صراعاتنا الداخلية الى اين ؟
اخيقر يوخنا في الحرب العراقية الايرانية كنت جنديا ضمن فوج مشاة في منطقة كلالة - اربيل حيث شاهدت بنفسي قتال بالعصي بين اثنان من ابناء احدى القرى الكردية النائية والفقيرة جدا في صيف حار اثناء قيام الفوج بترحيل اهالي القرية حيث استفسرت من عريف الفوج عن سبب قتال هؤلاء الشباب فقال انهم يتقاتلون من اجل صفيحة ( تنكة دهن ) فارغة وكل واحد يدعي انه صاحبها .
وقد تم ترك هؤلاء الشباب يتقاتلون بعنف بحيث ادمي احدهم الاخر فيما وقف الجنود يتفرجون ويضحكون وبعد انتهاء القتال تم سحلهم بخشونة ورعونه الى السير على الاقدام حتى الوصول الى السيارات العسكرية تاركين ورائهم كل شئ .
تذكرت هذة الحادثة وانا اقرا ما يدور من اقتتال داخلي بين بعض اقلامنا .
وكل واحد يتمسك براية ويرفض ان يتنازل عما امن به وكانه وحده يملك الكلمة المنزلة والاخر عدو له .
والاخر هو العقبة امام تحقيق ما يرمي اليه .
فيما نجد اننا حتى اذا اتفقنا جميعا على ائ شي يطرح وخاصة بصدد التسمية فاننا قد لا نستطيع ان نشكل ايه قوة ضاغطة سياسيا على الخارطة السياسية العراقية .
ومن جانب اخر يتسلى اعدائنا بما يدور في ساحتنا .
ونحن بفضل ومسعى واصرار بعض من اقلامنا الذين لا يشق لهم غبار في هذا المجال نخدم اعدائنا مجانا ونزيدهم قوة في تفتيت اواصرنا
ولا اريد ان ابدو كمرشد سياسي لوضع حد لهذة المهاترات والمساجلات العقيمة ولكن اعتقد انه قد ان الاوان لنطلب من الجميع التوقف عن هذة الاساليب
فكن من شئت ان تكون
وتسمى بالاسم الذي تروم
ولكن لا تنسى ان تقوم بعمل مثمر في خدمة ما تؤمن به من اجل المحافظة عليه
فالمؤمن بكلدانيتة او اشوريته او سريانيتة عليه ان ياتي بافعال سياسية تعزز ما يؤمن به وان لا يكون مجمل كفاحه السياسي هو الطعن باخيه
لان البيت الكلداني اذا كان مرتبا وصلبا ونظيفا فانه يكون عونا لبيته اخية الاشوري والسرياني
واننا يجب ان لا يقودنا الفشل السياسي في مقارعة الاخرين لاتخاذه شماعة لاشغال انفسنا
ومن جانب اخر فانا شخصيا احمد الرب ان القراء والكتاب وبنسبة عالية منهم قد تجاوزو العقد الخامس والسادس والبعض منهم على عتبة الحفرة النهائية للحياة
حيث ان الشباب لا يدري ماذا يدور بين الشياب
لان القارئ لما تسطره تلك الاقلام يعتقد بان هناك حرب في الشوارع بين ابناء شعبنا
وهذا يثبت ان اقلامنا تعيش في وادي غير الوادي الذي يعيش فيه شعبنا بكل تسمياته بمحبة واحترام
ففي داخل معظم عوائلنا تجد امراة او رجل من هذة التسمية او تلك
فاذا ليعلم هؤلاء الاخوة الابطال في اثارة النزاعات الانترناتية الفارغة ان كلمتهم غير مسموعة
وانهم ليسو بفلاسفة اخر الزمان لكي يقتدى شبابنا بهم
بل ان شبابنا الواعي يضحك على ما تطرحه تلك العقول الضيقة
ومما يزيد اسفنا ان هذة المواضيع تتكرر وبصورة مملة وكان اصحابها لا يجدون شيئا اخر يقدمونه للقراء .
وذلك قد يكون دليل للافلاس السياسي والفقر الثقافي
وهنا وبمناسبة اعياد الميلاد
ادعو الجميع الى وقف كل هذة الكتابات
والكتابة عما يجعلنا كشعب يهاجر عن الوسائل والطرق التي يمكننا بموجبها ان نشجع الباقون في الوطن على مواصلة العيش هناك
وخاصة ونحن المغتربين لم تعد لنا كلمة مسموعة في الداخل اضافة الى انه لا يحق لنا ان نتدخل بامور الداخل
وان كنا كمغتربين نود القيام باعمال سياسية لدعم قضية شعبنا في الداخل فهناك طرق نستطيع القيام بها
وعليه يجب ان لا تكون اقلام الاغتراب زناد لاطلاق رصاصات الفتن وايقاظ الخلافات وتقويتها .
فهل يا ترى يبدا كل واحد منا من ذاته ويقسم في نفسه امام الرب بانه سيكف عن هذة المهاترات العقيمة ؟