المحرر موضوع: الأسـس التاريخية والإجتماعية لوحدتنا القومية  (زيارة 3910 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Jamil Rafael

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 244
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأسـس التاريخية والإجتماعية لوحدتنا القومية
ــــــــــــــــــــــ
[/color]
جميـل روفائيـل
ــــــــ

     إسـتضافتني جمعية الثـقافة الكلدانية في عنكاوا مشـكورة  يوم 9 / 9 خلال وجودي في شمال العراق ،   في نـدوة للحوار المفتـوح ، بعـنوان ( الأسـس التاريخية والإجتماعية لوحدتـنا القـومية ) حضرها جمع من رجال الدين ونواب برلمان كوردسـتان وقياديون سـياسيون وغيرهم من المهتميـن بقضـايا شـعبنا ، ولأن الندوة اتسـمت بالإهتمام الكبير في حينه ، ونظرا لأن موضوعها العام لايزال من القضايا  المتداولة في مجالات شعبنا ، خصوصا الإسم الموحد الرسـمي ( كلداني آشوري سرياني )  فإنـني أتـناول فيمايلـي  ملخصا لـما تطرقت ُ إليه خلالها   . .
 
     إن اللقـاءات في النـدوات بهـدف تبادل الأفكار وصولا إلى التفاهـم ، هـي مـن السـبل الرئيسـية لحل المشـاكل التي لايـزال يعـاني منها شـعبنا ، وحيث أن قضية الإسـم القومي الموحـد الرسـمي لشـعبنا  تمثـل هـذه الأيـام ضرورة مصيريـة ، لأن الموضوح القومي أصبح راهنـا من الأمـور البارزة وذات الإهتـمام الكبير لكل العراقيـين  وستكون خسـارة تاريخيـة لنـا لو  بقيـنا ندور في حلقة مفرغـة  عديمة الثمـار المفيـدة  ونفـقـد قضية رئيسـية في ترسـيخ مكانـة شـعبـنا ووجـوده الدائـم  .
 
    بـداية ، عليـنا أن نكون حذرين من الخلط بين القوميـة والإنقسـامات المذهبية الدينـية والمنافسـات السـياسية ، للبـون الشـاسع الفاصـل بين الجوانب الثلاثـة . . وأيضا  الحذر الشـديد من خطورة  إعـتقاد البعض من القادة السـياسيين بأن إسـتغلالهم للأسـماء الطائفية كأسـماء قومية في الصراعات السـياسية يمنحهم مكاسـب جماهيرية إنطلاقا من العواطف الذاتية ، قـد تحصل مكاسب عاطفية آنيـة في ظروف معينة كمـا هو وضـع العراق المضطرب حاليـا  ، ولكنـها لن تكون دائميـة أبـدا ، وفي كـل الأحوال ضررهـا جسـيم على الأمـور القوميـة ، فلكل من الدين ( ومذاهبـه ) والقوميـة ،  خصوصياته في الحفاظ على وجـوده واسـتمراره والخلط بيـنها يؤذي كلاهـما  . 
 
       لأن القوميـة هي المجال الجامع لشـريحة من المجتـمع البشـري يشـترك في اللغة والتراث والعادات والتتقاليد والخصوصيات الإجتماعية والتواصل التاريخي والتجمع في منطقـة جغرافيـة والتعـاون في قضايا السـلامة الآنية والصيانـة المصيريـة . . ومن الخطأ أن يدعي أي حزب  أو تنظيم تمثيل شـعبنا وامتـلاك حق التحدث بإسـمه  ، فعلى رغم مايلاحظ من وجود تـفاوت في قـوة وامكانات وجماهيرية وتأييد أحزاب شـعبنا إلا أن  قضية  نسـبة التمثيل الحقيقي لأي تـنظيم  تـبقى غير واضحة وجليـة   بسـبب عـدم وجـود إنتخابات حتى الآن توفـر لشـعبنا حق إختـيار ممثـليه بنفسـه وبأصـواته وحـده ، كما لايحـق لأي جهة إحتكار قرار الوحدة القومية وحق تمثيلها ، لأن هذه الوحدة هي ملك لكل شـعبنا ، ومن واجب اي فرد أو جماعـة فيـه المسـاهمة في كل مايصـون وحـدة شـعبنا ويدعمها . 
 
   بينـما الديـن ومذاهبـه ، هي قواعـد إيمانية ثابتـة غيـر محصورة بقوميـة واحدة ولا تحتاج إلى منطقة جغرافية ، وإنـما تمتـد إلى قوميـات متـعددة أفكارا وتبعيـة وأسـماء وتمازجـا من دون حدود مع الديانات والمذاهب الأخرى وحقوقها الأسـاسية تنحصر في وجود الحرية والتسـامح  لهـا لإداء شـعائرهـا الخاصـة بـها  ، ولهـذا لايمكـن أن يكون اسـما مـا دالا ً  في الوقت نفسـه على المذهب الدينـي والمدلول القومـي .  .  ومن الخطـأ أن يدعي أي حزب يحمل تسـمية مذهبية  أنـه يمثـل كل المنتـمين إلى ذلك المذهب  ويورد أعـدادا ونسـبا مئـوية لحجم المذهب بين مسـيحيي العراق أو إقليم كوردسـتان أو منطقة مـا ومدعيا التحدث باسـمهم جمبعا  في الوقت الذي قـد يكون أعضاؤه ومؤيـدوه من أصحاب هذا المذهب لايتجاوزون الثلاثـة في المئـة على أكبـر تـقدير . . وهـذا الإدعاء ، إضافة إلى بطلانـه الواقعـي ، فإنـه يثـير صراعـا بين الحزب السـياسي والقادة الدينيين  الممثـلين لذلك المذهب . . كمـا يقـع في الخطأ الجسـيم نفسـه أي زعيـم لمذهب يخرج عن مجالـه الديني ويتـدخل في الأمور القوميـة والسـياسية  ،  ويكون الخطـأ منافيا لضوابـط ديـننا المسـيحي إذا اسـتغل مركزه الدينـي في تدخلاتـه  القوميـة والسـياسية ، فيـسبب إبتـعادا عنـه لقسـم من إتبـاع مذهبـه وبذلك يتحول من جامع لأتباع مذهبه حولـه إلى مشـتت  ومفرق لهـم .   
 
   في حيـن أن الأحزاب السـياسية ، هي قناعـات خاصـة مرحليـة تعتـمد على الأحداث والأوضاع السـائدة والمصالح العامـة والخاصـة والمتطلبات في فتـرات معيـنة ويمكن أن تـتغير القناعـات بـها  ويتـبدل إطارها مع تبـدلات الظروف والأحوال العامـة . .  ويتـعين على المنتميـن إلى الأحزاب أن يـدركوا هـذه الحقيقـة ويسـتبدلوا ( أصباغ ) قوميـتهم بحسـب الأحزاب ، فهو كلداني القوميـة عندما يكون منتميا إلى حزب يحمل تسـمية  كلدانية  وإذا إنفصل عنه وانتـمى إلى حزب يحمل إسـم آشـوري أو سـرياني فإنـه يتحول إلى قومي آشـوري أو قومي سـرياني ، وسـبب هذا ليس الشـخص المتحول قوميا على هـواه الحزبي ، وإنـما هو التخبط في ثلاثة أسـماء قوميـة ناتجة عن العراقيل التي يضعـها البعض من السـياسيين والمذهبيين أمام الإسـم الموحد الذي يضع كل المتحدثين بالسريانية والمنحـدرين من المتحدثيـن بـها ،  في إطار إسـم قومي واحد جامع وشـامل للكـل مهما كان إنتمـاؤهم المذهبي أو الـحزبـي .   
 
    إن حقيقـة وحـدة شـعبنا ، قلـما تلقى معارضـة من أحـد داخله ، حتى مع تبايـن الآراء في أسـس هذه الوحدة ومقوماتـها الأصليـة . . أنـا شـخصيا أراها ناتجـة عن الإنـدماج القومي الذي حصـل في حيـاة العراقيين القدمـاء  . . إذ  عنـدما نتابـع الدول التي قامت على أرض العراق القديـم ، فإنـنا نجـدها منـذ زوال سـلطة السـومريين وحتى نهايـة العهـد البابلـي الأخيـر ( الكلداني ) وعلى مـدى  1800  سـنة هـي لقـوم واحد ( بابلـي آشـوري ) وما حصل من فروقات كان طبيعيا في شكل الأنظمة وتبادلها للأسـماء وتناوبهـا للحكم ، وهو مانـراه عنـد مختلف الأقـوام والدول حتى يومنـا هـذا .  . 
 
   فمثـلا ، لغـويا . . لـم يتجاوز الإختلاف الظروف اللهجوية العامية الموجودة  في كل اللغـات الواسـعة الإنتشـار  . 
  وسـلطات . . كان تغيـيرا للأسـر والأشـخاص بالشـكل الذي يتـم داخل أي قـوم والذي طالما حدثنا التاريخ عنـه والذي لانـزال  نراه يحصل في مختلف الأقـوام  . 
    وعواصـم . . فقـد كان طبيعيـا أن تـفضل الأسـر الحاكمة مدنـها لأهميتـها في حمايتها وإعلاء شـأنها وشـأن آلهتـها نظرا للإرتباط الذاتي بمكان النشـأة ، أو أن يكون تبديل العاصمة إسـتنادا لإختيـار الموقع الأفضل أمنيـا من نواحي الموقع الجغرافي والمتطلبات الدفاعية الوقتـية ، ونادرا جدا مانجـد في تاريخ الشـعوب قوما لـم يغيـّر عواصمـه . 
 
   لـقد عاش الأكديون والبابليون والآشوريون والآراميون في منطقة جغرافية واحدة ، وعلى رغم ماحدث بينهم من صرعات غالبيتها كانت محدودة وتنافسـية على السـلطة بين المدن والمناطق والعائلات المتـنفذة سـرعان مايعـقبها الصـفاء والوئـام  ، وهي حال لايخلو منها شـعب ، فإن الإندماج القومي بينهم كان سـريعا متواصلا وخيارا ذاتيـا مقبولا ومرغوبـا من الكل ،  بعيدا عن التطهير العرقي والإحتـواء المتـعمد ، والسبب في ذلك أن هذه  المجموعات ذات الأصل السـامي الواحد ، كانت أقرب الشـعوب السـامية إلى بعضها ، فالأكديون والبابليون والآشـوريون يشـتركون في لغة واحدة ( اللغتـان البابلية والآشورية هما لهجتان من اللغة الأكدية ) والآراميون نظرا لقربهم الجغرافي من البابليين والآشوريين فقـد اختلطوا معهم عرقا ولغـة وحياة إجتـماعية إلى حـد بات معهـا من الصعب التـفريق بينهم . . وهـذا الإندماج كان  إمتـدادا من الشـعب وحتى ملوكـه بحيث صارت العائلات  مزيجة من دماء بابلية وآرامية وآشـورية  .
 
    والأمثلة كثيرة ، نورد نماذج منـها : ـ
      زواج الملك الآشوري شمسي ـ أدد الخامس ( الذي حكم من 824 ـ 811 ق . م . ) من الأميرة البابلية سـموـ رامات ( شـميرام ) التي أطلق عليها تاريخ هيرودتس الأغريقي إسـم سـميراميس ، والتي حكمت لمدة أربع سـنوات بعد وفـاة زوجهـا وصية على العرش حتى صار إبنـها الذي كان صغير السـن  أدد ـ نراري الثالث ( حكم حتى 781 ق . م . ) قادرا على إدارة الدولـة  ، والتي عملت على تسريع الإندماج بين البابليين والآشوريين  ونشـر الثـقافة البابلية و عبادة الألـه نابو البابلـي بين الآشـوريين ومن دون أن نجـد إشـارة تاريخيـة على أنـها واجهت  إعـتراضا بابليـا أو آشـوريا أو آراميـا لذلك . 
 
   شـجع الملك الآشـوري تجلاتبلاسـر الثالث ( 744 ـ 727 ق . م . )  عملية الخلط بين البابليين والآشـوريين والآراميين وانـتقالهم للسـكنى معـا حتى غـدت المناطق والمدن  والبلدات والقرى تجمع حاملي الأسـماء الثلاثـة  المندمجين مع بعضهم بحيث أصبحوا أمـة موحـدة ذات لغـة مشـتركة  واحدة وعادات متشـابهة  ، ومن آثار عهده التي وصلتـنا صورة لكاتب آرامي وهو يكتب وثيقـة بالآراميـة  . 
 
   عيـّن الملك الآشـوري سـنحاريب أصغر أبنائـه  أسـرحدون من زوجتـه الآرامية البابلية  ( نقيـة ـ زكوتو  ) وليا للعهد ، وكذلك عيـن أسـرحدون إبنـه الأصغر آشوربانيبال ليكون ملكـا بعـده ،  إرضـاء لأمه ( أم أسـرحدون )  نقيـة التي وصفت بأنها كانت صاحبـة نفـوذ كبير في الدولة الآشـورية  .
 
   كان الكاتب الرئيسي لدى الملكين الآشـوريـين سـنحاريب وأسـرحدون هو الآرامـي أحيقـار الذي كان حكيما شـهيرا ووصلنا من كتاباته قصتـه التي عرفـت بإسـمه والتي كتبها بالآراميـة .
 
    ويرجح الآثاري طـه باقـر ، أن  نبونهيـد  ( حكم من 556 ـ  539 ق . م . )   آخر ملوك العصر البابلي الأخيـر ( الدولة الكلدانيـة ) الذي كان آراميـا مثـل الأسـرة الكلدانية وإن لـم يكن من أفرادهـا ،  كانت والدتـه  من أسـرة آشـورية أرستـقراطية ، مايـدل على أن الأسرة الكلدانية واصلت النهج نفسـه في الإندماج القومـي ( البابلي الآشـوري الآرامي )  .
 
     ولازم هذا الإندماج القومي التوحيـد اللغـوي ، فأنضمت اللهجتان البابلية والآشـورية من اللغـة الأكديـة إلى اللغة الآرامية بسـهولة نظرا لأن اللغـات الثلاث شـقيقات بالإنتماء إلى الأصل السـامي  ، ووقع تفضيل الأختيـار على الأبجدية الآرامية لسـهولتها في لفظها ورسم حروفها قياسـا بالكتابة  للكتابة المسمارية المسـتعملة في البابلية والآشـورية التي كانت تسـتخدم الإشـارات التصويرية  الرمزية الصعبة الكتابة . . وهي اللغة والكتابة التي نسـتخدمها حاليـا  والتي أطلق عليها ( السـريانية ) منـذ  إنتشـار المسـيحية .
 
    واليـوم ، نحن في مرحلة حاسـمة لا سـبيل وسـطا فيهـا ، فإمـا المحافظة على وحدة شـعبنا المتوارثة قومـا  واسـما وصمودا وبقـاء ، وإمـّا التـشـتت والتـفرق والضياع والفنـاء ، وشـتان بيـن الأمـرين . . واللافت أن الكـل يعـترف بأنـنا شـعب واحد ، لكـن على الرغم من ذلك لايـزال البعض يتـهرب من القبول بالإسـم الموحد ، فيصرّ على تسـميات منفردة أو وضع واوات فاصلـة وكأنـنا قوميات متباينة على طريقة ( عرب وفرس وترك و . . ألخ ) وهو نهج عجيب وغريب لايسـتطيع تبريره بأسـلوب مقنع أي  من أصحابـه ، وهو بالحقيقة نهج مذهبي ديني أو حزبي سـياسي يدخل في إطار مصلحة خاصـة ضيقـة .
 
    لكن الأمل يتصاعـد بغلبـة الخيـر لأمتـنا ، فإن دائرة التـفرق تضيق بسـرعة وفي المقابل تتسـع دائـرة صيانـة الوحدة والإتـفاق على إسـمها الموحد ، فإضافـة إلى المـد الجماهيري الوحدوي لشـعبنا واتـفاق المثـقفين من شـعبنا على رفع أصواتهم وإصدار بيان يدعو إلى العمل المشـترك من أجل كل مايرسـخ وحدة شـعبنا ( الكلداني الآشـوري السرياني ) وإلتـزام إسـم موحد جامع شـامل لـه  ، فإن جهـات دينـية وسـياسية ذات شـأن  بـدأت بالتحـرك  في مجالات مهمـة لتبني إسـم موحد لشـعبنا خـال من الواوات وكل أشـكال التـفرقة في الدسـتورين العراقي والكردسـتاني ، إضافـة إلى تمتـع أصحاب هـذا الإسـم في سـهل نيـنوى وتجمعاتـه السـكانية الأخرى بالحكـم الذاتـي  ، وهو مايؤكـد وعـي شـعبنا في إلتـزام حقوقه وصيانة أرضـه ودياره ومسـتـقبله وصولا إلى شـاطئ السلامة والديمومة جغرافيا وتاريخيا واجتماعيا وحضاريا وثـقافيا ولغـويا ودينـيا وإنسـانيا .
 
   وفي الإتـفاق على   الإسـم الموحد ومنطقـة حكمـه الذاتـي ، يبـرز الوفـاء لشـعبنا ووحدته ، والـذي يتطلب من كل طرف تقـديم تنازلات وصولا إلى نقطة التـلاقي والتـوافق ، وهي بجمع الأسـماء المتداولة الثلاثـة كلداني آشـوري سـرياني في إطار واحد ، بأي ترتيب كان ( كلداني آشـوري سـرياني ) أو ( كلداني سـرياني آشـوري ) أو ( آشـوري سـرياني كلداني ) . . ألخ لأن الترتيب ليس مهما وإنـما المهم أن تكون الأسـماء بين قوسـين وخاليـة من الواوات الفاصلـة بيـنها .
 
   هـذا الإسـم الموحـد يصـون كل التسـميات المتداولة ولايبخـل حق إحداها ، ويحتـرم كل القناعـات ، أنا مقتـنع بأن قوميتي آشـورية ( وأن الكلدانية بالنسـبة لي هي تسـمية مذهبية دينية مصدرها ابتـدأ عام 1447 عندما وجـّه البابا أوجين الرابع اهتمامه نحو تحويل أتباع الكنائس الشرقية إلى الكاثوليكية ) ، بينما آخـر يناقض رأيي مقـتنعا أن الكلدانية قومية وهكذا بالنسـبة للسريانية أيضا ،  وغيـرنا يصـرّ  على التسـمية الموحـدة ( الكلدوآشـورية ) (  بلغة سـريانية ) التي أقـرها المؤتمر العام الكلداني السرياني الآشوري المنعقد في بغداد للفترة من 22 ـ 24 تشرين الأول 2003 ، ومع أنـني لاأعارض هذه التسـمية لأنها وحدوية لكنني في الوقت نفسـه لاأجـد ضررا من إسـتبدالها بتسـمية وحدوية أخرى مادام ذلك يحظى بقبـول أوسـع  . .
 
    ومع كـل ماتقـدم فـإن الدخـول في جدال بين الآراء والقناعات يزيد الهـوة إتسـاعا بيـننا وما يتبـع  ذلك من نتائج ضـارة بالكـل . . إذن مادمنـا جميعا نبدي قناعـتـنا  بأنـنا شـعب واحد  ، فإن قضية وحدتـنا لـم تعـد مشـكلة ، وإنمـا المشـكلة لاتـزال في الإتـفاق غلى الإسـم الذي يجمعـنا كلنـا ، إسـم نرتضي به ونسـتخدمه في كل المجالات الرسـمية وعلاقاتـنا مع غيـرنا ، وفي الوقت نفسـه لايرغـم أحـدا على التخلي في مجالاتـه الخاصة عمـّا يرتأيه من خصوصياته بمـا فيـه الإسـم المنفـرد ، شـريطة أن ينحصر ذلك ضمن الإطار الخاص لا غيـر .
 
    والموضـوع معروض للحـوار وتبادل الآراء بين الأخوة الحاضرين   ، بمـا يشـبه الزهور الرائعـة الألوان والزكيـة الشـذى ، التي تحتضـنها روضـة حديقـة واحدة  ، هي  روضة شـعبنا الكريـم . . وشـكرا جزيلا لجمعية الثـقافة الكلدانية في عنكاوا التي جمعتـنا في هذه النـدوة الجليلـة .
 
   ملاحظـة : تـم توزيـع الإعـلان  أدنـاه خـلال النـدوة : ـ
 
اعلان المثقفين من الشعب
 
( الكلداني الاشوري السرياني)
 
       نحن المثـقـفين من ابناء شـعبنا الوارث للحضارات الأكدية الاشورية الكلدانية الارامية ، والمواصل لأمجاد الرها ونصيبين ، والسائر على خطى الاجداد والآباء في صيانة الامانة المصيرية لشعبنا في الصمود والبقاء والوحدة والتمسك بالديار والارض والبلدات والقرى في سهل نينوى وما جاوره شرقا وغربا وشمالا ، والحفـاظ على اوثـق العلاقات مع الجيران من الشعوب والاقوام الاخرى . . نرفع أصواتـنا عاليا ً مؤكدين اننا على نهج الآبـاء والاجـداد في الاخـوة والعمل المشترك بيننا في سـبيل كـل ما يرسخ وحدة شـعبنا ( الكلداني الاشوري السرياني ) والتـزام اسـم ٍ موحـدٍ جامـع ٍ شامـل ٍ له ، رافـض ٍ كل اشكال التسميات المنفردة والفواصل ومايثـير الانقسامات ويسـبب الصراعات والتكتلات واستغلال الشـؤون القومية في المنافسات السياسية والمذهبية والمكاسب المصلحية للجماعات والافراد .
 
       ونـؤكد ، نحن المثـقـفين ، إلـتـزامنـا الكامل بمذاهبنا الدينية ومسمياتها ضمن اطارها الخاص ، واحترامنا للافكار والعقائد السياسية واحزابها وتنظيماتها ولكننا في الوقت ذاته نحرص على بقاء الامور القومية بعيدة عن الاجتهادات المذهبية الدينية ومنفصلة عن المواقف السياسية وتقلباتها وعلاقاتها الخاصة بها ، ولهذا يقتضي ان تعمل قيادات المذاهب ضمن اطار واجباتها الدينية ، وان تنصرف التنظيمات السياسية الى الكسب الجماهيري من خلال الترويج لافكارها وعقائدها الخاصة ، وان يلتزم الجميع بالحصانة القومية لشعبنا ، القائمة على التاريخ والتراث واللغة والتقاليد الاجتماعية والمصير المشترك والتي تواصلت متناقلة عبر العصور بحسب مسيرتها الخاصة المسـتـقلة ، غير متاثرة بما حصل من تبدلات مذهبية دينية واستقطابات سياسية عراقية ودولية ، سواء تلك التي تأثـر بها شعبنا أو التي تشكلت ضمن مجالاته الخاصة   .
 
    وازاء ضرورة تكاتف كل الخيرين الحريصين على سلامة قوميتنا ونقائها من الشوائب وصيانة وحدة شعبنا ، فانه حان الأوان ليتحمل مثـقـفو أمتـنا مسؤولياتهم في هذا المجال المصيري ، قولا وعملا وصيانة و وفاء ، سواء كان هؤلاء المثـقـفون من المستـقلين او العاملين في مهمات دينية أو المنتمين الى فئات سياسية ، وان ينحصر همهـم فقط خلال عملهم القومي ، بما يفيد شعبنا بكامله سليما موحدا قويا ضمن امكاناته الخاصة ومشاعره المصيرية المتضامنة ، وذلك من دون طرح اي شأن اخــــر  . 
 
           واننا نعتبر هذا الإعلان ، الخطوة الاولى باتجاه تحركات عملية مدروسة وقائمة على اللقاءات وتبادل الاراء والتفاهم الكامل وصولا الى عـقد مؤتمر للمثـقـفين بمشاركة ممثلين من كل الاطراف الدينية والسياسية والاجتماعية يضـع الاسـس الصائبة المقبولة من الغالبية ، اذا تعـذرهدف الاكثرية ، بما يصون وحدة شعبنا واسـمه الواحد وسلامته المستقبلية وشـموخه راسـخا بكل ما يوفره له حقه في التاريخ والارض وادارة شؤونه الذاتية والمشاركة الاخوية مع الشعـوب والاقوام الاخرى التي يعـيش معها في الوطن الواحـــد .
 
      ترسل الموافقات مؤقتـا الى :
 
1  ـ   الفنان والشاعر لطيف بولا
 
latifpola@yahoo.com
 
2  ـ  الكاتـب باســم روفـائيـل basimrafael@yahoo.com
 
المـثـقـفون من الشعب (الكلداني الآشوري السرياني)
 
( التواقيع تعبر عن مواقف شخصية )[/b][/font][/size]