المحرر موضوع: نعم الديكتاتور خطرعلى الشعوب لكن تاجر الدين أخطر منه !  (زيارة 779 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رعد الحافظ

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 673
    • مشاهدة الملف الشخصي
نعم الديكتاتور خطرعلى الشعوب لكن تاجر الدين أخطر منه !

ليس من إنسان عاقل على هذا الكوكب إلاّ ويمقت الديكتاتور أينما كان .
اللهم إلاّ لو كانت هناك أسباب ودواعي في القضيّة , مصلحيّة نفعيّة وصوليّة , أو برغماتية لو شئتم !
فالإنسان عموماً  وبعيداً عن التنظير والفلسفة المثاليّة , هو كائن مصلحي برغماتي يبحث عن سعادته وتطورّهِ ومستقبل أولاده .
ولا عيبَ في ذلك البتّه !
لكن بشرط أن لاتكون مكتسباتهِ الحياتية على حساب مصالح الآخرين .
بالمختصر المفيد ليس من الإنسانية في شيء القول : أنا ومن بعدي الطوفان !
لأنّ الإنسان رغم كونهِ كائن برغماتي , لكنّهُ أيضاً كائن إجتماعي من الطراز الأوّل  يُحاول على الدوام تحسين بيئتهِ ورفع مستوى أبنائه وأصدقائهِ ومعارفهِ ومحيطهِ .. عموماً .
*****
أكتبُ هذهِ المقدمة فقط لأقول أنّي كأنسان طبيعي ضدّ أيّ ديكتاتور .
فمنذُ زمن قرقوش وحكم القياصرة , مروراً بالحجّاج والسفّاح وجنكيزخان وسليم الإوّل وإسماعيل الصفوي .
وصولاً الى عصر هتلر وموسوليني وستالين وماو سي تونغ وبول بوت  وكيم إيل سونغ ( وأبناءه من بعدهِ ) وفيدل كاسترو وبينوشيت و روبرت موغابي و معمّر القذافي وصدام حسين وحافظ الأسد وإبنه الشبل بشار .
مع ذلك نحنُ نعلم عِلمَ اليقين بفوارق العدد لضحايا النوعين / الديكتاتور , وتاجر الدين  !
ضحايا هتلر ربّما وصلت الى 50 مليون إنسان في أوربا ومحيطها .
ضحايا ستالين ربّما أقل من هذا الرقم بقليل .
وكذلك ضحايا ماوسي تونغ ( رغم ثورته الثقافية ) . والكلام ينطبق حتى على صديّم الخسيس .
لكن كم هي ضحايا التطرّف الديني ؟
هل يستطيع أحد إحصائها أو تقديرها ؟
مليارات من البشر ذهبت ضحيّة للحروب الدينية طيلة التأريخ .
منذ قبل ظهور السيّد المسيح الى الغزوات والفتوحات الإسلاميّة الى الحروب الصليبية , الى مذابح العثمانيين في كلّ مكان وآخرها ضدّ الأرمن .
الديكتاتور السياسي أو العسكري , يحكم حسب رأيه ومزاجهِ بقسوة معتقداً أنّ رأيهُ هو الصواب , والجميع ما عداه على خطأ وغباء .
وقد يعدم كلّ مَنْ يقول لهُ .. لا !
بينما تاجر الدين الحانق يفتي بإسم الربّ قائلاً للناس :
إتبعوني ( أنا الحقّ ) .. وإلاّ جلدتكم  بسوط الرب ! ( نيتشه ) .
فتنخدع العامة المُعمّاة وتخشى على مصيرها من إنتقام الربّ . فتتبعه كقطيع الخراف وتنقاد الى مصيرها الأسود المحتوم .
*****
الخلاصة :
من نيرون حارق روما , الى ( بطريرك ) غابريل غارسيا ماركيز , الى بطل الحفرة صدام حسين ,الى الطاغية (إبن إبيه) بشار الأسد .
لا يختلف إثنان على ضرر الطُغاة وقسوتهم على شعوبهم البائسة .
لكن يبقى ضرر رجال وتُجّار الدين , خصوصاً المُتطرفين منهم أشدّ فتكاً وخطراً على المجتمع .
تأثير الطغاة ينال آلاف أو ملايين الضحايا .
بعدها ببضعة عقود  تهّب ثورة تطيح بالطاغية وجماعتهِ ومناصريه ويكون مصيرهم غالباً السحل الى مزابل التأريخ .
لكن تأثير تجار الدين يطال أجيال عديدة وقرون طويلة , وقد لا يختفي تأثيرهم حتى مع موتهم . حيث تكون أفكارهم قد إستقرت في وجدان الملايين المُغيّبين عن الوعي العلمي والعملي .
وغالباً يموتون موته طبيعية ويكون مصيرهم التخليد والتأليه تقريباً
ومثال الخميني ليس ببعيد !
قارنوا على سبيل المثال , بين ضحايا الشاه الإيراني ( رضا بهلوي )  وبين ضحايا الخميني .
وتذكروا نهضة البلاد في عصر الشاه , وإنحطاطها الحضاري في زمن الخميني .
وقارنوا لو شئتم , حال مصر الجميلة / بين حكم العسكر ستين عاماً , وبين حالها في عام واحد من حكم الإخوان , وكيف أصبحت بقدرة قادر في قاع الجدول بالنسبة للمرأة على سبيل المثال .
*****
يقول أحمد عبد المعطي حجازي في مقاله الأخير عن إخوانجية مصر ( لماذا فشلوا وكيف نجحوا ؟)  ما يلي :
[ ... من هنا كان الإخوان ومعهم السلفيون هم المؤهلون وحدهم لتولي السلطة بعد سقوط مبارك .
ثمّ حكموا وسقطوا !
لكن ثقافتهم لم تسقط بعد, وهي لن تسقط بالمصالحة, ولا بأجهزة الأمن, بل بثقافة العقل والديمقراطية, وعدم الخلط بين الدين والسياسة .
فالدين لله والوطن للجميع ] .
نعم كلا الطرفين ( الديكتاتور وتاجر الدين )  يشتركان بالصبغة الفاشية والعنصرية . لكن تأثير التيارات الدينية أكبر وأشدّ فتكاً من تأثير الطغاة عموماً .والأمر يخضع عندي للنقاش والحوار . حيث تبقى أغلب الحقائق نسبيّة حتى تستقر بمرور الزمن في ضمير الناس عموماً  !
يقول عالم البايولوجي د.ريتشارد داوكنز/ في كتابه الصعود الى جبل الإحتمال ما يلي :
[ المهم في حوارنا هذا , هو أنّ بعض المُلحدين يفعلون الشرور / لكنّهم لا يفعلونها بإسم الإلحاد .
ستالين وهتلر فعلوا عظائم الشرور بإسم العقيدة والتلقين الماركسي وما يُماثلها بإسم نظرية الأجناس اللاعلمية والمحبوكة بهذيانات فاغنرية .
لكن الحروب الدينية حصلت بسبب الدين ,وتكرّرت كثيراً عبر التاريخ .
ولا أذكر أى حرب حصلت تحت إسم الإلحاد ... ولماذا تحصل ؟
ربما يكون الدافع للحرب .. طمعاً إقتصادياً , أو طموحاً سياسياَ , أو تعصّب عرقي أو عنصري , أو إنتقام ... أو شكوى , أو بدافع من الإيمان الوطني بحق الأمة . ]
*****
 الروابط
الأول / قائمة أسوء 20 ديكتاتور, في العالم

http://pclifegroup.blogspot.se/2009/04/20.html

الثاني / مقال أحمد عبد المعطي حجازي حول الإخوان

http://www.ahram.org



تحيّاتي لكم

رعد الحافظ
14 نوفمبر 2013