المحرر موضوع: في قلعة مالمو أقيمت احتفالات أعياد الميلاد 2014  (زيارة 2292 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يحيى غازي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 173
    • مشاهدة الملف الشخصي
في قلعة مالمو أقيمت احتفالات أعياد الميلاد 2014

بقلم يحيى غازي الأميري
انه يوم الأحد الأول من شهر ديسمبر ـ كانون الأول ـ 2013، موعدنا السنوي مع احتفالات أعياد الميلاد في قلعة مالمو،أنها السنة الأولى التي اذهب فيها لمشاهدة الاحتفالات في القلعة ، فقد ذهبت عائلتي أكثر من مرة في السنوات السابقة بهذه المناسبة، وكانت الاحتفالات قد نال إعجابهم.
تشير النشرة التي أصدرتها الجهة المنظمة للمهرجان أنه لمدة يوم واحد فقط يبدأ من الساعة العاشرة صباحاً حتى الساعة الخامسة مساءً.بعد انتصاف النهار بساعة واحدة استقليت مع زوجتي الباص رقم( 5) من منطقة (روزنكورد ) المتوجهة إلى محطة قطار مالمو، قرب ساحة ( الكوستاف) والتي تعد مركز مدينة مالمو، ترجلت من الباص وسرت باتجاه القلعة، في هذه الأيام تبهرك ساحة (الكوستاف) بنشرات الزينة وأشجار أعياد الميلاد التي غطت واجهات المحلات والشوارع المحيطة بالساحة.
ساحة (الكوستاف ) تعج بالحركة و مظاهر التهيؤ لأعياد الميلاد ، اجتزت الساحة و المقبرة الملكية التي تقع بجانبها، وصلت للحديقة الموصلة بين ساحة الكوستاف والقلعة ، الممرات المتعرجة التي تحف بجانيها الأشجار والعرائش، عشرات التماثيل تنتشر هنا وهناك، مررت  بتماثيل لسرب من البط وأخرى لقطيع من الغزلان غاية بالروعة والجمال، تبهر ناظريك حدائق الورود والأزهار والنافورات بتصاميمها ودقة هندستها وهي تداعب المياه من حولها بحركات انسيابية أو راقصة، أسراب من الطيور والبط والوز تسرح على مهلها، متعايشة ومتآلفة مع المكان ورواده ،عشرات من النساء والرجال تصطحب معها،عربات أطفالها ، كلابها، قططها،أنه مكان رائع للراحة والاستمتاع؛  قرب البحيرة المحيطة بالقلعة التقطت بعض الصور،كان الجو بارد قليلاً فدرجة الحرارة تشير إلى 6 مئوية رغم الشمس الساطعة، لكن رياح باردة تدعوك إلى الإسراع والاحتماء في داخل القلعة.
في باحة القلعة كانت مجموعة من العوائل مع أطفالها تستمع لتعليمات المرشدة السياحيةـ احد العاملات في القلعةـ  وهي تشرح للمجموعة شيء عن القلعة ، انضممت مع زوجتي للمجموعة أخذتنا المرشدة إلى رحلة ، في باطن احد أسوار القلعة ، فتحت أحد أبواب الجدار أندلف الجميع في الدهليز، إنها المرة الأولى التي أدخل فيها مثل هذا المكان، الدهليز بعرض متر واحد تقريبا محاط بجدران سميكة من الجانبين عرض الجدار بحدود متر تقريباً، مبنية من الحجارة ، تتخلله فتحات للمراقبة، وأخرى على شكل مقوسات لغرض الإنارة، للعناكب بيوت منتشرة في أكثر من مكان، في نهاية الدهليز وصلنا إلى باحة دائرية واسعة عالية السقف أرضها رملية،إنها احد أركان سور القلعة، تطل على الباحة أربعة أقبية كبيرة مقوسة البناء وضعت فيها مدافع كبيرة قديمة،في الجزء العلوي من الباحة ، فتحات مقوسة البناء للإضاءة والمراقبة، رصت في الباحة مجموعة من الكراسي، توزعت عليها المجموعة التي دخلنا معها، فيما راحت المرشدة السياحية تشرح للحضور شيئا ً عن المكان وتاريخه، وبعدها بدأت بسرد حكاية قديمة، تقطع المرشدة حديثها لتسأل الأطفال عن العديد من المعلومات المتعلقة بالموضوع الذي تتحدث عنه فيجيبها الأطفال بثقة وتلقائية على أسألتها، كان يتصدر الأطفال بالإجابة طفلان بعمر 6أو 7 سنوات تقريباً، قبل إكمال المرشدة الحكاية غادرت المكان، بعد أن التقطت له عدة صور، أنه فعلاً سور حصين ضد هجمات الأعداء، يحمى القلعة التي تلتف حول أسوارها من الخارج بحيرة أعدت لهذا الغرض.
قرب البوابة الرئيسية للقلعة خرج من باب أحد دهاليز السور مجموعة من الحرس بملابسهم الفلكلورية القديمة، يعتمرون قبعات برتقالية كبيرة الحجم، مزينة بريش ملون، مدججين بالأسلحة التقليدية القديمة السيوف والرماح الطويلة ذات الفؤوس الذهبية اللامعة تثير فيك الرهبة والأبهة، ها هم يستعدون لبدء استعراضهم، يتقدم احدهم وهو بعلق بكتفه طبل كبير، ممسكاً بيده آلة قرع الطبل، وقبل أن يبدأ استعراضهم اقتربت منهم وحييتهم وطلبت أن نأخذ صورة معاً، بكل سرور أجابني احدهم فيما سحبني الأخر إلى وسطهم ووضع يده على كتفي ونحن نلتقط الصورة، أنهم مجموعة من الرجال السويديين الأشداء، طوال القامة  ـ كأنهم رجال (الفايكنج ) كما يوصفهم التاريخ والصور القديمة ـ كانوا كبار السن قد تجاوزت أعمارهم سن التقاعد هذا ما يوحي به مظهرهم، لكنه الفلكلور الجميل  يدفعهم للمشاركة والاحتفاء بهذا التقليد المهيب!
من الضروري أن أشرح شيء  مختصر يتعلق بالمكان الذي نزوره الآن(قلعة مالمو) تقع وسط مدينة مالمو، في حديقة واسعة غناء، بدا تشييد القلعة عام 1434م إلى أن أخذت القلعة شكلها الحالي في القرن السادس عشر، كانت القلعة حصن المدينة ومقر قادتها وأصبح في فترة من الزمن سجن دخله العديد من المشاهير قبل أن يصبح( متحف مالمو).
 يعد(متحف مالمو) أو كما يسمى (مالمو هوست)  المتحف الرئيسي في مدينة مالمو ويحتوي على عدة  متاحف، متحف لتاريخ المدينة و متحف لتاريخ العصور القديمة و متحف للتاريخ الطبيعي ومتحف للفن القديم والمعاصر، والفلكلور وكذلك تمتد بالقرب منه والتي تحتفل معه في هذه المناسبة متحفي التكنولوجيا والنقل البحري"
تركنا القلعة ومتحفها، لكوننا قد شاهدناها عدة مرات سابقاً، توجهنا إلى مبنى متحف التكنولوجيا والنقل البحري والذي يبعد، بحدود 100 متر عن القلعة، في الجهة الثانية من الشارع. قبل الدخول لمتحف التكنولوجيا والنقل البحري شاهدت بالقرب منها على حدود البحيرة المحيطة بالقلعة، مجموعة من العوائل مع أطفالها، وبالقرب منهم مجموعة من الخيول" خيول من النوع القزم" أصغر حجماً من الخيول العادية ، يمتطي الصبية على ظهورها بعناية ومراقبة من قبل مرشدين خاصين على ذلك، فتلف بهم لمنطقة محددة بذات العناية ، فيما ينتظر الآخرون من الصبية دورهم.
في الجهة الثانية من الشارع كانت امرأة وزوجها يشاركون في الاحتفال وهما يمسكان بعنان حبل لخروفين كبيرين وقد زينت قرونها بشرائط حمراء، فيما تتجمع حولهما الناس والصبية، العديد من الصبية والمارة يحاول تلمس احد الخروفين!
في الباب الرئيسي لمتحف التكنولوجيا والنقل البحري كانت تقف أحد العاملات في المتحف توزع نشرة توضح شيء عن المناسبة المحتفى بها، دخلنا المتحف كانت موسيقى فلكلورية تشنف الآذان تنبعث من القاعة التي على جهة اليمين، جلبتنا الموسيقى أليها أنها قاعة واسعة ،تحتوي العديد من المعروضات المتنوعة كأنك وسط سوق شعبي لصناعات يدوية وفلكلورية أطعمة أنواع من الخبز، العسل،  ملابس ،أدوات مطيح وغيرها من الآلات والأدوات القديمة.فيما كانت تملاْ الجو القاعة إيقاعات موسيقى صادحة لرقصة فلكلورية، ترقص على أنغامها ثلاثة نساء بملابس فلكلورية زاهية. حلقت بعيداً مع أنغام الموسيقى وإيقاع حلقة الرقص المتقنة والتي تبعث في النفس الارتياح والانشراح والسرور والحبور، وكلما انتهت أحدى الرقصات كانت اكف المتفرجين المشجعين تصفق بحرارة تنم عن تفاعلها وإعجابها.
  في الجهة المقابلة لهذه القاعة كانت قاعة مخصصة لعرض نماذج من الطائرات ومحركاتها من الصناعة السويدية ، وقفت بجانب احد محركات الطائرات والتقطت صورة معها، فهي المرة الأولى التي ألمس فيها محرك طائرة، تجولنا بين العديد من نماذج الطائرات والعجلات المختلفة كالسيارات والدراجات الهوائية، والدراجات البخارية وخصوصاً القديمة منها.
دخلت في جوف إحدى الغواصات السويدية الصنع، والتي صنعت في أواخر ثلاثينيات القرن الماضي التي أحيلت على التقاعد، منذ أكثر من 40 عاماً واتخذت من مبنى متحف التكنولوجيا مكاناً ومستقراً دائماً لها.
ثم زرنا العديد من الأقسام المتعلقة بالمواصلات القطارات والعربات وقسم الفيزياء والذرة والقبة الفلكية وغيرها من أقسام العلوم التكنولوجيا الأخرى والأسواق المتخصصة بزينة أعياد الميلاد والإكسسوارات التي أعدت ضمن الاحتفال بهذه المناسبة.
كان هنالك قاعة كاملة مخصصة ومتهيئة للأطفال للاستمتاع واللعب، للعلم في جميع القاعات كانت هنالك أماكن مخصصة للعب الأطفال والاستمتاع بزيارتهم.
كان لنا وقفة طويلة في قسم العلوم الطبيعية، فقد شاهدت عن بعد تمثال بحجم قريب للحجم الطبيعي، يجلس على كرسي، وضع فوق فراء أحد الحيوانات، وهو يرتدي ملابسه الأنيقة، وشعرة الأشيب الطويل المصفف بعناية وهو منهمك بتقليب صفحات كتاب وضعه بين يديه، فيما يقف بين ساقيه متأهبا أحد أنواع الثعالب"أبن أوى" في الحال همست في أذن زوجتي أني أعرف هذا العالم فقد درست عنه قبل عدة أعوام في كتاب منهاج العلوم الطبيعية في المدرسة السويدية، أنه العالم السويدي المشهور(كارل لينيوس) وبالإضافة لذلك فأن صورته مطبوعة على العملة النقدية السويدية فئة 100 كرونة ، تكريماً لجهوده العلمية ومنجزاته.فبادرت في الحال وأستليت من حافظة نقودي إحدى ورقات العملة النقدية ذات 100 كرونه ، وطلبت من زوجتي أن تلتقط لي صورة وأنا أقف خلفه وبيدي العملة النقدية.
بعض المعلومات المختصرة عن العالم كارل لينيوس، المدونة عنه في الموسعة الحرة ويكيبيديا:
(كارل لينيوس أو كارلو سلينيوس،عالم نبات سويدي الجنسية ،ولد في 23 مايو/ أيار 1707،  توفي في  10/يناير/كانون الثاني1778 عن عمر يناهز 70 عاماً؛ صنفه ملك السويد عام1757 كأحد النبلاء (كارل فون لينيه) وكان طبيباً وجيولوجياً ومربٍ وعالم حيوان وعالم نبات.
رائد علم التصنيف الحديث، ألف كتاب علم التصنيف "النظام الطبيعي" الذي وضع فيه أسس التصنيف العلمي الحديث، فهو أول من وضع نظام التسمية الثنائية أي" الجنس واسم النوع" ).
  
خلال جولتنا تسوقنا بعض من المطرزات الفلكلورية، وتذوقنا بعض أنواع الخبر السويدي وفي إحدى الكافيتريات داخل المتحف تناولنا فيها قدح من القهوة، كانت رحلة ممتعة جداً.
عند مغادرتنا البوابة الرئيسية لمتحف التكنولوجيا والنقل البحري كانت الشمس تهم مسرعة بمغادرة البلاد، فيما كانت الريح الباردة تلفح وجهنا بلسعاتها ونحن نحث الخطى إلى موقف باص نقل الركاب.!

مالمو / السويد
8 كانون الأول 2013
هوامش لصور التقطت بكامرتي الخاصة ، متعلقة بالمقالة
ــــــــــــــــــــــــــــــ


صورة رقم 1 قلعة مالمو/ مالمو هوست  


صورة رقم 2 داخل احد أسوار قلعة مالمو


صورة رقم 3 داخل احد أسوار قلعة مالمو


صورة رقم 4 فرقة الحرس بملابسهم الفلكلورية / قلعة مالمو


صورة رقم 5   فرقة الحرس بملابسهم الفلكلورية  / قلعة مالمو وكاتب السطور يحيى الأميري يلتقط صورة معهم


صورة رقم 6 مجموعة من العوائل السويدية  مع أطفالها تقف لغرض امتطاء الخيول ذات الأحجام الصغيرة المخصصة للأطفال/بالقرب من  قلعة مالمو


صورة رقم 7  صورة للخراف المزينة بالأشرطة ، أمام متحف التكنولوجيا والنقل البحري في مالمو


صورة رقم 8 إحدى قاعات متحف التكنولوجيا والنقل البحري في مالمو


صورة رقم 9 سويديات يؤدين رقصة فلكلورية / قاعة متحف التكنولوجيا والنقل البحري في مالمو


صورة رقم 10 كاتب السطور يحيى الأميري يقف بجانب محرك إحدى الطائرات السويدية/ قاعة متحف التكنولوجيا والنقل البحري  في مالمو


صورة رقم 11  كاتب السطور يحيى الأميري يقف بجانب سيارة سويدية قديمة الصنع موديل1957 / قاعة متحف التكنولوجيا والنقل البحري

 
 صورة رقم 12 كاتب السطور يحيى الأميري يقف بجانب عجلة سويدية قديمة الصنع/ قاعة متحف التكنولوجيا والنقل البحري


صورة رقم 13 كاتب السطور يحيى الأميري يقف داخل جوف غواصة سويدية قديمة الصنع/ قاعة متحف التكنولوجيا والنقل البحري


صورة رقم 14 كاتب السطور يحيى الأميري يقف بجوار تمثال العالم السويدي كارل لينيوس/ قاعة متحف التكنولوجيا والنقل البحري


 صورة رقم 15 كاتب السطور يحيى الأميري أقف خلف تمثال العالم السويدي كارل لينيوس، حاملاً بيدي الورقة النقدية السويدية فئة 100 كرونة / قاعة متحف التكنولوجيا والنقل البحري.


صورة رقم 16  بناية  متحف التكنولوجيا والنقل البحري  في مالمو