المحرر موضوع: السفير البريطاني في بغداد: استقرار العراق يعتمد على إيران وسورية  (زيارة 905 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Sabah Yalda

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 32867
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي



السفير البريطاني في بغداد: استقرار العراق يعتمد على إيران وسورية

دومينيك اسكويث حذر من زحف الأوضاع المتدهورة إلى بلدان أخرى

بغداد: حيدر نجم
حذر السفير البريطاني في بغداد من احتمالات انتقال ما يجري في العراق من تدهور الى مناطق اخرى في المنطقة، ما لم يتم السعي وبشكل جدي من جميع الاطراف والدول المجاورة الى المساهمة في ايقاف الحاصل، والكف عن التدخل في الشؤون الداخلية العراقية.
وجدد دومينيك اسكويث في حديث مع «الشرق الاوسط» اتهامه لكل من سورية وايران في التدخل بالشأن العراقي الداخلي، من خلال تهريب الاسلحة والمسلحين الى الجهات والجماعات التي يتم تمويلها وتقديم الدعم لها، وهو الاتهام الذي سار عليه سلفه السابق ومعظم المسؤولين الاميركيين والبريطانيين، وينفيه بعض المسؤولين العراقيين، لافتا الى ان جانبا كبيرا من استقرار العراق يعتمد بالدرجة الاساس على حكومتي ايران وسورية «اللتين تعرقلان بوادر الديمقراطية في منطقة الشرق الاوسط». واضاف اسكويث ان بريطانيا والولايات المتحدة ترحبان بالحوار الجاري بين الحكومة العراقية وحكومتي ايران وسورية، التي اخذت على عاتقها التحاور مع هاتين الدولتين، من اجل التوصل لنتيجة ايجابية في تحقيق الاستقرار في العراق، واصفا اياه بالحوار «الايجابي والمتنامي».

واكد السفير ان المجتمع الدولي سيستمر في جهوده الطبيعية لمحاورة الدولتين ودفعهما في اتجاه تحقيق الامن والاستقرار في العراق، وايقاف الدعم للمقاومة. وقال «من مصلحتهما ان يعم الاستقرار في العراق.. وهذه رسالة يجب ان تفهمها الدولتان جيدا». واضاف «الدول العربية لديها مخاوف من اجندة ايران في المنطقة، لذلك على العواصم العربية ان تتدخل للوقوف بوجه هذه الاجندة، التي تحاول ايران تطبيقها في العراق ولبنان وفلسطين». واعرب السفير البريطاني عن استعداد حكومته لفتح باب الحوار مع كل الاطراف العراقية، التي ترغب في الانضمام والمشاركة في العملية السياسية، وخصوصا الجماعات التي تحمل السلاح وتنشر العنف في البلاد، لكن بشرط تخلي تلك الجماعات عن السلاح ونبذ استخدام العنف الذي يهدد البلاد بأكملها، مشيرا الى اهمية الحوار السياسي مع اولئك الذين يتخذون موقف المعارضة للحكومة الحالية، من اجل ايقاف دوامة العنف.

واضاف اسكويث، ان مشروع المصالحة الوطنية الذي اطلقه رئيس الوزراء نوري المالكي، ضروري واساسي لنجاح الحكومة، وان الاطراف التي شاركت فيه لم تكن متحمسة للانضمام والمشاركة في العملية السياسية، لكن من خلال الحوار والمشاركة في المؤتمرات والندوات، التي اقيمت لهذا الغرض، فان الحكومة منحتهم الفرصة للتعبير عن انفسهم والدخول في العمل السياسي.

ودعا السفير البريطاني دول الجوار العراقي، المرتبطة بعلاقات واتصالات مع المجاميع المسلحة، ولها تأثير عليها ان تتحدث مع تلك المجاميع وتشجعها وتدفعها للاعلان عن نبذ العنف وترك السلاح والدخول في العملية السلمية، خصوصا ان هذه النقطة هي من النقاط التي ناقشها رئيس الوزراء توني بلير في جولته الاخيرة للمنطقة.

واوضح اسكويث، ان هناك العديد من الطرق التي تتمكن بها دول الجوار من لعب دور فاعل ومؤثر لمساعدة العراق من اجل تحقيق الاستقرار فيه وهذا ينصب في مصلحتها ايضا، لان تدهور الاوضاع في العراق سيؤثر تأثيرا كبيرا على باقي دول المنطقة، وعلى تلك الدول ان تمنع اي تغلغل للاشخاص والاسلحة من اراضيها الى الجهات التي تحاول اذكاء العنف الطائفي داخل العراق.

كما دعا دولا اخرى، لم يسمها مجاورة للعراق، لعمل ما بوسعها من اجل وقف تسلل المسلحين وتهريب الاسلحة والمعدات العسكرية والاموال للجماعات الارهابية التي تحاول تمزيق الوحدة العراقية، من خلال احداث فتنة طائفية بين ابناء الشعب الواحد. واشار الى وجود جوانب سياسية واقتصادية تستطيع تلك الدول من خلالها مساعدة العراق وتحقيق الاستقرار فيه، مطالبا دول الجوار وبالذات العربية منها ببذل جهود اكبر لمساعدة العراق، وخصوصا في ما يتعلق بالجانب الاقتصادي والايفاء بالوعود والالتزامات التي قدمتها في مؤتمر مدريد عام 2003 للدول المانحة والمساهمة بصورة نشيطة في وثيقة العهد الدولي، التي اعلن عنها العراق مؤخرا. وحول التحالف السياسي المعتدل للقوى والاحزاب السياسية العراقية، الذي تسعى واشنطن ولندن الى تحقيقه، قال «ان التحالف السياسي المعتدل هو الذي يستطيع ان يحقق المنهج السياسي المعتدل الذي يطمح لتحقيقه في العراق، وهو تحالف يهدف الى مواجهة المتطرفين وكل من يعارض العملية الديمقراطية، ويهدف الى تطبيق سياسات الحكومة الوطنية التي تحقق المصالح لكل العراقيين، وهذا بالتحديد ما يجري الان، فكافة الكتل السياسية تناقش كيفية تشكيل هذه الجبهة السياسية المعتدلة، من اجل ان تتمكن الدولة من تقديم ما وعدت به للمجتمع، لان الحكومة الحالية لم تستطع تنفيذ او تقديم ما وعدت به من سياسات الى الناس».

وعن التوصيات التي خرج بها تقرير بيكر ـ هاملتون قال: «ان تقرير بيكر – هاملتون اوضح اهمية العراق للمنطقة والعالم، ومخاطر تدهور الوضع في العراق، التي من الممكن ان تزحف اثارها الى مناطق اخرى مجاورة واقليمية»، مطالبا الحكومة العراقية بالالتزام بما وصفها بـ«النقاط الدالة» التي تضمنها وحددها التقرير، ومحاولة تحقيقها من قبل الجانب العراقي، كنقل المسؤولية الامنية للقوات العراقية، وهذا يأتي متزامنا ومتوافقا مع رغبات الحكومة العراقية لاستلام المسؤولية في مدن اخرى.

واكد السفير ان قوات بلاده العسكرية الموجودة في جنوب العراق ستبقى حتى انهاء المهمة التي جاءت من اجلها، وهي الخطة التي تم الاتفاق عليها مع الحكومة العراقية، لحين تمكن قواتها العسكرية من تولي المسؤولية الامنية في جميع المحافظات، المتوقع في منتصف العام القادم. وكشف المسؤول البريطاني ان النقاش الدائر في بريطانيا خلال السنوات الثلاث الماضية، انتقل من توجيه اي انتقادات للحرب الى الاتجاه الذي يمكن من خلاله مساعدة العراقيين ليتمكنوا من جني ثمار التغيير ومجابهة الارهابيين.

واختتم السفير اسكويث اللقاء قائلا: «ان ما يجري في العراق نحن غير مسؤولين عنه، وانما المسؤول عنه مجموعة صغيرة من الارهابيين والمجرمين واتباع النظام السابق، الذين يتبعون اسلوب العنف لتحقيق غاياتهم ويعرقلون حصول العراق على ثمار الديمقراطية الحقيقية، وان كل من التقيتهم، سواء من البريطانيين أو العراقيين كانوا مسرورين للاطاحة بنظام صدام حسين».



http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=4&issue=10252&article=398328[/font]
مرحبآ بكم في منتديات عنكاوا كوم