المحرر موضوع: أسباب إنفصام شخصية المُسلم / 6  (زيارة 2772 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رعد الحافظ

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 673
    • مشاهدة الملف الشخصي
أسباب إنفصام شخصية المُسلم / 6

مَنْ لم يُحرّكهُ الربيع وأزهارهِ , والعود وأوتارهِ 
فاسدُ المزاجْ ..... ليس لهُ علاجْ  !
( الإمام الغزالي )
*****
ثمّة فاصل قصير من العزف المُنفرد على العود , بعدهُ تطرق هذهِ الحكمة الجميلة أسماعنا , ولبضعة مرّات يومياً من  إذاعة ال BBC
والذي لا يعرف عن الغزالي سوى إسمهُ , فحتماً سيظّن أنّهُ رجل دين مُتفتّح العقل , مُتصالح مع نفسهِ وحياتهِ والمباديء التي يؤمن بها .
لكن عودة خاطفة لتأريخ هذا الرجل سنجده مُجسداً حقيقياً لكل تناقضات الأمّة , وإنفصام شخصية رجل الدين عموماً والمُسلِم خصوصاً .
والسبب الرئيس معروف طبعاً ,لكن لا أحد يُفكّر بالإقتراب منه !
والغزالي بالذات قد مرّ بمرحلتين رئيستين متناقضتين في حياتهِ .
(وربّما عاد أواخر سنينهِ الى ما بدأ به دون أن يُعلن ذلك على الملأ )
الأولى / ولعه وميله الى الفلسفة والعقل والإجتهاد ( والمعتزلة ) في بداية أمرهِ .
الثانية / إنقلابهِ فجأةً ب  180 درجة وإعتناق المذهب الأشعري الذي يلغي دور العقل , ويفضّل النقل والتسليم للنصوص .. دون  جدل .
مثلهُ في ذلك مثل / البيهقي والسيوطي والعسقلاني والقرطبي والسبكي والنووي ( وبالطبع هذا الأخير ليس صاحب السلاح النووي الإيراني ) .
يجدر بالذكر أنّ هذا الإنقلاب في فكر الغزالي ما كان ليحصل , لولا أنّهُ رأى حُلماً قلبَ حياتهِ رأساً على عقب !
وهذا مُختصر بسيط عن الرجل وسأعتبر هذهِ الورقة مكملّة ( ج 6 ) للموضوع الذي بدأتُ الكتابة عنه منتصف هذا العام ( أسباب إنفصام شخصية المُسلم ) .
علماً أنّ أغلب هذا المختصر منسوخ من مقالة للدكتور كامل النجار سأضع رابطها لاحقاً .
*****
أبو حامد الغزالي ( 1058 ــ 1111 م ) , وُلَدَ في طوس من أعمال خراسان .
تأثّرَ بداية نشأتهِ بالفلسفة ورجالها والعقل والمنطق وعلومهم .
لكن ذلك لم يدُم , فقد إنقلبَ على الفلسفة كلياً .
في سن ال 33   أصبح الغزالي مُعلماً بالمدرسة النظامية ببغداد .
كانت مهمته الدفاع عن المذاهب السنية في وجه المذاهب الشيعية .
وبعد إنقلابه على الفلسفة ,هاجمها والفلاسفة في كتابه (تهافت الفلاسفة) .
ثمّ أصابته حالة نفسيّة كادت تودي بحياته نتيجة تفاعلات ما يُمليه عليه عقله الفلسفي , وما ينطق به من عقله الأشعري .
وبسبب هذه الحالة النفسيّة المُزرية ,لم يتمكن من البلع أو الكلام لعدّة أسابيع .
وأخيراًهداهُ الله (كما يقول) إلى التصوف فساحَ في الأرض مع المتصوفين
وسكن في دمشق وفلسطين وفارس , قبل أن يرجعَ إلى بغداد !
وأخطر ما ذهبَ إليه الغزالي أنه نفى السببيّة .
وقال مثلاً  : أنّه لا توجد علاقة أو سببية بين النار وحريق القطن الذي يوضع على النار .
لأنّ الله هو الذي جعل النار تلمس القطن ويغير لون القطن إلى الأسود
 ثم يجعله رماداً بواسطة الملائكة أو بدون واسطة .
وبإمكان الله أن يفعل غير ذلك ويجعل النار تمس القطن دون أن تحرقه ! ثم ما هو الدليل على أن النار هي التي تحرق الأشياء ؟
الفلاسفة  ( حسب رأيهِ ) لا يملكون أيّ دليل على ذلك غير ملاحظة تغيير لون القطن عندما تمسّه النار .
ولكن الملاحظات تُبرهن فقط ,على توأمة الأشياء مع بعضها البعض ولا تُثبت السببية . فليس هناك أي سبب غير الله  !
( و لا أدري بماذا كان سيُجيب عن قضية تأجير الأرحام في السعودية هذهِ الأيّام ؟ )
ويقول كذلك ما معناه: الربط بين ما يعتقد البعض أنه السبب , وبين ما يعتقدون أنه النتيجة / ليس ضرورياً في رأينا .
فليس هناك أي علاقة بين إطفاء الظمأ وشرب الماء .
أو بين الشعور بالشبع وأكل الطعام .
أو بين شروق الشمس وسطوع الضياء .
أو بين قطع الرأس والموت !
العلاقة الظاهرة بين هذه الأشياء ناتجة عن إرادة الله المُسبقة التي خلقت هذه الأشياء مُلتصقة ببعضها .
لكن هذا لا يعني أنّه لا يمكن فصلها عن بعض .
فبإمكان الله أن يخلق في الإنسان الشعور بالشبع دون أن يأكل طعاماً .
أو يستمر الإنسان في الحياة بعد أن يُقطع رأسه !
ويستمر الغزالي فيقول :
إنّه ليس من الضروري أن يُخلق الحصان من الحيوان المنوي .
ولا الشجرة من الحبة ( أو البذرة ) .
إذ يُمكن أن يُخلق الحصان والشجرة من لا شيء  !
*****
ولأنّ العقل يُحفّزنا إلى أن نسأل ونكتشف الأشياء غير الملموسة .
إعتبره (( الغزالي )) عدو الإسلام الأول .
لأنّ الإسلام  ( حسب رأيهِ ) يطلب من المسلم الرضوخ الكامل والإمتثال لأوامر الله بدون أي تفكير في الأسباب .
وبسبب شهرة الغزالي وتعاليم الأشعرية إنتشر الجمود الفكري في البلاد الإسلاميّة حتى وَصَلَ إلى الأندلس .
فالمُفكّر الظاهري ( أحمد بن حزم ) يرفض القياس لأنه يعتمد على العقل .
يقول :
"لا شيء خيّر في ذاته ولكن الله جعلهُ خيراَ، ولا شيء شرٌ في ذاته لكن الله جعله شراً. فالعمل الذي نعتبره خيّراً قد يصبح شراً إذا أراد الله له ذلك، والعكس صحيح."
ويقول :
 "فإذا أخبرنا الله تعالى بأنه سوف يعاقبنا بأفعال غيرنا، أو بسبب طاعتنا له، فإن ذلك يصبح عدلاً من الله وعلينا القبول به."
بينما / فخر الدين الرازي (ت 1209) وهو من أتباع المدرسة الأشعرية أيضاً ,يقول :
 "إنه من المقبول في معتقدنا أن الله تعالى يمكنه أن يُدخل المُذنبين إلى الجنة والمُحسنين إلى النار ,لأنّ صاحب القرار هو وحده ولا يستطيع أحد أن يمنعه."
***
والسبب في أن الغزالي  والظاهري والرازي والأشعرية عموماً قد رفضوا فكرة السببيّة , هو شعورهم التالي :
لو كانت المُسببات تؤدي إلى النتائج المعروفة حتماً , يُصبح فعل الله ناتجاً عن ضرورة وليس عن إرادة حُرّة يمكنها تغيير النتيجة !
*********
الخلاصة
بسبب آراء المدرسة الأشعرية المُتبنيّة والمتشدّدة للنقل ,من دون العقل والمنطق والفلسفة والقياس والتفكير .أصبحنا نخشى السؤال عن أيّ شيء جديد .وإزداد تناقض وإنفصام شخصية المُسلم عموماً .
ولاحظوا إنفصام شخصية الغزالي نفسه في تفسيرهِ للحج مثلاً , يقول :
[ إنّ ما يقوم به الحاج من ركضٍ بين الصفا والمروة وبقية الطقوس .لا يقبلها العقل ولا يستسيغها .لكن القيام بها يُثبت عبودية الفرد لله ! ]
هكذا إضطر هذا الرجل الى إلغاء دور العقل . حتى أنّهُ حرّم الرياضيات كونها تعتمد على المنطق .
كذلك قام  الغزالي بتكفير فلاسفة الإسلام المُتأثرين بالفلسفة اليونانية في ثلاث مسائل  وبدّعَهم في 17  مسألة .
وألّف كتاباً مخصوصاً للرّد عليهم في هذه ( ال 20 مسألة ) , أسمّاه تهافت الفلاسفة .
هاجمَ  فيه الفلاسفة بشكلٍ عام , والمسلمين منهم بشكلٍ خاص .
وعلى الأخصّ / إبن سينا والفارابي ,فقد هاجمهم هجوماً شديداً !
لذلك قيلَ عن الغزالي / أنّهُ  قضى على الفلسفة العقلانية ( أو قتلها ) في العالم العربي منذ وقتهِ  ولعدة قرون متواصلة .
الى أن جاء  بعده (( إبن رشد )) ,وهو طبيب وفيلسوف وفقيه وقاضي وفلكي وفيزيائي شهير . فرّدَ على الغزالي في كتابين أساسيين هما :
1 / فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال .
2 /  تهافت التهافت .
وشخصياً لا أعرف موقف ( علماء ) الدين / مع أيّ الرجلين هم اليوم ؟
أمّ أنّ التناقض الواضح بين أفكارهم لا أهميّة لهُ على عقول العامة ؟
***
على كلٍ ,  في أواخر حياته ( عاش 53 عام فقط ) عاد الغزالي الى مكان مولدهِ طوس فسكن فيها , وإتخذ جوار بيتهِ مدرسة للفقهاء , وخانقاه ( أيّ مكان للتعبّد الصوفي والعزلة ) .
وأظنّ أنّ المفردة المصرية ( الخانكة ) مأخوذة من الخانقاه .. والله أعلم !

****
رابط مقال د. كامل النجار
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=357348


تحياتي لكم

رعد الحافظ
26 نوفمبر 2013






غير متصل رعد الحافظ

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 673
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأحبّة / العيساوي , وأوراها ... مرحباً بتشريفكم المقال
في الواقع  إختياري للعنوان أعلاه منطقي لأسباب عديدة يطول شرحها , لكن أهمّها الذي ذكرتهُ في نفس المقال
من كون هذا الموضوع مُكمّل للمقالات الخمسة السابقة عن أسباب إنفصام شخصية المُسلم
في الواقع كان يُفترّض بي تقديم موجز عن تلك الأجزاء السابقة كي يُصبح الموضوع مترابط لمن يقرأهُ أوّل مرّة
لكن عُذري في ذلك ضيق الوقت , وسوء الصحة عموماً , هذه الجلسة أمام النت تكاد تقتلني تدريجياً ... فعذراً لكل نقص يظهر في كتاباتي
*****
نعم الإسلام نظام يصعب تغييره أو حتى مجرّد محاولة إصلاحهِ ... لماذا ؟ لأنّ حُرّاس المعبد يقفون بالمرصاد لكلّ محاولة وإن كانت صغيرة
مثلما قال الأخ اوراها يقولون لنا / من فكّر فقد كفر !
ومن تمنطق فقد تزندق  !
وكلّ جديد بدعة ... وكلّ بدعة ضلالة ... وكلّ ضلالة في النار ... الخ تلك الأقوال التي تجعل أهمّ حرية يحتاجها الإنسان كي يكون إنسان
وأقصد طبعاً الحريّة الفكرية وهي أغلى الحُريّات قاطبةً ... يجعلها تُجّار ومشايخ وأشياخ الدين ... تابوه أو حرام شرعاً
طيّب كيف نتقدم كمجتمعات إسلامية إذا كان كلّ جديد بدعة وحرام ... بينما في السعودية نفسها اليوم هناك حملة من بعض الشباب
لقبول فكرة تأجير الأرحام للسيّدات غير القادرات على الإنجاب ؟ هذا شيء جديد وبدعة بالنسبة لرجال الدين ... لكن الحياة والحضارة الحديثة توّفره لنا وبسهولة . فهل علينا لعن ( الغرب ) كونه جلب لنا هذا التطوّر ؟ أم لعن تُجّار الدين الذين يحاولون قتلنا بأفكارهم البالية ؟
هذا سبب مهم من أسباب التناقض في شخصية المُسلم العادي / أقصد وقوعه بين مطرقة الحضارة الحديثة وسندان المشايخ المتخلفين
****
طبعاً لا أتوّقع أن يرضى إسلامي ( متشدّد ) واحد بكلامي أعلاه ... مع ذلك أنا أكتب ما يُمليهِ عليّ ضميري وعقلي والشكر لكل مَنْ يمّر ويطلع !

غير متصل عبدالاحد سليمان بولص

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2135
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا ۗ قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا [86]

الأستاذ حامد العيساوي
بعد الأذن من الأخ اوراها دنخا سياوش
أرجو أن تتكرم وتشرح معنى الآية 86 من سورة الكهف اعلاه
ولك كل الشكر

غير متصل اوراها دنخا سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 687
    • مشاهدة الملف الشخصي
حتى انت يا موقع عينكاوة كوم مع ..من فكر كفر  !!!

غير متصل رعد الحافظ

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 673
    • مشاهدة الملف الشخصي
طاب مساؤكم جميعاً
كلّ ما إعترض عليه الصديق ( حامد العيساوي ) وما جاء بهِ من أمثلة حول عبادة البشر ( لينين ) , والبقر ... و غير ذلك
هو مُحّق فيه ... نعم ليس لنا أن نتدخّل في معتقدات الآخرين , إذا كانوا في حالهم
لكن متى يحّق لنا التدّخل ؟
عندما يأتون إلينا في بلادنا ويقولون لنا / إذا لم تؤمنوا بما نؤمن نحنُ بهِ فسوف نقطع رؤوسكم ونضرب أعناقكم  !
تقول الكاتبة السورية الأمريكية وفاء سلطان عبارتها الشهيرة / إعبد الحجر ... لكن لا ترمني به  !
و بدون مزايدات وجدال بيزنطي لا نفع منه / نحن نعلم جميعاً ... من هم القوم الذين يريدون فرض عقيدتهم على الآخرين ول وبقوة السيف
هذا عدا أنّ الزمن تجاوز حدّ السيف وصار لدى الآخرين سلاحهم الذي بإمكانهم بضغطة زر إفنائنا جميعاً ... لكنّهم بالمباديء الإنسانية متمسكين !
أنا أبتعد عن الدخول في مهاترات دينيّة ... كوني لم أعد أجد نفع منها ... وإلاّ فهناك بدل المثال .. ألف مثال على تناقض النصوص ... وشكراً   !


غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4988
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ رعد الحافظ
تحية عراقية

هناك مقولة تقول ان الشرق والغرب لا يلتقيان
واعتقد ان محاولة الشرق التخلق بقييم وافكار الغرب لن تنجح ابدا
فلا بد للسرق من استنباط قيم خاصة به
ويبقى الصراع بين القيم الحديثة في عالم القرية اليوم وبين ثوابت الدين
واعتقد ان ذلك قد ياخذ عقودا اخرى كثيرة من الصراع
وشكرا

غير متصل رعد الحافظ

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 673
    • مشاهدة الملف الشخصي
الصديق المحترم / أبو سنحاريب
نعم هناك أمثال  , وأمثلة عديدة بصدد عدم إلتقاء النقيضين
العلم والدين مثلاً ... لم يلتقيا في الماضي , ولن يلتقيا في المستقبل حتماً !
حتى بظهور علم ( الباراسايكولوجي ) الذي يربط بين الواقع من جهة ... و الماورئيات من جهة اُخرى .
ببساطة لأنّ العلم يعتمد على العقل والتفكير والتجربة والبرهان والعمل الحقيقي  , والواقع على الأرض  !
بينما الدين يعتمد بالأساس على العواطف والمشاعر والأحاسيس البشرية , والتي يمكن لأيّ ( تاجر دين ) التلاعب بها حسب خبرته
مع ذلك / لا توجد في حياتنا هذهِ قاعدة عامة واحدة نسير عليها كالمسطرة في الهندسة مثلاً
والحقائق ( حتى العلميّة ) منها , والمعترف بها اليوم ... قد تتغيّر غداً بظهور معلومة جديدة أو تجربة جديدة .
لذلك نقول أنّ الحقائق عموماً تبقى نسبية , ولا يجوز جعلها مُطلقة مُلزمة للجميع كي لا نقع في غلط التعميم !
ومثال على تغيّر الشعوب ( وإلتقاء الشرق بالغرب مثلاً ) نجد أنّ الشعب الياباني ... حافظ على عاداتهِ و تراثه . لكنّهُ بعد الإنكسار الكبير
أعقاب الحرب العالمية الثانية / نهض من جديد وفي طريق جديد غير الحرب والدمار ... وهو طريق العلم والصناعة والسلام .. والنتيجة يعلمها الجميع . و حتى تركيا نهضت من خلال أبو تركيا ( أتاتورك ) ... لكن اليوم أردوغان ( العصمنلي ) يحاول إعادة عقارب الساعة الى الوراء .
و بالنسبة للمسلمين عموماً .. لديهم ( غول كبير ) يجثم على صدورهم وعقولهم يمنعهم من النهوض
و ما لم نتخلّص من ذلك الغول , عن طريق الحريّة الفكرية .. فلن تقوم لنا قائمة .......... تقبّل محبتي  !

غير متصل عصام البصراوي

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 69
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ رعد الحافظ المحترم:
وجهة نظرك تستحق الاحترام ... ولكني قد اختلف معك بعض الشئ... لا يوجد احد لم يسمع بالعالم و الفيلسوف و عبقري الرياضيات رينيه ديكارت 1596-1650 و ربما نعرف قصته المشهورة عندما تملكه الشك و سيطر على افكاره و اوصله الى مرحلة الشك بوجوده في هذا الكون و انتهت القصة بمقولته الشهيرة .. انا افكر اذن انا موجود. نحن الأناس البسطاء نرى الكون بصورة مبسطة , نسلم بالمعتقدات الدينية و الافكار التي توارثناها عن الاباء و الاجداد, اما بالنسبة لأشخاص مثل ديكارت و ابن رشد و الامام ابو حامد الغزالي فالمسألة مختلفة لأنهم اشخاص استثنائيون يدفعهم فضولهم الى التشكيك حتى بالمسلمات و البحث والتقصي و معرفة الحقيقة ... و لو ان العالم انشتاين اكتفى بالبحوث العلمية التي اجراها العلماء نيوتن ثم ليوناردو دافنشي ثم العالم ماكسويل لما تمكن من تقديم النظرية النسبية للعالم اجمع و توصل الى قياس سرعة الضوء و بدقة سواء كان الوسط الذي يمر فيه متكون من الماء او الغاز او الفراغ المطلق و لم نتمكن حتى من استخدام الانترنيت من خلال تحميل الموجات الكهرومغناطيسية  بحزم المعلومات ..... الخ. فمن وجهة نظري يا اخي الفاضل التشكيك و الفضول و الانتقال من النقيض الى النقيض هو الحل.

اخوك عصام البصراوي

غير متصل رعد الحافظ

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 673
    • مشاهدة الملف الشخصي
الصديقان / عصام البصراوي وحامد العيساوي
لا أظنّ هناك تناقض بين ما تقولونه , وبين ما أقوله
الأخ عصام يتحدث عن الشكّ كأساس لليقين .
هذا صحيح طبعاً ومن طبيعة البشر عموماً , ولولا أنّ الإنسان يشّك و يبحث عن أجوبة لكل ما يراه حوله ... لما تطوّر عقله وتفكيره عن مستوى الإنسان البدائي ... سؤال وجواب  / هي طريقة الحياة عند العامة . لكن عند الخاصة أو الصفوة أو العلماء إن شئتم فالطريقة هي / تجربة وبرهان
العالم يُجرّب ويبحث بنفسه ولا يكتفي بقراءة نتائج أبحاث الآخرين , إنّما يستعين بها للمساعدة
وفي سلّم ماسلو للحاجات البشرية / وضع في الطابق ( أو المستوى ) الخامس وهو أعلى مستوى في الهرم / الحاجة لتحقيق الذات , ويقصد بها أنّ الإنسان بعد أن يُحقّق حاجاته الأساسية في الطعام و النوم والتكاثر والسكن .... الخ يبحث عن الشهرة وتحقيق الذات والأوسمة وما شابه
فقمّة البشر اليوم هم الذين يحصلون مثلاً على جائزة نوبل ( في الفيزياء والكيمياء والطب والإقتصاد والأدب والسلام )
و بهذه المناسبة يُسعدني القول أنّ مقالتي السنوية الأهمّ تدور حول هذه الجائزة / جائزة نوبل العريقة المهمة , أرجو أن أتمكن من نشرها لتنال رضاكم
****
الأخ العيساوي
ما رويته من قصة إنسانية حول ( جاركم ) يفطر القلب , وطبعاً لا داعي للقول أنّي أمقت القاعدة وبهائم القاعدة والوهابية وكلّ القتلة من أيّ دين أو طائفة أو ملّة . وفي تلميحكَ عن شخصي / مع أنّهُ لا يهم فعلاً وكما ذكرت أنت المهم / الفكرة التي نطرحها
مع ذلك أنا أخبرك بأنّي من اُصول إسلامية سُنيّة / لكنّي حالياً أعتبر ديني ومذهبي هو المحبّة والسلام مع جميع البشر .
وأكتب ضدّ السلبيات الإجتماعية في بلادنا البائسة بقصد النهوض وليس بقصد التشفي أو جلد الذات كما يظّن المتطرفين .
ولا عدو شخصي لي ... لكن التطرّف والتزمّت والتشدّد , والفساد أيضاً .. هم أعدائي الحقيقيين , لذلك أحاربهم لبقية حياتي
تقبّلوا تحياتي  !