المحرر موضوع: توضيح على بعض ماورد في الجلسة الحوارية للباحث (روبن بيث شموئيل ) .في عيد الصحافة السريانية والتي اقا  (زيارة 1758 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل wesammomika

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1654
  • الجنس: ذكر
  • السريان الآراميون شعب وأُمة مُستقلة عن الكلدوآثور
    • مشاهدة الملف الشخصي
توضيح على بعض ماورد في الجلسة الحوارية للباحث (روبن بيث شموئيل ) .في عيد الصحافة السريانية والتي اقامها اتحاد الادباء والكتاب السريان في عنكاوة ..





وسام موميكا – بغديدا السريانية


بتاريخ 31 /10 /2013 اقام اتحاد الادباء والكتاب السريان في عنكاوة  جلسة حوارية وعلى قاعة (سنتر اكاديمي ) ،،، احتفاءا منه بذكرى عيد الصحافة السريانية.. ,,كما وادار الجلسة الباحثين ظافر نوح ،بعنوان (اثر الصحافة في تنامي الثقافة ) وكذلك عنوان البحث الاخر للباحث روبن بيث شموئيل بعنوان (واقع اللغة في الصحافة السريانية ).. ...
وتضمنت الجلسة الحوارية ،استذكار لصدور اول صحيفة سريانية في منطقة (اورمي)_ايران .. ومع وصول المطابع من خلال المبشرين الانكليكانيين والبروتستانت والارسالات والبعثات التبشيرية الاخرى انذاك ،حيث صدرت اول صحيفة باللغة السريانية وهي صحيفة (زهريرا دبهرا )،،ومنها كانت الانطلاقة الاولى لصحافتنا السريانية الارامية ،،،،

و بكل صراحة لم اكن اود الرد او التوضيح بشأن الموضوع والمناسبة اعلاه ولكن مما اجبرني على ذلك ماورد من خلال هذه الجلسة والتي كنت شخصيا احد حضورها ..وايضا ماتكلم به الباحث( روبن بيث شموئيل) وبعض الاساءات التي بدرت منه تجاه تاريخ امتنا السريانية الارامية وتسييس المناسبة لخدمة افكاره القومية المتعصبة للاشورية !!!

وقبل ان  نبدا ببعض التوضيحات الهامة عن التصريحات التي اطلقت بحق امتنا السريانية الارامية من قبل الباحث روبن بيث شموئيل وعلى عكس ماتم توضيحه من قبل الباحث الاخر (ظافر نوح) وكلامه العلمي والاكاديمي عن صحافتنا ولغة شعبنا وامتنا السريانية .ومع كل احترامي وتقديري للاستاذ ظافر نوح وموضوع الحيادية وعدم تسييس المناسبة والذكرى  لاغراض اخرى ..وكلامه المنطقي والجميل نال اعجاب الجميع من الحضور ،،،،

ومن خلال حضوري شخصيا لهذه الجلسة الحوارية للباحث روبن بيث شموئيل ..واثناء الاستماع الى كلام الباحث روبن بيث شموئيل .والقائه المحاضرة على الحاضرين من الاساتذة والصحفيين والمثقفين من ابناء شعبنا وامتنا بمختلف مسمياتهم التاريخية  وانتمائاتهم السياسية والحزبية ..ولكن الباحث وقع في اخطاء لاتغتفر عند القائه البحث على الحضور وكلامه الداعي الاشورية وبشكل مباشر او  غير مباشر,, مما ادى بالبعض من الحاضرين لامتعاضهم من اسلوب الباحث !،، وطريقة توجيه الكلام المسييس للجميع مع احتوائهم وبشكل علني !!,,،علما انه كان من ضمن الحضور ممثليين لاحزاب قومية كلدانية وشخصيات كلدانية مستقلة ، مع خلو القاعة او الجلسة من ممثليين عن ابناء شعبنا وامتنا السريانية الارامية واحزابنا القومية وشخصيات شعبنا الكنسية ولانعرف اسباب غياب وعدم دعوة شخصيات سريانية ارامية من قبل اتحاد الادباء والكتاب السريان لمثل هكذا مناسبة تخص امتنا السريانية الارامية العريقة ؟!!! عجبا ....

وبسبب الاخطاء التي صاحبت الباحث (روبن بيث شموئيل ) اثناء القاء محاضرته في الجلسة الحوارية ،قمت شخصيا بتدوين بعض الملاحظات والاخطاء طيلة فترة الجلسة ،،لكي استطيع ان اوجه  له انتقادي الصريح  والبناء  لتصحيح مسار وافكار البعض من متعصبي القومية الاثورية (الاشورية) تجاه قوميتنا السريانية الارامية العظيمة ..وكشف زيف وكذب ادعائهم تجاه تاريخ شعبنا وكيف يقوم البعض ممن يدعي انه اكاديمي او باحث! بتحريف الحقائق التاريخية من اجل التسمية المذهبية او الكنسية التي يتصف بها ؟!! ولاجل جعل تسميته المذهبية ،،تسمية قومية !وبالرغم من ذلك يسعى البعض لفرضها قسرا على شعبنا وامتنا السريانية الارامية !!! وكل هذا لايخدم سوى اصحاب الفكر القومي المتعصب والاعمى للاشورية الاحتوائية  ..وكما اود ان اشير بأني اقصد بكلمة (متعصبين ) ،،فقط اولئك الذين اعماهم التعصب للتسمية الاشورية.. والتي نعتز بها نحن ابناء الامة الارامية لكونها احدى طوائف هذه الامة الارامية العظيمة ...

ولكن الاخ الباحث روبن بيث شموئيل في بداية حديثه عن الذكرى وعيد الصحافة واطلاقه تسمية حديثة على هذه الذكرى من خلال تسميتها بعيد الصحافة الاشورية السريانية .وهذا جاء عن كلام الباحث الاثوري (الاشوري) روبن ،،وهو بعيد كل البعد عن البحث العلمي و الاكاديمي الرصين ..وبعد ان اسماها الاخ الباحث روبن صحافتنا السريانية بالاشورية زييفا وادعاءا خاطئا منه دون الاعتراف بخطأءه بعد ان وجه الانتقاد للباحث من قبل احد الاساتذة الحاضرين وعن سبب تسميتها بهذا الاسم الغريب عن الاسم الحقيقي للمناسبة او الذكرى !!!
وبعد ان اطلق على صحافتنا الاسم الاشوري من قبل الباحث نفسه واستمراره في محاولة منه لاقناع الحضور بهذه التسمية التي استحدثها الباحث روبن ! ومع تواصل الباحث روبن بيث شموئيل في حديثه عن الصحافة الاشورية السريانية  كما اطلق عليها في ذلك اليوم وحديثه تضمن ايضا لغتنا السريانية ولهجاتها المتعددة وفي هذا لم اخالفه الرأي الا ببعض التفاصيل البسيطة. والتي يمكن تجاوزها ، رغم الظروف التي يمر بها شعبنا وامتنا السريانية الارامية بجميع مذاهبها وكنائسها ..ولكن المواضيع الاهم في الجلسة الحوارية كانت طغيان التسمية الاشورية لتحتوي جميع التسميات القومية الاخرى رغم الحضور الكلداني المتميز في هذه الجلسة الحوارية ومع تحفظ البعض في الرد على الباحث ..ولانعرف الاسباب التي جعلت من هذه الشخصيات التي كانت حاضرة بان تبقى ساكتة والاستماع فقط الى الباحث وهو يلقي بسهامه ليطعن تاريخ وتراث الامة السريانية الارامية ،،،،

كما ، وذهب الباحث في كلامه لتقديم نبذة عن الصحافة الاشورية كما سماها وتاريخ صدور اول صحيفة اشورية سريانية  في اورميا (ايران) والتي كانت (زهريرا د بهرا) وكما طرح الباحث ايضا مع اجتهاده كالمعتاد ان الصحافة الاشورية السريانية او السريانية الاشورية فلها نفس المعنى !!! وهذا في نظر الباحث الاشوري وكما تعودنا ايضا على سماعه دوما بان السريان = اسيريان =سيريان = يعني في النهاية اشور ،،اشوري ،،الخ من مهاترات وخزعبلات البعض من متعصبي الفكر القومي الاشوري الحديث !!!!

كما ايضا تطرق الباحث الاشوري روبن بيث شموئيل الى امور عديدة تخص اخوتنا الاثوريين ومنها نستقي لكم قوله (بأن الشعب الاشوري أي حوالي 10000 اشوري نسطوري في اورميا_ايران ..ومن هؤلاء مايقارب
40 شخص فقط ،كان يجيد اللغة السريانية قراءة وكتابة  انذاك ) وهذا ماجاء على لسان الباحث روبن بيث شموئيل ..
وكما فاجئنا الباحث ايضا بكلمة ( تكالبت ) والتي اطلقها بحق المبشرين والارساليات الكاثوليكية والتي جاءت الى مناطقنا لنشر رسالة المسيح وكلمة الانجيل وحيث اتضح ان الباحث يحمل حقدا على المبشرين والارساليات الكاثوليكية وبحسب نظرية المتعصبين للفكر القومي الاشوري و كما يدعون بأن للمبشرين يد في تقسيم كنائس
المشرق!!.. وهذا هو سبب اطلاق التسمية السوقية والغير لائقة (تكالبت) ، من قبل باحث وله باع طويل في البحوث والكتابات!وكما قرأت وسمعت عن سيرته الذاتية خلال الجلسة الحوارية ،،،

ولكن لما الباحث تطرق الى مايعتبره سلبيات المبشرين والارساليات الكاثوليكية ولم يتطرق الى ايجابياتهم ؟!! ،علما ان المبشرين والارساليات الكاثوليكية كان لهم دورهم الايجابي والجيد في جلب المطابع وفتح مدارس وبناء مستشفيات ،،الخ ،،من اعمال ومنجزات تم تحقيقها من خلال المبشرين ،،اذن لماذا لانقول بان للمبشرين دور كبير في تنامي مجتمعنا وتقدمه انذاك وانفتاحه على العالم بعد ان كان منغلقا ومتعصبا لبعض الافكار والتي بقيت اثارها الى يومنا هذا في الاذهان ومن خلال الحقد الذي يظهره البعض تجاه كنائسنا الكاثوليكية الجامعة المقدسة ،

كما تطرق الباحث الاشوري ايضا الى موضوع  قد ملت اذاننا من سماعه في كل مناسبة من بعض حاملي الفكر القومي الاشوري المتعصب ..ويقول الباحث (روبن) ان حسب مخطوطات ومعلومات يمتلكها واصراره على كلامه بالقول ان الاثار الاولى  للاشوريين  كانت شرقي دجلة !! وكلما توغلنا شرقي دجلة كان التأثير الاشوري اكثر!! وغربي دجلة كان التأثير الارامي اكثر ؟!! ..وهذا مااكده الباحث الاشوري في كلامه عن جغرافية وتاريخ المنطقة وكما قسمها الباحث حسب اجتهاده في التاريخ ..وهو يعلم جيدا ان( بلاد الاراميين) تشمل العراق الى بلاد فارس شرقا وبلاد الاناضول شمالا ومن ضمنها سوريا والمناطق المجاورة لها غربا ،،،،

وفي نهاية ماذكرته اعلاه وخلاصة ماكتبته من توضيح، تبين ان الجلسة الحوارية التي اقامها اتحاد الادباء والكتاب السريان في عنكاوة بمناسبة عيد الصحافة السريانية ومع شكرنا وفائق تقديرنا للاتحاد .وعلى جهود اعضائه المبذولة والمثمنة  في جميع المجالات والنواحي التي تخص شعبنا وامتنا ..وحفاظا  منهم على لغتنا وتراثنا وحضارتنا  السريانية الارامية ،،لاعلاء شان الامة السريانية وللحفاظ على ارثها وثقافتها.. ولكن في هذه الجلسة او الندوة الحوارية بمناسبة عيد الصحافة السريانية ،جاء تسييس الذكرى والعيد لصالح التسمية الاشورية على حساب التسمية السريانية (الاصل) .ومن قبل الباحث روبن بيث شموئيل .ومن خلال حشر التسمية الاشورية تكرارا ومرارا اثناء المحاورة في هذه الجلسة!!.. وفي مناسبة تخص السريان الاراميين بقوميتهم الاصيلة ..كما ونحن لاننكر وجود الاخوة الاثوريين (الاشوريين) كمذهب كنسي يعود الى امتنا السريانية الارامية ..وكما كان ينادي بها الملفان( نعوم فائق ) الارامي الى توحيد طوائف ومذاهب الامة الارامية ،كما اطلق عليها الملفان ..وعمله القومي الجاد الى توحيد جميع طوائف الامة الارامية ،،فهذا فخر لنا وللاخوة الاثوريين (الاشوريين) ايضا لانهم من ابناء هذه الامة الارامية العظيمة ..ولنتذكر جميعا ذكرى من كان يسعى لتوحيد شعبنا خلف المسمى القومي الارامي ،،كي نسير على خطاه .... والله الموفق .
>لُغَتنا السريانية الآرامية هي هويتنا القومية .
>أُعاهد شعبي بِمواصلة النضال حتى إدراج إسم السريان الآراميون في دستور العراق .
(نصف المعرفة أكثر خطورة من الجهل)
ܣܘܪܝܳܝܐ ܐܪܡܝܐ



غير متصل سرياني ارامي قوميتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 101
  • الارامية قومية اصيلة ومتجذرة في بلاد النهرين
    • مشاهدة الملف الشخصي
المناضل السرياني الارامي وسام المحترم ///تشكر على المقال والتوضيح الجميل واليك مقالة للملفونو نعوم فائق عن الصحافة الارامية ///




رائد النهضة القومية نعوم فائق يدعو الى وحدة الطوائف الآرامية

 
مقدمة  *


(هذه المقالة المنشورة في الاسفل كانت المقالة الإفتتاحيَّة للعدد الأول من جريدة "الإتحاد" بقلم رئيس تحريرها الملفونو نعوم فائق (1868-1930)، التي أصدرتها "الجمعيّة الوطنيّة الآثوريَّة – الكلدانيَّة" عام 1921 في الولايات المتحدة الأمريكية، بهدف دعوة جميع الطوائف من أبناء الأمّة الآراميَّة لتحقيق الوحدة الآراميَّة الشاملة.  وإننا بكل فخر نسير على خطى روّاد القومية الآراميّة الأوائل، الذين برزوا في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. ومن أبرزهم المفكّر القومي والصحافي اللامع الأديب نعوم فائق، إضافة إلى حنا سرّي جقي، وبشَّار بوريجي، و سعيد بشارة، و كبرئيل أفندي بوياجي، وغيرهم.
   و تقديراً لجهود المؤلف نعوم فائق ودوره البارز في الدعوة الصارخة إلى لمّ شمل الآراميين كافة، مشارقة ومغاربة، واتّحادهم، ولمناسبة مرور 140 عاماً على مولده، ننشر الآن مقاله الإفتتاحي هذا، لأهمّيته القوميّة البالغة وذلك بنصّه وعنوانه كاملين، من دون زيادة أو نقصان أو تغيير، وذلك كما ورد حرفيّاً في العدد الأول من جريدة "الإتحاد"، وأيضاً في كتاب "ذكرى و تخليد نعوم فائق" لمؤلفه حنا جقي (ص 63 – 66، ط. دمشق، عام 1936).
  وبهذه المناسبة المجيدة، يسرّ مجلّة "آرام" أن تجدّد اليوم بالذات، ذلك العهد ونفس الدعوة وتُهيب بكل الآراميين، أينما كانوا، وعلى اختلاف فرقهم و طوائفهم، و البالغ تعدادهم حاليّاً عدة ملايين نسمة، إلى التكاتف والإتّحاد والعمل معاً للبحث عن مستقبل مشرّف لأبناء الأمّة الآراميّة.)

والآن نعود لنقرأ معاً مقالة الملفونو نعوم فايق:

الصحافة الآرامَّية و مبادؤها السّامية

قلّما يوجد صحافة في عالم الأدب والسياسة لا تكون غايتها شريفة. وقد خُلقت الصّحافة  لتكون في كلّ أمّة مرشدةً و مُهذّبة وهاديةً الناس إلى سبيل الرّشاد وطريق الكمال. فالجريدة التي يكون مبدأها الإرشاد إلى الفضائل الأخلاقية والتربية القوميّة والآداب الإنسانية وتُُعلِّم الخَلق الوئام و الإتحاد وتكون منزَّهة عن إلقاء الشَّحناء و البغضاء في قلوب البشر وتلقٍّن الشباب حبّ وطنهم وجنسيتهم و لسانهم، هي الجريدة الراقية والمُصلحة والجالبة ثقة الشعب ومناصرته.

   وبناءً على ما تقدّم قد أُنشِئت هذه الجريدة على القواعد المارّ ذِكرُها، لترشد أبناء الأُمَّة الآراميَّة إلى ما فيه الخير والصَّلاح، وتهديهم إلى سبيل الفلاح، وتبثّ فيهم الروح الوطنيَّة وحبَّ اللسان على المبادئ الحرّة والتهذيبِيَّة، وهي أول جريدة تُنشر باللغة العربية للآرامييّن على اختلاف مذاهبهم في المهجر.  ولقد طالما رغب إلينا أبناء أمتنا الآراميّة أن ننشر لهم جريدة عربية تُعرِب عن أحوالهم وتُطلِعهم على أخبارهم وآدابهم وتواريخهم وتكون لسان حالهم في المهجر والوطن وكنّا نتمنَّى أن نحقق أمانيهم لو سمحت لنا الظروف أن نفعل فوق ما كنّا نفعله من نشر جريدة (كرشونية) سريانية عربية وتركية التي أسسناها منذ ست سنوات باسم " ما بين النهرين" بالآلة المسمّاة (ميموغراف).
  وقد كنّا في هذه المدَّة نتوقَّعُ أن تظهر نهضة آداب جديدة بين شبّان أمتنا الآراميّة لإملاء هذا الفراغ إلى أن الله جلّ جلاله، أيقظ الروح الوطنية في قلوب بعض مُفكِّري الأمّة وألَّفوا جمعيّة باسم "الجمعية الوطنيّة الآثوريّة – الكلدانيّة" لتقوم بأعمال تؤول إلى نفع الأمّة أدبياً و اجتماعياً. فبعد أن فرغت الجمعيَّة المومَأ إليها من مهمَّة إرسال مندوبين إلى "مؤتمر السلام" في باريز لأجل مُحافظة حقوق الأمَّة الآثوريَّة – الكلدانيَّة، جالت الفكرة في اتخاذ وسائط مؤثِّرة لتنوير أذهان الشعب و تهذيب أخلاقه لكي يُصبح قادراً على محافظة قوميّته وجنسيّته ولسانه وأيقنت أن ذلك لا يتمُّ إلاَّ بالصحافة و تأسيس مطبعة و نشر جريدة وكتب مدرسية وأدبيّة وتاريخيَّة ففاوضت أعضاءها و سائر الجمعيات وارتاحوا كلهم إلى هذا الرأي الصائب ووعدوها بالمناصرة، فسعت السّعي البليغ و أوجدت أحرفاً سريانية من شرقية وغربية واشترت أحرفاً عربية أيضاً على النّسق الجديد المدعو (لينوتايب) وشرعت بنشر هذه الجريدة باللغتين الآراميّة، الشرقية و الغربية، والعربية حسب مرغوب الشعب. 
   فعلى الشعب إذاً مناصرة هذه الجريدة التي أُنشِئت لتعليمه واجباته نحو دينه ووطنه ولسانه وآدابه، لان الجرائد لا تعيش إلاّ بمناصرة قُرَّائها و كلما كثُر مشتركوها نمت وازدهرت وعاشت.

   فإلى إخواننا الآراميّين نزفّ هذه الجريدة التي ظهرت في عالم الصحافة بأحرف جميلة وطبع جيّد ومواد مفيدة ونأمل أن يقبلوا عليها متهافتين تهافت الجياع على القصاع لكونها الجريدة الوحيدة التي تقوم باحتياجاتهم الأدبيّة ولا يُقبل لهم عذر من الآن فصاعداً كما كان البعض يعتذرون قبلاً بأنهم لا يجيدون القراءة السريانية أو الكرشونيّة، فهذه الجريدة اليوم تُنشر بلغتين وثلاث وهي شبيهة بجنينةٍ تحتوي أنواع الفواكه، فالذين لا يُحسنون الآراميّة فليقرأوا القسم العربي، والذين يجهلون الاثنتين، فعليهم بمطالعة القسم الانكليزي، وليعلموا أنّهم بإقبالهم على مناصرتها ومعاضدتها يؤَدُّون أقدس الواجبات التي عليهم أَلا وهي الواجبات الوطنية واللسانية، وبمناصرتهم لها سوف يشاهدون في أقرب حين أن الكتب المدرسية والتاريخية والأدبية التي يطلبونها تُنشر بلغتهم وأن أولادهم ينجحون ويتهذَّبون بالتربية القوميَّة والوطنيُّة ويصبحون عارفين لغتهم ومتكلِّمين بها نظير سائر الأمم. حيث أن الأمّة تُعرَف بلغتها وآدابها وحينئذ نستطيع أن نُظهرَ للملأ آراميَّتنا الحقَّة وشرف لغتها ونبرهن على أننا أحفاد أُولئك الأمجاد.

   فليتذكّر الآراميّون شرف حسَبهم ورِفعة نَسَِبهم ولينهضوا نهضة الرجال ويُعيدوا لأُمتِّهم منزلةً ساميةً في الهيئة الإجتماعية كما كانت في الأَعصار الغابرة وذلك بواسطة الصحافة ونشر الكتب الأدبيَّة والتاريخية فإنها الواسطة الوحيدة والعامل الأكبر في ترقية الأمّة و تهذيب أخلاقها وتنوير أفكار شبّانها.  فإن الآراميّين كانوا في قديم الزمان مصدر العلوم والفنون والشرائع والمدنية وكان العَالَمان الشرقي والغربي يقتبسان قديماً من كلِّياتها الرَّهاويَّة والنصيبينيَّة أنوار العلوم، ولها الفخر بعلمائها وبمؤلفاتهم الكثيرة التي لا يحصرها عدد، وهي التي حفظت للعالم أنواع الآثار التاريخيَّة والطبيَّة واللاهوتية والفلسفية التي تزدان بها اليوم مكاتب لندن وباريز ورومية وبرلين وغيرها. فعلينا إذاً أن نقتدي بأجدادنا الكرام في أمر ترقية المعارف و نشر الآداب الآراميّة ونسعى لتهذيب أولادنا الذين سيكونون رجال مستقبلنا و نعتصم بالعلوم و نلتجئ إليها و نقدِّر حقَّ الصَّحافة التي عليها يتوقف نجاح كلّ أمّة.

 هذا وإننا نرجو إخواننا السوريين على اختلاف منازعهم و مذاهبهم أن يرمقوا هذه الصّحيفة المولودة جديداً في عالم الصّحافة بعين الرِّضى و الإرتياح و يقوموا بمناصرة مشروعنا الأدبي باشتراكاتهم و إعلاناتهم بجريدتنا حسب الأصول و بذلك يُناصرون الآداب فيُشكرون.
   وأيضاً نتوقّع المناصرة الكبرى من إخواننا الموارنة المنتسبين إلى الآراميّة حيث أن الغرض من إنشاء هذه الجريدة توحيد أفكار بني آرام الكرام وإيجاد التفاهم والإتّحاد الجنسي الأدبي فيما بيننا وإيقاظهم لتعزيز لغة أجدادهم العظام، إذ أنهم مشتركون معنا في الجنسية و اللغة و الطقوس أيضاً، ولا فرق بين آراميي لبنان وسوريا وآراميي ما بين النهرين وبلاد الفرس سوى بعض مسائل مذاهبية لا تمنعهم من الإتّحاد معنا أدبياً بقصد رفع شأن الآراميّة وتعليم لسانها ونشر تواريخها وآدابها التي كاد أن يُقضى عليها وتهذيب الناشئة وتعليمها لغة الآباء و الأجداد الذين رفعوا منار العلم والمدنية في الديار الشرقية وكانوا أنواراً ساطعةً في سماء الآداب والمعارف وما شاهدناه في إخواننا المومأ إليهم من التمسّك بآراميَّتهم والحرص على لغتهم والمحافظة عليها في مدارسهم و كنائسهم يُحيي فينا الآمال و يجعلنا نعتقد أنهم سيكونون لنا في مهمّتنا الأدبيّة والقوميّة خير أعوان مادّة و معنىً، كيف لا وهم الذين أدخلوا إلى أوربا معرفة الآراميّة وصاروا واسطة لتأسيس مدرسةٍ سريانيةٍ مارونيّةٍ في رومية نشأ منها أساتذة ومؤلفون مجيدون كجرجس ميخائيل عميرة، وابراهيم الحاقلاني، ويوسف سمعان السمعاني صاحب "المكتبة الشرقية" وجبرائيل القرداحي صاحب كتاب "اللُبَاب" وهو معجم سرياني/عربي، جليل الفائدة لدارسي الآرامية. ولا نقول هذا من باب التزلّف بل اننا نشهد لفضلهم ومقدرتهم الأدبية ونُقدّر مساعيهم في ترقية اللسان الآرامي. ومما لا ريب فيه أنهم هم الذين رقّوا الصَّحافة العربية في سوريا ومصر والبلاد المتحدة، ولهم الفضل الأكبر على اللغة العربية، إذ أن أكثر مؤلفي المعجمات والكتب الأدبية هم علماء الموارنة، وعليه لا بأس من أن ندعوهم إلى التكاتف والتناصر و الإتِحَاد معنا في أمر ترقية لغتنا وآدابها.

  و قد رأينا أن نصدر هذه الجريدة الآن بهاتين اللغتين أي الآراميّة والعربية لعلمنا أنهما دارجتان بين جميع الآراميين، فالأولى هي لغتهم القديمة و الثانية لغتهم الحديثة. و لكي نحثّ أبناء اللغة الآراميّة على تعلّم لغتهم القديمة ولإيصالها إلى درجة لغتهم الجديدة، فيصبحون إذ ذاك متّحدين لغةً و نزعةً و فكراً، و قد نفصلهما عن بعض بعد حين و نجعلهما جريدتين مستقلّتين إذا اقتضت الحال.
   فلنسأل القرّاء الكرام غضّ النظر عمّا يرون في هذه الجريدة من خللٍ في التراكيب إذ ليس غرضنا الحقيقي رفع اسم زيد وخفض اسم عمرو، بل رفع شأن الأمَّة الآراميَّة و إعلاء اسمها و الإعراب عن مجدها القديم. فكلُّ غرضٍ سامٍ كهذا ولو حُرِّرَ بلغةٍ بسيطةٍ و على نسق سلسٍ لدرجةٍ لا تَمجُّهُ الأسماع فهو مقبول.

  و الله المسئول أن يجعل هذه الجريدة نوراً يهتدي به بنو آرام، و دليلاً هادياً لهم في سبيل هذه الحياة كما يُرام.

نعوم فائق   
     USA 

* عن مجلّة "آرام"، عدد 15 – 16 (1998)، ص 128 – 124.
واثق الخطى يمشي ملكا

غير متصل wesammomika

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1654
  • الجنس: ذكر
  • السريان الآراميون شعب وأُمة مُستقلة عن الكلدوآثور
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى الاخ سرياني ارامي المحترم
بعد التحية
اشكرك جزيلا على التوضيح اكثر واغناء المقال بالاضافة الجميلة والواضحة عن المفكر القومي الارامي (نعوم فائق) ولكن مع كل الاسف فأن البعض ينسبون الملفان نعوم فائق الى الاشورية والترويج لفكرها المتعصب ،،لذلك يتوجب علينا كشف الحقائق للجميع كي نضعهم بالصورة واكرر شكري الجزيل لك وعلى غيرتك القومية ،،،تحياتي .



وسام موميكا _ بغديدا السريانية
>لُغَتنا السريانية الآرامية هي هويتنا القومية .
>أُعاهد شعبي بِمواصلة النضال حتى إدراج إسم السريان الآراميون في دستور العراق .
(نصف المعرفة أكثر خطورة من الجهل)
ܣܘܪܝܳܝܐ ܐܪܡܝܐ