المحرر موضوع: المسيح صنع المعجزات فى حقل العلاج النفسي الجزء الاول  (زيارة 1018 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عادل فرج القس يونان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 473
    • مشاهدة الملف الشخصي
المسيح صنع المعجزات فى حقل العلاج النفسي
الجزء الاول

ان العلاج النفسى بوسائله المختلة قديم التطبيق فى علاج الامراض النفسية ولعله كان الوسيلة الوحيده فى علاج معظم الامراض (جسمية *نفسية *عقلية )منذ ان عرف الانسان المرض وسعى جاهدا الى الخلاص منه ومن دراستنا لعادات وطبائع الاجناس والقبائل البدائية التى مازالت أصنافها تعيش فى بقاع عديدة من العالم نستدل ان الانسان القديم قد مارس وسائل العلاج النفسى فى علاج الامراض بشكل عام الجسمية منها والنفسية والواقع ان الانسان القديم كالانسان البدائى (المعاصر ) لم يفرق بين اسباب الامراض الجسمية منها وغير الجسمية كما لم يفرق ايضا فى اساليب علاجها فقد رد الانسان القديم الامراض عامة الى اسباب خارقة *غامضة وعزاها الى قوى قادرة على التسلط عليه والحكم فى أمره والحاق الاذى فيه وكان لابد من اللجوء الى استعطاف القوى المتسلطة عليه بكل وسيلة ممكنة لدفع هذا الاذى او استشارة قوة اخرى اعظم منها وهذا المفهوم القديم للمرض (قرراتجاه العلاج وأسلوبه ) وخصائص القائمين بتطبيقه ----- فكان من الطبيعى ان ينتج هذا المفهوم وجود (الطبيب الساحر) ويمكن النظر اليه فى بعض صفاته بأنه (الطبيب النفسانى الاول فى تاريخ الطب النفسى) ومما لاشك فيه ان الطقوس السحرية التى كان يقوم بها الطبيب الساحر وامثاله فى الوقت الحاضر قد ادت فى كثير من الحالات الى نتائج ايجابية فى شفاء المريض ( وهذا ليس شىء غريب اذكره لابل الجميع يعرف ذلك ولازال هذا الاسلوب يمارس الى يومنا هذا رغم تطور الطب ) عن طريق التأثير النفسى لاسلوب العلاج ومن الواضح ان اسلوب العلاج لم يكن مبنيا على تفهم الاسباب النفسية فى المرضى ولا على استجابة هذه الاسباب للعلاج المناسب لها والواقع ايضا ان المريض نفسه لم يكن هدفا للعلاج وانما الهدف هو (الروح ) التى تملكت جسم المريض وعلى ذلك كان المريض نفسه لم يكن طرفا فى اسلوب العلاج وانما مجرد (موطن ) وكثير من وسائل العلاج تطورت من الطبيب الساحر من الطقوس ومراسيم وقرارات وتعزيم وحروز وتمائم ونذور وغيرها ) من الاساليب التى تهدف بالواقع الى التأثير على الحالة المرضية بفعل تأثيرها على (الروح ) التى يفترض المعالجون وجودها كما افترض الطبيب الساحر والانسان القديم وجودها فى كيان المريض وسواء اتفقنا اولم نتفق مع هذه الاساليب العلاجية مما لاشك فيه انها افادت فى علاج وشفاء بعض المرضى فى الماضى كما فى الحاضر-- وقد نجمت هذه الفائدة عن التأثير الايحائى لاسلوب العلاج (والايحاء هو احد الوسائل الهامة التى تسبب بعض الامراض النفسية وفى علاجها وخاصة فى مرض الهستيريا ) كما ان من  اوائل المعارف التى مارسها الانسان (الدين والسحر والطب ) وقد ترابطت هذه المعارف فيما بينها حيث مارس كهنة المعابد الوثنية والسحرة الطب البدائى بأساليب متعددة ويغلب عليها السحر والشعوذة وفى الحضارات القديمة اتخذ الانسان آلهة متخصصة بالطب والشفاء فكان لدى البابليين آله الطب (آيا ) و آله الحكمة والشفاء (أنتازو) ولدى اليونان كان اكبر  آله الطب (آبولو ) الى ان جاء الحكيم العظيم (ابو قراط ) المتوفى سنة 375 ق- م اشهر رجل فى تاريخ الطب منذ بداية الخليقة والذى نادى بعزل الطب عن السحر والدين ووضع اسسا وقواعد لممارسة الطب بالمعقول والملموس لا بما هو خيا ل ومدسوس--!!  وبالمناسبة وهو ايضا صاحب القسم المشهور(ابو قراط) الذى يردده الاطباء بعد تخرجهم وقبل ممارستهم لمهنة الطب.
وفى ملىء الزمان جاء المسيح له كل المجد وصنع المعجزات الكثيرة ومنها فى حقل العلاج النفسى واعطى الحياة المسيحية رونقا وطعما خاصا ومميزا ظهرت فيه صفات الانسانية الحقة والرحمة ولم يعد الطب سحرا وشعوذة ومصدرا للربح الحرام كما كان سابقا واعطى للعلاج النفسى صفة وميزة ايمانية اى ربط بين الايمان والشفاء اى بمعنى تحول العلاج النفسى الى عمل ايمانى تتجلى فيه قدرة الخالق العظيمة حيث قال:- لقائد المائة جندى فى كفر ناحوم عندما جاءه يطلب الشفاء لغلامه المفلوج المعذب ---- اذهب وكما آمنت ليكن لك فبرأغلامه فى تلك الساعة وقال:- للمرأة نازفة الدم قرب بحيرة طبرية ثقى ياابنة ايمانك قد شفاك فشفيت المرأة فى الحال وايضا قال:- للمرأة الكنعانية فى تخوم صور وصيدا يا امرأة عظيم ايمانك ليكن لك ما تريدين فشفيت ابنتها وللأعمى قرب اريحة اذهب ايمانك قد شفاك فبصر فى الحال وهكذا تحول العلاج النفسى الى عمل ايمانى (اذا مرضت يا ابنى فلا تتهاون بل صّلى الى الرب فهو يشفيك) لان غاية الرب هى توفير الحياة السعيدة الصحية لبنى البشر وبها  تعم العافية وجه الارض
عادل فرج القس يونان