المحرر موضوع: قطر والسعودية وراء تحريف مسار الثورة السورية  (زيارة 567 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عمانويل ريكاني

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 147
    • مشاهدة الملف الشخصي
قطر والسعودية وراء تحريف مسار الثورة السورية
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني /العراق/استراليا
تعتبر الثورة السورية زهرة في بستان ثورات الربيع العربي أندلعت منذ ما يقارب السنتين وفي أجواء مشحونة بالأضطرابات وعدم الأستقرار في المنطقة العربية.نزلت الجماهير الى الشوارع لها مطاليب محددة ومشروعة وأهداف واضحة وشفافة وهي الأصلاح السياسي والأقتصادي والأداري وبطريقة سلمية وأسلوب حضاري لتحقيق غاياتها المنشودة.ولم يكن للشعب البرئ أي نية في قلب نظام الحكم وتغيير رئيس الدولة هذا ما كانت تقوله شعاراتهم وتوحيه اللافتات التي كانوا يرفعونها لم يكن فيها مكان للعنف أو حتى التفكير فيه.لكن ما الذي جعل هذه الثورة تنقلب رأسا على عقب وتصطبغ باللون الأحمر ويصبح العنف فيها سيد الموقف وتتحول الى دموية خمس نجوم ؟
قبل الأجابة على هذا السؤال هناك حقيقة يعرفها الصغير والكبير وهي لا يمكن فصل أو عزل ما يحدث في سورية عن ما يجري في المنطقة بأسرها لا بل وفي السياسة العالمية برمتها لأن هذه الأحداث حجر في بناء ستراتيجية الدول الكبرى وجزء من المشروع الطائفي التي أبطاله ايران وسعودية.فمنذ نجاح الثورة الأسلامية في ايران 1979 وصعود خميني على منصة الحكم وسقوط الشاه كان هدفها الأساسي والجوهري هو تصدير الثورة الى دول الجوار وكان العراق على رأس هذه الدول لأسباب جغرافية ومن ثم النسبة العالية لعدد الشيعة فيه وكانت أفتتاحيتها هي شن حرب على العراق 1980-1988 حصدت أرواح آلاف البشر من الطرفين وخسارة مليارات الدولارات وتدمير البنى التحتية وعندما توقفت الحرب عن مضض بالنسبة لخميني قال قولته الشهيرة ان تجرع السم أهون عليه من هذا القرار وهكذا لم يستطيع ان يحقق اهدافه العدوانية والتوسعية.وعند العدوان الاميركي على العراق 2003 كانت فرصة تاريخية لأيران ان تحتل العراق من خلف الكواليس من خلال الاحزاب الدينية الشيعية الموالية لها أو عن طريق تغلغل الحرس الثوري وأضعاف المكون السني بالقتل والأغتيالات والتهجير والمؤامرة .وهكذا تم تشييع العراق بعد أستبعاد السنة وباقي الأقليات من مراكز القرار وتصفيتهم جسديا وتحطيمهم معنويا فديمقراطيتهم شكل بلا مضمون قشر بلا لب أنها لا تشتعل ولا تساعد على الأشتعال لأن جيناتها طائفية .ان هذا الحلم التاريخي للشيعة في السيطرة على العراق كان صفعة لا تنسى في وجه السنة وجرح لا يندمل فأضافت رصيد جديد الى الكراهية التاريخية التي بينهم .لكن الدول السنية لم تسكت لذلك حاولت وعلى رأسها قطروالسعودية وقف المد الشيعي والزحف الفارسي في المنطقة بكافة الطرق وكل الوسائل فأذا كانوا عاجزين عن أسترداد العراق أقلها الآن سيجربون حظهم في سورية العلوية ليحولوها الى سنية كي يخرجوا بالتعادل أفضل من الخسارة وهذا لن يتم إلا بتشويه وجه الثورة السورية وتغيير مسارها من وطنية لا فرق فيها بين الاسود والابيض الى مذهبية سنية وتم زج آلاف المجاهدين والأرهابيين وتسليحهم بأحدث الأسلحة وضخ مليارات الدولارات بين الابرياء من الشعب وقاموا بأعمال أجرامية نسبوها الى الحكومة وأرغموا الناس على السلوك مسلكهم وإلا مصيرهم الموت الزؤام كما هو منهجهم في كل مكان وحرضوا الناس ضد النظام وحركوا المجتمع الدولي عليه وآخرها كان قضية استخدام السلاح الكيمياوي نحن لا ندافع عن بشار الاسد فهو دكتاتور مثل غيره لا يختلف عنهم إلا بالأسم لكن نتأسف ونحزن على الشعب السوري العظيم الذي جرى له ما جرى لشقيقه الشعب العراقي الذي مثله كان ضحية الصراعات المذهبية والمصالح الدولية وطالته يد الأرهاب التي لا ترحم فالناس عندهم كأسنان المشط سواسية للقتل والذبح والأغتصاب لا فرق عندهم بين أعجمي وعربي رجل وأمرأة طفل وشيخ جامع وكنيسة أنهم اللسان الناطق لعقائدهم الظلامية المزيفة وأمناء سر لأفكارهم السوداوية الكاذبة .ان قطر والسعودية تدعم الفكر التكفيري المدمر وتمهد لأنتشاره في كل مكان لأنه كلما أنتشر هذا الفكر المتخلف بين الناس زاد كرسي الحكم صلابة فهو لهو كالغرة .أنها حقا أمة ضحكت على جهلها الأمم وكانت خير أمة أخرجت للناس تعمل بالمنكر وتنهى عن المعروف.
Emmanuell_alrikani.blogspot.com