البطريرك ساكو: اختيار المطران النوفلي جاء لدعم الوجود المسيحي في البصرة
عنكاوا كوم– البصرة– دريد فريد فرج قال بطريرك الكنيسة الكلدانية مار لويس روفائيل الأول ساكو يوم الإثنين الماضي إن اختيار مار حبيب هرمز النوفلي لتنصيبه مطراناً جاء لدعم الوجود المسيحي في البصرة.
وجاءت تصريحات رأس الكنيسة الكلدانية بعد قداس التنصيب الذي أقيم مساء الإثنين الماضي لمار حبيب هرمز حيث استقبل البطريرك مار لويس والأساقفة الجدد مسؤولي الحكومة المحلية ووجهاء المدينة بالإضافة إلى شيوخ العشائر في زيارتهم التي استغرقت يومين.
عنكاوا كوم كانت متواجدة في هذا الحدث غير المسبوق كونها الزيارة الأولى بهذا المستوى الرفيع على حد تعبير وسائل الإعلام المحلية، إذ تمكنت من الحصول على تصريح من البطريرك مار لويس الذي قال إن "هناك مثل يقول بعد خراب البصرة ويؤسفنا أننا رأيناها مجهدة عمرانيا وخدماتياً وكنسياً وأقول كنسياً لأن أبرشية البصرة الكلدانية بقت زهاء عشر سنوات دون مطران وهذا ما أدى إلى غياب الحضور المسيحي ونحن قمنا باختيار مطران للبصرة من أجل دعم الوجود المسيحي واختيار مار حبيب النوفلي هو لكي يكون مرجعية كما للأخوة المسلمين مرجعيات في هذه المدينة".
وقال البطريرك "لقد فرحنا كثير بالانفتاح الموجود في البصرة وعموماً أن أهل البصرة مسالمين وطيبين واليوم قام المحافظ الدكتور ماجد النصراوي ونائب رئيس المجلس وليد كيطان وأعضاء المجلس بزيارتنا ودعونا لتناول وجبة الغداء على شط العرب في سفينة السلام وطلب مني محافظ البصرة أن يأتي جميع المسيحيين للبصرة ووعدني بأن يمنح لكل من يعود إلى البصرة من أبناء شعبنا قطعة ارض أو بيت وتوفير عمل وهذا شيء ايجابي يشجع المسيحيين للعودة".
وأضاف إن "البصرة كانت أبرشية عريقة لأنه قد خرج منها علماء كثيرين والبصرة تاريخيا لها دور كبير في المسيحية لذا سنعمل للمحافظة على الوجود المسيحي، فمسيحيي البصرة هم من الطبقة الوسطى والفقراء وهذا ما يجعلنا نوسع علاقاتنا مع الحكومة والمسؤولين لإيجاد ظروف وأجواء من اجل المسيحيين، أما عودة المسيحيين من الخارج فالبصرة هنا أمان واستثمار والحكومة تشجع لعودة أبناء شعبنا فلماذا لا يعودون وكذلك في الشمال قبل أسبوع كنت هناك وهناك كثير من الأمور التي تشجعهم على العودة أفضل من العزلة والغربة وأيضاً هنالك حاجة إلى دعم مادي سكن أو عمل أو مدارس و نحن نفكر بالعمل على هذا الموضوع والعمل على الدستور وأن يكون هنالك انفتاح ونوع من الفصل بين الدين و الدولة، المواطنين سواسية أمام القانون".
وقال راعي الأبرشية الكلدانية المطران حبيب هرمز النوفلي لـ "عنكاوا كوم" إني "فوجئت بما رأيت وشاهدت من المستوى الروحي المتقدم لكنائس البصرة ليس الكنيسة الكلدانية فحسب وإنما الكنائس الأخرى على حد سواءً الأرمن الأرثوذكس، السريان الأرثوذكس، السريان الكاثوليك، كما فوجئت بالترحاب الكبير من قبل ممثلي الحكومة والأحزاب والمنظمات المجتمعية والثقافية وبقدوم القناصل الذين يمثلون بعض الدول المتقدمة في البصرة وهذا يدل على الاهتمام الكبير بالتنصيب ونتمنى أن نكون بمستوى المسؤولية في هذه المدينة التي تعتبر ثغر العراق وأن تكون هنالك انطلاقة جديدة للحوار الحضاري والثقافي بين مختلف الأديان حيث نعلم هنالك إضافة للإسلام الصابئة".
وأضاف "أقدم الشكر لجميع من نظموا هذا الاحتفالات وخصوصاً رعاة الكنائس واللجان المنبثقة من الأبرشية ودور الراهبات في هذه الخدمة وأيضاً شكر لأبينا البطريرك وسفير البابا الذين تجشموا عناء السفر وهي ستكون حافز لنا للتخطيط والعمل بسرعة للتقدم في جميع الأصعدة خصوصاً في المجال الروحي إضافة إلى المجال الأخرى التي تتضمن الناحية الاجتماعية والثقافية وأيضاً إدارة الأوقاف لهذه الأبرشية التي تعتبر الينبوع الأول للمسيحية في العراق حسب ما يعتقد لدور مار توما الرسول خلال توجهه للهند و كانت هذه تعبر كنيسة كبيرة في منطقة المشرق القديمة إلى الخليج وبلاد فارس جنوباً إلى الناصرية التي تعتبر محطة أول إعلان لوحدانية الله من قبل أبينا إبراهيم والتي تعبر ميناء العراق وهي مدينة طيبة بطيبة أهالها وسكانها ونتمنى من المسؤولين أن يعوا هذه الحقائق وأن يهتموا بشعبهم الذي ضحوا وقدموا آلاف الشهداء وخصوصاً الكنيسة التي قدمت كثير من الضحايا بسبب العنف".
وختم النوفلي حديثه قائلاً "اشكر موقع عنكاوا كوم الذي يقوم بإيصال أخبار أبناء شعبنا المسيحي أينما كانت".
يذكر أن دعوة الغداء التي تبناها محافظ البصرة الدكتور ماجد مهدي النصراوي كانت في سفينة السلام التي جابت شط العرب ليرى الزائرون جمال هذه المدينة العريقة هذا بعد أن تبادل المحافظ مع البطريرك ساكو الدروع والهدايا التذكارية في مقر الأبرشية الكلدانية.