المحرر موضوع: في اليوم العالمي للإحصاء: الإحصاء السكاني .. مطلب ملح!  (زيارة 1001 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مــراقـــــــــب

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • *
  • مشاركة: 6290
    • مشاهدة الملف الشخصي
في اليوم العالمي للإحصاء:
الإحصاء السكاني .. مطلب ملح!

اختارت الجمعية العامة للأمم المتحدة  في 3 حزيران عام 2010، يوم 20 تشرين الاول من كل عام، يوما عالميا للإحصاء، اعترافا منها بأهمية الإحصاء في بناء المجتمعات، ووضع الاستراتيجيات الخاصة بذلك.‏‎ ‎
والإحصاء أداة حيوية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك تحقيق الأهداف الإنمائية. ولإنجاح التنمية نحتاج إلى جمع البيانات والتحليلات ‏الإحصائية لمستويات الفقر، ومدى إتاحة التعليم وانتشار الأمراض، وتوزيع السكان، وغيرها من القضايا المهمة. ويكاد يكون الإحصاء ‏الركن الاساسي في بناء الموازنات العامة والخطط الاستراتيجية للدول وتحديد احتياجاتها، وماهي المجالات التي تنفق فيها تلك الموازنات. كما إن الإحصاء يعزز من بناء السلام والديمقراطية، حيث يزود المواطنين بمعلومات عامة يعول عليها في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.‏
ومع احتفال العالم بهذا اليوم العالمي، يعيش العراق في حالة من غياب الاحصاءات الدقيقة، حيث اجري اخر تعداد للسكان قبل اكثر من 15 سنة عام 1997، في وقت توضع الموازنات العامة والخطط الاستراتيجية وتجرى الانتخابات دون وجود ارقام وإحصاءات شاملة لجميع مناحي الحياة، رغم مساعي حثيثة للجهاز المركز للإحصاء التابع لوزارة التخطيط العراقية لتوفير بعض الاحصاءات المهمة، والتي يجد الباحث صعوبة احيانا في الحصول عليها.
ان غياب احصاء عام للسكان وارقام دقيقة تبين كافة مناحي حياة المجتمع العراقي، له اثار خطيرة على تطور الدولة العراقية، وان هذا الغياب له اثار سلبية على سبل مكافحة الفقر، توفير خدمات صحية كافية، توفير فرص عمل، توفير التعليم للجميع، وغيرها من القضايا الملحة التي تواجه المجتمع العراقي، فضلا عن المشكلات الادارية والقومية والتي استحق حلها منذ سنوات طويلة ولكن بعد اجراء تعداد عام للسكان، حتى المشاركة السياسية للمواطن وحقه بانتخاب من يمثله ويدافع عن مصالحه، لها ارتباط بالتعداد فكما هو معروف مازالت حتى هذه اللحظة بيانات وزارة التجارة تستخدم كسجلات للناخبين، في وقت اشرت اكثر من جهة سياسية ومدنية ودولية النواقص الجدية في هذه السجلات.
ان اجراء هذه العمليات الحسابية الفنية له أبعاد مختلفة مهمة وخطيرة تتعدى حسابات الربح أو الخسارة التي تفكر بها هذه الجهة أو ذاك الطرف المشترك أو المعارض للحكومة العراقية، لان حاضر ومستقبل هذا البلد ومعيشة أبنائه وكيفية التغلب على مختلف الأزمات التي يعيشها الناس لا يمكن أبدا الخروج منها بالصفقات أو التوافقات السياسية التي تجمع بين بعض الأطراف ضد أو مع. قاعدة البيانات التي يوفرها الإحصاء تقدم صورة حقيقية عن إعداد السكان وأعمارهم ومعدل دخلهم وجنسهم ولغتهم وقوميتهم وأماكن تمركزهم، بما يتيح لأجهزة الدولة المتخصصة من إعداد الخطط والمشاريع، التي تمكن من تقديم الخدمة المناسبة في الزمان والمكان المناسبين، كما يهيئ التعداد، البيانات الإحصائية وكافة الفعاليات الاقتصادية والنشاطات الزراعية والصناعية والتجارية والتعليمية والحسابات القومية لمجموع الدخل الوطني، من خلال تفصيلات وحسابات مجموع دخول الأفراد والمؤسسات والمعامل والفعاليات الإنتاجية في المجتمع.
ان التعداد العام للسكان أو الإحصاء السكاني مهمة كبيرة واستحقاق مطلوب انجازه بغض النظر عن الظروف والاختلافات والأزمات التي تعصف بالعراق، لان أهمية هذا التعداد كبيرة وآثاره ونتائجه خطيرة لها علاقة وتأثير بحاضر ومستقبل هذا البلد، ولا يمكن القبول بالتأجيلات المتكررة لهذا الاستحقاق.
وبهذه المناسبة نطالب بضرورة اجراء التعداد العام للسكان، مع اتباع معايير المهنية والموضوعية في مراحل تنفيذه بعيدا عن المصالح السياسية الضيقة، مع توفير كافة البيانات والاحصاءات ونشرها وبشكل علني لجميع المواطنين والباحثين والمختصين والمهتمين لانه حق كفله الدستور العراقي، في وقت نطالب المنظمات الدولية بان يكون لها دور في هذا المجال لمساعدة العراق من اجل تحقيق الخطط الإنمائية.
بيان مشترك بين:
مركز المعلومة للبحث والتطوير ومنظمة تموز للتنمية الاجتماعية