المحرر موضوع: الطريقُ الى يـريفــان  (زيارة 949 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل هاتـف بشبـوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 201
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الطريقُ الى يـريفــان
« في: 15:46 26/07/2013 »


الطريقُ الى يـريفــان



هاتـف بشبـــوش

على جانبيّ الجبينِ اللُجينِ
يشعرُ المرءُ , بأنّ الروحَ تُبتلى بكثافةِ الاخضرِ
صباحُ النسائمِ , الباردُ صيفاً
يحاولُ أنْ يُبلّلَ أوداجنا بالرذاذِ
ودفعُ المرسيدس ...
يتناغمُ مع الموسيقى الجورجيةِ والتركيةِ
التي وضعَها السائقُ , كي يريحينا من عناءِ الطريقِ.
والأغاني بالتأكيد , لاتشبهُ صوتَ العزاءاتِ
ولا النعيُ الغبيّ
على طولِ الطريقِ المقفرّ , من السماوة ِالى بغدادَ.
**
مساربُ الطريقِ , تلتوي كلما تصاعدنا
وأشرَفنا على الأوديةِ السحيقةِ
وأغراءات الطبيعةِ للنواظر.
النهارُ مكلّلُّ بقرص الشمسِ
وعبرَ الزجاجِ المفتوحِ , تدخلُ بين الفينة ِوالاخرى
فراشةُّ تلهينا , أو نحلةُّ زاهية ُمن ثمار الاشجارِ
أو نلمحُ أرنبة ًتفزُ على الطريق ِمرعوبة ً
من ضجيجِ العجلات .
قلتُ إذن:
نحنُ بعيدونَ , عن كلابِ المدن المتحضرةِ
نحنُ في حضن الطبيعةِ
وبينَ ذرّات هشيمٍ يابسٍ , تناثرتْ فوق المروجِ المرئيةِ
وبين مقاهي الريفِ على الجانبينِ
ودكاكينَ فقيرةً , تبيعُ الخبزَ والخضارَ
والسمكَ المملّحِ , أبتعناهُ في وقفةِ إستراحة .
أو بينَ مايشيرُ..
الى مالاقاهُ الكولاكُ ,أيامَ ضياعِ آمالهم
**
في الطريقِ الى يريفان , الداراتُ كثيرةُّ
والبيوتُ الريفية ُ, لم يبقَ منها , إلاّ طنينُ هاجريها
فقلتُ:
ربما البيوتُ هذي , كانت لفلاحينَ شيوعيينَ
تداعوا , بعد انهيارِ السوفيتات.
ثم أردفتُ:
لكنّ هذا لم يكن جزءاَ من حلمي.
فعدتُ لم أستطعْ النظرَ جيداَ
اذ أختلطتْ, أشجارُّ وأشجارُّ وأشجار , مع الفئ
المطلّ ِمن قمم الجبالِ
والريحُ , عبر النافذة ِ ,عادة ًما تتعبُ العينَ والانفَ
فتختلّ البهجةُ نوعاً ما
**
أتحفنا السائقُ الجورجي , ذو النسبِ الشيوعي المخضرم ِ, وقالَ:
هنا , قربَ هذا الجسرِ الحديدي الصدئ , القديمِ
هنا , كانت جيوشُ البطلِ ستالين , هنا كان البلاشفة ُ يربضونَ
هنا معالمُ القوقازِ , البروزُ , وأرارات
هنا قد سجّل َالجنودُ الحمرُ تأريخهم
هنا إندحرتْ جرائمُ هتلر
هنا قد تجمدَ في الثلج , دمُ النازية ِوالفاشيةِ
................
................
سلامُّ , على بندقيةِ الشهيدِ
وسلامُّ , على وداعاتهِ الاخيرةِ , قبل حشرجة النزعِ
سلامُّ , على السناجبِ التي حرَستهُ
سلامُّ , على كلّ هبّةِ ريحٍ تناغت ْو الراياتِ الحمرِ
سلامُّ , على الطيور المجفَلةِ
سلامُّ , على الاغصان ِالمثقلة ِ, بالتوت ِالاحمر والاجاصِ
سلامُّ , على بنفسج ِالوديانِ الشاسعةِ
سلامُّ , على فردوسِ جبال ِيريفان الخضرِ
سلامُّ , على مقالعِ العمالِ المهجورةِ  بأنفاس ِأحجارها
سلامُّ على مُلصَقِ الكونياكِ الارميني الشهيرِ  Ararat
سلامُّ ... سلامُّ .... سلامُّ
على مفرقِ الطريقِ الى يريفان ِ..... حيثُ وصلنا
سلامُّ على شارعِ موسكو .....حيث قرأنا وعرفنا




 أرمينيا/ 2013/6/22