المحرر موضوع: سعادة أبناء الجمهورية  (زيارة 423 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل لطيف العنـــكاوي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 318
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
سعادة أبناء الجمهورية
« في: 13:26 14/11/2013 »
سعادة أبناء الجمهورية
منذ القدم مرت على العراق وشعبه ظروف قاسية ومظلمة في كافة المجالات وخاصة بعد ان كان تحت سيطرة الاستعمارين العثماني والبريطاني بالتعاقب ولكن الاخير تم ازاحته على يد الزعيم عبد الكريم قاسم رحمه الله عندها تنفس الشعب الصعداء بعض الشئ ولكن لاحقا توالت الانقلابات  والمؤامرات العسكرية والسياسية الرجعية والشوفينية والدكتاتورية وبدأت بقمع الشعب بكل فصائله التقدمية والوطنية والثورية المناضلة وتحت هذه الظروف لم ينال الشعب حصته من العدالة الاجتماعية المطلوبة كي يعيش ويتهنئ بالسعادة وتطبيقاتها.
في اكثر الدول التي سبقتنا بتطبيق العدالة الاجتماعية والديمقراطية واطلاق الحريات العامة في شتى الطرق والمجالات وتم نبذ الصراعات والنزاعات الداخلية حتى تنال تلك الشعوب قسطا وافرا من السعادة عندما تقيم مهرجانات غنائية ومسرحية وترفيهية تعبيرا عن السعادة التي يعيشونها ويحسونا بها مما يدعوا الى الالفة والمحبة والتقارب والنظرة الكاملة للانسانية والحياة ومبادئها , اضافة الى تطبيق الرقابة الاعلامية على مسؤولي الدولة والحكومة واعمالها وواجباتها مما يعطيها دفعا قويا لخدمة الشعب عكس الوسائل الاعلامية الموجودة لدينا وخاصة التابعة للحزب والدولة حيث تنهار بمدح هذا المسؤول أو ذاك أضافة لسباسة الدفاع عن الحزب الحاكم وأخطائه وفساد مسؤوليه حزبيا زأداريا ووظيفيا .
بعد عام 2003 وبعد ازاحة الدكتاتور الاوحد والقاسي والظالم في حكمه طوال 35 عاما تمت الانتخابات في اول ممارسة ديمقراطية بالعراق رغم السلبيات التي رافقتها وعلى اثرها تم تشكيل والتي طمع الشعب وأبنائه بطموحات كبيرة لتحقيق العدالة الاجتماعية التي كانت مفقودة طوال عقود من الزمن , ولكن مع الاسف الشديد أخذت الحكومة بمسارها الطائفي والاستبدادي والسلطوي الحزبي الضيق مما ادى الى فقدان تحقيق العدالة والخدمات وامال الشعب هذا اضافة الى أثراء دوائر الدولة ومؤسساتها المفقودة اصلا بالفاسدين والحرامية وسراق الشعب الذين لا يمر يوما الا وتزداد ارصدتهم واموالهم في البنوك الخارجية هذا ناهيك عن تدهور الوضع الامني المستمر والذي يحصد ارواح مئات من ابناء الشعب أطفالا ونساءً ورجالا ولا احد يبالي من المسؤولين الذين يركضون وراء خطوط تلفونات متطورة وكل واحد منهم يملك 4 خطوط وهم يخرجون على الفضائيات بالكلام المنمق والمنافق اللامع الى الجماهير الفقيرة  زائدا التناحر بين الكتل السياسية والميليشيات الغير الشرعية بتواجدها نتيجة هشاشة وضعف الاداء العسكري والامني للحكومة واجهزتها حيث لا يستطيعون حماية وايقاف توزيع الموت اليومي على بيوت العراقيين بدلا من الخدمات المادية والمعنوية واصبحت شواهد عاشوراء التعازي والفواتح والقتل والظلم والسجن والتهجير والقتل على الهوية في كل المدن العراقية بواسطة الذراع القوي للسيد رئيس الوزراء من خلال قوات السوات الجمهوري  اضافة الى العاشوراء التاريخي للامام الحسين عليه السلام .
ان السياسين الموجودين في عموم العراق لا يعرفون ماذا يريدون وهمهم الوحيد هو ازدياد شهواتهم المالية واحتلال الكراسي المهمة في الدولة ودوائرها على حساب أمال الشعب وتطلعاته وامانيه حيث اعيد بالعراق الى زمن العصور الوسطى وما قبله , ولكن سعادة أبناء العراق سوف تاتي بغضب العراقيين وثوارنهم كالبركان الذي يقذف الحمم على الاخضر واليابس وعتدها لا يرحم الشعب أحدا من الذين سرقوا احلامه واماله وطموحاته التي ناضل من اجلها سنين طويلة وحتى هذه اللحظة ولم يستمر خداع ورضا هذا الشعب الذي يرفض ان يموت باذلال كل يوم , لأن هذا الشعب أنجب ابطالا وشواهد ورموز يتذكرها العالم باسره أمثال الجواهري ومصطفى جواد والكرملي وغيرهم وسوف تذهب الى الجحيم كل الشعارات البراقة الزائفة لزعماء الطائفية ومن يركضون وراء فلكهم وخداعهم طوال الثماني سنوات من حكم الطائفية والدكتاتور الجديد لأن الانتخابات القادمة على الابواب  وستزول الغيمة السوداء وضلالها من سماء العراق بهمة ابنائه الغيارى والوطنيين الاشراف كي يزيحوا الظلم والاستبداد والقتل الجائر والقهر عن صدورهم وصدور عوائلهم وتبداء مرحلة التحرر الفعلي لانسان وابن الربيع العراق من خلال الربيع العراقي القادم
قتلوا سعادة الشعب
ودفنوا الامال تحت الرمال
تشبثوا بالطائفية
أنهارت طموحات الاكثرية
والدم يسيل كالفيضان
أطفال نسوا ابتسامتهم بين القبور
ولدى الساسة خدع واسرار
أمهات نشفت دموعهن
تمزقت اثوابهن بالشوارع
بالساحات والبيوت
فرار وهزيمة من الموت
وتوقفت عقارب الساعة
من الخوف والفزع
من المجهول القادم
غضب هنا وهناك
الكل غاضب بدون رؤية
ازدادت قوافل الكفر والسلفية
يحرمون اشياء من الوهم
يقتلون باسم الله
يسفكون الدماء عبر الحدود
والشعب نسى احلامه
قــُــبرت طموحاته
مآساة تجر باذيالها
الكل يركض وراء العائدات
نهب وسلب على قدم وساق
وسمعة بلادي بين القاذورات
فشل القادة يضوي كاشعة الشمس
وأنغمست رؤوسهم بالخيانة الوطنية
اختراعات القوانين حسب الشهية
أزداد الظلم والمحسوبية
لا دستور يحمينا
دولة القانون بلا قانون
والمالكي الاوحد اصبح الاب الحنون
لا فرق بين اليوم والامس
قصص يسجلها التاريخ
وعجائب قادتنا اصبحت في المريخ

الكاتب والشاعر
لطيف العنكاوي