ان القول بان هناك مثقفين في بلداننا هو شئ اصبح مستحيل التصديق وعار عن الصحة. تسمية اي شخص بالمثقف بدون ان يكون له اي حس بالشعور بالمسؤولية لتنظيم تظاهرات ضد هذه المجازر المستمرة ضد المسيحيين هو مثل اعطاء شهادة جامعية مزورة لاشخاص.
اعزائي القراء هناك اشياء مهمة جدا ينبغي مناقشتها:
لقد اصبحت الامور ماسوية بالنسبة للمسيحيين في الشرق الاوسط كالعراق وسوريا وفي شمال افريقيا بالنسبة للاقباط. مرت فترة طويلة والمذابح واضطهاد المسيحين في العراق لازال مستمر. وبسبب سكوتنا اصبحوا الان يقومون بالمذابح ضد اخواتنا واخواننا في سورية .
سبب فشلنا في الوقوف ضد هذه الخطط الواضحة لتهجير كل المسيحيين من هذه المناطق يعود الى وضعنا القومية وتسميات القومية اللعينة قبل ديننا المسيحي. من يستهدفنا لا يستهدفنا لاننا اشورين وكلدان وسريان وانما لاننا مسيحيين ومن يقول بعكس هذا هو شخص كذاب.
لقد تعرضنا الى نصب واحتيال من قبل القوميين الفاشلين. كل احزابنا القومية كانوا خلال هذه الفترة يتحدثون ضد بعضهم البعض والكل يتهم الاخر بانهم لا يهمهم سوى مصالحهم الشخصية. فاي منهم هو على حق واي منهم على خطأ؟ الجواب الحقيقي هو انهم كلهم على حق, لان بالفعل كلهم مهتمين فقط بمصالحهم الشخصية.
لقد كان هناك احزاب جاؤا بمغنيين يغنون ويرقصون في حين ان اخواتناواخواننا في سورية يتعرضون للمذابح وكان هناك تفجيرات بين اخوتنا في العراق. المرشحين وما قالوه كان "في حالة فوزنا في الانتخابات سنطالب بكذا وبكذا" وكما نرى انهم يقولون "في حالة" اي يضعون شرط بحيث انهم اذا لم يفوزوا فانهم لن يفعلون اي شئ, فهل هناك اثبات اوضح من انهم يبحثون عن مصالحهم الشخصية فقط؟
هؤلاء القوميين احرقوا ادمغتنا بخلافاتهم حول التسميات ولهم مئات المقالات حول خلافاتهم هذه بينما لا يملكون ولا حتى 1 % من مداخلات يخصصونها لما يجري من مذابح لاخوان لنا فقط لانهم مسيحيين. هؤلاء القوميين وحركاتهم السياسية لم يقوموا ولا مرة بتنظيم اي تظاهرات فعالة او مطالبات دولية لايقاف ما يجري بحق المسيحين , هناك في الخارج من قام بمؤتمرات قومية ولكنهم فاشلين في تنظيم اية مسيرة من اجل ايقاف المذابح. وهناك في الخارج من يكتب هنا ويصيح امتي واطري وهو يفكر فقط بالاغاني والاناشيد ولا افعال له. للاسف هناك ايضا من كهنة الكنائس من اعطى القومية اهمية اكبر من ديننا المسيحي بالرغم من معرفته بان من يستهدفنا فانه يستهدفنا لاننا مسيحين وليس لاسباب قومية.
ولان هدف المخططات هو تهجير المسيحيين فكان من المفترض لاي عاقل ان يدعوا لتشكيل تجمعات مسيحية لنطالب بحقوقنا كمسيحين, ولكن اللذي جرى ان القوميين ابعدونا عن بعضنا البعض بخلافاتهم الحمقاء السخيفة التي استمرت لسنوات طويلة والتي لامانع لديهم ليستمروا بثرثرتهم هذه لقرون قادمة, نعم ابعدونا عن بعضنا البعض ولذلك كان بناء هكذا تجمع مسيحي صعبا. القوميين لم يحترمونا يوما ولم يحترموا في يوم من الايام شهدائنا المسيحين ولا ضحايانا من المسيحين , هؤلاء ينبغي معاقبتهم والتوجه الى السخرية من كتاباتهم كما كانوا يسخرون منا ومن شهدائنا.
اجدادنا بقوا في وطنهم وتحملوا الصعاب ليس من اجل قوميتهم وانما من اجل مسيحيتهم لانهم كانوا مؤمنين وبقوا يحمون كنائسهم.
اعزائي القراء سؤال مهم:
بعد المذابح التي تعرض لها اخواتنا واخواننا في وسط وجنوب العراق وبعد ان تعرضوا لها في سورية هل فكرتم ماذا سيبقى لو انتقلت ايضا الى شمال العراق؟
هل سيبقى هناك اية اهمية لتسميات مثل الاشورية والكلدانية والسريانية او للغة او للاغاني والاناشيد؟
هل سيبقى هناك اية اهمية لاية قوائم سواء 126 او 127 او 125 او غيرها؟
هل سيبقى هناك اية اهمية لهذه الخلافات المستمرة بين الكتاب حول التسميات؟
هل سيبقى هناك اهمية لتجمعنا في اية منتديات؟
ماذا سيكون شعور اي شخص وهو سيصبح اكيدا بانه اصبح بدون وطن الى الابد؟
وكيف عندها سيقراء كل شخص الثرثرة التي قام بها حول خلافاته عن التسميات في الماضي؟
اعزائي القراء: ما نحن اليوم بحاجة له هو تشكيل تجمع مسيحي لاننا مستهدفون كمسيحين , تجمع مسيحي لاننا نريد حقوقنا كمسيحين , تجمع مسيحي لكي نقف ضد مخططات تهجير المسيحين.
نحن بحاجة الى تجمع مسيحي لا يشمل العراقيين لوحدهم وانما ايضا السوريين واللبنانين والاقباط ومسيحي تركيا والاردن وفلسطين.
علينا الخروج كلنا وفي كل هذه البلدان وفي كل بلدان الخارج في مسيرات مستمرة ليشعر العالم باننا كمسيحين نملك وجود يعيش لحظاته الاخيرة.
اي شخص لا يفعل ذلك لا حق له في المستقبل ان يوجه توبيخ لاحد وانما لنفسه هو لوحده.
انها بالفعل اللحظات الاخيرة ولم يبقى هناك وقت.