المحرر موضوع: هل تقرع أجراس السلام في سوريا ؟ رغم طبول الحرب الصاخبة ؟  (زيارة 785 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل منصور سناطي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 896
    • مشاهدة الملف الشخصي
هل تقرع أجراس السلام في سوريا ؟ رغم طبول الحرب الصاخبة ؟

     وصف الخوارزمي الغوطة ( كأن الجنة وقد زخرفت وصوّرت على وجه الأرض) ،
ولكن من حوّل هذه الجنة إلى جحيم ؟ إنها الضربة الكيمياوية التي راح ضحيتها أكثر من
من 1400 إنسان 400 منهم من الأطفال ، وقد أظهر الفيديو رجال الإطفاء يتقيأون وأطفال
يتألمون ، وبغض النظر عمن إستخدمها ، فإن القانون الدولي قد حرمهّا بعد الحرب العالمية
الأولى ومنذ ما يقارب المائة عام .
     وبعد الحملة الأمريكية التي تجيّش حلفائها لشن حرب على النظام السوري ولو محدودة ،
فأن الدول التي ستشارك الأمريكان في هذه الضربة هي فرنسا فقط ، حيث صوت البرلمان
البريطاني ضد التدخل العسكري في سوريا  ، وإن الضربة  ستشمل صواريخ عابرة ، أو
صواريخ جو أرض خارج منظومة الدفاعات السورية  ، والتي من المحتمل أن تستمرثلاثة
أيام ، تضرب فيها أهدافا ً محددة ، قد تجعل كفة ميزان القوى تميل لصالح المعارضة .
   وقام جون كيري بحشد أوروبيا ً وعربيا ً لتأييد الضربة العسكرية  ، ولكنه لمّح أيضا ً
العودة لمجلس الأمن .
    ودعا بابا الفاتيكان إلى الصلاة والصوم ليوم السبت الفائت من أجل السلام في سوريا ،
ورفض اليوم مجددا ً أية ضربة عسكرية ضد سوريا ، بل طالب الفرقاء بإيجاد حل بالحوار
السلمي للأزمة .
    وكشفت مجلة ( ديرشبيغل) ، وصحيفة (الفيلت إم زونتاج) الألمانيتين نقلاً عن إستخبارات
بلادها  عن سفينة الإستطلاع (اوكر) أثناء إبحارها على مقربة من الساحل السوري
ورصدت إتصالاً هاتفياً بين قيادي في حزب الله ومسؤول إيراني يقول : إن الأسد أصبح
عصبياً للغاية ، وإرتكب خطأ ًكبيراً بإستخدامه الغازات السامة .
   كما إن روسيا تواصل إجلاء رعاياها من سوريا  خوفا ً من الضربة العسكرية ، كما
أن تركيا  نشرت صواريخ ( أرض – جو ) جديدة  على الحدود مع سوريا  .
   ويبدو بأن الروس قد ورطو الأسد كما ورطو العرب من قبل وتركوهم لمصيرهم ، وإن
 الأمريكان يسعون لتحقيق مصالحهم ، دون التورط بعمق ، لا كما فعلوا في العراق وافغانستان .
وإن إيران سوف لا تنجر لهذه الحرب ، وستكتفي بالإستنكار والشجب ، وكذلك العراق .
    وقال كبير موظفي البيت الأبيض (دنيس ماكدونو) ، قبل أن ينعقد الكونكرس يوم الأثنين
ليعطي الضوء الأخضر لاوباما للضربة العسكرية ضد سوريا ، بأن الضربة قد تكون أطول
والإستعدادات كاملة في حالة توسع القتال وشموله أصدقائنا في المنطقة ، ومستعدون لكل
الإحتمالات .
     ويبدو من التحليل  لكل ما تقدّم إن الضربة حدثت دون موافقة الأسد ، بدليل عصبيته
وإن سياسته الفاشلة منذ توليه السلطة في سوريا والأخطاء القاتلة التي إرتكبها ، تمثلت في
موجة الإغتيالات في سوريا ولبنان ، وتدخله في حرب العراق ، والحملة العسكرية الأمريكية
داخل سوريا ، وإصراره للتمديد للرئيس اللبناني ، وعلى أثرها أغتيل رفيق الحريري ، وثمّ
الإنسحاب المخزي والمهين من لبنان ، واكاذيب شهود الزور ، وكذبة المقاومة والممانعة
التي تجلت في حرب لبنان وغزة مع إسرائيل ، والخلافات العميقة مع السعودية ومصر ودعمه لإيران  ، كل هذه الأمور تدلّ على الفشل السياسي ، وعدم الحكمة والحنكة .
   كما أن ألأعمال القذرة التي تقوم بها بعض أطراف المعارضة من نحروقطع الرؤوس
وتصوريرها بالفيديو ، وطبخها على النار ، تدلّ على الوحشية والهمجية المقرفة التي يدينها العالم  ، ترى ماذا حلّ بالإنسان ليتحول لهذه السادية والتمثيل بالجثث ؟ نسأله تعالى أن
ينهي مآساة الشعب السوري ، ولعل أجراس السلام ستقرع في سوريا بدل طبول الحرب
التي لا يستفيد منها أحداً ، ويكون هناك حلاً سياسياً ينهي ولو على مراحل هذا النزاع
الدامي السائر إلى الجنون والعبث واللامنطق ، ـ وإن من بيده القوة والسلطة والمقدرة
عليه الجنوح للسلم والسلام ، ونذكرّ :  بأن الله يمهل ولا يهمل أبداً .
                                                                       منصور سناطي