ميلاد مجيد ... أم عطلة سعيدة
د. صباح قيّا فاجأتها بردي العفوي السريع "
ميلاد مجيد " جوابا على تهنئتها لي العام الماضي بعبارة " عطلة سعيدة " . أمرأة من أصول لبنانية مسلمة تعمل معي في نفس المؤسسة الطبية . كانت دهشتها أشد من سيل اسئلتي المتعاقبة اللاحقة , وبدأت , أحيانا ، تتعثر وتتلكأ من الخجل ألذي بدى واضحا على محياها ، وبريق وجهها يتلاشى تدريجيا فيغدو بلون ورقة الشجر أيام الخريف . ربما لم تصادف مثل هذا الموقف المحرج قبلا ، ولم يسبق لها أن تلقت اعتراضا جديّا بهذا الشكل منذ استقرارها الحديث نسبيا في بلاد المهجر .
لماذا يا أختاه " عطلة سعيدة " والمناسبة هي الأحتفال بذكرى ميلاد " السيد المسيح " ألذي ، بلا شك ، تعترفين به وأنت " مسلمة ملتزمة " وتفهمين جيدا ما جاء في كتابكم ؟ ألكل هنا يهنئ بهذه الطريقة ... طيّب ... ماذا يقول لك الأهل والأحباب في عيد ميلادك ؟... مبروك الميلاد وانشاء الله مائة عام ...
أنت ترعرعت في بلد يتعايش فيه المسيحيون والمسلمون ... هل يحتفل الناس ب " العطلة السعيدة " أم ب " الميلاد المجيد " و " رأس السنة الجديدة " ؟ : ماذا تنشر الصحف وماذا يقدم الأعلام بهذه المناسبة ؟ كيف يخاطب الملوك والرؤساء وكافة المسؤولين في شتى الدول الأسلامية والأقطار العربية في رسائلهم الى المسيحيين في كافة دول العالم عامة ودولهم بصورة خاصة ؟ ... نهنئكم بذكرى ميلاد نبيّ المحبة والسلام ...
هل تعلمين من ابتكر هذه البدعة الضالة ؟ , ومن يروج لها ؟ ومن يعمل على بسطها ونقل عدواها الى بقاع العالم قاطبة ؟ وما هو الهدف الحقبقي الذي يكمن في عقول المخططين والمدافعين عنها بضراوة وعناد ؟ ... كلا لا أعلم ولم أتصور اطلاقا أنها تحمل في طياتها أبعادا خبيثة وخفايا لعينة ... ، جيد .. أنا لا أريد الخوض في ألتفاصيل , ولكن , وباختصار , أنها نتاج النرجسية عند بعض الساسة الذين لا يترددوا أن يمدوا أيديهم للشيطان من اجل مصالحهم الذاتية ... انها دعوة الذين يرعبهم الأيمان المسيحي لمقاومته ورفضه كل ما يشذ عن الحياة الانسانية السويّة .. أنها حلم الشعب ألذي لا يعترف بنزول المسيح بعد وينتظر قدومه ليقوده الى الخلاص ويحكم العالم .. انها لوثة العقول المريضة التي ترفض وتحاول أن تمحي كل ما له علاقة بالرب بحجة احترام حرية الفكر وتجنب كل ما يثير أو يخدش المشاعر الفردية .. أنها ... وانها .. وانها ..... شكرا أخي , لقد نورتني .. أرجو قبول اعتذاري وثق باني لن استخدمها ثانية , وسانقل ذلك الى زوجي وافراد عائلتي ، ونعود كما كنا في لبنان الأرز :
عيد ميلاد سعيد وسنة جديدة مباركة ..... نعم ... نعم ... لنردد سوية :
Merry Christmas & Happy New Year “ Yeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeee “ Happy Holiday ” Nooooooooooooooooooooooooooooooooooooo
ماذا نعمل ازاء هذا المد الغريب والآخذ بالأستفحال تدريجيا والذي قد يقوض ركنا جوهريا من أركان الرسالة الأيمانية باضطراد رقعته وسعة شموليته مع تعاقب الاجيال ؟ الى متى نصبر ونظل متفرجين على التقليم المبرمج لما جبل عليه أجدادنا واباؤنا لألفين عام من الزمان ؟
أيها البابا المبجل في روما .. أيها البابا الجليل في الأسكندرية .. أيها البطاركة والمطارنة والأباء الموقرين في كل زاوية من العالم الصغير .. تحدثوا الينا واقترحوا علينا بما سيلهمكم به الروح القدس . .. اننا على ثقة بان الكنيسة ستبقى شامخة بصمودها وراسخة في ايمانها .. لم تنحني سابقا لتائهات القدر ولن تزعزعها اليوم شرائع النفر القليل من اشباه البشر . أني على استعداد بالاستمرار في عملي يوم عيد ميلاد المخلص كي اذيب لحن " العطلة السعيدة " في جوف من يعزف على هذا الوتر .
وأنتم يا أحبائي العلمانيين .. ردوا بقولكم " ميلاد مجيد " على من يمد يده اليكم او يفتح فاهه معكم ب " عطلة سعيدة " . وهنيئا لكم جميعا حلول " عيد الميلاد المجيد " واطلالة " السنة الجديدة المباركة "
Viva ….Viva … HAPPY CHRISTMAS Down … Down … Happy Holiday