرة ومن الطبيعي أن يكتب بعلمية ومنهجية عن الحركات السياسية لأبناء الأمة مستخدما فكره التحليلي ونقده الواقعي لأشخاص أو حركات كانت وقسم منها لا زالت تعمل على الساحة القومية وقد لا يجاريه أحد في هذا الجانب فكرا وتدوبنا ومن الطبيعي أن يلقى معارضة البعض أو نقد الآخرين وهذه هي مسيرة العمل الطبيعية.

أما السبب الآخر لقيام الحالمون بتوجيه سهام نقدهم للمفكر شبيرا هو لأيمانه المطلق بحتمية وحدة أبناء الأمة بتسمياتهم التاريخية الثلاثة، في زمن تغيرت فية الجغرافية السياسية للمنطقة وديموغرافية أماكن تواجد أبناء الأمة وتعددت الفصائل السياسية العاملة على أرض الآباء والأجداد وتقاطعت مصالح البعض وظهور تيارات جديدة لها أجندة مختلفة.

أرى في فكر ومنطق الأستاذ شبيرا كل الوضوح والحكمة وفي فكره الوحدوي كل الأيمان والخدمة، وأرى إن الإنفتاح في زمن التغيير واجبا وهو ديدن السيد شبيرا، وكما أرى الإنغلاق والتعصب لدى الحالمون وهي علامة واضحة في حوارهم وهي علامة مخيفة قد تحدد لا بل توقف حركة تقدم أبناء الأمة الذين يتطلعون الى مستقبل أكثر وضوحا وتعقلا في زمن التغييرات الكبيرة والمنافسات السياسية التي قد ترسم خارطة طريق جديدة ليس لوطننا فحسب بل لمجمل الشرق الأوسط.

علينا أن نكون أكثر يقظة وإنفتاحا، ولكي نسترد جزء من حقوقنا المسلوبة من قبضة الحيتان التي تحكم بلداننا، يجب علينا أن ننشد وحدة الصف القومي ووحدة الهدف أولا، ومن ثم العمل لخدمة أبناء الأمة في الوطن الجريح وشكرا.



كوركيس أوراها منصور
ساندييكو - كاليفورنيا

غير متصل AFJ

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 24
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
Dear Rabi Adam Daniel Homeh

Shlama Ashuraya

This is an outstanding Letter (Article) filled with several significant Historical information, we anticipate reading more important
 Articles from you.

Sincerely,

Sam Darmo
Assyrians for Justice

غير متصل ChaldeanAndProud

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 36
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
thank god im not assyrian..proud Chaldean

غير متصل Jacob Oraha

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 104
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى كل الذين يدّعون النضال... مع التحية

ماذا قدمت أحزابكم وتنظيماتكم السياسة لأبناء شعبنا المظلوم في العراق وسوريا وبقية دول المنطقة؟
لماذا تركتكم أراضي الآباء والأجداد وسكنتم في نعيم أستراليا وأمريكا وأوربا منذ عشرات السنين، وأين (بطولاتكم) وعضلاتكم التي تستعرضونها الآن على رؤوسنا وكأنكم حررتم نينوى وبابل ونمرود وأور؟
انتم وأحزابكم جعلتم من شعبنا مهزلة وأضحوكة للآخرين بفرض هذه التسمية أو تلك عليه.. أتركونا بحالنا نسمي أنفسنا ما نشاء وحسب قناعاتنا وليس بحسب فلسفتكم أو عنترياتكم الكتابية، ولا داعي أن أُذكركم بأنكم تعيشون في بلدان تقدس حرية الفرد . أليس من المخجل أن يقوم شخص مثقف بعملية إستحضار أرواح الموتى ليهين الآخرين كما يشاء؟

إتركوا شعبنا لحاله، وأتركوا الموتى يرقدون بسلام. صفّوا حساباتكم بعيدا عنا.

غير متصل فاروق كيوركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 311
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاستاذ آدم دانيال هومه المحترم
أنا شخصيا أعتبر رسالتكم هذه بمثابة نداء  قومي اشوري صارخ في برية بيع المبادئ والهوية الاشورية مقابل حفنة من الدولارات القذرة .
راجين منكم رفد الساحة الاشورية بالمزيد من الكتابات التي تزرع الامل في نفوس ابناء شعبنا الاشوري وتدفعه الى الايمان  بالنهضة الاشورية على طريق نيل حقوقه المشروعة على ارضه الاشورية التاريخية .

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37781
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
السيد آدم هومه شلومو
 
بصفتي عضو قديم وقيادي منذ بدايات المنظمة الآثورية الديمقراطية، أرى بأنه من واجبي ان أردّ على مقالتك:
 
يدهش المرء من المغالطات الكثيرة التي أوردتها في المقالة، والتهجم الغير مبرر على بعض الاشخاص المحترمين، وبشكل غير مقبول.  وقد ردّ عليك الكثير من القراء، ولذلك فسوف يقتصر ردي فقط على موضوع الاسماء التي ذكرتها كمؤسسين للمنظمة الآثورية.
فمعظم الاسماء التي ذكرتها في مقالتك كمؤسسين للمنظمة عارية عن الصحة ومرفوضة من قبلي، باستثناء سعيد رزق الله الذي يعتبر من المؤسسين، و دافيد زوزو الذي كان مسؤولاً لفرع سوريا.
أما انت يا سيد آدم فكنت قيادياً لفترة وجيزة ولكن لم تكن يوماً من مؤسسي المنظمة ولا عضواً في اللجنة السرّية.
وأنت تتذكرّ تماماً عملنا سويةً في المنظمة، خاصة بعد تفريغك من قبل المنظمة براتب شهري لإدارة امور المنظمة في لبنان، ومع الاسف لم يدوم تفريغك اكثر من سنة، حتى اجبرت قيادة المنظمة على فصلك من المنظمة عام 1976 لأسباب إيدولوجية، لا داعي لذكرها الان، و لكنني احتفظ بها لنفسي. وكما تعرف فانا مسؤول عن هذه المعلومات لأنني كنت عضو في اللجنة المركزية الاولى في عام 1976.
و اتحفظ على ذكر أسماء مؤسسي المنظمة الآثورية الديمقراطية (لأسباب شخصية، وامنية، وتنظيمية) ولا أريد ان أذكرها هنا. فالمؤسسين كانوا أعضاء في اللجنة السرّية الاولى، وهم معروفين لدي شخصيا، وأسمائهم ستظل محفوظة في أرشيف المنظمة.
 
كانت اللجنة السرية الأولى والثانية تقوم بإدارة المنظمة مابين عامي 1961 و 1976. و في المؤتمر الرابع العام للمنظمة في حلب تم كشفت اسماء أعضاء اللجنة السرّية وتم حلّها من قبل المؤتمر، وأصبح البديل عنها اللجنة المركزية والتي تمّ انتخابها ديمقراطياً في خريف 1976. و تجري انتخاباتها الدورية حسب النظام الداخلي للمنظمة حتى اليوم.
أما الاسماء الاخرى التي ذكرتها فأعرفها تنظيمياً،  واجتمعت مع اغلبهم حينها،   ولم يكونوا من مؤسسي المنظمة الآثورية الديمقراطية.
و بالنسبة للملفونو شكري جرموكلي فاجتمعت معه عدة مرات، وهو آثوري عقائدياً مؤمن بالفكر الآثوري القومي، ولكنه ليس من مؤسسي المنظمة،  ولم ينتسب إليها أبداً.
و كذلك الامر بالنسبة للاب بولص بيداري، حيث كان مفكراً ومناضلاً آثورياً، ولكنه ليس من مؤسسي المنظمة ولم ينتسب إليها أبداً.
اقول للسيد آدم هومه، وإلى كل ابناء شعبنا، وخصوصاً قراء موقع عنكاوا، علينا ان نتجنب المناقشات الجانبية،  وأن نكرس جهدنا في المستقبل لمناقشة كيفية المحافظة على ابناء شعبنا في ارض الاجداد، والحصول على كافة حقوقنا القومية.
 
لكم مني كل الاحترام والتقدير، وإلى اللقاء في حفل تدشين الحكم الذاتي الآشوري في سهل نينوى.
 
فيسبادن 18 / 8 / 2013
 
                                         الــدكتور
                                          أبـروهــم لحـــدو
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية

غير متصل آدم دانيال هومه

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 122
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

(ليس المهم أن نبدأ ولكن الأهم أن نتابع المسير)

الأخ الدكتور ابروهوم لحدو الموقر
تحية آشورية صادقة.
لقد كنت نسيت الموضوع كليا حتى نبهني، البارحة، إلى تعليقك أحد الأصدقاء.
كن على ثقة بأنني لم أفكر، يوما، أن أنكئ جراحا شفيت، من الناحية الذاتية الانسانية، بعد هذه السنوات الطويلة المنصرمة وإن كان أثرها من، الناحية القومية، لازال ينزّ دما حارقا على الساحة الآشورية في كل مكان.
سآتي إلى موضوع تعليقك وباختصار شديد.
1.   تقول: بصفتي عضوا قديما وقياديا، منذ بدايات المنظمة الآثورية الديمقراطية، أرى بأنه من واجبي ان أردّ على مقالتك.
مع تقديري واحترامي الشديدين لدورك الايجابي خلال مسيرتك النضالية ضمن صفوف المنظمة الآشورية الديمقراطية، ولكنك تعرف جيدا بأنك لست من الصحابة ولا التابعين وإنما من تابعي التابعين.
2.   تقول: يدهش المرء من المغالطات الكثيرة التي أوردتها في المقالة، والتهجم الغير مبرر على بعض الاشخاص المحترمين، وبشكل غير مقبول.
أنا، ياسيدي، لم أسئ لأي إنسان محترم وإنما أردت تبيان حقائق يحاول البعض تشويهها، وتضليل المؤرخين مستقبلا. لذلك حاولت وضع النقاط على الحروف، وإعطاء كل ذي حق حقه بدون مجاملة أو تزوير. أما المغالطات الكثيرة التي أوردتها في المقالة كما تدعي فلم تحاول تصحيح أي منها، ولكنك أتيت ببعض الألغاز والطلاسم التي لايستشف منها القارئ شيئا مفيدا.
3.   تقول.: فمعظم الاسماء التي ذكرتها في مقالتك كمؤسسين للمنظمة عارية عن الصحة ومرفوضة من قبلي، باستثناء سعيد رزق الله الذي يعتبر من المؤسسين، و دافيد زوزو الذي كان مسؤولاً لفرع سوريا. أما انت يا سيد آدم فكنت قيادياً لفترة وجيزة ولكن لم تكن يوماً من مؤسسي المنظمة ولا عضواً في اللجنة. وتضيف: واتحفظ على ذكر أسماء مؤسسي المنظمة الآثورية الديمقراطية (لأسباب شخصية، وامنية، وتنظيمية) ولا أريد ان أذكرها هنا. فالمؤسسين كانوا أعضاء في اللجنة السرّية الاولى، وهم معروفين لدي شخصيا، وأسمائهم ستظل محفوظة في أرشيف المنظمة.  واتحفظ على ذكر أسماء مؤسسي المنظمة الآثورية الديمقراطية (لأسباب شخصية، وامنية، وتنظيمية) ولا أريد ان أذكرها هنا. فالمؤسسين كانوا أعضاء في اللجنة السرّية الاولى، وهم معروفين لدي شخصيا، وأسمائهم ستظل محفوظة في أرشيف المنظمة.
أنا لم أزعم أو ادعي قطعا أني كنت يوما عضوا في اللجنة السرية. لأن اللجنة السرية تشكلت عام 1962م،  وكنت في حينها طالبا في الصف العاشر في الحسكة وليس في القامشلي. وإذا كانت الاسماء التي ذكرتها كمؤسسين للمنظمة عارية عن الصحة، ومرفوضة من قبلك فلماذا لم تذكر من هم المؤسسون الحقيقيون مع أن احجامك عن ذكر اسمائهم لأسباب شخصية وأمنية وتنظيمية ذريعة لايأخذ بها أحد ومن المحال أن يصدقها كل من أوتي ذرّة عقل لأنه لم يبق اليوم مايخاف عليه أمنيا وتنظيميا لأن قيادة المنظمة الحالية يعرفها القاصي والداني وخاصة الجهات الأمنية. فإذن هذه الحجة باطلة ومنافية للحقيقة والواقع.
وللأمانة أقول: في شباط عام 1962 كلفت من قبل أعضاء قيادة منطقة الحسكة، وكان من بينهم السيدان كليانا يونان (حاليا في أمريكا ومسؤول حزب بيت نهرين الديمقراطي)، وشليمون يونان (حاليا في ألمانيا) بالذهاب إلى القامشلي للتنسيق مع الشباب هناك لأنني كنت الوحيد الذي يعرفهم شخصيا. وعندما التقينا في منزل المرحوم جورج يونان تفاجأت بوجود الأخ جورج سلمون والمرحوم صليبا ايليو وكانا قد انضما حفي صيف عام 1961ا إلى التنظيم.
4.   تقول: كانت اللجنة السرية الأولى والثانية تقوم بإدارة المنظمة مابين عامي 1961 و 1976.
أنا لاأناقشك في موضوع اللجنة السرية، ولكنك لم تذكر من كان يدير شؤون المنظمة قبل اللجنة السرية أي مابين عامي 1957 - 1961؟.
5.   تقول: وفي المؤتمر الرابع العام للمنظمة في حلب تم كشفت اسماء أعضاء اللجنة السرّية وتم حلّها من قبل المؤتمر، وأصبح البديل عنها اللجنة المركزية والتي تمّ انتخابها ديمقراطياً في خريف 1976.
لقد تم كشف اسماء أعضاء اللجنة السرية في مدينة دمشق عام 1974م وليس في حلب وذلك في اجتماع قيادة فرع سوريا. وتذكر جيدا بأنني أنا الذي عمل المستحيل على كشفها وذلك حين انتهيت من الخدمة الالزامية واستلمت مسؤولية قيادة منطقة القامشلي. ولما وجدت بأن لأاحد من أعضاء قيادة فرع سوريا يعرف شيئا عن اللجنة السرية ومكان وجودها. ألححنا على معرفة أشخاصها ومكان وجودها ولكنك أنت شخصيا كشفت عنها في حين ألح الأخ رياض نصرالله على نكران معرفته بها حيث تبين لنا، فيما بعد، بأنها كانت مؤلفة منك ومن رياض ويعقوب ماروكي فقط لاغير. في حين كانت ميزانية المنظمة جميعها تذهب ليعقوب ماروكي الذي كان عاطلا عن العمل في لبنان. وفي المؤتمر الثالث المنعقد في شهر آب عام 1976 تم انتخاب اعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي وحصلنا، أنت وأنا، على عضوية اللجنة المركزية والمكتب السياسي عن طريق الاقتراع السري. وفي ذلك المؤتمر طالبت المؤتمرين باتخاذ التسمية الآشورية بدل الآثورية شعبا ولغة وتنظيما، وقد وافق الجميع بعد أن قدمت، أنت شخصيا، الدلائل والبراهين التي تثبت أصالة الآشورية بخلاف الآثورية والسريانية. ولكن ضربتم بمقررات المؤتمر عرض الحائط لغاية في نفس يعقوب.
6.   تقول: تتذكرّ تماماً عملنا سويةً في المنظمة، خاصة بعد تفريغك من قبل المنظمة براتب شهري لإدارة امور المنظمة في لبنان، ومع الاسف لم يدوم تفريغك اكثر من سنة، حتى اجبرت قيادة المنظمة على فصلك من المنظمة عام 1976 لأسباب إيدولوجية، لا داعي لذكرها الان، و لكنني احتفظ بها لنفسي. وكما تعرف فانا مسؤول عن هذه المعلومات لأنني كنت عضو في اللجنة المركزية الاولى في عام 1976.
ألفت انتباهك إلى أن المؤتمر هو الذي قرر أن نقوم أنا والمرحوم نينوس آحو لتمثيل المنظمة في لبنان. ولكن لم يطل مكوثي في لبنان سوى مدة قصيرة حتى قدم الأخ صليبا مراحة مع عائلته. ولما سألته عن سبب قدومه قال: بأن نينوس تقاعس عن المجيء إلى لبنان لأسباب غير مقنعة لذلك ارتأت اللجنة المركزية أن أقوم مقامه. علما بأنني، بعد قدومي إلي استراليا، سألت الأخ نينوس عن الاسباب التي حالت دون مجيئه في مهمة إلى لبنان، فروى لي بالتفصيل ماذا دار بينه وبينك شخصيا عن طريق الهاتف. حيث سألك عن الضمان الذي تقدمونه له ليستطيع  تدبير السكن والمعيشة  في لبنان فقلت له بالحرف الواحد: (دبّر حالك). لذلك أهمل الموضوع كليا لأنه كان يستحيل عليه العيش في لبنان بدون أي وارد مالي. أما عن قصة الراتب الشهري الذي خصصتموه لي أتحدى أي واحد منكم يستطيع أن يدّعي أنه ناولنا قرشا واحدا. وأظنك لاتنسى بأنه في أحد اجتماعات اللجنة المركزية في دمشق ألححت أنت شخصيا على صليبا قائلا له: لماذا لاتسلم مخصصات آدم المالية؟ فقال لك متملصا من الجواب: (نحن إخوة، جيبي وجيبه واحد). ولم أعلق أنا بشيء على أمل أن تكون أخوتنا صادقة ولكن تبين فيما بعد أنها تقوم على الغش والخداع والمؤمرات الخبيثة في سبيل المصحة الشخصية ليس إلا. أما عن فصلي من المنظمة فلم يكن في تلك الفترة كما تدعي ولكن حدث عندما حيكت المؤامرة الكبيرة ونصب لي الكمين بحجة لدينا اجتماع طارئ ومصيري في الحسكة وعلى مستوى اللجنة المركزية والمكتب السياسي، وينبغي علي الحضور مهما كانت الأسباب والمسببات مع أنهم كانوا يعلمون جيدا بأن المخابرات السورية تترصد تحركاتي عن طريق عملائها المندسين في كل مكان، وقد اعتقل ابن أخي الفنان جان هومه بسببي بحيث لم يكن منظما ولم يكن له ناقة أو جمل في الموضوع. أما صليبا فقد أقسم بأغلظ الإيمان بأنه التقى جان قبل أيام في الحسكة وأخبره بأنه لاخوف علي من الحضور إلى سوريا. وعندما طلبت من صليبا أن نسافر معا تذرع بحجج واهية واكتفى بالقول: سنلتقي غدا في الحسكة. فسافرنا أنا وجان كردوسلي معا وهو الذي أخذ هويتي الشخصية وذهب بها إلى الأمن العام السوري على الحدود اللبنانية السورية وعاد بالموافقة السريعة مدعيا أن رئيس المخفر هو ضابط سرياني. ونزل جان كردوسلي في حلب وواصلت المسير بمفردي إلى مدينة الحسكة التي وصلتها الساعة العاشرة مساء، وفي الخامسة صباحا من اليوم التالي أيقظني جان هومه من نومي قائلا: بأن رئيس المخابرات السياسية وأحد معاونيه ينتظرونك خارجا. أما قرار فصلي فقد اتخذ بعد خروجي من السجن وقد اخبرني بذلك الأخ سعيد لحدو.
عزيزي الدكتور ابراهيم.
أنا واثق مطلق الثقة بأنك، ربما تكون الوحيد، الذي يدرك في قرارة نفسه بأن كل ماجرى، يومذاك، لم يكن سوى مؤامرة للتخلص مني بأي شكل كان حتى ولو سلموني للموت. وهذا ماحدث لولا رأفة الله بي لأني كنت بريئا ومخلصا وساذجا. ففي ذات اليوم الذي قررنا فيه السفر إلى سوريا زرت الاستاذ جوزيف أحمر رئيس الرابطة السريانية. وبعد حديث قصير أخبرته بأنني سأسافر إلى سوريا لضرورة قصوى. فقال لي: أجهزة المخابرات السوري في كل مكان، وهنا في الرابطة أيضا لذلك ضمانا لسلامتك سنقوم معا بزيارة الاستاذ (داني شمعون) ونأخذ رأيه في الموضوع. ولما وضعنا المرحوم داني في الصورة. قال بالحرف الواحد: لاتأمنوا المخابرات السورية قطعا. وأنا شخصيا لن أستطيع أن أفيدك بشيء لأن علاقتي معهم تشوبها الشكوك. ولكن سأتصل بالنائب محمود عمار فهو عضو في حزب الأحرار ومن الطائفة العلوية ومقرب جدا من السلطات السورية. ولما حضر النائب محمود عمار ناولني الكارت الخاص به وكتب على قفاه بضع كلمات إلى الأستاذ أحمد اسكندر أحمد وزير الاعلام السوري يوصيه بي. وقال مطمئنا الاستاذ داني: سأتصل بالأستاذ أحمد اسكندر وأوصيه بآدم خيرا حيث لايقترب منه أو يؤذيه أحد. وهذه البطاقة هي التي أنقذت حياتي. فحين مثلت بين يدي الرائد هاشم رئيس الأمن السياسي في محافظة الحسكة كان أول سؤال واجهني به: كيف دخلت الحدود السورية مع أن اسمك وصورتك معممتان على جميع مخافر الحدود. فقلت: دخلت ولم يسألني أحد. قال: من أين تعرف الاستاذ أحمد اسكندر وزير الاعلام؟ قلت: بصفتي عضو في اتحاد الكتاب العرب. وللحديث شجون يادكتور.
ما أود أن أسألك إياه: بالله عليك كيف ألقي القبض علي فور وصولي إلى الحسكة، ومنعت من ممارسة الوظيفة لسنوات وأنا أحمل الشهادة الجامعية، ومنع علي مغادرة القطر السوري. في حين كان الآخرون الذي كانوا معي في نفس المهمة يسافرون إلى سوريا ويعودون منها مرارا وتكرارا بدون أن يتعرضوا للاستجواب من قبل الأجهزة الأمنية ولو لمرة واحدة. وفي حين كانت الأجهزة الأمنية تعد كل تحركاتي  وأنفاسي، وتجثم على صدري يوميا، ويتحتم علي مراجعة الأمن السياسي لأخذ الموافقة في حال مغادرتي حدود محافظة الحسكة ناهيك عن مغادرة القطر كليا. في حين كنتم جميعا تسرحون وتمرحون وتغادرون البلد متى شئتم بدون أي رقيب أو حسيب. وبقيت على هذه الحال حتى مغادرتي سورية وإليك بالدكتور يعقوب جلو فهو يشرح لك كيف غادرت سوريا لأن لديه الخبر اليقين.
عزيزي الدكتور ابراهيم!
خيوظ المؤامرة بدأت تتشابك داخل المنظمة منذ الاصرار على فصل الأخ رياض نصرالله بتهمة ملفقة أخترعها الحاقدون والحسّاد. وأنا الوحيد من بينكم جميعا أصررت على عدم الموافقة على فصله. وقلت لكم بالحرف الواحد: نحتاج إلى ثلاثين عاما حتى نربي كادرا قياديا كرياض، فكيف تفصلونه بناء على تهمة سخيفة بأنه اختلس مائة وخمسين ليرة سورية من ريع حفلة أقامتها المنظمة؟.
أسيو ابروهوم!
أنا لم أزل، كما كنت، ثابتا على قناعتي منذ كنت طفلا، ولازال فخري واعتزازي بآشوري يزداد رسوخا وشموخا، وعطاءاتي الفكرية والسياسية لم تنضب بعد في حين انكمش الذي نصبوا لي الفخاخ في زوايا مظلمة ولم يسمع لهم نأمة ولا شخير. وبهذه المناسبة لابد لي أن ألفت انتباهك إلى ثلاثة مواقف لي سأذكرها على سبيل المثال لاالحصر.
1.   لما شكلنا المجلس الملي للكنيسة الآشورية في سورية قلت لأعضاء قيادة الحزب الآشوري بالحرف الواحد: ينبغي علينا جميعا في حال انتخاب اعضاء اللجنة المركزية أن نعطي أصواتنا لأعضاء الحزب ولأعضاء المنظمة أولا، ومن ثم للشيوعيين لأن لهم مبدأ رغم خلافنا معهم، ويأتي الحياديون بعدهم لأنهم جبناء. أما البعثيون فعلينا أن نعمل المستحيل لكي لايفوز أحد منهم. وهكذا كان حيث فاز أعضاء المنظمة والحزب بأغلبية الأصوات، وجاء بعدهم الشيوعيون ثم الحياديون الشرفاء.
2.    حين ترشح كل من بشير سعدي وبطرس بوداخ لعضوية مجلس الشعب خابرني الأخ بطرس داديشو متحدثا باسم قيادة الحزب وسألني رأيي فيمن سيدعمون من المرشحين؟ فقلت له: لستم بحاجة إلى هذا السؤال لأنكم تعرفون رأيي مسبقا. بطرس كان صديقي وعملنا معا في سنوات الدراسة الثانوية ولكنه الآن مشكوك بأمره لذلك ساندوا بشير بدون قيد أوشرط. ولكن لما نجح بشير في الانتخابات أدار لهم ظهر المجن وكشف عن وجهه الحقيقي, وتأزمت الأمور بعدها كثيرا.
باستطاعتك أن تسأل قيادة الحزب الآشوري الديمقراطي كم كنت ألح عليهم باستمرار  ليقيموا جسور تفاهم مع المنظمة ولكن الجانب الآخر كان اتخذ موقفا عدائيا صلبا وبتحريض من بشير سعدي بالأخص، ويلفق التهم الباطلة بقيادة الحزب إلى أن استلم مسؤولية المكتب السياسي كبرئيل موشي، وتحت  ضغوطات شتى لامجال لذكرها في هذا المجال، أصدر الحزب والمنظمة وثيقة تفاهم وكنت أنا أول المهنئين بذلك.       
   وبالمناسبة كلما كنت أسأل عن أخبارك من أحد الإخوة الأعزاء جدا الذي رحل عن هذا العالم كان يقول: (كان ابروهوم وغيره يحلقون عاليا في الآفاق الآشورية الرحبة ولكنهم عادوا إلى شرنقاتهم الطائفية). 
شكرا جزيلا لأنك أمطت اللثام عن الحقيقة بالنسبة للملفونو شكري جرموكلي بأنه لم يكن من مؤسسي المنظمة. وكذلك المرحوم الدكتور سنحاريب حنا لم يكن منظما في يوم من الأيام وإنما كان متعاطفا ومؤازرا للمنظمة مثله مثل المرحوم الدكتور يوخنا هرمز لاأقل ولا أكثر. أما دافيد جندو فلم يكن منظما على الاطلاق.
وإليك، فيما يلي، مقتطف من كراس أصدرته المنظمة الآثورية الديمقراطية بمناسبة اليوبيل الذهبي لتأسيسه  في 2007/10/06 جاء فيه:   
(ومن قبيل الوفاء والأمانة للتاريخ نذكر أسماء بعض هؤلاء الشبان، مستندين إلى ذاكرة رفاقنا بسبب الافتقار إلى وثائق مكتوبة عن تلك المرحلة وعن جيل التأسيس مع التنويه بالتداخل الحاصل ما بين جيل التأسيس والجيل الأول، والإشارة إلى أن البعض مرّ مروراً عابراً بحياة المنظمة آنذاك، إذ سرعان ما تركها والتحق بأحزاب وطنية أخرى مثل الحزب الشيوعي، والسوري القومي الاجتماعي، وحزب البعث العربي الاشتراكي. وإن غابت بعض الأسماء فإننا مدينون بالاعتذار لأصحابها سلفاً وسنحاول إضافتها لاحقاً عندما تتوفر لدينا أية معلومات بخصوصهم. ومن أسماء الرفاق الأوائل الذين حملوا شرف التأسيس وانطلاقة البدايات نذكر باعتزاز الرفاق: المرحوم الدكتور سنحاريب حنا شابو، سعيد رزق الله، المرحوم صليبا حنا، دافيد جندو، جورج سلمون، اسطيفان عبد النور، دافيد زوزو، المرحوم جورج يونان، يونان طاليا، جميل إبراهيم، شوكت أفرام، حنا موسى آحو، شفيق فرحان مالول، ملك اسطيفو، جوزيف توما، حسني نعوم، ، ابراهيم لحدو، رياض نصر الله، نينوس آحو، موشي ميرزا، آحو يوسف، كبرئيل عدا، المرحوم زهير عجو، عيسى ملكي، يعقوب ماروكي... بعض هؤلاء وأثناء دراستهم في بلدان الاغتراب لعب دوراً أساسياً في نشر الوعي القومي بين جالياتنا، وتأسيس فروع للمنظمة في أوربا والسويد وأمريكا، ساعدهم شبان لا يقلون عنهم غيرة وتضحية وإيماناً. وفي منتصف الستينات، وبالرغم من قسوة الظروف وصعوبتها في سوريا).
ألا ترى معي بأن هذا الحيص بيص من المعلومات لاتفيد المؤرخ النزيه بشيء، وهي أشبه بالآيات المتشابهات حيث قال فلان عن فلان عن فلان عن فلانة بنت فلان. ولابد لي أن أتساءل مندهشا أين أرشيفك الذي يحتوي أسماء المؤسسين الأوائل ومحفوظ في أرشيف المنظمة. أليس هذا تناقضا صارخا بين ما تدعيه وبين ما تعلنه قيادة المنظمة؟
مع خالص تحياتي.

غير متصل Eissara

  • الحُرُّ الحقيقي هو الذي يحمل أثقال العبد المقيّد بصبر وشكر
  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 591
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأستاذ آدم هومه المحترم

الإنسان الحر لا يخاف أبداً من الأقزام ...

شكراً لك على هذا السرد التاريخي والذي يجعلنا نفرز القمح من الزوأن ونعرف ماذا كان يحاك ومازال من قبل البعض الذين ادعوا "الآشورية" وجعلوها مطية لمآربهم الشخصية لكي يلبسوا البدلة ويعقدوا ربطة العنق ويجلسوا على طاولات "الشرف" وهم ليسوا سوى لصوص يختبأون تحت جنح الظلام .

أمثال هؤلاء كانوا ومازالوا السبب في كثير من المصائب التي حلّت على أمتنا الآشورية ولعنة الأجيال تلاحقهم من الآن والى الأبد وهم كما يقول المثل العامي : "بالوجه مراية وبالقفا سرماية" .

غير متصل George Bet Shlimon

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 5
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
إلى الأخ آدم هومه:
رداً على مقالتك بعنوان "رسالة مفتوحة من نينوس آحو إلى ابرم شبيرا،" أبدأ قولاً: نينوس كان صديقاً لي أعرفه جيداً.  عملت معه لعقود عدة.  نينوس كان يعرفك.  اجتمع معك مرات عديدة. ضحك معك وربما أحبكَ حباً جمّاً فقط لكونك آشوري يعتز بآشوريته ولكن عذراً يا أخي، نينوس ما كان صديقك بالدرجة التي صوّرتها لنا.  فلا تستغل اسمه لتمرر اجندتك.
إن كنت في رسالتك تريد السجال مع الأخ ابرم شبيرا، كان الأجدر بك أن توجهها له مباشرة ومن فمك لا من فم نينوس.  الأخ ابرم كتب ويكتب في قضايا آشورية عديدة وله منّي كل الاحترام والتقدير.
يبدو لي إن رسالتك ما كانت إلى الأخ ابرم بقدر ما كانت محاولة منك لكسب الشهرة وللاعلان للعالم الآشوري انك كنت أحد الاعمدة الثمانية التي عليها أُسست المنظمة الآثورية الديمقراطية.  إن الشباب الذين ذكرت أسماءهم أعرفهم جميعاً، وعملت معهم بدرجات متفاوتة في المنظمة وفي نشاطات قومية أخرى باستثناء واحد، وهو انتَ.  وأعلم بالتأكيد إن معظمهم كان يعرف جيداً من هو نعوم فايق أو شكري جرموكلي إلى جانب معرفتهم لمار بنيامين الشهيد وآغا بطرس، عداك أنتَ حسب اعترافك.  ففي الفترة الزمنية التي أُسست خلالها المنظمة ما رأيتك ولا مرة في أي اجتماع للمنظمة أو لغيرها. ولكن علِمتُ بعد أن غادرتُ سوريا انك عملت في المنظمة لفترة ثم خرجت منها وأخذتَ معكَ شبان من أبناء الخابور الذين ينتمون إلى كنيسة المشرق الآشورية وشكلت حزباً آشورياً جديداً.  ومهما تكن أعذارك فيجب ألّا تُسامَح على ما فعلت.
انا لا أشكُّ في ان الاجتماع الذي ذكرته قد حصل.  كان جورج يونان شاباً قومياً حاول تنظيم الشباب الآشوري من ابناء الكنيسة الآشورية ولكن أسفاً واتته المنية وهو في شبابه.  ولكن لتفترض من عندك إن المنظمة بدأت بهذا الاجتماع هو السذاجة بحد ذاتها.  فقبل وبعد الاجتماع كان هناك مئات من الاجتماعات التي قام بها الشباب القومي، وغالبيتهم من السريان، ولسنوات عدة حتى وضع الدستور والنظام الداخلي للمنظمة.
انني اشتمُّ رائحة الطائفية عندك حين تقول بأن "المؤسسين كانوا كلهم، باستثناء سعيد رزق الله، من أبناء كنيسة المشرق."  ففي فترة تأسيس المنظمة ولا في يوم ما ذكر أي عضو هويته الدينية.  بل ذهب المؤسسون إلى أبعد من ذلك حينما وضعوا بنداً في الدستور ينص "أن المنظمة مجردة عن التدين والالحاد."
وللحقيقة التاريخية فإن الفكر القومي الآشوري المعاصر بدأ عند السريان والكلدان.  فآشور يوسف من أسرة سريانية في مدينة خربوط  (في شمال-شرق تركيا)، وهرمز رسام من أسرة كلدانية في الموصل.  وعندما بدأ آشور يوسف نشاطه القومي الآشوري في منتصف القرن التاسع عشر، وتقريباً في نفس الوقت الزمني، قدَّم هرمز رسام اطروحته عن قوميته الآشورية إلى الجمعية الآسيوية الملكية البريطانية في لندن، كان أجدادي واجدادك في تخوما وتياري غارقين في سبات العشائريّة والكنسيّة.  طبعاً هذا لا يقلّل ابداً من مدى تضحياتهم وكفاحهم حين استفاقوا.  وعلى أن تتهم الملفان والمناضل الآشوري نعوم فايق بانه استعمل تسميات أخرى غير آشورية لشعبنا فهذا تصوّر من بنات افكارك ابتكرته لتقول شيئاً حين لا شيء لديك لتقول.  فالمعاصرون لنعوم فايق والذين عرفوه جيداً مثل سنحاريب بالي وداوود برلي عرفوه وعرفوا أنفسهم آشوريين فقط.  وكل كتابات نعوم فايق تثبت ذلك.
اتفق معك اننا جميعاً علينا اتخاذ الاسم الآشوري فقط كاسم قومي لنا.  فكلنا من آشور إن كنّا من أورميا أو هكاري أو سهل نينوى أو طور عبدين.  والاسماء التي استعملناها: آثوري، أشوري، سرياني، سورايا أو سورويو فكلها مشتقَّة عن اسم آشور الوطن.
وختاماً يجب أن نوجه انتقادنا إلى المخربين فينا الذين يحاولون عبثاً طمس الاسم الآشوري العظيم، امثال هنري بيدروس كيفا وحبيب تومي والذين يدورون في فلكهم.  أنا اعرف شعباً واحداً فقط في العالم الذي ينوي السوء لنا ويحاول طمس اسمنا بقدر ما يعمل هؤلاء.  ما صلتهم؟ لا ادري.   

جورج بيت شليمون (جورج سولومون كما سميتني في مقالتك)
سياتل - الولايات المتحدة

غير متصل آدم دانيال هومه

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 122
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ جورج بيت شليمون الموقر
تحية آشورية خالصة!
بداية، الحمد لله أننا سمعنا عنك ومنك بعد هذا الغياب الطويل الذي هو أشبه بنوم أهل الكهف. الشيء الذي أود أن أبدأ به ردي عليك أنني لابد أن اعترف، وبدون أي مواربة أو مجاملة بأنك كنت، في نظري في الأيام الخوالي، واحدا، لا بل الوحيد الذي كنت آمل منه الكثير الكثير بما كنت تملكه من إيمان وإخلاص ونشاط وكاريزما وجماهيرية قلّ نظيرها في مجتمعنا الآشوري وخاصة في هذا الزمن الرديء. ولكنك، للأسف الشديد، خيّبت ظني وظن الكثيرين أمثالي.
عزيزي يجورج!
تقول: نينوس كان يعرفك. اجتمع معك مرات عديدة. ضحك معك وربما أحبكَ حباً جمّاً فقط لكونك آشوري يعتز بآشوريته ولكن عذراً يا أخي، نينوس ما كان صديقك بالدرجة التي صوّرتها لنا.  فلا تستغل اسمه لتمرر اجندتك.
أقول: أقرّ وأعترف بأنك كنت صديق نينوس أكثر مني بأضعاف مضاعفة. ولكن بعد وصولي إلى استراليا وعودته من سوريا صرتُ أقرب إليه من جميعكم، لا لشيء إلا لأننا كنا على اتصال مستمر ومتواصل حتى قبيل رحيله بأيام في حين انقطعت حبال الوصل بينكم حتى لم يعد أحد منكم يسأل عنه أو يتصل به ليس لأيام وشهور وإنما لسنين طوال.
تقول: يبدو لي إن رسالتك ما كانت إلى الأخ ابرم بقدر ما كانت محاولة منك لكسب الشهرة وللاعلان للعالم الآشوري انك كنت أحد الاعمدة الثمانية التي عليها أُسست المنظمة الآثورية الديمقراطية.  إن الشباب الذين ذكرت أسماءهم أعرفهم جميعاً، وعملت معهم بدرجات متفاوتة في المنظمة وفي نشاطات قومية أخرى باستثناء واحد، وهو انت.
أقول: أنا لم أسعى في حياتي، يوما، إلى الشهرة وخاصة عن طريق السياسة لأنني كنت ولازلت أدرك جيدا أن طريق السياسة وعرة وشاقة وحافلة بالحفر والمطبات، ولكن العمل القومي هو المرض اللذيذ الذي ابتلينا به جميعا ولاغنى عنه شئنا أم أبينا. أما أنك تعرف جميع الذين ذكرت أسماءهم وعملت معهم باستثنائي أنا. فلم تأتِ بجديد، لأنني ذكرت في المقال وفي الرد على الدكتور ابراهيم لحدو بأنني تركت القامشلي في نهاية السنة الدراسية لعام 1961 وفي شهر أيار بالذات. لذلك لم نجتمع سويا في أي اجتماع تنظيمي لأن عملي السياسي كان محصورا في مدينة الحسكة والقرى الآشورية. وأظن بأنه قد فاتك قراءة الجملة التالية: ((وللأمانة أقول: بأنه في شباط عام 1962 كلفت من قبل أعضاء قيادة منطقة الحسكة، وكان من بينهم السيدان كليانا يونان (حاليا في أمريكا ومسؤول حزب بيت نهرين الديمقراطي)، وشليمون يونان (حاليا في ألمانيا) بالذهاب إلى القامشلي للتنسيق مع الشباب هناك لأنني كنت الوحيد الذي يعرفهم شخصيا. وعندما التقينا في منزل المرحوم جورج يونان تفاجأت بوجود الأخ جورج سلومون والمرحوم صليبا ايليو وكانا قد انضما إلى التنظيم في صيف عام 1961)).
تقول: وأعلم بالتأكيد إن معظمهم كان يعرف جيداً من هو نعوم فايق أو شكري جرموكلي إلى جانب معرفتهم لمار بنيامين الشهيد وآغا بطرس، عداك أنتَ حسب اعترافك.
أقول: اعترف صراحة وبدون خجل أوحياء بأنني، يومذاك، لم أكن قد سمعت باسم أي واحد من اولئك الميامين. ومن أين لي أن اسمع بهم وعمري لم يكن يتجاوز الثانية عشرة، وأعيش في قرية معزولة عن العالم كله، ولم أكن قد طالعت يومها كتابا واحدا من أي نوع كان باسثناء المنهاج الدراسي، علما أنني لم أكن أستطيع أن أنطق جملة عربية واحدة بشكل سليم.
تقول: ففي الفترة الزمنية التي أُسست خلالها المنظمة ما رأيتك ولا مرة في أي اجتماع للمنظمة أو لغيرها. ولكن علِمتُ بعد أن غادرتُ سوريا انك عملت في المنظمة لفترة ثم خرجت منها وأخذتَ معكَ شبان من أبناء الخابور الذين ينتمون إلى كنيسة المشرق الآشورية وشكلت حزباً آشورياً جديداً.  ومهما تكن أعذارك فيجب ألّا تُسامَح على ما فعلت.
أقول: إنك صادق مائة بالمائة فيما تقول لأنني، كا سبق وذكرت، كنت قد غادرت القامشلي ولم أعد إليها إلا في بداية السبعينات من القرن الماضي. ولكن لاتنسَ بأننا كنا نلتقي بين الحين والحين، بصحبة أصدقائك وأصدقائي، عندما كنت أزور القامشلي. أما عن عدم مسامحتي لاقترافي تأسيس الحزب الآشوري الديمقراطي رغم كل الأعذار كما تقول. فأتقبل هذا الحكم بطيبة خاطر وبدون اعتراض ولكن بعد أن تعترف لي بنوع الحكم الذي ستصدره بحق نفسك أولا وبحق أصدقائك ثانيا، اولئك الذين سافروا معك لحضور مؤتمر الاتحاد الآشوري العالمي في المانيا عام 1970 ولم يعودوا إلى سوريا ولكنهم يمموا وجوههم صوب امريكا وتركوا التنظيم في حالة يرثى لها. ولم تكتفوا بذك وإنما تشظى انتماؤكم، بعد ذلك، مابين الاتحاد الآشوري العالمي وحركة تحرير آشور، وانقسمتم على أنفسكم، وأصبحتم أشبه بالأخوة الأعداء، وتناسيتم المنظمة الآشورية الديمقراطية كليا باستثناء واحد أو اثنين منكم. ومن ثم مالبثتم أن أصبحتم في خبر كان وبنات عماتها وخالاتها.
تقول: انا لا أشكُّ في ان الاجتماع الذي ذكرته قد حصل.  كان جورج يونان شاباً قومياً حاول تنظيم الشباب الآشوري من ابناء الكنيسة الآشورية ولكن أسفاً واتته المنية وهو في شبابه.  ولكن لتفترض من عندك إن المنظمة بدأت بهذا الاجتماع هو السذاجة بحد ذاتها.  فقبل وبعد الاجتماع كان هناك مئات من الاجتماعات التي قام بها الشباب القومي، وغالبيتهم من السريان، ولسنوات عدة حتى وضع الدستور والنظام الداخلي للمنظمة.
أقول: وهذا هو بيت القصيد. الاجتماع الأول قد حصل بوجود أصحاب الاسماء التي ذكرتها، واستمر، بوجودي معهم، لمدة ثلاث سنوات متواصلة حتى غادرت القامشلي إلى الحسكة. وخلال تلك الأعوام الثلاثة لم نلتقِ بأي آشوري من أتباع الكنيسة السريانية سوى المرحوم الدكتور سنحاريب حنا وذلك في بيت المرحوم دافيد جندو في شباط عام 1960 بحضور كل من المرحوم جورج يونان، سعيد رزق الله، دافيد زوزو، وليم قمبر، وأنا. وكان سنحاريب، في ذلك العام، قد حصل على الشهادة الثانوية ومزمع السفر إلى النمسا للدراسة في عاصمتها فيينا الذي مكث فيها فترة ثم غادرها إلى المانيا. واعترف لي دافيد جندو، فيما بعد، بأن أي واحد منهما لم يكن ملتزما بأي تنظيم سياسي ولكنهما كانا يحملان أفكارا قومية إلى جانب صديق آخر هو يعقوب شابيرو. لذلك، ومنعا لأي التباس أرجو أن تذكر لي، وللشعب الآشوري بشكل عام بعض أسماء اولئك الشباب الذين أسسوا المنظمة الآشورية الديمقراطية والذين كانت غالبيتهم من السريان. آنذاك، سأرفع لك قبعتي عاليا وأعترف، بكل تواضع وفخر واعتزاز، بأنني على خطأ وأنتم على صواب. 
تقول: وللحقيقة التاريخية فإن الفكر القومي الآشوري المعاصر بدأ عند السريان والكلدان. في حين  كان أجدادي واجدادك في تخوما وتياري غارقين في سبات العشائريّة والكنسيّة.
أقول: لاأريد أن أدخل في هذا الدهليز الذي لامخرج منه, ولكني أذكرك بشخصية واحدة فقط من شخصيات أجدادي واجدادك في تخوما وتياري الذين كانوا غارقين في سبات العشائريّة والكنسيّة حسب قولك. ألا وهو (آبا سولومون ت 1907م) من قرية كوندكتا (نفس قريتك) التابعة لعشيرة تخوما (نفس عشيرتك) ترعرع في مدينة خوسراوا- سلامس. بعد أن أنهى دراسته الجامعية تابع الدراسات العليا في فرنسا. عاد، بعدها، إلى أورميه، وهو مفعم بالفكر القومي الآشوري، ليتسلم رئاسة تحرير جريدة (قالا دشررا أي صوت الحق) وكانت مواضيعها لاهوتية، فلسفية، تاريخية وأخبارية. لقد عمل بجد ونشاط منقطع النظير، وبلا كلل أو ملل في طبع العديد من المخطوطات التي تركها الآباء الأوائل في كل مجالات الأدب والتاريخ والعلوم. هذا غيض من فيض.
ختاما! أعتذر لكل الذين أسأت إليهم من غير قصد أو نيّة مبيتة، وسأسدل الستار على هذا الموضوع كليا مخافة أن يجرنا إلى مستنقعات لانريد الخوض فيها بتاتا. وسيظل إيماني وثقتي بقضية أمتي وبذاتي وبغالبية الذين عملت معهم في المجال القومي ثابتة وراسخة لاتشوبها أي شائبة على مرّ الأيام والسنين. مع خالص مودتي واحترامي.

آدم دانيال هومه.