المحرر موضوع: هل سينقذ إجتماع البطريرك ساكو – مع الزائر الرسولي وكهنته – الكلدان في اوروبا من الضياع  (زيارة 3609 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
هل سينقذ إجتماع البطريرك ساكو – مع الزائر الرسولي وكهنته – الكلدان في اوروبا من الضياع

ليون برخو
جامعة يونشوبنك
السويد


توطئة

يبدو ان كنيسة المشرق الكلدانية بدأت تشق طريقها في العراق بخطى واثقة صوب حاضر ومستقبل أفضل رغم التركة الثقيلة والصعاب الجمة الناجمة من الوضع السياسي غير المستقر الذي يتغلبه العنف والإرهاب في بلد الأجداد والهجرة المستمرةالتي قد تأتي على نهاية وجودنا على أرضنا.

والدليل على نهضة هذه الكنيسة المشرقية العظيمة المجيدة في العراق كانت زيارة البطريرك لويس ساكو لشمال الوطن لا سيما أبرشية العمادية وزاخو في محافظة دهوك. فبعد غياب طويل يعيد  جاثاليقنا المحبوب الدورالحيوي لهذه الكنيسة كونها كنيسة الوحدة ،كنيسة مسكونية جامعة تتسامى على الفروقات المذهبية والطائفية والإثنية والقومية بين افراد الشعب الواحد ابناء وبنات كنيسة المشرق المجيدة.

وانا شخصيا تتبعت الزيارة ليس من خلال التغطية الإخبارية المملة البعيدة كل البعد عن المهنية الصحفية التي نقلها لنا المتحث او الناطق الإعلامي بإسم البطريركة. أستقيت معلوماتي من خلال الهاتف ومواقع التواصل الإجتماعي لأبناء شعبنا بألوانهم المختلفة وتبين اننا امام ظاهرة فريدة  في تاريخ شعبنا حيث رأى الكلداني والأشوري والسرياني ان القادم بطريركهم وكذلك فعل رجال دينهم.

وكان البطريرك عند حسن ظنهم بخطابه الوحدوي الذي تجاوز كل الخلافات التي تعصف بنا مذهبية كانت او إسمية. وفي كل نشاط قام به تقريبا اراد ان يكون بجانبه اساقفة من الأطياف المختلفة لشعبنا وجعل من زيارته زيارة جامعة مسكونية لكل ابناء شعبنا وليس فقط رعيته من الكلدان.

وسَمِعته  يقول نحن شعب واحد وكنيسة واحدة ولا فرق بعد اليوم بين الكلداني والاشوري والسرياني – خطاب ما احوجنا إليه في ظرف مصيري كالذي نمر فيه. وسمعته وهو يدعو اهلنا في المنطقة إلى الحفاظ على لغتهم وتقاليدهم وثقافتهم.

ماذا عن اوروبا

في اوروبا الوضع يختلف.وبالصراحة والجراءة  التي يعرفها عني القراء اقول إن مقولة: " حارة غوار الطوشي كل من إيدول إلو" التي اطلقتها قبل اربع سنوات لا زالت قائمة دون تغير على الإطلاق.

التغير الكبير الذي حصل كان تنصيب المطران رمزي كرمو زئرا رسوليا على الكلدان في اوروبا وعداه فإن الوضع في تقهقر وهناك خطورة كبيرة ان نضيع ككلدان ومعنا هوية كنسيتنا  المشرقية الكلدانية.

والهوية كنسية كانت او غيرها كما يعرّفها فلاسفة وعلماء اليوم (رابط 1) تتعلق بالأرض واللغة. الأرض خسرناها نحن الذين في الشتات ولم يبقى امامنا غير لغتنا التي تضم في ثناياها ليتورجيتنا وثقافتنا وادابنا وفنوننا الكنيسة وغيرها. هذه كلها في خطر الزوال إن لم نستلحقها.

تعين المطران كرمو منسقا لشؤون الكلدان في اوروبا جاء في محله.  فالمطران مشهود له حبه لمشرقية كنيستنا وليتورجيتها وأدابها وفنونها ولغتها ونحن ننتظر الكثيرمنه.

الشعب والكنيسة التي لا ماضي لها ولا تستند عليه لفهم  حاضرها وإستيعابه وجعله بلغته وثقافته وفنونة وسادة للإنطلاق صوب المستقبل تندثر وتضيع بين الأمم.

إجراءات لا بد منها

شخصيا انا على إطلاع تام على الكثير مما يجري في اوروبا بمجملها وليس السويد فقط. وأنا اضع هذه النقاط في الإعلام 1) كي يطلع عليها ابناء شعبنا من الكلدان و 2) كي يشبعونها نقاشا لا سيما وان البطريرك لويس روفائيل سيجتمع قريبا بالزائر الرسولي وكهنته في اوربا على الأرجح في مطلع أيلول.

والبطريرك له أسلوبه الخاص في الإدارة. حيث يجتمع اولا مع المسؤول  المباشر والكهنة كل على حدة ويستمع إليهم واحدا واحدا ومن ثم يجتمع بهم سوية. وهذا ما فعله في إجتماع سابق الذي ضم الزائر الرسولي السابق والكهنة.

وبالطبع هناك قصور كبير في التمثيل لعدم تواجد تمثيل حقيقي لنا نحن الكلدان لا في الإجتماع الأول ولا في الثاني حيث سيتغيب عنه اي ممثل لعامة الشعب من المؤمنين وسيقتصر على الإكليروس وهذا خطاء في رأي.

وهذا السبب بالذات دعاني إلى كتابة هذا المقال لأننا نحن عامة الشعب المعنين، والإكليروس – مع إحترامي لدرجاتهم – لا يمثلوننا لأن عدم الرض ظاهر على العيان من خلال سيل من المقالات لم ينقطع عن ممارسات مدانة وتصرفات مرفوضة.

ماذا نتوقع

من خلال قرأتي ووجودي في اوروبا ارى ان الكثير من الكلدان يتوقعون قرارات حاسمة وليس إجتماع عابر يعود الإكليروس إلينا وليس في جعبتهم غير "يهديكم البطريرك تحياته." بما أننا لسنا في عهد جاثاليق عادي، جاثاليق وبمدة قصيرة شق طريق للكنيسة برمتها في العراق وليس كنيسة المشرق الكلدانية وحسب، من حقنا ان نتوقع قرارات حازمة لا سيما في الأمور التالية.

الليتورجيا

الوضع الحالي مأساوي. اليوم حتى الصلاة الربانية التي نفتتح بها القداس صارت مسألة خلافية لا نعرف هل نرتلها كما اتتنا من اباء الكنسية او حسب وهز ونفسية الكاهن. واحد يختصرها إلى النصف ولا يكملها واحد يلغيها ولا يبدأ القداس بها. اما القداس فكيفي في اغلبه من حيث اللغة  والترك والإضافة. فهذا له طلبات قد أعدها من تلقاء نفسه وذاك له ترجمته الخاصة وهذا له لغته الخاصة.

اما كتاب الصلوات -  صلوثا دغوا – فهذا حدث ولا حرج. هناك من لا يعترف به أساسا. هناك من يقول انه تم إلغاؤه وهناك من يقول انه تم إختصاره وهناك من يقول غير ذلك. وهناك أيضا من الكهنة والأساقفة من أعد كراسات وطبعات خاصة به دو أذن من الرئاسة او السينودس والأغرب هو ان يكون لدى كاهن واحد كراسات عديدة لليتورجيا الخاصة بنشاط او سر محدد  مثل العماذ وهناك من ذهب بعيدا وترجم  إلى العربية على راحته وبلغة ركيكة مليئة بالأخطاء لغوية وغيرها ...

كيف يجوز وبحق السماء ان يكون وضع كنيسة بعظمة كنيسة المشرق الكلدانية صاحبة أرقى واسمى ليتورجيا في المسيحية بأجمعها بهذا المستوى حيث لا كتاب للصلاة فيها ونحن نأتي إلى الصلاة ولا نعرف ماذا سنرتل وماذا سنقول؟ هذا لا يحدث حتى على مستوى الصف الأول الإبتدائي في أي مدرسة حيث هناك منهج والمعلم والتلاميذ عليهم ممارسته وتنفيذه.

الروزنامة الطقسية

هنا أشير إلى مسألتين مهمتين:

الأولى تخص الروزنامة ذاتها. في الفترة السابقة، كان بإمكان أي قس طبع روزنامته الخاصة وبيعها والحصول على اثمانها ووصل الأمر إلى درجة ان البعض وضعوا صورهم على غلافها.

هذه السنة اطلب من كل الكلدان في اوروبا رفض لا بل تمزيق أي روزنامة يتم طبعها وتوزيعها عليهم دون رخصة واضحة من البطريركية او الرؤساء. لنحزم امرنا ولو مرة واحدة.

الأفضل ان لا نقبل أي روزنامة غير الروزنامة البطريركية. ندفع ثمنها ونحن ممنونين ومهما كان كي يودع ريعه للكلدان والبطريركية في العراق وبالعملة الصعبة. وما أحوج إخوتنا في العراق لهذا المال ونقطع بذلك دابر المستفيدين ومحبي المال والظهور.

النقطة الثانية ربما أهم من النقطة الأولى. الروزنامة الطقسية من حيث الممارسة ماتت ودفنت منذ زمن بعيد في اوروبا وربما  في أماكن أخرى ايضا. وأذكر هنا هذا الشهر (اب) فقط  حيث كان فيه عيد التجلي وتذكار سيد شهداء كنيستنا المشرقية مار شمعون برصباعي وعيد العذرا مريم (شونايا) وبعده مر تذكار الشهيد قرداغ وغيره ولم  نحتفل بهم او نصلي او نقدس تذكارا لهم.

اللجان الكنسية

نأمل قرارا حازما في هذا الشأن. إما ان تكون القرارت المتخذة فيها ديمقراطية أي بأغلبية الأصوات او إلغائها فورا. الوضع الحالي يشير في كثير من الأحيان إلى دكتاتورية شمولية، اي الكاهن هو صاحب القرار والكل في الكل. وهذا خطأ.

[i]الشؤون المالية[/i]

أمل ان  يتم إبعادد الإكليروس كليا عن المسائل المالية شريطة منحهم رواتب مجزية تقدم لهم مستوى معاشي جيد.

دور العلمانيين

الكنيسة ليست فقط الإكليروس. إما كلنا كنيسة او ليس هناك كنيسة. إذا ما هو دور الشمامسة؟ وما هو دور المؤمنين وهل لهم حق في إبداء الأراء وكيف؟

ما هي هويتنا؟

هويتنا الكنسية مشرقية كلدانية تتمثل في لغتنا الساحرة وليتورجيتنا وفنونا وثقافتنا الراقية. هنا لا أخفي شخصيا أنني أتقاطع في بعض التوجهات حتى مع رئاسة الكنيسة. في اللحظة التي نفتقد فيها لغتنا وثقافتنا وادبنا الكنسي المشرقي إقرأ على هويتنا الكنسية والقومية السلام. هذا ليس رأي. هذا رأي العلماء والفلاسفة وهذا ما لا تقبل ان تسغني عنه حتى الكنيسة السويدية الكاثوليكية التي بالكاد يتجاوز اتباعها بضعة الالاف ونحن الكلدان أكثر منهم عددا ولكن اقل منهم بكثير إكتراثا بهويتنا.

بضع عشرات من السويدين الكاثوليك يتشبثون بلغتهم وثقافتهم وفنونهم ولا يتازلون عنها امام مئات من الكلدان الذين يحضرون معهم. لو حضر سويدي واحد في كنيستنا لغير كهنتنا ليس اللغة بل حتى الفنون والأداب والثقافة من أجله. هذا حدث عندما إقتحم التعريب معاقل كنيستنا.

التفسير الفلسفي لهذه الظاهرة

يناقش الفلاسفة المعاصرون منهم فوكو وهبرماس وفيش وسعيد ظاهرة الإستشراق من خلال تحليل الخطاب ويؤشرون ويبرهنون كيف حاول ويحاول المستشرقون الغربيون بكافة فئاتهم مدنية وكنسية فرض ثقافتهم وألفاظهم وطرقهم على الأضعف منهم. وهناك مصطلح متداول في الأروقة الأكاديمية وهو: "الأمبريالية الثقافية" يحاول بواسطته الأقوياء فرض ثقافتهم على الضعفاء.

هذاحدث وما زال يحدث من خلال حملات التبشير الغربية التي هدفها كان ولا يزال جعلنا مسيحيين (وكأننا كفرة) ولكن حسب الفاظهم ولغتهم وثقافتهم. وحدثت مأسي كبيرة في الماضي من جراء هذه السياسية. ولكن يجب ان نعلم ان هناك تغير كبير حدث في النظرة للأخر لاسيما لدى الفاتيكان حيث التوجه اليوم هو عكس الماضي، اي العمل على ان يحافظ الشرقيون على كل ما لديهم كما يرونه هم وليس كما تريده روما او غيرها.

وهذا التوجه الجديد يسمح لنا ان نقول وأن نمارس لغتنا وليتورجيتنا وطقوسنا وأزيائنا حسب لغتنا وثقافتنا وتقاليدنا وفنونا ويسمح لنا ان نُخرج ما تم إقحامه من ثقافات دخيلة وأجنبية، أي نحن الكلدان يجب ان نعلم اننا لسنا  لاتين. نعم نشترك معهم في تبعيتنا للكنيسة الجامعة التي يرأسها أسقف (بابا) روما. ولكن اللاتينة ثقافة وليتورجيا وطقوس وأزياء ولغة وتاريخ واعلام وقديسين وغيرهم والكلدانية أيضا لغة وثقافة وليتورجيا وطقوس وتاريخ وفنون واعلام وأزياء وقديسين وغيرهم.

 لماذا إذا لا يقبل اللاتين تغير حرف مما لديهم من أجلنا او إقحام حرف مما لدينا في ثقافتهم وليتورجيتهم ونحن نفتح الباب على مصراعية لهم. هل تعلمون ان هذا يعارض الدساتير التي وضعتها الكنيسة الجامعة (الفاتيكان) في القرن الماضي حيث ترفض إقحام الثقافة الغربية بأي طريقة كانت بالطقوس الشرقية وتدعو لا بل تفرض على الشرقيين من الكاثوليك الحفاظ والإلتزام بكل ما لديهم. وسأعود إلى هذا الموضوع الحساس والمهم في مقال قادم بعون الله.

عدد الكهنة

عدد الكهنة غير كاف. الكاهن الواحد يخدم عدة مدن والخدمة تقتصر على قداس مرة او مرتين في الشهراو اقل حيث  ان الكلدان منتشرين في بقاع وامصار ومدن وقصبات وقرى. ومن هنا علينا العودة إلى الجذور والأصالة والعودة تشرّعها لنا دساتير الفاتيكان ذاته. وهنا ادعو البطريرك لويس روفائيل إلى رسامة شمامسة متزوجين كهنة كما كان يفعل اجدادنا وكما فعل هو نفسه عندما كان رئس أساقفة كركوك وكذلك إلى رسامة شمامسة إنجيلين يمنحون الصلاحيات الممنوحة لأقرانهم من اللاتين لمساعدة الكاهن والقيام بالمراسيم والصلوات والنشطات التي تجيزها لهم دساتير الفايتكان.

وأخيرا

اضع هذه النقاط امام ابناء شعبنا من الكلدان في الشتات وامل ان يشبعوها نقدا ونقاشا بناءا  والبطريرك في طريقة لعقد هذا الإجتماع المهم ونحن لنا زائر رسولي جديد. وامل ان يشاركنا في النقاش ابناء شعبنا من المكونات الأخرى من الأشوريين والسريان وغيرهم لأننا شعب واحد وكنيسة مشرقية مقدسة رسولية جامعة واحدة.  اقول هذا وانا اعلم ان البطريرك لا تفوته قراءة أي مقال يخص كنيسته وشعبه وهو يتفاعل معه حتى وإن تقاطعنا مع افكاره وتوجهاته.

رابط 1

أنظر Roger Scruton الفيلسوف والمؤرخ البريطاني المعاصر

http://www.rogerscruton.com/articles.html

http://www.bbc.co.uk/news/magazine-23810527

http://roger-scruton.blogspot.se/



غير متصل جاك يوسف الهوزي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1114
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ  ليون برخو المحترم
أتفق تماماً مع كل الآراء والمقترحات البناءة التي طرحتها لتطوير وتفعيل دور الكنيسة الكلدانية في أوروبا. لقد آن الأوان لتجاوز مرحلة الفوضى والمزاجية لدى البعض من الأكليروس والعلمانيين أيضاَ وتبني برنامج واضح يتحدد فيه دور كل فرد في الرعية إبتداءاً من الكاهن الى آخر شخص ينتمي إليها.


تحياتي

غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
السيد برخو المحترم : تعلم بموقفي ورأي في الكثير من هذه المواضيع وسوف لا اناقشها او اتحدث عنها هنا ولكنني سأيدك هذه المرة وسأضيف نقطة اخرى وهي ان تُرشح نفسك في منصب كنسي كبير حتى لو كان في منصب البطريرك واني سوف اذهب بصوتي لترشيحك .. صادقاً ..مع كل التحية

غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
انا لحد الان افشل في فهم هذا التركيز المتكرر على اللاتينية وما هو المقصود بها.

اولا: اللاتينية هي لغة الفلسفة والعلم. وكل المصطلحات الطبية مكتوبة باللاتينية من اجل توحيدها في اوربا, والعالم بالطبع يتبناها لان ليس هناك نظرية واحدة في العالم هي غير اوربية. وفي كل مرة يظهر مصطلح جديد يقوم العلماء بتسميته باللاتينية لانهم يعتبرونها لغة راقية ولا يستعملون المصطلحات باللغات المتدوالة المحلية. فهل هناك من يستطيع ان يرفض اللاتينية؟ اذا نعم فمن الافضل ان يدقق هكذا شخص في كل مصطلح يستخدمه فيما اذا كان اصله لاتيني ام لا واذا كان لاتيني فعليه ان لا يستعمله كطريقة فعالة لمحاربة الاستعمار الثقافي.

بالنسبة الى لغتنا الام فهي كانت قبل دخول الاسلام في منطقتنا مثل الانكليزية ذو اهمية كبيرة ومنتشرة ايضا تجاريا. وكانت كنائسنا ليست فقط لعمل القداس وانما كانت مدارس ومستشفيات نشرت الفلسفة والعلم والطب. ولو لم يدخل فيها الاسلام لكانت لغتنا هذا اليوم اهم لغة في العالم ومنطقتنا من اكثر المناطق تطورا علميا. في هذا اليوم يحاول بعض الحاقدين في اوربا بتسمية كل منجزات اجدادنا بانها منجزات عربية واسلامية كطريقة لرفع شأن المسلمين في اوربا, هذا وهم يعلمون بان اللذي جرى هو ان اجدادنا قاموا بانفسهم بترجمة كل كتبهم الى العربية وان المسلمين فقط نقلوها الى اوربا اثناء محاولاتهم لتوسيع غزواتهم. وفي المستقبل عندما يتضائل اعداد الاوربين وتحل محلها لغات عربية وتركية خاصة وان هناك توجه الى ادخال لغات العرب والاتراك في المدارس لرفضهم الاندماج فانهم في المستقبل سيعتبرون بان مكتشفي المحركات والسيارات كانوا ايضا مسلمين.

ولا ننسى ايضا بان الترجمة المعاكسة من اللاتينية واللغات الاوربية المحلية في الشرق الاوسط تمت علي ايدي مسيحين وايضا في الكنائس حيث ظهرت اولى المطابع.

صاحب الشريط يريد توجيه الانظار بشكل متقصد كما يبدو من ان ضياع اللغة لم يكن سببه الاول الغزو الاسلامي واعتبارنا اهل الذمة وفرض الجزية وفرض العربية لقرون طويلة وانما المسؤولية تتحملها كلها ولوحدها المؤوسسة اللاتينية.

هذا لو ان الاسلام كان قد جاء معه بالعلم والتطور والديمقراطية لكنا قد سكتنا عن بعض انتقاداتنا ولكنه يزيدنا تخلفا. بينما اللاتينية حيث انتشرت امتصتها الشعوب والان لا احد هناك يعترض عليها لانهم يعتبرون اوضاعهم افضل من الماضي.

ثانيا: في الكنائس في اوربا هناك ايضا توجه للاعتماد على اللغات المحلية المتداولة بدلا من اللاتينية لانهم يفهمونها بشكل افضل من اللاتينية, فلماذا يغيرونها عندهم وسيفرضونها على غيرهم.

ثالثا: الكنائس في اوربا تبرعت باكثر من كنيسة للمسيحين الشرقين وخاصة للعراقيين وذلك لكي يتم جمع شملهم, والسبب الاقوى هو لعلمهم باننا نملك لغة ام تحدث بها المسيح, وانا في زيارة لي لاحدى المناطق ارادوا تقبيل حذائي عندما عرفوا بان لغتي الام هي نفسها لغة المسيح. فهل يعقل ان يطالبوا بالقضاء على لغة الام للمسيح؟

رابعا: غبطة البطريرك مار لويس ساكو لا يستطيع اجبار احد بان يتعلم لغته الام, وحتى اي معلم لا يستطيع اجبار احد من الطلاب ان يتعلم الرياضيات اذا كان الطالب غير مستعد لهذا. التعلم هو ارادة الشخص نفسه. هذه الارادة ضعفت براي بسبب التعريب الذي استمر طويلا ومن ثم الهجرة المستمرة, فالعديد من ابناء شعبنا في الخارج اصبحوا يحسون بان لا مكان لهم بعد الان في الشرق الاوسط ويحسون بان هناك بالفعل مخطط لاخراجهم كلهم من الشرق الاوسط. المشكلة الاخرى هي عدم وجود مواد تعلم مثل اللغات الاخرى , في الانترنت لا يوجد اكثر من تعلم الحروف الابجدية. بالطبع على الجميع بالرغم من هذا ان يحاول تعلم لغة الام حتى وان كان خارج الوطن. اليهود كانوا يملكون هذا الحس والارادة ولكن شعبنا لايملكها لحد الان. لهذه الاسباب فان الانتقاد المفترض ان يوجه الى ابناء شعبنا بالدرجة الاولى. وانا اتوقع بان الجميع سيندم على ضياع لغتنا ان تم اهمالها.

كاتب الشريط ينطلق اذن من افتراضات خاطئة من ان بمقدور غبطة الطريريك ان يجبر كل شخص من ابناء شعبنا .

هذا الافتراض الخاطئ يعطي انطباع خاطئ ايضا لدى القارئ, فالقارئ يظن هنا بان المشكلة ليست في مسؤوليته في تعلم لغته الام وانما المشكلة يتحملها الكهنة بانفسهم ولوحدهم. في هذه الحالة فان النتيجة ستكون سلبية اكثر ولهذا السبب فانني لا اجد ولا حتى سطر ايجابي واحد في المقال اعلاه.



غير متصل وديع زورا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 290
    • مشاهدة الملف الشخصي

الاستاذ ليون برخو المحترم

اقتباس من مقالتك
يبدو ان كنيسة المشرق الكلدانية بدأت تشق طريقها في العراق

نلاحظ للاسف الشديد في مقالتك تغيير اسم الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية المتداول رسميا وشعبيا الى كنيسة المشرق الكلدانية وتحذف الكاثوليكية ، بهدف ان يتقبل القراء التعامل بها دون اي ضجة او حتى اعتراض ، لغايات معروفة ولم تعد خافية على احد.
اتمنى على الاخوة والاخوات الا ينساقوا وراء المسميات التي لا تمت للحقيقة والواقع الراهن باي صلة.
 

غير متصل شوكت توســـا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2262
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تحية واحترام للمشاركين وفي مقدمتهم الأستاذ ليون برخو كتاب المقال

كي اكون صادقا وامينا مع نفسي اولا ثم معكم يا إخوان,,,,,
وأنا أقرا مقالتكم التفصيليه هذه والمركزه في معلوماتيتها,  علاوة على مقالات سابقه اخرى  ملفته  بخميرتها  , مما يثير اعجابي  بقدرتكم واهتمامكم  المتعمق في  الشؤون الكنسيه, اثناء قراءتي لهذا المقال طفرت الى ذهني بشكل انسيابي فكرة ترشيحكم  من قبل البطريركيه لمنصب علماني ورافد استشاري لبرامجها المستقبليه.
وعندما انهيت قراءة المقاله , انتقلت الى خانة التعليقات لأجد ما أسعدت و تفاجأت به في  مقترح الاستاذ نيسان صومو رغم انه كان  اكثر كرما مني في توصيف المنصب المقترح, لذا اعرب عن شكري للاستاذ نيسان  وتاييدي للمقترح.
تحياتي لكم جميعا

غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ جاك الهوزي: أمل ان يتم مناقشة هذه الأراء وكل المقترحات التي تصل إلى البطريركية إن كان عن طريق الإعلام او غيره.

الأخ نيسان صومو: شكرا لمتابعتكم. كنت في الدير لتسع سنوات وتركته فورا عندما طلب مني الرؤساء إستلام درجة كهنوتية وفضلت العودة إلى عائلتي (14 نفرا) التي كانت تعيش في غرفة صغيرة في فقر مدقع عندما أتذكره تنهمر الدموع من عيني لشدة وطأته. الهرم الكهنوتي، في رأي وقد أكون مخطئا، كان ولا يزال سببا في بعدنا عن رسالة المسيح – المحبة والتسامح والغفران والعطاء.

الأخ زورا: نحن لسنا في خضم المسميات. المقال يتحدث عن الهوية – اللغة. فلنحافظ عليها ولنطلق على أنفسنا وكنائسنا ما نشاء.

الأخ شوكت توسا: البطريرك عالم ولاهوتي بارز ومتشبع بمشرقية كنيستنا وأدابها ولغتها وطقوسها وليتورجيتها وفنونها وثقافتها. وفي رسالته الأخيرة إلى ابناء شعبنا في محافظة دهوك يبارك لهم تشبثهم بأرضهم ويحثهم ويدعوهم للحفاظ على لغتهم وطقوسهم ويقول أنه سعد كثيرا برؤيته لهم وهم لتراثنا وثقافتا وطقوسنا ولغتنا حافظون. أترك الأمر لغبطته ولن أتردد إن طلب مني أي خدمة حتى ولو كانت العودة إلى أرض الأجداد. لكنيسة المشرق الكلدانية فضل كبير في نشأتي ولولاها لما كنت على ما أنا عليه.

الأخ لوسيان: لا أعلم في الحقيقة إن كان ردك توضيحا او مقالة منفصلة او نقدا. أنا شخصيا اتفاعل قدر الإمكان مع كل القراء بغض النظر إن كانوا معروفين او مجهولين. هل في الإمكان إختصار ردك من خلال إثارة سؤال او سؤالين وإن إستطعت الجواب فلن أبخل.

تحياتي


غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
السيد ليون برخو اتفق معك ولكن يجب عليك ان تكون اكثر وضوحاً حتى تستفيد وتجني ثمار ما تكتبه وفي نفس الوقت تكتسب آراء الأخوة المتابعين او حتى عداءهم فمثلاً في ردك لتعليقي على كلمتك تقول : كنت في الدير لتسع سنوات وتركته فورا عندما طلب مني الرؤساء إستلام درجة كهنوتية وفضلت العودة إلى عائلتي (14 نفرا) التي كانت تعيش في غرفة صغيرة في فقر مدقع عندما أتذكره تنهمر الدموع من عيني لشدة وطأته. الهرم الكهنوتي، في رأي وقد أكون مخطئا، كان ولا يزال سببا في بعدنا عن رسالة المسيح – المحبة والتسامح والغفران والعطاء...... انتهى الاقتباس ... لماذا بقيت تسعة سنوات في الدير وعندما حانت لحظة الترقية هربت او تركت ؟؟؟؟؟؟؟؟  ثم تضيف ونقول : الهرم الكهنوتي كان ولا يزال سبباً في بعدنا عن رسالة المسيح فما علاقة هذا بذاك ؟ ألا تعلم سر المهنة فماذا تقصد برسالة المسيح وماذا كنت تفعل تسعة سنوات في الدير لكي تهرب في النهاية ؟؟ المحبة والخفران والتسامح والعطاء هي اغلبها كلمات طوباوية يجب تعلمها علمياً وليس ببغاوياً ؟؟ يجب الوصول الى نقطة الصفر من اجل التقدم وإلا فلا امل في اي تطور ... تحية لك

غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
سيد نيسان صومو المحترم

تثير ثلاثة أسئلة بعضها فكري المنحى وأمل ان أوفق في الإجابة عليها ليس من أجل كسب الأراء او الأعداء بل من أجل الحوار وحسب.

عندما إلتحقت بالدير (مار كوركيس في الموصل) كان أكبرنا في الصف الرابع إبتدائي.

كل هرم إداريي او مؤسساتي مدني او كنسي يشير إلى السلطة ويصبح همّ القابعين في القمة الحفاظ على السلطة ويعتقدون ان حقوقهم وحقهم هو الجوهر وليس الدستور او الكتاب الذي اوصلهم إلى القمة. ولهذا في بعض النظم المدنية هناك عدة اهرامات او سلطات– قضائية وتنفيذة وتشريعية وإعلام وغيره – هدفها محاسبة الأخر وهذه النظم فيها تداول السلطة لمحاربة تسلط الهرم والسلطة. الهرم الكنسي او الديني يرفض تداول السلطة ويرفض تواجد هرم أخر او سلطة أخرى بجانبه لمحاسبته.

المحبة والغفران والتسامح والإحسان لها وجهان. الأول أتفق معك طوباوي ولكن بالإمكان ممارستها على أرض الواقع. وهنا أتحدث ضمن مفاهيم تحليل الخطاب وليس ضمن الإطار الديني او المذهبي. أي إن حللنا النصوص الإنجيلية بإمكاننا ان نؤشر إلى ممارسات تدل على هذه الخصال من خلال عبارات لغوية مثلا: "إذهب وأصنع هكذا" بصيغة الأمر وأغلبها تشير إلى أعمال وممارسات المحبة. مشلكة المؤسسة الكنسية اوالهرم انها تتشبث بنصوص مثبته او إسمية من حيث اللغة مثلا: "أنت الصخرة وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي" وتأخذها حرفيا وكأنها تشير إلى شخص او هرم محدد دون غيره ولا تقبل حتى تفسيرها المجازي والبلاغي والإستعارة النصية التي يتضمنه التص وكونه إبن بيئته وزمانه ومكانه واللغة التي قيل فيها وثقافة تلك اللغة. حاولت تطبيق علم تحليل الخطاب على القرأن لقرائي في العربية رغم حذري الشديد ولكنني فشلت معهم فشلا ذيعا ولا أظن ان الكثير من قراء هذا الموقع سيقبلون وجهة نظري بالنسبة للنص أعلاه.

والأن أتى دوري كي أسألك: ماذا تقصد عندما تقول: "يجب ان نصل إلى نقطة الصفر؟"

تحياتي

غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
السيد ليون المحترم : من حقك ان تسأل كما اسأل انا ولكن من حقي ان أترك سؤال ولا اجيب عليه .. اما باقي الاسئلة فسأجيب عليها .. المشكلة انني لا استطيع ان اجيب على هذا السؤال على الهواء لأنني سأتهم بالفستقة والجكلتة والبسكتة من قبل جميع الحلويات .. ولهذا ساترك الإجابة على هذا السؤال حتى تصل اليه كل البشرية وخاصة المتأخرين منهم .. في وقتها سيكون كل شيء جميل .. كل انسان متأخر سيصل الى تلك النقطة ولكن مع الاسف سوف لا اكون باق .. وقد تخدمنا الظروف ونعلن السر ولكن ليس على الهواء لأن دون الوصول الى تلك النقطة هكذا سيبقى حال البشرية وخاصة المتأخرين .. تحية طيبة ودمت مساءاً ..


غير متصل برديصان

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1165
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
     في تعليقات سابقه على مايطرحه  الشماس رابي ليون كنت قد طلبت ان يعين الشماس مستشارا للكنيسه فهو مؤهل لهذ العمل واىن قالها على انه مستعد للعمل من ضمن البطريرك في اي مجال ومكان يرتاءيه سيدنا البطريرك  فهو رفعة الراس ومن القلائل الاكاديميين اللذين يضعون ويشخصون الدواء للداء تحياتي للجميع         بغداد