غبطة أبينا البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو
في بدايات تسنمكم لمنصب البطريركية,كتبت مقالاً بعنوان (ألبطريرك الجديد رجل المرحلة) ,و الان لو طلب مني ان احدّث ذلك المقال وفقاً لبعض التداعيات التي تجري للاسف هذه الايام على الساحة الكنسية لكتبته نفسه و لن اتراجع عنه قيد أنملة .
انا متابع الى حد ما أخبار الكنيسة بشكل عام و منها أخبار الكنيسة الكلدانية ,أتابع آراء و توجيهات القادة الدينيين الى أبناء شعبنا المسيحي.
الذي استنتجته كحصيلة هو انك ركزت منذ استلامك لمهامك بعد انتخابك بطريركاً على صفات هامة يجب ان يتحلى بها اي قائد في الكنيسة خصوصاً و انه مؤتمن على الشعب بفعل منصبه هي:النزاهة والتواضع وعدم التخندق لصالح فئة معينة دون أخرى .
كحصيلة نهائية فإن الذي توجه به هو من صلب الأخلاق المسيحية .
إن ما تفرزه المرحلة الراهنة هو : أن هناك اجماع على ان المسيحية تتعرض هذه الأيام لأبشع موجة إضطهاد في تاريخها , ونرى بانفسنا يوميا كيف أن الوحوش الكاسرة والطيور الجارحة ,وهي تنشب مخالبها في أجساد حمائمنا المسالمة ,وكل ذلك يجري ضمن مخطط خبيث غايته الأساسية هي الإطاحة بالمسيحية ومحوها ,وإحدى صفحات ذلك المخطط الرهيب ,هي التفتيت من الداخل ,والتركيز الآن هو على مسيحيي الشرق ,لأن جذوة الإيمان المتقدة في الشرق الذي انطلقت منه المسيحية , لو انطفأت لا سامح الله ,فأن ذلك حتما سيشكل خطورة كبيرة على مستقبل المسيحية عموما .
فمن أجل أن نفوت الفرصة على أولئك المخططين القابعين في الأقبية المظلمة ,,ومن أجل أن نبعث الحيوية والحماسة في نفوس أبناء شعبنا المسيحي ,ونجعله يعيش الأمل والوحدة ,وليس التشاؤم والإنقسام ,, من أجل كل ذلك :
سيدنا لي عندك طلب :
ألتهدئة ,وتسوية الأمور في البيت الداخلي للكنيسة ,وعدم نشر أي خبر في الإعلام ,واللجوء الى تمازج الآراء مع القادة الدينيين وابناء شعبنا عموما ,خصوصا المثقفين منهم من المهتمين بالشأن الكنسي ,,,, وصولا الى عقد مؤتمريضم تلك العناصر ((أنتم أدرى بكيفية تنظيم الآلية)),لمناقشة كل الإشكاليات التي حدثت ,ووضع الحلول النموذجية لها .هذا المؤتمر في رأيي المتواضع سيكون سندا لك ,لأنه سيتحمل المسؤولية معك .
في هذا المؤتمر ,إني لعلى ثقة ,بأن أصواتا كثيرة جدا ستثني على ما تطرحه من آراء ,,وبالتأكيد ستظهر أصوات أخرى معارضة وأعتقد بأن تلك هي فرصة ثمينة لتبادل الآراء .ولما عرفناه عنك من هدوء ومرونة وطول البال ,فإنك ستقبل برحابة صدر كل ما يصدر من ذلك المؤتمر حتى لو كان مخالفا للرؤى التي تطرحها .
ملؤنا الثقة بأن الكنيسة كلما مرت بظروف قاسية(وهي لاتحصى عبر تاريخها الطويل) ,لا بد في النتيجة أن تنهض وتواصل المسير نحو الأمام وبهمة جديدة ,,, سر هذه الثقة هو لأن يسوع له المجد قال (فلن يقوى عليها سلطان الموت) متى:18:16 .
سلام المسيح فلاح بينوكا / سيدني –أستراليا