الاستاذ عوديشو ساده المحترم
الاخوه والاساتذه المشاركون المحترمون
لجنابكم الكريم استاذ عوديشو , اتوجه بالشكر على مقالكم الأنيق بأسلوبه والواضح في اهدافه الفكريه والأخلاقيه , لا أجد قيد شعرة من الضير او التأثير السلبي فيما لو إختلفت أفكاركم عن أفكاري او أفكار اي قارئ آخر , إنما أجد كل الضير وكل المخاطر حينما يدرك أحدنا جيدا وهو مقتنع بان مصيرنا واحد في نظر الآخرين بغض النظر عن المسميات, يدرك ويفهم ذلك لكنه لا يقترب من تخوم بالكيفيه التي تمنح ابناء شعبنا قوة وظهيرا للبقاء على ارض آبائه واجداده . واسمحوا لي هنا من اجل المزيد من توضيح فكرتي ان اقتبس من تعليقكم قولكم:
((لكن أقول يا أخي الكريم ان الكثير من أبناء قوميتنا وبالأخص من الكتاب ليومنا المشهود لايدركون هذه الحقيقة الدامغة لدوافع وأسباب آنية متجذرة بأعماقهم الغارقة بـ الأنا وليس غيري حتى من أبناء عشيرتي وعمومتي وصولا لقوميتي)) .
أستاذنا العزيز عوديشوا :
انا شخصيا متيقن بان الكتاب المقصودين في مقتبس تعليقكم هم يدركون كل الإدراك ويفهمون الحقيقه الدامغه فهما جيدا ( حقيقة كوننا ابناء امة واحده ومصيرنا كلنا مشترك في أعين الآخرين) و يعلمون مثلك ومثلي لا بل اكثر , بان هناك من المقومات والعناصر بما يعزز هذه اللحمه ويبقيها متحده في تطلعاتها وموحده في جهدها , لكن عوامل ذاتيه وشخصيه لها علاقه عضويه في تصعيد هذه المواقف الانفعاليه والمتشنجه التي يمكن لنا تنسيبها الى حالة الحدس السياسي البائس (عذرا على ايراد هذه المفرده) بالدرجه الاساس ثم افتقارنا الى امكانية اختيار المفرده المناسبه في تواصل الحوار الذي انقلب على حين غره الى مشاحنات و مناوشات ثم تراشقات , ناهيك عن ضعف الحاله الايمانيه في قضية هذا الشعب الذي ينتمون اليه, فكان حشر بعض مظاهر الاختلافات الشخصيه في غير محلها امر انسيابي , بحيث جعلهم او وضعهم في خانة الصنف الذي نراه اليوم بعد اندفع في اول وهلة كمعارض لطرح معين ولسبب ما ثم راح يتفنن في استخدام المفردات دون قدرته في السيطره .
أنا ارى باننا جميعا ومن دون استثناء قد ساهمنا من حيث ندري او لا ندري في جرجرة الامور الى هذا المطاف كل بالقدر الذي لا يحسد عليه , لذا إن كنا ككتاب او مثقفين معنيون بصدق في مصير ومستقبل ابناء شعبنا بكل مسمياته , لن يكون عيبا او خطأ لو كل من ناحيته اجرى مراجعه بسيطه مع ذاته كي يجري ما يتطلب من تصحيحات سواء كانت لغويه او فكريه . تلك في نظري لا يقدم عليها الا المؤمنين الشجعان بقضية ابناء شعبهم , اما تناول الامور الشخصيه فهو تسفيه دامغ لقيمة الافكار وحرمان من فائدة تلاقحها .
اكتفي بهذا القدر من التعليق بعد شكركم ثم اختتم كلامي بتقديم خالص التحيات