المحرر موضوع: السينما في كوردستان ..... خطوة رائدة  (زيارة 605 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل فوزي الاتروشي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 289
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
السينما في كوردستان ..... خطوة رائدة
                                                     
فوزي الاتروشي
                                                    وكيل وزارة الثقافة

السينما او الفن السابع الذي يحمل اقصى قدر من الجمالية والفن والجماعية في العمل والتواصل والتأثير التربوي والاجتماعي والثقافي مع الجمهور, يعتبر الفن الابرز في حياتنا لما له من قدرة على التفاعل وتوجيه الرأي العام .
اضافة الى انه الفن الذي يجمع بين السيناريو والتصوير والتقنيات والتمثيل والاخراج والانتاج فهو فن وصناعة في آن واحد  وفيه تأخذ القصة والرواية والحدث والحكاية اوسع مدى للانتشار والشيوع .
لذلك كله فأن الاعلان عن انشاء معهد سينمائي في اقليم كوردستان بكوادر عالية المستوى وخبرات كوردية وأوروبية في مجالات الاخراج والتصوير والسيناريو والمونتاج والدوبلاج والتمثيل واستقدام سينمائيين من هوليود لألقاء المحاضرات كضيوف, كل هذا يجعل المعهد السينمائي في اقليم كوردستان متميزاً للغاية على مستوى كوردستان والعراق, في وقت انحسر هذا الفن واغلقت دور العرض السينمائي في اغلب مدن العراق أثر توجهات خاطئة تقلل من الدور الكبير والفعال جداً  للسينما في حياة الناس. ومن المؤكد ان المخرج الكوردي المعروف "بهمن قوبادي" الفائز بجوائز عالمية والذي قدم هذه المبادرة الخلاقة يكون بذلك مدشناً لدور ريادي لنفسه في التأسيس لسينما كوردستانية قائمة على العلم والمعرفة والفن والاستفادة من التجارب المتقدمة في هذا المجال .
الواقع ان السينما في الاقليم قطعت في السنوات الاخيرة شوطاً جيداً في التقدم والحضور الى المهرجانات السينمائية في العواصم الاوروبية والعربية وحازت الافلام الكوردية على عدة جوائز, ولاسيما بعد ان توفر مخرجون رفيعو المستوى لهم خبرة ودراية كافية .
اننا اذ نحيي هذه الخطوة السباقة نعيد الى الاذهان صورة المشهد السينمائي في العراق في عقود الخمسينات والستينات والسبعينات, حيث كانت دور العرض السينمائي بالعشرات في بغداد والمحافظات وكانت اجمل واعظم الافلام السينمائية على مستوى العالم تعرض فيها وكان للسينما لدى الناس وقعها واهميتها وكانت العوائل العراقية متلهفة لمشاهدتها .
ان السينما فن عظيم ولابد لكي تنهض مجدداً ان يتشارك القطاع العام والخاص للنهوض بفن يشكل بمحتواه ومغزاه واهميته جزءاً اساسياً في الحضارة الحالية .
وهذا يقتضي بالضرورة التخلي عن كل الترسبات والافكار البالية والاراء المتهرئة التي تنوي وضع الشمع الاحمر على السينما وادخاله في خانة المستهجن او المكروه او الحرام, لان هذا الموضوع لا يستحق حتى الالتفات اليه او مناقشته والدليل ان دولة مثل إيران تنتعش فيها السينما ولا وجود لمثل هذه التخريجات الماضوية التي تقفل الحاضر بوجهن ا وتمنعنا من الوقوف على بوابات المستقبل المشرق والمضيء بالفن والثقافة والادب والجمال وتعيدنا الى نقطة الصفر في وقت يحث العالم الخطى بسرعة قياسية الى الامام .
                                                                                  15/1/2014