المحرر موضوع: وساطات في النجف لإنقاذه : الائتلاف يواجه أزمة خلافات تهدد كيانه  (زيارة 1067 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Sabah Yalda

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 32867
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي


وساطات في النجف لإنقاذه : الائتلاف يواجه أزمة خلافات تهدد كيانه[/color][/size][/b]

كتب زهير الدجيلي ـ القبس
 الأحد 24/12/2006
فجر موقف الكتلة الصدرية الذي أعلن مقاطعة الحكومة والبرلمان خلافات متفاعلة داخل الائتلاف الشيعي بسبب الموقف من ميليشات جيش المهدي وقضايا خلافية اخرى كثيرة قد تهدد بفض هذا الائتلاف الذي يواجه انتقادات من داخله وخارجه.
وقالت مصادر لـ'القبس' ان الأزمة ليست فقط في الحكومة، انما الأزمة بالدرجة الأولى في الائتلاف الشيعي.
فهناك من هم في الائتلاف يضغطون على الحكومة بأن تباشر فورا بالتفاهم او بالقوة بنزع سلاح جيش المهدي وفرض خيار على الكتلة الصدرية اما ان تكون مع حكومة الائتلاف وتلتزم بسياستها، او تخرج منها ومن الائتلاف فالوضع حسب رأي هؤلاء لم يعد يطاق بسبب سلوك جيش المهدي الذي يتحمل جزءا كبيرا من مسؤولية تدهور الامن فيما يبذل آخرون من الائتلاف جهود مصالحة شيعية - شيعية - وعرض تسويات تدعو مقتدى الصدر الى الانسجام مع خطط الحكومة.
لكن موقف مقتدى الصدر الذي يعلنه تارة الى جانب الحكومة وتارة ضدها اصبح يحير الاخرين ويثير صعوبات امام الحصول على موقف ثابت ومعتدل منه يخدم خطط الحكومة. كما ان هناك قناعة توافرت بأنه ليس في الامكان التعويل كثيرا على اي وعد منه اذ انه سرعان ما يتنصل من وعوده.
وكان المالكي قد نجح الشهر الماضي في انتزاع موقف معتدل من مقتدى الصدر يساعد على تنفيذ خططه الأمنية، واقنع المالكي الصدر بوجود اتجاهات وعناصر ارهابية مندسة في صفوف ما يسمى بجيش المهدي وقدم له قائمة بأكثر من 70 شخصية ميدانية في جيش المهدي هم في الاساس بعثيون لهم ارتباطات بحزب البعث وانهم يستخدمون جيش المهدي وسيلة للارهاب وللتخفي.
مبادرة مثمرة
واقتنع الصدر بذلك واصدر اوامره بفصل هؤلاء وابعادهم من جيش المهدي واذيعت اسماؤهم علنا في مدينة الصدر ومناطق اخرى، لكن مواقف الصدر وتعهداته للمالكي لم تستمر طويلا اذ ما ان اعلن المالكي بأنه سيلتقي مع الرئيس الاميركي في عمان الاردن حتى وجد الصدر في ذلك فرصة للتنصل من موقفه السابق بعد ان دعاه الى عدم الاجتماع بالرئيس بوش وأمر جماعته في الحكومة والبرلمان بالانسحاب وتعليق عضويتهم فيهما.
وجراء ذلك قامت ازمة حكومة جديدة تطورت في الوقت الحالي الى اشتباكات هنا وهناك بين ميليشيات جيش المهدي وبين القوات العراقية في الديوانية والسماوة تارة ومع القوات البريطانية في البصرة تارة اخرى والقوات الاميركية في مدينة الصدر.
وكانت التفجيرات التي حدثت في مدينة الصدر والتي يعزوها البعض الى العناصر المندسة التي تم فصلهما من قبل مقتدى الصدر، وكذلك تعرض المالكي الى الرمي بالحجارة حين زار المدينة، كل هذا رفع درجة التوتر بين الحكومة والكتلة الصدرية الى ما يشبه القطيعة والتلويح بالتهديدات بين الطرفين.
وعلى الرغم من تزايد المطالبة داخل الحكومة بنزع سلام جيش المهدي وتصفيته، فإن اطرافا حكومية اخرى ترى غير ذلك وتعتبر وجود هذه الميليشيات ملاذا أمنيا للمواطن، ويقول اصحاب هذا الادعاء انه في الوقت الذي تكون فيه الحكومة ضعيفة وغير قادرة على حماية المواطنين الشيعة من هجمات الميليشيات السنية، والتكفيرية، ومسلحي تنظيم القاعدة، فان اطرافا اخرى داخل الحكومة وخارجها تحاول طرح مشروع وسط يدعو الى تأجيل خطط الحكومة بنزع سلاح جيش المهدي ودعوة الصدر الى تولي مسؤولية تحويل هذه الميليشات الى تنظيم سياسي، وهذا ما يساعد على جره تدريجيا نحو المشاركة الايجابية.
لكن هذه الاتجاهات الثلاثة لا تزال غير متفقة على رأي ولا على التعديلات الوزارية، مما حدا بزعماء شيعة في الحكومة الى التوجه الى النجف لإشراك المرجعية الشيعية في الضغط على الزعماء لتسوية خلافاتهم منعا لاحتمالات تفكك الائتلاف الشيعي الذي يتهمه البعض بأنه اصبح اداة لتنامي نفوذ المجلس الأعلى وزعامة عبدالعزيز الحكيم من دون الآخرين وهذه ايضا مشكلة أخرى.
السيستاني يتدخل
وقد التقى الوفد بالسيد السيستاني الذي دعاهم الى المزيد من الوحدة والتضامن وعدم الانجرار الى الفتنة الطائفية، وكشف السيستاني لهم ان مقتدى الصدر أبلغه بأنه غير مسؤول عن الاعمال الاجرامية التي ارتكبت في بغداد وانما هي من افعال المندسين.
وكان الوفد قد أعلن انه سيلتقي مقتدى الصدر ايضا. غير ان مصادر من الكتلة الصدرية أفادت بأن مقتدى الصدر معتكف ويرفض مقابلة احد من المسؤولين. وقالت تلك المصادر ان مقاطعة انصار مقتدى الصدر للحكومة والبرلمان الشهر الماضي والهجمات الطائفية التي تتحمل مسؤوليتها الميليشيات الموالية للصدر عرضت مستقبل الحكومة التي يقودها المالكي للخطر. وعرقلت ايضا التعديل الوزاري.
كما ان اندلاع الاشتباكات بين ميليشيات جيش المهدي وقوات الحكومة في السماوة منذ الجمعة الماضية وسقوط قتلى وجرحى من الطرفين جعل الموقف يتأزم اكثر ويجعل الاطراف الحكومية التي تضغط على المالكي بتصفية جيش المهدي تنجح في مساعيها.
لكن هادي العامري مسؤول ميليشيات بدر التابعة للمجلس الأعلى قال 'من المستحيل نزع سلاح جيش المهدي وتصفيته' في تصريحات مثيرة اعطت انطباعا بأنه يؤيد بقاء هذه الميليشيات ولكنه يدعو الى ضبطها باعتدال مثلما يفعل الائتلاف مع ميليشيات بدر، وهذا يعني ان هناك خلافا بين وجهة نظر المالكي ووجهة نظر المجلس الأعلى حول هذه الميليشيات، مما يشجع على القول بوجود علاقة بين ميليشيات المهدي وميليشيات بدر في اكثر من محيط.
غير ان المالكي ومسؤولين في حكومته يعتقدون ان بقاء الميليشات مهما كان نوعها ان كانت بدرية او صدرية او عمرية او بكرية يعني بقاء الحكومة ضعيفة وغير مسيطرة على البلاد وبالتالي غلبة الفوضى على الاستقرار. كما ان اية خطة امنية تضعها الحكومة تعد فاشلة ببقاء هذه الميليشات.
وللتمهيد للتسوية في النجف تم تسريب اخبار تفيد ان الصدريين عادوا للحكومة والبرلمان، لكن انصار الصدر سرعان ما نفوا هذه الاخبار وقالوا ان مقتدى الصدر لغاية الآن لم يلتق احدا ولا يريد ان يلتقي بأحد، ولم يوعز لهم بالعودة. وكزعيم ميليشيات قوي النفوذ تعتبر اوامره لوزرائه ونوابه بالبرلمان قانونا غير قابل للنقض او عدم التنفيذ.
ويطالب الصدر بوضع جدول زمني لانسحاب القوات الاميركية والبريطانية من العراق كشرط لعودة اتباعه للحكومة والبرلمان، لكن المالكي يعتبر مثل هذا الطلب سابقا لأوانه وعلى الصدريين ان لا يتذرعوا به لكي يتنصلوا من التزاماتهم ببرامج الحكومة ما داموا مشاركين فيها.
فرصة
وتقول مصادر ل(القبس) انها فرصة ان يلتقي زعماء الائتلاف الشيعي في النجف حتى تتم تسوية جميع الخلافات. ذلك لأن الائتلاف مهدد، خصوصا ان بعض اطرافه شعروا ان دعوة رئيس الائتلاف عبدالعزيز الحكيم مؤخرا الى تشكيل ائتلاف جديد مع الاكراد ومع الحزب الاسلامي هو خطوة نحو فض الائتلاف الشيعي السابق، وان هناك من بات يشعر ان المجلس الاعلى لم يعد حريصا على الائتلاف الذي خاض الانتخابات وحاز السلطة.
وتقول تلك المصادر، ان مفاوضات النجف قد تسفر عن تعديل وزاري كبير يرضي جميع الاطراف (الائتلافية) كجزء من التسوية. ورغم ذلك فإن كل هذا يسهل القول بأن رئيس الوزراء المالكي يواجه مشكلات صعبة متزايدة قد تدفعه في اللحظة الحرجة الى الاستقالة اذا وجد ان الآخرين، وخصوصا حلفاؤه يتنصلون من مسؤولياتهم ويتركونه يواجه مصيره الصعب لوحده.



http://www.aljeeran.net/wesima_articles/reports-20061224-59159.html[/font]
مرحبآ بكم في منتديات عنكاوا كوم